التشكيك في مأساة محمد جمال الدرة أفظع من قتله

في برنامج الاتجاه المعاكس الذي تقدمه قناة الجزيرة القطرية نفى مسيحي متصهين أن تكون مأساة الشهيد محمد جمال الدرة حقيقة ؛ وجعلها مجرد مونتاج مفبرك القصد منه الإساءة إلى سمعة إسرائيل . ولعل هذا التصريح المشكك في حقيقة جريمة بشعة ضد الطفولة الفلسطينية أفظع من الجريمة في حد ذاتها؛ وهو يستهدف أمتنا في مشاعرها.
فعندما يتعلق الأمر بالهولوكوست مثلا ؛ وهو محض افتراء بشهادة صاحب كتاب الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل روجي جارودي يصبح التصديق فرض عين كما يقول فقهاء المسلمين على العالم أجمع وإلا كانت تهمة معاداة السامية جاهزة لكل مشكك؛ وكل محاكم الدنيا جاهزة لمقاضاته وإلحاق أقسى العقاب به ؛ لكن عندما يتعلق الأمر بالشهادات المصورة تصويرا حيا ينقل عبر قنوات الإعلام العالمي تصير القضية مجرد مونتاج مفبرك حتى لا تمس سمعة إسرائيل.
ولقد اعتذر على أسطورة الهولوكوست العالم كله ؛ وهو اعتذار صار في مرتبة طقس ديني ؛ فكل من زار فلسطين المحتلة من الأوروبيين وغير الأوروبيين يجدد الاعتذار لليهود؛ وعندما طلب من الرئيس الفرنسي اعتذار فرنسي واحد عن تاريخ فرنسا البشع في الجزائر أبى ولف ودار وطلب من الجزائريين تناسي وتجاوز البشاعة الفرنسية ؛ بل طالب بحذف فقرة من نشيد الجزائر الوطني الذي يدين هذه البشاعة .
فعندما يبطش الجلاد بالضحية فتلك جريمة مألوفة؛ ولكن عندما يشكك الجلاد في جريمته أو يرفض الاعتذار عنها فالجريمة أبشع من أن توصف.
3 Comments
هذا الذي يشكك في مأساة الشهيد الدرة ؛ التي هزت العالم آنذاك وأثرت في الضمائر الإنسانية الحية بكل اتجاهاتها الدينية والحضارية ؛ لا يملك ذرة حياء.
الصهيوني الذي شكك في الموضوع اقل مايقال عنه انه ولد ……… والسلام
اخي الاستاذ محمد شركي
نعم انا اتفق معك
لانه ليس اسوأ من الجريمة الا قتل الاحساس بالجريمة
شكرا واسلم لاخيك يوسف حجازي