Home»Régional»موظفو البلديات والمقاطعات يضربون باستمرار والمواطنون يدفعون الثمن

موظفو البلديات والمقاطعات يضربون باستمرار والمواطنون يدفعون الثمن

0
Shares
PinterestGoogle+

موظفو البلديات والمقاطعات يضربون باستمرار والمواطنون يدفعون الثمن
محمد شركي

دأب موظفو البلديات والمقاطعات على الإضراب طيلة شهور طويلة ؛ حتى صار إضرابهم أطول الإضرابات على الإطلاق . ولقد صار أسبوع العمل عندهم لا يتعدى يوما واحدا؛ أو يومين. ومعلوم أن لهذه المؤسسات علاقة وطيدة بمصالح المواطنين ؛ إذ لا يمكن أن تقضى حوائجهم إلا بحمولة من الوثائق التي تسلمها هذه المؤسسات بالضرورة ؛ والتي تتطلب وقتا ومجهودا ومصاريف ؛ فرب وثيقة واحدة تكلف صاحبها كلفة عسيرة بسبب رسم من الرسوم ؛ وهي رسوم كثيرة تتراوح بين ما قيمته درهمان إلى عشرين درهما للرسم الواحد إن لم يتكرر الرسم في الوثيقة الواحدة فتصير الرسوم أضعافا. ولا أريد أن أخوض في موضوع هذه الرسوم إذ قد نجد النوع الواحد من الوثائق بعضها يتشدد المسئول في فرض رسومها والبعض الآخر لا حرج على أصحابها بسبب محسوبية أو ومنصب أو جاه أو أبو ك صاحبي كما يقول المثل الشعبي.
ومعلوم أن الإضراب سلوك حضاري للتعبير عن استياء سببه ضرر يلحق فئة من الشغيلة ؛ وهو يهدف إلى إشعار الجهة المشغلة بقيمة مجهود الشغيلة ؛ وربما ألحق ضررا محدودا بمصالح الجهة المشغلة لحملها على الالتفات إلى مصالح الشغيلة الضائعة. وإضراب موظفي البلديات والمقاطعات لم يحرك ساكنا لدى الجهات المسئولة؛ وصار عادة مألوفة؛ بل يبدو وكأن الجهات المسئولة غير مكترثة به؛ ولا يهتم به إلا المواطن الذي ترتبط به مصالحه اليومية. وربما يكون موظفو هذا القطاع قد عولوا على المواطن لإنجاح إضرابهم؛ وذلك باتخاذه مطية للضغط على المسئولين إذ قد يكون تحرك الشارع المتضرر بسبب تعطيل مصالحه أجدى وأنفع لهؤلاء الموظفين. وفي اعتقادي أن هذا الرهان فاشل لأن المواطن عندنا قد ترسخ في ثقافته تغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة. فالمواطن عندنا لا يهتم ولا ينشغل إلا بما له علاقة بمصلحته الشخصية ؛ فإذا حققها ردد العبارة المشهورة : ( الطوفان من بعدي ) وقد لا يكلف نفسه مجرد التنسيق البسيط والتعاون مع من له مصلحة مماثلة لتصير هذه المصلحة الشخصية عامة بحكم التآزر؛ وأقصى ما صار المواطن يفعله وقد تعطلت مصالحه الشخصية هو عبارة عن احتجاجات عابرة قد لا تعدو همسات بين اثنين ؛ وفي أحسن الحالات قد يرفع أحدهم عقيرته فتنظر إليه بعض العيون بإعجاب بدافع المصلحة الشخصية لا بدافع المصلحة العامة ؛ وقد درج الناس عندنا على قضم الأشواك بأفواه الغير كما يقال؛ وتسخر منه عيون أخرى وتزدريه لتهوره خصوصا إذا ما عرض نفسه لنقمة بسبب احتجاجه.
