أيها الزعماء النقابيون

أخيرا اجتمعتم أيها المناضلون الثوريون الشرسون …أخيرا حققتم حلمنا في وقف حرب الدمار الشامل القذرة التي دشنها بنكيران منذ سنوات على جيوب الفقراء . تنفسنا الصعداء حين رأيناكم مجتمعين تتبادلون الضحكات والهمسات حول تلك المائدة الضخمة التي التقطت صورتها عدسة الكاميرا خلسة .متأكد ان الطبق كان لذيذا…لذيذ جدا . فقد استفزنا و أيقظ فينا نحن الذين رأيناه عبر الفيديو تلك الرغبة الحيوانية في القضم والهضم فما بالكم أنتم الذين كنتم في مسرح الحدث .
سامحونا إن كنا « حنزازا بزاف » أو « فينا لعياقا » أكثر من اللازم . من حقكم أن تأكلوا وتشربوا ما لذ وطاب .كيف لا وأنتم تمثلون الجيش العرمرم من العمال والكادحين ،لا تفوتون أية فرصة لتنددوا بالسياسات الحكومية العرجاء وبالليبرالية المتوحشة وبالإجهاز على حقوق الفقراء .ما هذا الغباء ؟أترضون أن تروا زعيمكم المبجل بحارب الجوع اللعين بالبيصارة او اللوبيا في حي شعبي في الرباط ؟أهذا ما يريحكم .؟تبا لكم … عيب حشومة أن نفسد عليكم وجبتكم اللذيذة . كان علينا أن نقول لكم بالصحة والعافية ونغلق أفواهنا غير المؤدبة .
سامحونا أيها الزعماء الثوريون الفضلاء الشرفاء . نريد أن نخبركم فقط بما يجول في خاطرنا ، مجرد فضول صغير .. . نريد فقط أن نعرف من أدى فاتورة تلك الوجبة الفخمة …جربنا أكثر من مرة ذاك الإحساس المر حين تأتي فيك » الدقة » وتضطر إلى تسديد فاتورة ما أكله أشخاص لا تجمعك بهم غير الضحكة الصفراء …من هو يا ترى صاحب الدار الكبيرة مول الخير أو لخمير. الجواد الفعال للخير المعطاء المدرار …؟
نعرف قوتكم وإصراركم وعزيمتكم . محاربون أنتم لا يشق لكم غبار . كلما دخلتم حربا كسبتموها ومرغتم خصومكم وخصوم العمال الدراويش في الوحل . عندما تتحالف ثلاثة قوى رهيبة فإنها تصنع المعجزات.و لا قوة تستطيع الصمود في وجهها . انظروا ما فعلته قوى التحالف بصدام وعبد الناصر وهتلر وميلوزوفيتش والقذافي..
الان نحن سعيدون جدا لأنكم ستثأرون لنا من بنكيران .الذي يقتلنا ببطء .بنكيران الذي يريدنا أن نكد ونكدح حتى ينضب كل مخزون العرق والدم ويلتصق اللحم بالعظم ويرسلنا مباشرة إلى المقابر . بنكيران الذي لا يريد شيوخا كسالى في مملكته السعيدة .شيوخ يستهلكون ولا ينتجون أليس العمل عبادة ؟ ما العيب في أن يذهب المدرس والمدرسة إلى عملهم متكئبن على عصاهم ؟اليس ذلك أجدى من قتل الوقت بالثرثرة الخاوية ولعب » الدامة » في الزقاق والحدائق؟
نعرف انكم لا تقلون رجولة وشجاعة عن المعتصم الذي هب لنصرة امرأة مظلومة استنجدت به .ستعيدون الحق لأساتذة ظلوا شهورا في الرباط .أساتذة يطالبون بحق لا يتناطح عليه كبشان… .فقمعوا وضربوا وأهينو …بالله عليكم تخيلوا ماذا سيحكيه هؤلاء لتلامذتهم بعد عودتهم من الرباط ؟
أيها الزعماء الاجلاء …لقد اجتمعتم في الزمان والمكان الخطأ لقد أخطاتم الموعد مع التاريخ …القطار فاتكم … إنكم تؤذنون في مالطة كما قال المسرحي عبد الكريم برشيد.
رشيد أوخطو
06.02.2014






2 Comments
Lah ya3tik sa7a assi Rachid fda7thom ba3o tmach!!!!!!!!
لاتنتظروا من النقابات شيئا،تركها لإتفاق 26 أبريل وغيره ٠إعتمدوا على أنفسكم في الدفاع عن حقوقكم