Home»Régional»مرور عقدين من الزمن على الدروس الأسبوعية للعلامة مصطفى بنحمزة

مرور عقدين من الزمن على الدروس الأسبوعية للعلامة مصطفى بنحمزة

2
Shares
PinterestGoogle+

أحيى فضيلة العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة سنة الكراسي العلمية بمساجد مدينة وجدة ؛ وهي سنة حميدة متوارثة عن علماء وشيوخ المدينة عبر تاريخها الألفي. وكما تلقى فضيلته دروسه على يد شيوخه أمثال العلامة الجليل السيد بنسعيد رحمه الله تعالى وغيره ؛فقد حرص على مواصلة مشواره العلمي ليكون قدوة أهل العلم كما كان مقتديا بهم.
شرع العلامة بنحمزة في إلقاء دروس السيرة النبوية بمسجد حمزة بن عبد المطلب مساء يوم كل سبت بين العشاءين منذ سنة 1981 ؛ ولم ينه دروسه في السيرة وإنما توقف عند الغزوات ؛ وخاصة غزوة ذات الرقاع. وبعد ذلك شرع في إلقاء دروس المنطق كل يوم أحد بعد صلاة العصر بالمسجد الأعظم بالمدينة العتيقة؛ ثم صار موعد هذه الدروس قبيل صلاة الظهر من نفس اليوم أسبوعيا بنفس المسجد؛ وبمسجد عمر بن عبد العزيز بعد ذلك. واستهل دروسا في علم أصول الفقه من خلال شرح الورقات بالبهو المجاور لمسجد المجلس العلمي قبيل صلاة المغرب كل يوم أحد ؛ كما اشتغل بشرح كتاب المراقي لأبي السعود في نفس العلم وذلك يوم الأحد قبيل صلاة الظهر بمسجد البعث الإسلامي للعلوم الشرعية.
وشرع فضيلته في دروس تفسير القرآن الكريم والتي لا زال يلقيها يوم الثلاثاء 27 نوفمبر 1987 بالمسجد الأعظم بين العشاءين ؛ وقد لقيت استحسانا كبيرا لدى المهتمين وعامة الناس ومرت بمراحل ثلاث:
المرحلة الأولى : كانت بالمسجد الأعظم يوم الثلاثاء بين العشاءين
المرحلة الثانية : كانت بمسجد حمزة يوم السبت بين العشاءين ؛ وكانت بصفة مؤقتة في انتظار انتهاء الأشغال بمسجد الأمة المعروف بمسجد الملحاوي نظرا لموقعه وسعته ؛ وقد تم الانتقال إلى هذا المسجد سنة 1996 ؛ وتواصلت به دروس التفسير مساء كل سبت بين العشاءين إلى يومنا هذا .
وللإشارة فإن الأستاذ العلامة بصدد تفسير سورة القمر علما بأنه بدأ بتفسير المعوذتين بعد حصة خصصها لقواعد وأصول علم التفسير.
ومن السنن الحميدة التي دأب عليها فضيلته أنه كلما زار المدينة علم من أعلام الفكر أو عالم من علماء الدين إلا وتنازل له عن حصته الأسبوعية تقديرا وتكريما له ؛ وحرصا على استفادة جمهوره المواظب الذي يعد بالمئات من مختلف الشرائح الاجتماعية ذكورا وإناثا. وكان فضيلته يتولى تقديم ضيوفه من العلماء والمفكرين ثم يجلس لمتابعة محاضراتهم ومداخلاتهم بتواضع العلماء. ولقد كان لفضيلته الفضل في زيارة العديد من أقطاب العلم والفكر مدينة زيري بن عطية منهم من قضى نحبه مشمولا برحمة الله عز وجل ؛ ومنهم من لا زال على قيد الحياة أمد الله في أعمارهم ؛ ومن هؤلاء العلماء نذكر على سبيل المثال لا الحصر العلامة إبراهيم بن الصديق ؛ الداعية أبو الحسن الندوي ؛ عالم اللغة وعالم القراءات الدكتور التهامي الراجي ؛ الأستاذ عز الدين توفيق ؛ الأستاذ فريد الأنصاري ؛ الأستاذ عبد الله محراش ؛ الأستاذ محمد يسف ؛ الأستاذ عماد الدين خليل ؛ الأستاذ زغلول النجار ؛ الأستاذ جابر العلواني ؛ الأستاذ عبد الوهاب المسيري ؛ الأستاذ فاروق حمادة ؛ الأستاذ موسى جفال ……وغيرهم ؛ ومنهم القراء من مسلمي الصين ؛ ونجل المقرئ عبد الباسط عبد الصمد …..
وقد دأب طلاب العلم والمهتمون من الأساتذة على تدوين دروسه منذ زمن بعيد؛ وقد دونوا منها الشيء الكثير في كراساتهم؛ كما أنها حظيت بالتسجيلات السمعية أولا ثم بدأت بعد ذلك التسجيلات السمعية البصرية وفق أحدث التقنيات على الأقراص المدمجة.
ودروس فضيلته ذات قيمة علمية عالية بشهادة أهل التخصص داخل وخارج الوطن؛ وفيها يجد أهل الاختصاص ضالتهم كما أنها تتضمن التوجيهات الضرورية في المجال الديني لكل الشرائح التي تحضر دروس فضيلته لعلاقتها بقضايا الأمة وفقه الواقع.
وبمناسبة مرور عقدين على بداية هذه الدروس القيمة نضرع إلى الباري جلت قدرته أن يحفظ أستاذنا وشيخنا الفاضل الكريم بما حفظ به أهل الصلاح ؛ وأن يطيل عمره في خدمة هذا الدين ممتعا بموفور الصحة والعافية ؛ وأن يبارك سعيه المشكور ؛ ويصونه وأهله برعايته وعنايته ؛ وأن يديم هذه الدروس العلمية القيمة ويبارك فيها و فيمن يحضرها إنه سميع مجيب وله الحمد والثناء على أفضاله ونعمه وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وأخيرا نشير على أن نخبة من تلاميذ فضيلته يفكرون في إحياء ذكرى مرور عشرين حولا على هذه الدروس خلال الأسابيع القليلة القادمة تكريما لصاحبها وتثمينا لها واحتفاء بسنة حميدة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. عابر سبيل
    27/11/2007 at 18:00

