ما علاقتك بالموضوع وما دخلك في القضية ؟؟؟

ما علاقتك بالموضوع وما دخلك في القضية ؟؟؟
محمد شركي
هذه عبارة تكررت مرات عديدة في تعليقات كتابية وشفهية كثيرة على مقالات عديدة كتبتها في شأن قضايا مختلفة تهم الوطن الأم والوطن الكبير والأمة برمتها . وآخر مرة سمعت هذه العبارة عندما طرقت موضوع عزل رئيس مصلحة الامتحانات بأكاديمية الجهة الشرقية بسبب تلاسن بينه وبين مدير الأكاديمية فقال قائلهم : القضية بين المدير ورئيس المصلحة فما دخلك أنت ؟ ؛ وما موقعك من الإعراب ؟
وهما سؤالان يرومان اتهامي بالفضول. ومعلوم أن الفضولي هو الذي يتعرض لما لا يعنيه والعامة تسميه الحشري. ولعل الكثير من الناس لا يعرفون حقيقة كلمة الفضول ؛ وهي كلمة أ طلقها العرب على حلف سموه حلف الفضول ؛ وهو حلف وجد للتناصف والأخذ للضعيف من القوي ؛ ولما كان الرجال الذين قاموا بهذا الحلف وهم من قبيلة جرهم العربية يسمون كلهم الفضل وهم : الفضل بن الحرث ؛ والفضل بن وداعة ؛ والفضل بن فضالة اشتهر الحلف بأسمائهم ؛ ولهذا جمع الفضل على فضول كما جمع سعد على سعود. والفضل ضد النقص والنقيصة ؛ ومنه الفضيلة وهي الدرجة الرفيعة في الفضل. وجاء في الحديث : (شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت ).
وكثير من الناس لا يدرك القصد من هذا الحديث الذي جعل التناصف والأخذ للضعيف من القوي فريضة دينية تعرف في الإسلام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وترك هذه الفريضة يعرض الأمة للعقاب كما جاء في الحديث النبوي الشريف : ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) . والمعروف هو الخير وسمي كذلك لأنه عرف ؛ والمنكر هو الشر وسمي كذلك لأنه أنكر.
والأمة إما أن يشيع فيه الخير فيعرف أو يشيع فيها المنكر فينكر. والقضايا المطروحة إعلاميا لا تعدو أحد أمرين : معروف أو منكر. والإعلام في كل أقطار الدنيا يتولى مهمة الكشف عن المعروف والمنكر ليحمد المعروف ؛ ويذم المنكر بين الناس.
والمعروف والمنكر إذا كانا طي الكتمان فهما في ملكية أصحابهما ؛ فإن ذاعا في الناس صارت ملكيتهما مشاعة بين الناس ؛ تماما كما يكون الخبر رهينا بصاحبه فإذا ذاع صارفي ملك الجميع.والقضايا التي يتناولها الإعلام من الأخبار المشاعة بين الناس حتى لو تعلق الأمر بأشخاص بأعيانهم.
فالواجب الديني يفرض على المسلم أن ينهض بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وهي وظيفة عرفتها المجتمعات البشرية منذ القديم و خير مثال على ذلك حلف الفضول وهو خير شاهد. وقول الرسول الأعظم : ( ما بال قوم) في كثير من كلامه دليل على القيام بواجب النصح قصد الإصلاح. والاهتمام بأمر المسلمين واجب شرعي ؛ وتركه عبارة عن براءة منهم. ولهذا أقول للممتعضين من مقالاتي على رسلكم ؛ فعلاقتي بما أطرحه من قضايا وثيقة الصلة بشيء اسمه الضمير ؛ ومحله من الإعراب ضمير تقديره :( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله ).
