دور الولايات المتحدة الأمريكية في زعزعة الأمن والاستقرار في العالم

لا توجد بؤرة توتر في العالم إلا و للولايات المتحدة فيها يد خفية أو ظاهرة. لا أريد أن استعرض تاريخ التدخل الأمريكي في دول العالم والذي كان سببا في زعزعة الأمن والاستقرار في كثير من البلدان
؛ وإنما أريد أن أركز على اللحظة الراهنة فقط.
الولايات المتحدة الأمريكية تختلف مع كل دول العالم في تسمية زعزعة الأمن والاستقرار في العالم ؛ فما تعتبره الدول الضعيفة زعزعة لأمنها واستقرارها يعتبر حفاظا على الأمن القومي الأمريكي بالمنظار الأمريكي والمنظار الأوربي الغربي والصهيوني.
لقد عمدت الولايات المتحدة إلى القطر الفلسطيني الشقيق والمحتل فأوقدت نار الفتنة بين فصيلين شقيقين من أجل تقويض شرعية أحدهما لتسهيل تنفيذ المشروع الصهيوني الذي هو جزء من الأمن القومي الأمريكي ؛ وهي اليوم تستضيف مؤتمرا لما تعتبره هي أمنها القومي الوثيق الصلة بأمن إسرائيل؛ وأتوقع لا قدر الله أن ثمن الأمن القومي الأمريكي والصهيوني هو زعزعة للأمن والاستقرار الفلسطيني ما لم يتنبه الأشقاء للمؤامرة لتحبط قبل ميلادها.
وعمدت الولايات المتحدة إلى القطر اللبناني الشقيق فوسعت الهوة بين الأشقاء ؛ ولبنان لا قدر الله على شفا مصير مشئوم شبيه بمصير كئيب لم ينس بعد ؛ بل لقد نبشت الولايات المتحدة الجذوة الخامدة للصراع ؛ وهي اليوم تنفخ فيها عن طريق تقريب فصيل وإقصاء آخر؛ وإضفاء الشرعية على هذا ونزعها من ذاك . وها هو لبنان البلد الجميل الصغير يعجز عن توافق حول رئيس لأن الأمن القومي الأمريكي مهدد وكذا الأمن الصهيوني إذا ما وجد التوافق.
وعمدت الولايات المتحدة إلى القطر السوداني الكبير والعريق فاقتطعت من أبناء الشعب الواحد المتعدد الأعراق طائفة من الصعاليك وقطاع الطرق ممن يمتهنون الارتزاق وجعلت منهم قضية دارفور وقضية الجنوب وهما قضيتان لا يتحقق الأمن القومي الأمريكي والصهيوني بدونهما.
وعمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى باكستان البلد العظيم في القارة العظمى ففرقت بين شعب وجيش وأشعلت فتيل حرب بينهما من أجل أمنها القومي وأمن إسرائيل.
وعمدت إلى عراق وأفغانستان تحتلهما أصلا من أجل أمنها وأمن إسرائيل فقربت طائفة منهما واستضعفت أخرى وأشعلت بينهما حربا لا هوادة فيها أتت على الأخضر واليابس من أجل ضمان استمرار أمنها القومي وأمن الصهاينة.
وعمدت إلى كل قطر عربي وفككت عرى الثقة بين الأنظمة والشعوب فصارت الأنظمة تنظر إلى شعوبها نظرة عداء؛ وتعقد المؤتمرات من أجل محاربة عدو وهمي من صنع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من أجل أمنهما القومي.
إن الأمن القومي الأمريكي والصهيوني هو عبارة عن زعزعة الاستقرار والأمن في كل دول العالم ؛ وإذا ما استتب الأمن والاستقرار في العالم كان ذلك تهديدا خطيرا للأمن القومي الأمريكي والصهيوني فلتنظر شعوب وأنظمة العالم خصوصا العربي والإسلامي أي أمن تريد ؛ أأمنها هي أم الأمن القومي الأمريكي والصهيوني ؟؟؟ وحري بمن هدد أمنه أن يدعو إلى مؤتمرات من قبيل مؤتمر أنابوليس. فلو كان أمن الدول العربية والإسلامية هو المهدد لكانت السباقة لعقد المؤتمرات على أرضيها كما فعلت الدولة العظمى التي يتعرض أمنها للتهديد من طرف دول فيها الظلم والجوع والأمية والفقر وغياب الوعي بوحدة المصير؛ وفيها نماذج من جيوش الارتزاق بشتى الألقاب والنعوت والصفات والتي بواسطتها يتحقق الأمن القومي الأمريكي والصهيوني .
1 Comment
تحية طيبة وأصدق من براءة طفل..
بعد غياب أطول من الأمد..أعود وأضع بصمتي على صفحتك الخاصة..عل مروري يكون مقبولا عندك..
أولا : أهنئك على تميزك في اختيار المواضيع وطريقة سرد المعلومات..
ثانيا : وما أود قوله لك، واسمحيلي أختي الغالية – هو أنني لاحظت تغييرا شاملا في اخيار مواضيعك ونوعيتها عن السابق..
لقد كان لك مسارا هادفا عن الحالة الاجتماعية وكل الجوانب الخاصة بالمرأة سواء دينا أو دنيا..
لكن..هذا لا يمنع أبدا أنك اجتهدت ونجحت في كلا المسارين..
حقيقة أنك استطعت التحكم في شتى المواضيع..
تقبلي أختي الغالية مروري ومشاركتي المختصرة..فقد وودت فقط وضع بصمتي على صفحتك الرائعة..
تحياتي – نور الإيمان..