مديعونا
حتى في أكثر المهرجانات السينمائية شهرة وعالمية يصعب أن يتجرأ منشط حفل تقديم الأفلام على إمساك خصر المنشطة التي ترافقه في التقديم وجذبها نحوه ثم تقبيلها في فمها قبلة عميقة أمام الجمهور.
نحن الآن لسنا في مهرجان كان ولا مهرجان برلين ولا مهرجان سان سيباستيان. نحن في حفل اختتام مهرجان السينما الإسبانية في طنجة، وتحديدا في قاعة سينما الريف في قلب الحي الشعبي الطنجاوي المعروف بالسوق دبرا. والمنشط الذي تجرأ على الإخلال بالحياء العام أمام الجمهور ليس منشطا أوربيا ولا أمريكيا، بل هو مغربي مسلم.
فقد وقف المنشط «الناشط» مزهوا بكوستيمه الأسود فوق المنصة وإلى جانبه المنشطة الأوربية وهي ترتدي لباسا أسود يكشف عن ذراعيها ونصف صدرها العلوي. وفجأة التصق ـ م و ـ بجسد المنشطة وبدأ يحرك رأسه باحثا عن فمها. ويبدو أن المنشطة الإسبانية حتى هيا مسالية مع قبها، ولم تمانع ولم تبد أي شكل من أشكال الاحتجاج، وأسلمت فمها لفم ـ م ـ وغرقا في قبلة عميقة أمام الجمهور.
ولولا أن المنشطة عاقت برأسها وأزالت فمها من فم ـ م و ـ لكان هذا الأخير وصل معها إلى ما لا تحمد عقباه، ولذلك حولت المنشطة القبلة العميقة إلى عناق حار بعد أن طوقها بذراعيه وألصق رأسه، وهو مغمض العينين، غارق في جحيم من القبل على رأي الأغنية، فوق عنق المنشطة.
وربما تجدون أنني أبالغ في وصف لقطة حميمية تشبه تلك اللقطات التي تحدث في السينما، هؤلاء أحيلهم على موقع يوتوب الذي يعرض هذه اللقطة تحت عنوان «م و شوهة» (بالفرنسية طبعا)، ولهم أن يحكموا بأنفسهم ويطلعوا على أي نوع من «التنشيط» أصبح يقوم به بعض الممثلين من الدرجة الرابعة.
ف ـم و ـ ربما يكون تأثر بالعمل المسرحي الذي يعده هذه الأيام بتمويل إسباني في مدريد والذي يدور حول قيمة التعايش بين الحضارات، ولذلك فضل تجسيد هذا «التعايش» بالملموس أمام جمهور قاعة سينما الريف بطنجة و ـ م و ـ الذي جاء إلى التمثيل من طائرات لارام التي كان يشتغل فيها كمضيف، يبدو أنه لم يتخلص من عادة «الطيران» ويريد تطبيق قواعده على خشبة المسرح.
ولنا أن نتساءل عن مغزى الرسالة التي أراد أن يبعثها عندما قام بتقبيل المنشطة الإسبانية بذلك الشكل الفاضح أمام الجمهور، هل هذه الرسالة امتداد لما شهدته قاعات السينما بطنجة على طول مهرجانها السينمائي الوطني الذي أجمعت الصحف، بما فيها تلك المدافعة عنه، على إسفاف أغلب أفلامه في التعاطي مع موضوع الجنس؟ أم فقط فلتة «لسان» انتابت ـ م و ـ في لحظة ضعف أمام تلك المنشطة الإسبانية الجميلة التي ربما أفقدته السيطرة على نفسه، خصوصا وأن ـ م و ـ كان طيلة تواجده بطنجة بمناسبة الأسبوع السينمائي الإسباني يلهج باسم هذه الممثلة الإسبانية التي تشاركه العمل المسرحي الذي سيقدمه في مدريد. والواقع أن الحياة الخاصة للأفراد شيء والحياة العامة شيء آخر، أفلم يكن من الأليق أن يحتفظ ـ م و ـ بمشاعره الجياشة للمنشطة الإسبانية بعيدا عن أنظار الكاميرات التي تسجل نشاطا ثقافيا عموميا يحضره الأجانب كما المغاربة رفقة أبنائهم وبناتهم.
لقد تابعنا عشرات حفلات الافتتاح والاختتام التي ترافق المهرجانات السينمائية العالمية، ولم يحدث أن رأينا منشطا يتجرأ على تقبيل زميلته تلك القبلة السينمائية أمام الجمهور. أولا لأن العقود التي تربط المنشطين بإدارات المهرجانات لا تسمح بذلك، ثانيا لأن العديد من القنوات التي تنقل مثل هذه الحفلات لا تقبل أن يشاهد جمهورها لقطات ساخنة مثل هذه. ويمكن بهذا الصدد أن نتذكر الضجة الإعلامية التي وقعت عندما سقطت إحدى حمالات صدر جانيت جاكسون في أحد حفلاتها الغنائية المنقولة مباشرة على الهواء وكشفت عن ثديها، وكيف أن عشرات الآلاف من العائلات الأمريكية اتصلت بتلك القنوات محتجة على تلك اللقطة الخادشة للحياء، مهددة بسحب اشتراكها فيها.
وهكذا، فبعد الأفلام السينمائية المغربية التي تتمحور حول الجنس، ربما سيصبح لدينا في المغرب منشطون ومنشطات يشجعون «التلاقح» الحضاري فوق منصات التقديم بالقبل والعناق الحار.
وصلة الموقع:http://www.youtube.com/watch?v=Oa1ojsPL6GE
4 Comments
أيحتاج هذا المسخ لتعليق؟
c’est bizars il me semblais que j’ai déjà lu cet article sur Almassae . Alors qui est le vrais ‘écrivain Nini ou Oujda city !!!!
اعوذ بالله
أبقلم نيني أم حمزاوي؟