    السلام عليكم ، شكر الله لكم صنيعكم بتقدديكم هذا التعريف المقتضب . لقد ذكرتموني بإحدى الوقائع الاليمة . فبينما كان الاستاذ العلامة بن حمزة منهمكا في تفسير بعض آي القرءان الكريم من سورةالانسان في المسجد العتيق بين العشاءين طبعا و كان ذلك صيف 1992 ؛إذ هب ؛على من كان بمؤخرة المجلس و أنا من بينهم عند مدخل المسجد الايمن؛ نسيم فظنوه مشبعا بعطر جميل لأول وهلة . لكن مافتئ سعال من استنشقه يرتفع و يرتفع ، وداخل ذلك أصوات مسبحة ومحوقلة جراء ما وقع . .. و أبلغ الشيخ بما صار . فانبرى يحث الحاضرين على احتساب ذلك على الله ، و على الصبر و المصابرة …و صار يدعو للفاعل أو الفاعلين بالهداية و يستغفرلهم ذنوبهم … و بعد ذلك و ما أن خف السعال وسكنت الانفس أتم الاستاذ درسه …… أترك لكم التعليق و التساؤل ….

  2. amine
    27/11/2007 at 18:00

    نرجو من الله العلي العظيم أن يرزق دكتورنا مصطفى بنحمزة الصحة و العافية و أن يطيل لنا في عمره

  3. مراد الزكراوي
    27/11/2007 at 18:00

    اللهم احفظ أستاذنا وشيخنا الفاضل الكريم بما حفظ به أهل الصلاح ؛ وأن يطيل عمره في خدمة هذا الدين ممتعا بموفور الصحة والعافية

  4. بلمهدي كمال
    27/11/2007 at 18:00

    ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) وبالعمل يصل المرء وليس بغيره وكل من كان محبا لله عاملا لوجهه يجازى على اعماله وينال المرتبة الفضلى عنده سبحانه وتعالى والدكتور مصطفى بنحمزة اختار هذا الطريق ولكن من يريد ان يتخذه طريقا لتحقيق اهدافه فلا اظنه الا واقعا فاللهم اعن كل من يعمل من اجل رفعة ديننا ونصرته واخذل كل من يسيء اليه .

  5. القرمودي
    27/11/2007 at 22:53

    نسأل العلي القدير أن يحفظ لنا شيخنا الكريم ويثبته على الحق

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *