وجدة : ألأحد المشهود بين أخلاق الأسلام وأخلاق الرياضة
عرفت مدينة وجدة يوم الأحد 05/02/2006 يوما ، بل عشية مشهودة عرفت تظاهرتين مختلفتين في اهدافهما ، ومنطلقهما ، وفي سلوكاتهما ، وتصرفاتهما ، التظاهرتان انطلقتا تقريبا في نفس الساعة ، ويتعلق الأمر بمقابلة رياضية مهمة جمعت بين فريق المولودية الوجدية لكرة القدم ، وفريق الرجاء البيضاوي ، بالملعب الشرفي للمدينة حيث حضر المقابلة بضع عشرات من انصار الرجاء البيضاوي والذين جاؤوا من الدار البيضاء ….لتشجيع فريقهم … .
وهناك في شارع محمد الخامس وبالضبط من مسجد عمر بن العزيز قررت مختلف الجماعات الاسلامية بالمدينة تنظيم مسيرة " غضب " لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث استنفرت قوات الأمن كل ما لديها من انواع القوات ، سواء قوات التدخل السريع ، وقوات مكافحة الشغب ، والقوات المساعدة ،وشهد محيط المسجد حالة تأهب قصوى ، وترقب ، وتخوف لما قد تؤول ، او تتحول اليه المسيرة " الغاضبة " … ياله من حظ تعس للمسؤولين الأمنيين بوجدة ، كيف يمكن لتظاهرتين من مثل هذا النوع ان تجتمعا في لحظة واحدة … هل هو من باب الصدفة ، ام ان الأمر قد تم وفق تخطيط ما … على اي فالحدثين وقعا في نفس اللحظة ، لكن ليس هذا هو المهم وانما ما اريد ان اقصده من الحدثين اللذين وقعا في نفس العشية ، ونفس اللحظة من نفس اليوم – الأحد – هو : الدرس المستخلص من الحدثين ، حدث رياضي ، وحدث اسلامي … ان الدرس الذي استخلصه كل الناس ، وخصوصا المسؤولين الأمنيين ، وعلى رأسهم السلطات التي كانت تتبع عن كثف تطورات هذا الحدث في شارع محمد الخامس وتطورات الآخرهناك في الملعب ، هو الفرق الشاسع بين أخلاق الأسلام وأخلاق الرياضية ، …
ففي الوقت الذي شهد الملعب الشرفي احداث فوضى ، وشغب ، وتخريب ، وعنف ، وهيجان هستيري ، واستفزاز لرجال الأمن من طرف بضع عشرات من مشجعي فريق الرجاء الذين عاثوا في الملعب ، وخارجه رعبا وفوضى .
هذا في الوقت الذي شارك في مسيرة الغضب الأسلامية عشرات الالاف من الغاضبين لرسول الله ( ص) لكنهم غاضبون يتحلون بالأخلاق الأسلامية الرفيعة ، يتحلون بالروح الدينيةالسمحة، يتحلون بشيم ديننا الحنيف الذي يدعو الى السلم ، والأنضباط ، والسكينة ، والأحترام ، والعطف ، والمحبة ، والصبر ، وكظم الغيض ، والتحمل ، وعدم ألأعتداء على الآخر ، واحترام امن الدولة ، …. نعم عشرات الآلاف من الغاضبين لرسول الله كانوا منضبطين انضباطا رفيعا ، كانوا منظمين تنظيما دقيقا … فرغم تخوفات المسؤولين الأمنيين في بداية الأمر، حيث وقع نقاش بين المنظمين والمسؤولين على المسيرة وبين المسؤولين الأمنيين الذين كان الخوف ، والتخوف باديا على محياهم ، الا انهم بعد ذلك وعندما اجتمعت المسيرات الثلاث وسط شارع محمد الخامس ونتيجة للأنضباط الذي ابداه الغاضبون لرسول الله جعل المسؤولين الأمنيين يشعرون بنوع من الأرتياح ، وأحيانا التجاوب مع مسيرة الغاضبين لرسول الله ، … أجل عشرات الآلاف ابانوا عن أخلاق عالية ، وانضباط ، ومسؤولية ، واحترام ، اجتمعوا بهدوء، وغضبوا بهدوء وانضباط ، وتفرقوا بهدوء وانضباط…. في حين هناك في الملعب بضعة عشرات اثاروا الرعب والذعر والفوضى ، وعاثوا في الملعب وخارج الملعب فسادا ….فاتعبوا قوات الأمن داخل الملعب وخارجه ، نعم كانوا فقط بضع عشرات من انصار فريق الرجاء، فما بالك لو كانوا بالمئات او الآلاف.
وبذلك تكون الجماعات الأسلامية ، ومعها كل الذين يتحلون بالأخلاق الأسلامية في مسيرات تحمل شعار الأسلام ، شعار القرآن ، شعار الدفاع عن رسول الله وسنته ، يكونون بذلك رموا عصفورين بحجر واحد : اولا نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم …وثانيا: تمرير رسالة الى المسؤولين على الأمن ببلدنا : وهي ان المسيرات التي تنظمها الجماعات الاسلامية ببلدنا رغم كونها تضم عشرات او مئات الآلاف من المتظاهرين فانها تكون تظاهرات أمن ، ومسيرات سلم ، …أحسن بكثير من بضع عشرات من الغاضبين الرياضيين … واظن هو الدرس الذي استخلصه المسؤولون الأمنيون بوجدة في هذا اليوم ، حيث تبين لهم الفرق الشاسع بين الأخلاق الأسلامية ، والأخلاق الرياضية .
Aucun commentaire