إن إضراب موظفي البلديات والمقاطعات المتواصل لشهور لا يدفع ثمنه إلا المواطن؛ فكم من مصالح عطلت وضاعت بسببه وبهذا يصير هذا الإضراب وكأنه موجه ضد المواطن لا ضد للجهة المشغلة. فكم من مهاجر ضاعت منه تذكرة سفره الباهظة بسبب تأخر الحصول على وثائق ضرورية ؛ وكم من طالب شغل فاته أجل تسليم ملفه ؛ وكم من مواطن سافر مرات عديدة من أجل وثيقة واحدة ؛ وكم من وقت أهدر من أجل الحصول على وثيقة ؛ والخلاصة الثمن الباهظ يدفعه المواطن مقابل راحة ينعم بها الموظفون المضربون الذين لا يكلفون أنفسهم مجرد البقاء في مقر أعمالهم دون ممارستها كما جرت عادة الإضرابات بل يغادرونها لقضاء حوائجهم مقابل تعطيل مصالح مواطنين لا ناقة لهم ولا جمل في القضية ؛ ومقابل لا مبالاة المسئولين الذين لا يتخذون إجراءات بديلة لصيانة مصالح المواطنين مع علمهم الكامل باستياء هؤلاء وبالأضرار اللاحقة بهم من جراء إضرابات لا حدود لها.
فإذا ما كانت الإضرابات في البلدان الراقية تؤتي أكلها ؛ لأنها تؤخذ مأخذ الجد فإنها عندنا لا تعدو أشكالا صورية لا يبالي بها أصحاب القرار. فكم من إضرابات تشهدها قطاعات مختلفة من صحة وتعليم وغيرها تمر في صمت لا يعلم بها أحد حتى أن الإضراب لم تعد له دلالة ؛ بل صار عبارة عن فترات راحة وعطلة عند البعض ؛ وفترات تخلص من صداع الرأس كما يقال عند البعض الآخر.
فكم شهد قطاع التعليم مثلا من إضرابات كلفت هدرا زمنيا لا يقدر بثمن وذهبت جفاء؛ بل قد نجد الفصائل النقابية تتبادل الأدوار في الإضرابات أو حتى تضارب فيها فيضيع القصد من هذه الإضرابات بسبب سيادة عقلية التفرقة والشتات والمصالح الضيقة والتعصب للانتماء الحزبي الضيق عوض الاهتمام بالمصلحة العامة المشتركة التي تعود بالنفع العام على الجميع .
ولقد شهدت مؤخرا مأساة فئة من المعطلين من ذوي الشهادات العليا وقد طلب منهم إعداد ملفات للتوظيف في موعد ضيق جدا؛ فحرمهم إضراب موظفي البلديات والمقاطعات من الحصول على الوثائق الضرورية وتضاعفت معاناتهم بعد مسلسل طويل من الوقفات الاحتجاجية أمام بوابة البرلمان ومختلف المؤسسات الرسمية في طول البلاد وعرضها. فما هو ذنب هؤلاء ليدفعوا ثمن إضراب موظفي البلديات والمقاطعات ؟؟؟ وما هي قيمة إضراب يكون ضحيته أمثال هؤلاء وغيرهم من المستضعفين ؟؟؟
فإلى متى سيستمر إضراب هؤلاء ؟ وإلى متى سيظل الإضراب في بلادنا مجرد أشكال صورية ؟؛ وإلى متى ستظل المصلحة الخاصة عندنا فوق المصلحة العامة؟
وإلى متى سيظل الوقر في آذان المسئولين ؟؟ أسئلة ستظل حتما بدون أجوبة حتى نغير ما بأنفسنا ليغير الله عز وجل ما بنا.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

8 Comments

  1. مهتم
    12/11/2007 at 22:07

    أستسمح الأستاذ شركي لأن تدخلي لا يصب في مضمون التعليق، وانما في مسألة لغوية بحتة.
    لقد ترددت في مقالكم كلمة ٌمسئول و مسئولية ومسئولين…ً بكتابة الهمزة على الياء،مما أثار انتباهي،وعادت بي الذاكرة الى أيام الدراسة، حيث لا زلت أتذكر قاعدة املائية في موضوع ًالهمزة المتوسطة ً تقول بأن الضمة أقوى من السكون وان الهمزة المتوسطة تكتب على الحرف المناسب للحركة الأقوى والذي هو الواو عوض الياء في هذه الحالة.
    هذا ما تعلمناه ، ونرجو منكم أستاذ شركي أن تفيدونا في هذا الموضوع ، خصوصا وأن شريحة كبيرة من رجال ونساء التعليم يشهدون بباعكم الطويل في اللغة العربية ،ولكم جزيل الشكر.

  2. مواطن
    13/11/2007 at 13:05

    أشكرك أخي الكريم على إثارة هذا الموضوع القديم الحديث . واعذرني على وجهة نظري . ففي الوقت الذي أصبحت السيبة هي شعار كل مواطن إلا من رحم ربك فكان لا بد أن تطال العمل النقابي أيضا . ,اتذكر الألأيام السابقة حين كان موظف البلدية لا يقدر حتى على التنفس ,اعذرني مرة أخرى وأنا لست ضد النضال من أجل انتزاع الحقوق ولكن لنتفق اولا على الحقوق وقبل ذلك لنثبت للمسئولين أننا في مستوى المطالبة بالحقوق . فاذهي أخي الشركي إلى أي بلدية أو مقاطعة تريد في أي جماعة أو قروية شئت ولكن اذهب ما بين س 12 و س 14 . وقم بإحصاء عدد الموظفين المتواجدين داخل المكاتب ولربما ستعرف لم لا يكترث المسئولون بهؤلاء . أختر سيدي الكريم وقتا آخر للزيارة وزر مكاتب باستثناء مكاتب المصادقة على الإمضاء فستتعرف بدون شك على موظفين أشباح حقيقيين تراهم رأي العين و لاترى لعملهم أثرا . اعذرني أخي الكريم . فأنا أعتقد أن أزيد من 80 بالمائة من هؤلاء الموظفين لا يؤدون شيئا لهذه الأمة وكل تأثيرهم في هذه البلاد هو على الخزينة العامة. وليكن في علمك أخي الكريم أن بعض رؤساء البلديات فكروا في مسألة ترقيعات لضبط دخول و خروج الموظفين و مطابتهم باحترام أوقات العمل فلم يفلحوا ولنا في مدينة دبدو خير مثال على ذلك. لقد تدخلت النقابة للدفاع عن موظفين يشهد لهم العام والخاص بالغش ومنهم من كان في إسبانيا وأنا أعرف من الموظفين من كان يدخل البلدية إلا من أجل أن يسلم على بعض زملائه. أتمنى من هؤء الموظفين عندما يريدون أن يخلدوا أن يقوموا بعملية إحصاء بسيطة ويحددوا عدد الدقائق التي اشتغلوها فعليا في كل يوم. وأنا متأكد أنه بعملية حسابية بسيطة سيعلمون بأن رواتبهم تفوف رواتب مماثليهم في اوروبا ثلاث أو أربع مرات.فعذرا مرة أخرى

  3. محمد شركي
    15/11/2007 at 21:30

    إلى الأخ المحترم المهتم

    لقد فضلت الإجابة عن سؤالك من خلال مقال لتعم الفائدة
    ولكن لابأس بما يلي:
    قاعدة الهمزة المتوسطة تقضي بأنها تكتب بحرف حركتها بغض الطرف عن حركة ما قبلها ولكنها إذا كانت مفتوحة والفتحة ضعيفة بعد الضمة والكسرة فإن هذه القاعدة تتغير فتكتب حينئذ بحرف حركة الضمة أو الكسرة السابقة
    إذن لهذه الهمزة حالتان
    أما أنا فأفضل رسمها كما ترسم في المصحف الشريف ورسمه وكتابته أصح رسم وأوثق كتابة فكلمة مسئول تكتب في المصحف همزتها بين السين والواو كما أن همزة رءوف تكتب بين الراء والواو ؛ ولعل الذي أشكل عليك هو أنها جاءت فوق ياء غير معجمة أي غير منقوطة فظننت أنني كتبتها فوق ياء والواقع أن أزرار الحاسوب لا تحتوي على زر فيه همزة يمكن أن تثبت بين حرفين كما هو حال الرسم في المصحف.
    وقد اشتهرت كتابة همزة مسئول ورءوف بطريقتين على الواو وعلى السطر قبل الواو ؛ وقبل الواو لا يمكن أن تلفظ الهمزة إلا مضمومة وحينئذ لا يشكل أمرنطقها على أحد
    وأنت ترى الآن أن القضية ليس فيها باع طويل ولا عريض في اللغة كما وصفتني مجاملة أو غير ذلك حسب مكنون النية التي علمها عند الله عز وجل ويكفيك أن تعود إلى المصحف الشريف لتجده قد كتبها كما أكتبها وكتابه أعلم بالكتابة مني والله تعالى أعلم.
    وأنا شاكر لك تعليقك اللغوي الطريف

  4. د.محمد بن العياشي
    15/11/2007 at 21:30

    لقد أصبت كبد الحقيقة كما يقال با أخي محمد ، للأسف فمصالح المواطنين غبر وارة في البرامج النضالية المطولة لكثير من نقاباتهم، ويعتبرون كل تنبيه أو لفت نظر إلى هذه المصالح اعتراضا على مطامحهم. لقد بلغ السيل الزبى، أتساءل فقط كيف سيتصرف هؤلاء _ باعتبارهم آباء للتلاميذ-لو حدث هذا في قطاع التعليم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  5. محمد المقدم
    15/11/2007 at 21:30

    شكرا لك اخي الشركي على هده الغيرة المعهودة والكلمة المنشودة التي تتوجه بها الى ضمائر ميتة وقلوب متحجرة لا تهتز الا عندما تبتز أز تفتز ما قلته وما دكره السيد الدي رمز لاسمه بالمواطن يعتبر عين الحقيقة في وقت لا يكترث أحد بهده الحقيقة ما دامت لا تتعارض مع مصالحه وتخدم مطامحه.

  6. عبدالمالك
    16/11/2007 at 18:11

    الأستاذ شركي لا أعرف إن كانت مادة تدريسك هي الرياضيات ، وكيفما كان الحال أطرح عليك هذه المعادلة الرياضياتية :
    إذا كــــان :
    الإنسان = الأكل + النوم + العمل + النضال من اجل الكرامة في كل شيء
    الحمار = الأكل + النوم
    إذن
    الإنسان = الحمار +العمل + النضال من اجل الكرامة في كل شيء
    و الإنسان ناقص النضال من اجل الكرامة في كل شيء = الحمار +العمل

    وكخلاصة يبقى الإنسان من دون النضال من اجل الكرامة في كل شيء
    يساوي الحمار زائد العمل..
    وأنت أستاذ شركي تتعامل مع الجماعات المحلية من خلال مكتوبك كإسطبل ليس إلا َّ ..
    والعاملين به تحولوا عندك إلى مجرد حيوانات …عليهم أن لا يمارسوا العمل النقابي وحتى لا قدر الله وكانت هذه الرذيلة النقابية يجب أن لا تصعد من لهجتها في وجه الغول النائم بحجة ، أن مصالح المواطنين تتعرض إلى الإتلاف …
    ومن خلال مكتوبك دائما يبدو بأنك لم تتطلع قط على مطالب هذه الشريحة التي تتواجد في قلب التنمية المحلية للمغرب ..
    وسأحيلك على هذا الموقع:
    link to horouf-achahid.blogspot.com

    ولكن أرجوك أن تقرا الفاتحة على الروح الطاهرة للشهيد مصطفى لعرج .. الذي سقط في ساحة المعركة من اجل الملف المطلبي لعمال وموظفي الجماعات ، ومن اجل الكرامة أيضا … لعلها تحولك من موقع الهجوم على الشغيلة الجماعية الى موقع القائلين  » حسبنا الله في الحكومة ونعم الوكيل  » وترتاح …
    حينما ينظر المرء إلى الأشياء من زاوية ضيقة ينطلق العنان للسانه .. لكن ، حينما يكتسب أدوات تحليل الوضعية إن شاء الله ، سيرى الأمور بشكل أكثر عمق ، من تسطيح الكــلام ، وربما لا يجد من يصفق له ..
    خطابك أستاذ ، من الأجدى أن توجهه إلى مراكز القرار حتى تتعامل بشكل مدني ، ولو انك لا تتفق مع الأساليب المدنية والنضالية المشروعة …

  7. التمسماني
    20/11/2007 at 23:32

    الإضراب حق مشروع دستوريا ؛ والذي يعاب على مضربين الجماعات المحلية هو كونهم مضربين في مقرات عملهم ؛ وعاملين في المقاهي وداخل سياراتهم ، يقومون بتصحيح الإمضاءات بالمقابل .

  8. youssef
    20/11/2007 at 23:32

    Malheureusement l’auteur ne retrace aucune des revendiactions de ces fonctionnaires ni des souffrances dont ils sont victimes depui des lustres .
    exemple L’examen d ‘aptitude professionnel , 9 afait des siècles qu’ attend …. le ministre ou le gouverneur daigne à donner son feu vert au presidents des communes à l’organisation de ces examens notamment le passge de l’echelle 9 à 10; alors qe les fonctionnaires relevant mêm du ministère de l’interieur .- bugget général- ont déja profité dernièrement du dérouolrmrnt de ces examens toutes ctégories confondues .
    Il semble qu au Maroc on ne demande que la jusytice soit faite uniquement au sectur des enseignants ..au detriment des autres catégories de l’etat; et l’on vient en fin nous chanter la citoyenneté le civisme te le devoir ..
    Dans ces conditions on ne peut que dire : vive la grève aussi sauvage soit elle

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *