ما صم آذننا في السابق بخصوص مدريد ؛ وأسلو ؛ وكامب دافيد ؛وواي ريفر ؛ وشرم الشيخ ووووووووووووو يصمها الآن بخصوص أنابوليس.وليس أنابوليس سوى نسخة مكررة ؛ ستتكرر دائما بصيغ متعددة ومضمون واحد لا يتغير.
إنه من البلادة التي لا يرجى لها شفاء التصديق بأن العدو الصهيوني جاد في تحقيق سلام مع العرب؛ ووجوده في قلب العالم العربي في حد ذاته أمر ينقض السلام. وما أشبه حال العدو الصهيوني بحال لص سرق متاع غيره ودخل مع الضحية في مساومات حول ما سيرده وما لا يرده من المتاع المسروق وهو يهدد باستعمال القوة ؛ فيكون مصير الضحية إما القبول بجزء من متاعه الضائع أو فقدان كل المتاع إلى جانب التعرض للإذابة.
والمثير للسخرية هو أنواع التبريرات التي تركبها الأنظمة العربية الضحية لتشد الرحال إلى أنابوليس ومقابلة اللص ؛ وهي نفس التبريرات المستنسخة التي كانت في مؤتمرات السلام السابقة. فهذا يهدد بعدم مصافحة وفد العدو؛ وكأن المشكلة مشكلة مصافحة وليست مشكلة ضياع أرض وتشريد شعب. وهذا يقول لست مالكيا أكثر من الإمام مالك فما دام أصحاب القضية المباشرون قد قرروا الحضور فلماذا لا أحضر أنا والأمر لا يعنيني مباشرة. وهذا يقول لولا أن جدول العمل يتضمن إثارة قضيتي لما حضرت. وهذا يقول والله ما حضرت إلا حفاظا على وحدة الصف والإجماع العربي.وهذا يقول لماذا لا نجرب مرة أخرى والخسارة مؤكدة وقدر محتوم وهذا يقول هههههههههههه………..تتعدد التبريرات في أشكالها ومضمونها واحد. ولا يوجد تبرير واحد يقول : (مكره أخوك لا بطل) ؛ خصوصا وأن العصا الأمريكية تزداد غلظة مع مرور الزمن ولم يعد وجود للجزرة ؛ لأن زمن الجزرة قد ولى ما دام العدو قد وجد الشماعة التي كان يبحث عنها لتبرير أكبر لصوصية عرفها التاريخ.
نتيحة أنابوليس محسومة سلفا كما حسمت في لقاءات سابقة ؛ والحكواتي المغربي يختم دائما حكاياته يقوله : ( حكايتي ذهبت مع واد وبقيت مع الأجواد ) يقصد بالأجواد الجياد مفرد جواد.