نقابة مفتشي التعليم بالجهة الشرقية تحيي الذكرى الأولى لوفاة المرحوم الأخ محمد راشد

محمد شركي

ستحيي نقابة مفتشي التعليم بالجهة الشرقية الذكرى الأولى لوفاة المرحوم الأخ محمد راشد تغمده الله بواسع رحمته اليوم الأحد 21 أكتوبر 2007 بعد صلاة العشاء في بيته. ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة من طرف مجموعة من المفتشين؛ وأصدقاء وأحباء المرحوم وفاء بعهده؛ ورعاية لأمانة كان يتقلدها وهي صيانة قطاع التربية من خلال عين التفتيش الحارسة له من كل المنزلقات. لقد فقدت أسرة التفتيش بفقدان الأخ محمد راشد رحمه الله عنصرا لا بديل له من حيث الحيوية والنشاغ والتفاني في العمل من أجل جهاز تفتيش بالمعنى الحقيقي لا بالمعنى الصوري. ولا زلت أذكر مكالماته الهاتفية المباغتة التي تحمل دائما المستجدات في ميدان التفتيش ؛ وهي مكالمات كان يقضي وقتا معتبرا في توجيهها عبر هاتفه النقال لكل الإخوة في كل جهات البلاد ؛ ولا زلت أذكر رحلاته المكوكية بين مدينة وجدة وباقي جهات المملكة خاصة العاصمة من أجل قضية التفتيش التي شغلته عن أهله وولديه ووالديه ؛ وشغلته عن نفسه ؛ وهو في ريعان الشباب . لقد ناضل المرجوم من أجل جهاز تفتيش نظيف وقوي يفرض احترامه على المسئولين الذين يعمدون إلى أساليب المداهنة والاحترام المغشوش للتفتيش من أجل احتوائه ؛ وصرفه عن غايته وهي صيانة قطاع التربية من التردي وذلك من خلال ما يكشفه من هفوات يكون مرجعها في الغالب سوء تدبير هؤلاء المسئولين الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا للمحافظة على كراسي تتبرأ منهم ومن ضعف أدائهم .
لقد عادت ذكرى وفاة المرحوم وحال التفتيش من سيء إلى أسوأ : لا استقلالية ؛ ولا هيكلة ولا مفتشيات ؛ ولا مجالس تنسيق مركزية وجهوية وإقليمية ولا وثيقة إطار ولا هم يحزنون ولا وسائل ولا تعويضات عن الإطار ؛ ولا تعويضات عن المهام في المستوى ؛ ولا حركة انتقالية ؛ ولا مركز تكوين مفتوح الأبواب ولا تناوب على المهام ