ان الزيارة التي يبدأها صاحب الجلالة اليوم لمدينة وجدة وغيرها من مدن الجهة الشرقية تكتسي عدة دلالات ومعاني سياسية واقتصادية واجتماعية : فاذا كانت هذه الزيارة ليست هي الزيارة الاولى التي يقوم بها جلالته للجهة الشرقية بل هي الزيارة الرابعة او الخامسة منذ تولي جلالته عرش اسلافه المنعمين ،وفي هذا التقليد الذي سنه جلالته بان يزور الجهة الشرقية مرة او مرتين كل سنة له معاني عميقة تتمثل بالاساس في فك العزلة السياسية التي كانت تعرفها الجهة الشرقية التي كانت تعاني من التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي … وهكذا اصبحت الجهة الشرقية تعرف عدة مشاريع اقتصادية واجتماعية منذ ان تولى جلالته ، حيث عرفت العديد من المشاريع الاقتصادية النور ، واعطيت الانطلاقة لمشاريع اخرى ستلعب دورا مهما في تقوية البنيات التحتية للجهة الشرقية ، من طرق مزدوجة ، وخطوط جديدة للسكك الحديدية ، هذا بالاضافة الى عدة مراكز اجتماعية تخص الشباب والرياضة ، والشؤون الاجتماعية ، والصحة ،

واذا كانت الجهة الشرقية تشهد بالفعل منذ تولي جلالته عدة اوراش في مجالات متعددة ، فان الجهة الشرقية في حاجة الى المزيد من المرافق الضروري التي تفتقر اليا الجهة ، سواء ما يتعلق بالصحة ، حيث ان المستشفيات الموجودة بالاقليم لا تتوفر فيها الخدمات الضرورية ، وتفتقر الى العديد من التخصصات لا سيما في مجال بعض الامراض المستعصية مثل امراض السرطان ، والعلاج الكيماوي ، …ولهذا فان هذا الاشكال لا يمكن حله الا باحداث كلية للطب بالجهة الشرقية بجانب مستشفى جامعي يتوفر على جميع التخصصات …

كما ان الجهة الشرقية في حاجة الى مشاريع اقتصادية متوسطة وكبيرة يمكن لها ان تقوم بامتصاص جزء من البطالة الشابة التي تتكاثر سنة بعد اخرى ، مما يجعل شباب الجهة لا يرى مخرجا من بطالته الا بالتفكير في الهجرة الى الضفة الاخرى رغم كل المخاطر …ولهذا فان احداث حي صناعي جديد يعتبر من الاهمية بمكان شريطة ان لا يوزع بالطريقة التي تم بها توزيع الحي الصناعي بطريق الجزائر … ولهذا تبقى مهمة المركز الجهوي للاستثمار مهمة فعالة في البحث عن جلب رؤوس الاموال الداخلية منها والخارجية … وما يلاحظ لحد الان ان المركز الجهوي للاستثمار بوجدة لم يقم بالمهمة الموكولة اليه بحيث ان الطابع البروقراطي ما يزال يسيطر على هذا المركز ، الذي عليه ان يكون هو المحرك الاساسي للاقتصاد بالجهة وهو ما لم يتحقق لحد الآن …

وختاما نتمنى لصاحب الجلالة مقاما طيبا بين رعاياه بالجهة الشرقية بصفة عامة ، وبمدينة وجدة خاصة …