ما حدث في أكاديمية الجهة الشرقية جزء من مشكلة كبرى تناسلت وهي تهم قطاع التربية الوطنية وتتعلق بجانب المعاملة بين مسئول وشركائه ؛ وقد ظهرت هذه المشكلة منذ تعيين السيد مدير الأكاديمية وتتعلق بفشله في التعامل مع الشركاء نظرا لطبيعة شخصيته المجبولة على التعالي. فقد صرح فور وصوله إلى الجهة الشرقية وهو منحدر منها أنه عازم على ترويض الشركاء لسوء ظن مسبق بهم ؛ وهو تعبير ينم عن استعلاء. وتكررت منه التصرفات المتعالية من قبيل الاستهانة بمن يريد زيارته من شركاء ؛ وقد استخف برابطة المديرين إذ قابلهم خارج مكتبه عوض استقبالهم بداخله ؛ ورفض من أحدهم أن يناديه باسمه الشخصي عوض السيد المدير لسوء ظن به ؛ واستخف بالمفتشين يوم رفضوا الوثيقة الإطار التي رأوا فيها مساسا بهيبة التفتيش ؛ وبادر إلى كتابة مقالا يتهمهم فيه بالجهل ؛ واضطر للاعتذار تحت ضغط نقابتهم في مقال آخر بنفس الجريدة. وراجت أخبار كثيرة عن تصرفاته المتعالية والتي شملت صغار وكبار الموظفين ذكورا وإناثا بالأكاديمية والتي شهدها شهود عيان ؛ وآخرها المبادرة بإهانة رئيس مصلحة الامتحانات التي جرت على السيد المدير ردا غير لائق من نفس الجنس ؛ لأن المثل يقول : من استغضب ولم يغضب فهو حمار؛ وقد رفض رئيس المصلحة الإهانة بحضور شاهد عيان.
فمشكلة السيد مدير الأكاديمية الخلط بين مفهوم الصرامة في العمل ومفهوم التعالي في التعامل. فالصرامة تعني عدم التراخي في القيام بالواجب ؛ والتعالي يعني الترفع دون سبب أو بسبب سوء فهم دلالة المهمة واللقب المرتبط بها. فصفة مدير لا تعني الرجل الفض الغليظ المتكبر؛ بل هو الرجل الذي يجيد الجمع بين الحكمة و اللين والرحمة والتواضع ؛ وفي ديننا من تواضع لله رفعه.
أقول هذا الكلام وليس بيني وبين الرجل تصفية حساب كما يظن الواهمون والمتزلفون للسيد المدير ؛ فأنا أقدر كفاءته المهنية ولا أنكرها ؛ و أقدرمسئوليته الجسيمة ؛ إذ ليس من اليسير أن يدار شأن أكاديمية في حجم أكاديمية الجهة الشرقية وفيها أمهات المشاكل ؛ ولا أنا حاسد له أو راغب في منصبه ؛ خاصة وفي ديننا شعار: ومن شر حاسد إذا حسد ؛ وإنما أنا أنكر عليه سوء التصرف في التعامل مع الشركاء ؛ وسوء التلفظ بالكلام غير المناسب في حالة الغضب؛ وهي صفة لا تليق بمسئول تربوي تشترط فيه الحكمة والحلم والروية وبعد النظر ورعاية أقدار الناس ؛ والناس معادن.
لقد ذكرت فضله في كل ما أحسن فيه ؛ و لن أنسى يوم أحسن إلى زميلنا المرحوم الأستاذ محمد راشد وهي وقفة لا تنسى ؛ أقولها بعيدا عن التملق والتزلف الذي يظهره له بعض من يحيطون به رغبة في الاحتفاظ بمهام يتسترون وراءها فرارا من مهامهم الأصلية فأنا فخور بمهمتي كمفتش ومعتز بها ولن أرضى بديلا عنها طمعا في تعويضات وامتيازات. وغضبت لكرامته كمسئول يوم راجت حوله إشاعة تروم تلطيخ سمعته الأخلاقية إذ حاولت تسويته في الإدانة بساقط وصاحب سوابق عدلية. وغضبت ضده في كل ما أساء فيه ؛ و يوم بلغني أنه أهان المديرين والمفتشين والموظفين ومنهم رئيس مصلحة الامتحانات والذي لا تربطني به قرابة أو صداقة أو مصلحة ؛ وإنما انتصرت له كضعيف وكمظلوم وكنت بلغة الملاحظين بلا حدود في جهتنا تحديدا فضوليا ؛ وحشريا غيورا على سمعة قطاع التربية التي من المفروض أن تكون قدوة لباقي القطاعات التي يمدها قطاع التربية بالأطر بعد تربيتها التربية اللازمة وعلى رأسها التربية على المروءة التي تشكل شرطا ضروريا لتبوأ المناصب في الوظائف العمومية.
فإلى الذين يريدون الخلط بين النصح وبين التدخل فيما لا يعني أقول: لقد أخطأتم الحساب وأسأتم الظن؛ فأنا لا أستهدف أحدا ولا أريد شرا بأحد ؛ ولا أخدم مصلحة أحد وإنما قصدي أشرف مما تتوقعون. فالذي يرى الخطأ من مسئول ولا يقوى على الجهر بالحق في وجهه شيطان أخرس بلا لسان ؛ فقد يكون صمته تشجيعا لصاحب الخطأ على التمادي في الخطأ مما يعرض المصلحة العامة للضياع.
إن عزل رئيس مصلحة الامتحانات وهو مهندس دولة ممتاز في المعلوميات بسبب غضب للذات هو خسارة للصالح العام لا يسكت عنها إلا شيطان. وأنا من هذا المنبر الإعلامي الرائد والشجاع والنظيف وأقولها قناعة لا تملقا أرجو أن يختار السيد المدير الفضيلة والحكمة وبعد النظر فيتراجع عن تقريره لتتراجع الوزارة عن قرارها في حق رئيس مصلحة الامتحانات من أجل الصالح العام ونكرانا للذات ؛ وهو العارف بكفاءته ؛ وأدرى بطبعه وقد خبره قبل وبعد تكليفه بمهام الامتحانات. ولو فعل السيد المدير لسجل له التاريخ فضيلة أفضل له من أوسمة توشح صدره بعد مغادرة هذا المنصب وهي مغادرة قسرية لا مناص منها سواء كانت بعزل أم بنقل أم بترقية أم بتردية ؛ حيث يزول المنصب ولايبقى إلا الذكر المحمود.
8 Comments
أتفق معك يا أستاذ وأحيي جرأتك في الحق…لقد كان شرق المغرب دائما ولا يزال حصنا منيعا ضد الميوعة والفساد والذل … ولقد حاوات بعض الجهات نشر الفساد والانحلال بالمنطقة من خلال تعيين مسؤولين تختارهم خصيصا لتمرير مخططات تخريبية ولكنها اصطدمت برجال لهم أنفة وعزة وشهامة. وإن هذا المسؤول كثرت أخطاؤه وعمت فضائحه كل المنطقة الشرقية وأظنه أخذ درسا من أهل الشرق الذين لا يرضون بالذل أبدا. وأحيي كل من قال كلمة حق في وجهه وكل من رد الصاع صاعين وضحى بالمنصب من أجل كرامته وكرامتنا جميعا… كل رؤساء المصالح هجروا المكان إما بقرار العزل أو بقرار الاستقالة…فهل الصرامة تعني السب والشتم وإهانة المخلصين والشرفاء؟
بارك الله فيك وأطال عمرك وإنه لدرس بليغ للخفافيش الذين يسيئون لأصحاب المقالات الهادفة تحت أسماء مستعارة أمثال « سي علال » و « مهتم » و…
احيي في الاخ محمد الشركي صراحته ومعالجته الموضوعية للمشاكل التي عاشتها وتعيشها اكاديمية وجدة احيي فيه تحليله المنصف الممحص والمدقق بعيدا عن اي مزايدات او انقاص لكرامته وشهامته فموقفه واضح في هذه المشكلة ودفاعه عن التربية والتكوين في هذه الجهة ودفاعه عن ا لمظلوم كما اشار ساطعة سطوع الشمس فهو لايبتغي جزاء من احد غير جزاء وفضل الله سبحانه وتعالى . وما يحيرني انا ان يبلغ المسؤول ما بلغه من سوء التسيير والتدبير وينخرط في قضايا اخلاقية ويصطدم مع كل شركائه كما اشار السيد محمد الشركي ويكتسب سمعة لايحسد عليها في قطاعه وخارجه ولا يحرك المسؤولون ساكنا واجدني اطرح التساؤل التالي : هل هناك من يخطط ( للتكرفيس ) على هذه الجهة في قطاع يعتبر العمود الفقري لكل امة لان افساد قطاع التربية والتعليم افساد وتخريب لابنائها .
