Home»Régional»قل لي كيف تفكر؟ ماكورو ماروياما( Magoroh Maruyama) Le courrier de l’Unesco. Fév. 1996

قل لي كيف تفكر؟ ماكورو ماروياما( Magoroh Maruyama) Le courrier de l’Unesco. Fév. 1996

0
Shares
PinterestGoogle+

-1-

لقد عرف نصف القرن العشرين حركات سياسية واجتماعية وثقافية ساعدت على التنافر والتجزيء. فثمة عدة دول أحرزت على استقلالها في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وظهرت مطالب عرقية في الولايات المتحدة في الستينات، وفي عهد قريب جدا، برزت في تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا وفي عدة بلدان أخرى، حركات استقلالية لقوميات داخلية. وفي كل مرة، كان مطروحا إقامة هوية وطنية وعرقية أو ثقافية، إما تمت إزالتها أو كانت مهددة. وإذا كانت لهذه الحركات عدة مزايا، فإنها بالمقابل نصبت لنفسها كمينا في نفس الوقت، لم تكن تنتظره. كانت تشجع على التفرقة باسم التنافر لكنها تدافع على التجانس داخل مجموعاتها، على حساب الأفراد!

واليوم ظهرت اتجاهات جديدة. فإذا كانت حركات الهجرة قد عرفت تزايدا لأسباب اقتصادية أو سياسية، فإن بعض التقنيين والاختصاصيين يتخطون الحدود لأسباب أخرى. إن معظم الدول الكبرى تعد ملجأ لنسبة كبيرة من المهاجرين والسكان الأجانب؛ وهكذا فإن التنافر أصبح بطريقة تفاعلية سمة كل مجتع. وزيادة على هذا، فإن جميع المواد الاستهلاكية الأجنبية (مأكولات، لباس، موسيقى…) أصبحت في متناول أولئك الذين ليس بإمكانهم السفر، ولم يعد الأنا-الهوية بسيطا. الكل أصبح قادرا على تكوينه بكل حرية وذلك بجميع العناصر المتنافرة، حسب تعبير مبدع.

بعض الأفكار المتداولة

إلا أنه لازالت العلوم الاجتماعية في غالب الأحيان تمرر بعض المفاهيم التي أصبحت اليوم متجاوزة، من قبيل:

1- كل ثقافة تعتبر كاملة في حد ذاتها وليست في حاجة إلى تغيير.

2- كل الأفراد المعتبرين "عاديين" داخل ثقافة معينة، استوعبوها بطريقة متجانسة.

3- إن الأطفال يزدادون بعقل يشبه الصفحة البيضاء وما علينا سوى كتابة الثقافة عليها.

4- كل ثقافة تعد بمثابة محيط سليم بالنسبة لأفرادها "العاديين".

5- إن التغيرات الاجتماعية تصدم الجميع.

6- إن الهجرات عبر الأوطان، تعتبر عاملا للقلق.

7- إن الفرد يفقد هويته حينما يعايش ثقافات أخرى.

وهكذا نصل إلى نوعية هذه الأخطاء حينما نظن أن هناك منطقا وحيدا كونيا مثاليته هي التجانس.

إلا أن العكس هو الصحيح، والتنافر هو الضروري والمطلوب في المسلسلات البيولوجية والبيئية والاجتماعية. أما بالنسبة للمسلسل الأخير، فإن تنافر أشكال التفكير مسألة لا محيد عنها. وبناء على هذه الملاحظة، يمكن تسجيل ما يلي:

إن أشكال التفكير تختلف من فرد لآخر، داخل المجموعات الاجتماعية أو الثقافية المختلفة؛ وليست هذه الأشكال خاصة بكل مجموعة على حدة. إنها تعتبر عابرة للثقافات، وترجع الانزياحات الثقافية إلى الهيمنة التي يفرضها كل شكل من أشكال التفكير، على الأشكال الأخرى، بطرق مختلفة (التأثير، التغيير، الإزالة، الاستلاء، الاستغلال)؛ ومن الأرجح أن الأطفال يزدادون بطريقة تفكيرهم؛ وأن الأفراد الذين لا يفكرون بنفس الطريقة المهيمنة يتجاوبون عن طريق استراتيجيات مختلفة، إما يجدون محيطا معزولا يسمح لطريقة تفكيرهم بالتعبير في هدوء؛ وإما بتحريف طريقة تفكيرهم؛ وإما يتقمصون عن وعي الطريقة المهيمنة، ويكتمون طريقة تفكيرهم في اللاشعور، لمدة طويلة، ويضغطون عليها أو يثورون أو يصبحون إصلاحيون، وإما أخيرا يهاجرون. (يتبع)

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *