نعم للديموقراطية …لا للديموقراطية : فماذا يريد منا الغرب ؟

لا حديث في مختلف وسائل الأعلام الغربية منها والعربية سوى على الفوز الساحق لحركة حماس في الأنتخابات الفلسطينية ، وفوزها باغلبية المقاعد امام منظمة فتح التي سحقتها الديموقراطية ، ديموقراطية الأحتكام الى صناديق الأقتراع ، واننا اذ نهنيء الشعب الفلسطيني اولا وقبل كل شيء ، لأنه شعب ابان انه شعب واعي ، شعب مسؤول ، وشعب وطني ، طبعا ليس ذلك بغريب في شعب مثل الشعب الفلسطيني …
على اي ليس هذا هو بيت القصيد ، وانما المهم فيألأنتخابات الفلسطينية هذه ، هو التحفظ الدولي ، بل والعربي بخصوص فوز حماس بهذه الأنتخابات الديموقراطية ، واقول ديموقراطية لأنه لا أحد شكك في ديموقراطيتها ونزاهتها ، انتخابات عبر فيها الشعب الفلسطيني عن ارادته ، عن اختياراته ، وعن ثقته التي وضعها في حركة حماس … فالغرب الذي يعيب على كل الأنظمة العربية انها انظمة غير ديموقراطية لأنها لا تنظم انتخابات ديموقراطية ، ولا تحترم ارادة الجماهير ، ولا تفسح لشعوبها ان تعبر في الأنتخابات عن اختياراتها بحرية …الغرب الذي يقول : على الأنظمة العربية ان تفسح المجال امام الأنتخابات النزيهة ، وان تترك للجماهير حرية الأختيار ، وعلى ألأنظمة العربية ان تحترم هذه الحرية … وان تحترم الأختيارات الجماهيرية .
الا اننا نلاحظ ان الديموقراطية التي ينادي بها الغرب ويطالب بها انظمتنا هي نوع من الديموقراطية التي تخدم مصالح الغرب اولا وقبل كل شيء ، اما عندما تكون اختيارات الجماهير العربية لا تخدم المصالح الغربية فان الدنيا تقام ولا تقعد ، فاذا بالغرب يعلن تحفظاته على هذه الأنتخابات ، وتحفظاته على الجهة الفائزة ، ويسخر ابواقه سواء في الخارج او الداخل لأعلان حالة ألأستنفار في مختلف الأوساط ، لا سيما عندما يكون الفائز في الانتخابات تيار اسلامي او حزب اسلامي ، او حركة اسلامية ، سواء كان الأمر يتعلق بجبهة الأنقاذ في الجزائر ، او ألأخوان المسلمين في مصر ، او حركة حماس في فلسطين ، …اما عندما تفوز بالأنتخابات الأحزاب الشيوعية ، او الأشتراكية ، او الليبرالية او العلمانية فان الكل يصفق منوها بالديموقراطية ، ومبشرا بمرحلة زاهرة تحت قيادة الحزب الفلاني او الفلاني …اما عندما يتعلق الأمر بفوز اسلامي فسرعان ما تجد الأبواق التابعة للغرب تولول ، وتندب، وتنذر بقيام القيامة ، وتحذر الجماهير الشعبية بان ابواب الشر كلها ستفتح عليهم من طرف هذا الحزب الأسلامي ، او من طرف هذه الحركة الآسلامية او من تلك ، وتعلن اذناب الغرب بان زمن الشواطيء والتعري ، والشذوذ الجنسي قد انتهى ، وان زمن الفن ولى ، وان مواويل الغناء وهز ياوز انقظت ، لأن الأسلاميين سيحاربون كل هذه الأمور …وكأن الأحزاب الأسلامية ، والحركات الأسلامية لا تتقدم للأنتخابات الا لتحرم الشواطيء والغناء والرقص والفن والشذوذ الجنسي….الخ ذلك ما سمعناه بالفعل في الحملة الأنتخابية المعادية للأخوان المسلمين في مصر ، وماسمعناه ايضا بعد الأنتخابات ، بحيث لا حظنا خلال الأنتخابات الأخيرة في مصر كيف كان الغرب يضع يده على قلبه ، ولم يتنفس الصعداء الا حينما تم الأعلان عن النتائج النهائية وان الحزب المصري الحاكم هو الذي فاز بها رغم انف الديموقراطية ، ومع ذلك ، ورغم ان الأخوان لم يفوزوا الا بأقل من ثلث المقاعد فاننا لا حظنا ان ذلك لم يطمئن اعداء الأسلام في الداخل والخارج … بحيث اعتبروا فوز الأخوان المسلمين بذلك العدد من المناصب امرا مخيفا ومرعبا ومزعجا ولا يطمئن…
اما في الأنتخابات الفلسطينية ، فاننا لا حظنا كيف ان الغرب ارسل مراقبين دوليين لمراقبة الأنتخابات ، حتى تكون نزيهة ، الا انه وبمجرد ما ان تم الاعلان عن فوز حركة حماس ، اذا بالغرب يعلن حالة الطوارء في جميع اروقته السياسية ، وفي دواوين رؤسائه ، وكثرت التصريحات الرسمية هنا وهناك ، منها من ارعد ، ومنها من ازبد ، ومنها من هدد ، ومنها من بداء يفكر في اعلان الحصار المادي على حركة حماس ، وعلى حكومة حماس ، وعلى كل ما يتعلق بحماس ، وحتى على اسم حماس…لماذا كل هذا ؟ لا لشيء فقط لأن حماس حركة اسلامية ، والغرب واذناب الغرب مصابون بحساسية لكل ما هو اسلامي كيفما كان سواء كان اسلاميا وسطا ، او اسلاميا منفتحا ،…و رغم ان الأنتخابات كانت ديموقراطية ، ونزيهة ، وشفافة … فان الغرب مع ذلك يقول بأعلى صوته وبدون حياء : لا لهذا النوع من الديموقراطية ، والذي يوصل الأحزاب والحركات الأسلامية الى تحمل المسؤولية السياسية في بلدانها ، رغما عن الأختيارات الجماهيرية والشعبية التي صوتت لصالح هذه الأحزاب والحركات الأسلامية …
وهنا تكمن حيرة المواطن العربي، وحيرة الشعوب العربية ، بل حيرة حتى الأنظمة العربية ، فالكل يتساءل مع نفسه : ماذا يريد منا الغرب ؟ هل ان نكون ديموقراطيين بكل ما في الكلمة من معنى ، وفي هذه الحالة ما على الغرب الا ان يحترم اختياراتنا ويصفق لها ويهنؤنا كشعوب اختارت بواسطة صناديق الأقتراع من أخترناهم لتدبير شؤوننا السياسية والاقتصادية والاجتماعية … اما اذا كانت الديموقراطية التي يريدها الغرب هي التي تخدم مصالحه هو بالأساس فاننا في هذه الحالة لسنا في حاجة الى الديموقراطية بهذا المفهوم الغربي الذي يتخذ كشعار له : نعم للديمقراطية اذا كانت في صالحهم ، ولا للديموقراطية اذا كانت في صالح الشعوب العربية …فنحن حائرون …ماذا يريد منا الغرب ؟
بقلم : الحوسين قدوري
Aucun commentaire
يجدر الاشارة عندما نذكر الغرب اننا نخص بالذكر الحكومات الغربية حتى لا يفهم منا عداء للشعوب الغربية ..نعم ياسيدي الغرب يريد منا اولا وقبل كل شيء نزع جذور الاسلام من قلوبنا والكل على علم بتلك الحملات التنصيرية التي تستهدف الشباب المسلم الكل يعرف ماتحدثه الحكومة الامريكية من بلبلة في مصر بين الاقباط والمسلمين والجميع يتحسس تلك الاستهدافات في منطقة القبائل بالجزائر ومابالكم بتلك الحملات هنا في بلادنا المغرب لتنصير الشباب ان السياسة الجديدة الممنهجة من طرف الحكومات الغربية هي سياسة خطيرة جدا لها منظومين اساسين القضاء على الاسلام بنهج سياسة التنصير وحماية الاقليات الدينية وثانيا مساعدة الشعوب الضعيفة على تحقيق الديموقراطية نعم يمكن ان اتفق مع هذه الحكومات بان الديموقراطية تكاد تكون منعدمة في الدول العربية والاسلامية لكن لا يحق لهذه الحكومات ان تتدخل في الشؤون الداخلية لهذه البلدان فقاربنا نحن اجدر بالابحار به وليكفوا عن ممارساتهم ذات الانطلقات الاستعبادية وقد راينا ديموقراطيتهم في العراق وافغانستان واخيرا راينا كيف للديموقراطية التي انتجها الشعب الفلسطيني والاشمئزاز الذي سببتهم تلك الديموقراطية النابعة من حب الارض والوطن وايمانا بالاصلاح الجاد وكم كانوا مصدجومين بسماع النتائج
ان الديموقراطية التي يريدها الغرب في بلداننا هي نجاح الأحزاب العلمانية التي لا هم لها الا محاربة الأسلام وكل ما هو اسلامي رغم انف الشعوب العربية والاسلامية التي اختارت التوجه الاسلامي ، واختارت الأحزاب الأسلامية ، لأننا جربنا كل الأحزاب فوجدناها احزاب انتهازية …وخائنة للشعوب العربية ولقضاياها المصيرية ، لقد جربنا الشيوعيون ، وجربنا الأشتراكيون ، وجربنا الليبراليون ، والعلمانيون ، واكتشفنا ان كل هذه الأحزاب هي من صنيع الغرب ومن صنيع حكام الغرب الليبرالي العلماني ، او الغرب الشيوعي والأشتراكي ، ….فاتركونا الآن نجرب الأحزاب الأسلامية عساها تنقذنا مما نحن فيه من تخلف وذل وامهانة لكرامتنا من قبل حكام الولايات المتحدة وانجلترا وكل من يدور في فلكهم … اننا نريد ديموقراطيتنا وليس ديموقراطيتهم
Je ne suis pas sur que les islamistes soient la solution à nos problèmes . Avant de leur sdonner la possibilité de participer dans le jeu démocratique c’est instaurer des institutions qui permettent la transition . Le risque qu’on a avec les islamistes, c’est le verouillage de l’Etat. Une fois au pouvoir ils y resteront et déclareront que la démocratie est une « bid3a » et ils vont instaurer une dictatuture religieuse haineuse de l’occident! Mettez vos frustrations à côté et soyez raisonnables car vos risques votre liberté avec les intégristes !
يا أخي حتى الشيوعيون والأشتراكيون كانوا يتحدثون عن شيوعية الجنس ، وحرية الممارسة الجنسية عيانا بيانا ، وتحدثوا عن الملكية الجماعية ، وعن ديكتاتورية البروليتاريا ، وعن الطبقة البروليتاريا ، …و ..و ..ومع ذلك عندما كانوا يفوزون بالأنتخابات كنا نتركهم يمارسوا الحكم ، وبعد انتهاء مدة انتدابهم بعد ذلك يحتكمون الى الشعب مرة اخرى للأنتخابات …. فلماذا فقط لا تريدون للأسلاميين ان يحكموا في الوقت الذي يفوزون بالأنتخابات …
يا أخي ان ما تقوله من تطرف ، وتعصب ، وو… هو كلام فارغ ….فالشعب اختارهم …والأغلبية اختالرتهم …فلماذا نرفض اختيارات الأغلبية … اليست دعوتك هي دعوة لتكريس الديكتاتورية القمعية …. التي ترزح تحت نيرها جل الشعوب العربية التي اصبحت رغم انفها تقبل السياحة الجنسية التي ضيعت بناتنا ، وأخواتنا ، وهتكت اعراضنا ، …..وبهدلتنا امام العالم ….ارضيت بهذا….
بسم الله الرحمن الرحيم، النتيجة الأساس من الانتخابات الفلسطينية وقبلها المصرية والمغربية والجزائرية… أن الشعوب العربية لم تعد تثق في الحكومات العربية التي جربتها سنين وعقود لم تر منها إلا الفشل والفساد الإداري والمالي والأخلاقي… فالشعوب العربية بدأت أصواتها ترتفع عاليا بل والمهم هو التصويت على الإسلاميين بالرغم من الدعاية الإعلامية والتشويه الذي تمارسه مختلف القنوات الفضائية عربية كانت أم أجنبية على تلك الحركات والمنظمات وعلى الرغم من السياسة الممنهجة في برامج التعليم والتربية ونظام الأسرة من أجل تجفيف ينابيع الإسلام للحد من تقدم الإسلاميين، فإن الشعوب العربية والإسلامية وصلت إلى درجة من الوعي الحضاري بأن الأمة الإسلامية في حرب هوجاء من قبل الغرب لا ينجو منها إلا من تمسك بهويته العربية والإسلامية، وقد شبهها، أي هذه الحرب، أحد المفكرين بالريح العاتية ، فالشخص المؤمن والواعي بخطورة الوضع يحاول بجهد كبير التلفف بثيابه والتشبث بها لئلا تُنزع منه، أما الشخص اللامبالي فإنه يستسلم بسهولة لتلك الريح وقد تسقطه هو نفسه أرضا، إن الديموقراطية نتاج غربي نعم وصحيح وزيادة، ولكن على المسلمين أن يُأقلموها مع خصوصياتهم الحضارية ويفرضوا من خلالها أنموذجهم السامي والإنسانى الذي يدعو إليه الإسلام وهو جلب الخير لكل الناس مطلق الناس.