أحقيقة ما تقول؟ أم هو طبع فيك أعرفه فيك و تعرف أنني اعلم الناس به فيك منذ كنا يافعين ؟ أما القارئ فهو مجرد انت ..و اما الأخ زروقي فما علمنا من الزرارقة إلا الرجولة و النضال ضد الفساد أقصد رجال الزرارقة في ما قبل الثمانينات : ضد الاستعمار و في النقابات ضد الظلم اما من يحمل اسم الزروقي اليوم فشتان بين الاصل و النسخةphotocopie
إلى السيد الحسناوي
هل لا زلنا في زمن انصر أخاك ظالما أو مظلوما؟ بل لعل الصواب هو « أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب »
سؤال تبادر إلى ذهني وأنا أقرأ تعليق السيد حسناوي على موقفي من مقال واحد للأستاذ الشركي. وهو المقال المعنون ب »ما علاقتك بالموضوع…. » وهو المقال الذي عقبت أنت نفسك عليه باستفهام يقول » أ حقيقة ما تقول … » ـ وهو استخبار يفهم منه ضمنيا أنه لو كانت الحقيقة ما يقول لأعجبت أنت نفسك بالمقال ـ
من هذا المنطق أقول لك إنني عصي وصعب المنال، ولا يمكنني أن أنقاد انقياد الخروف لفحل القطيع وأقف مع رأي الأغلبية بدون تفكير أو تمحيص. وإنما أنا صاحب مواقف، وآراء أبنيها اعتماد على المعاينة، والدراسة المتقصية، وعلى الدليل والحجة. أما التحامل المجاني، والتلاسن الذي نرفض صدوره عن الجهلاء فما أبعدني عنه.
لهذا أنا أقول للسيد الحسناوي أن استحساني لمقال الأستاذ الشركي كان تنبيها لبعض من يعجبهم الاصطياد في المياه العكرة، ويحز في أنفسهم أن تصدر في أحايين كثيرة آراء ترفض الظلم وتندد بالظالمين. وإنما يعملون على تحريف المواضيع الأصلية بردود وتعقيبات تفرغ المقالات من محتوياتها الجادة وتنقلها إلى صراع العجائز. والأمر من ذلك أنهم لجبنهم وسوء نيتهم يتسترون وراء ألقاب مستعارة تبقى دائما نكرة مغرضة.
أما الاختلاف النزيه في المواقف فأنا أراه شرطا أساسيا لاستمرار النقاش وذيوع الفائدة. وأخبرك أيضا أن اختلافاتي مع الأستاذ الشركي في مقالاته تفوق مواقف الاتفاق معه، وقد عبرت عن ذلك في مقالات سابقة، وكفاني بعض الإخوان مشقة الرد في كثير من الأحيان. لكن ذلك لا يعني بالنسبة لي أنني أقف دائما في جبهة الرفض وأعارض من أجل المعارضة.وإنما أنا إنسان يدعو إلى المجادلة الحسنة وحسن الاستماع قبل التهور في الرد.
وفي ما يخص اتهامي بأنني مجرد نسخة بعيدة عن الأصل لأنني لا أنتمي إلى حزب أو نقابة فأنا أقول لك » شهد شاهد من أهلها » ولعل القارئ الكريم يدرك جيدا من ينتمي حاليا للنقابات والجمعيات والأحزاب، ومن يعزف عنها. إلا إذا كنت تجهل حيثيات الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة في المغرب. أو لم تطلع على نسبة المشاركة فيها.
إلى من ادعى أن القارئ ما هو إلا الأستاذ الشركي متستر، إنني رجل تعليم أمارس في القسم ولا أستطيع أن أفصح عن إسمي في هذا المقام بالذات خوفا من انتقام هذا المسؤول المسنود من جهات معروفة. أنا فقط من المتتبعين لمقالات الأستاذ الشركي وأحترمه كثيرا رغم أنني أتحفظ على بعض آرائه.
ابحث عن شجرة العائلة انا من تقرت ولاية ورقلة الجزائر
ابن محمد بن العيد بن بلقاسم بن محمد بن الزروق ……..