إصلاح المنظومة التربوية رهين بتأهيل الموارد البشرية

إصلاح المنظومة التربية رهين بتأهيل الموارد البشرية.
أقدم المسؤولون في وزارة التربية الوطنية على مجموعة من التدابير الإصلاحية لإخراج المنظومة
التعليمية من رتابتها وابتذالها لتنفتح أكثر على محيطها الإقتصادي والإجتماعي والثقافي انسجاما مع
روح الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي يعتبرفي تقديرنا دليلا ومرجعا أساسيا لكل سياسة تعليمية
حقيقية.غيرأن ما يلاحظه المهتمون والمتتبعون للشأن التعليمي في بلادنا،أن الإصلاحات التي أشرفت
على إدارتها وزارة التربية الوطنية خلال عشرية إصلاح نظام التربية والتكوين، لم تكن لها تأثيرايجابي
على منظومتنا التعليمية وخاصة ما يتعلق بتدبيرمواردنا البشرية، بحيث ظلت هذه المحاولات
الإصلاحية طيلة هذه الفترة تفتقر إلى فعل سياسي جريء ودينامية فعالة تعمل على تخطي كل العوائق
والإشكالات التي كانت تحول دون تحقيق تعليم جيد لمتعلينا .ولعلالمؤشر الحقيقي الذي أشار إلىضعف
نظامنا التعليمي،هو ماجاء في خطاب العرش الأخير الذي أكد على ضرورة معالجة بعض المعضلات
الاجتماعية و خاصة قضية التعليم التي أصبحت في حاجة إلى حلول شجاعة وجريئة.
إن إشكالية التربية والتكوين في بلادنا، هي قضية مجتمعية يجب مقاربتها بسياسة تعليمية منفتحة،
تنظرإلى العاملين في هذا الحقل كطاقات بشرية يجب تنميتها وتدعيمها واستثمارها في كل عمل إصلاحي
أوتنموي،ومن هنا وجب على المسؤولين في وزارة التربية الوطنية، خلق دينامية جديدة وفعالة في إصلاحاتها
المقبلة،إصلاحات شمولية تبدأ بتنمية الموارد البشرية من خلال تلبية حاجياتها وإمدادها بالإمكانيات
الضرورية والأدوات المعرفية والتربوية لتجاوزكل العوائق والحلول الترقيعية التي كانت سببا في استمرا ر
الظاهرة الإحتجاجية غير المسبوقة في صفوف نساء ورجال التعليم طيلة الولاية الحكومية السابقة.
وعليه فإن أي مشروع إصلاحي مقبل لمنظومتنا التعليمية، لايضع ضمن أولوياته تحسين الأوضاع الإجتماعية والمهنية للموارد البشرية،فسيكون مآله الفشل،وبالتالي ستضيع منا فرصة أخرى دون أن
أن نحقق لتعليمنا إقلاعا حقيقيا يخرجنا من دائرة الحسابات الحزبية والنقابوية الضقية.
إن المقاربة التعليمية -في تصورنا- ينبغي وضعها ضمن أولويات الحكومة الجديدة إ نأرادت هذه
الأخيرة كسب الرهان في مسارها ألإصلاحي المقبل بعد رصد مكامن الخلل والاختلالات التي حالت
دون تحقق منظومة تربوية تلبي حاجيات متعلمينا ومجتمعنا. لذلك ،نرى أي مبادرة إصلاحية للمنظومة
في الوقت الراهن،ينبغي أن تنطلق من إصلاح أوضاع طاقاتنا البشرية التي أصبت شبه معطلة بفعل
سياسات إنتقائة وفئوية وإقصائية عمقت أزمة التعليم في بلادنا…………..( إعداد:عبد الرزاق)
بنطالب
فاعل نقابي
Bentaleb58@hotmail.fr




4 Comments
أستاذي الفاضل الكريم عبد الرزاق بنطالب لقد قلت الحق،والحقيقة أن المدخل للتنمية هو الكادر البشري لهذا فتنمية البشر تمر عبر البشر. وشكرا
أصبت أخي الكريم …ولكن أين الآذان الصاغية؟
قد غيب هذا المقال عنصرا اساسيا عي العملية موضوع النقاش ولم يتطرق اليها لا من بعيد و لابشكل غير مباشر وهي حلقة من حلقات تدهور الموارد البشرية بوزارة التربية الوطنية على مستوى مؤسساتها و اداراتها التعليمية ، يتعلق الامر بواجبات رجال ونساء التعليم اداريين و اساتذة تجاه الفعل التربوي ، الذي لايقوم بواجببه لا يمكن ان يطالب بحقه ويدافع عنه ويصونه ، وهذا مايستغله القابضين بزمام الامور ، نعم لتحسين ظروف العمل من جميع جوانبها ولا احد يجادل في ذلك لكن ذيف يمكن الاتيان بذلك في مشهد كثر فيه الانتهازيين ويتهربون من القيام بواجباتهم ويستعملون جميع الوسائل الشرعية وغير الشرعية لتبرير ذلك فكيف تفسر ان رجل التعليم يضرب عن العمل ليداغع عن حقوقه الذي يتقاضى عليه الاجر ويتجه الى المدرسة الحرة للتدريس بها او يدفع شهادة طبية لادارة عمله ن وتجذه في كامل قواه البدنية و العقلية يجاهد في المدرسة الخصوصية ن ان هذا هو مفهوم الموارد البشرية الذي تريده وتنهجه وزارة التربية الوطنية – اصبح اليوم من يتشاجر على حصص استعمال الزمن ليرتب وقته للدروس الخصوصية وتتواطئ معه ادارته وينتزع حقوق زملائه ويسكت عن من لاعمل له ، فهل هذه هي الطريقة التي يدافع بها على تحسين ظروفه – صحيح –
لا يتطور التعليم أبدا ما دام لم يفصل شرفائه عنه أهل النصب والإحتيال وما أكثرهم .إنهم دائما يبحثون على الأموال بكل الطرق ولو على حساب التلاميذ المساكين الذين لا دخل لهم وينتظرون الأجور دون القيام بواجبهم .ويخاولون وبدون استعفاف أن يكيفوا المؤسسات التعليمية الا لصالح أبنائهم الفاشلون كأنها مؤسسات خصوصية في حوزتهم وأبناء الشعب الآخرون يذهبون ليموتوا .حرام عليكم .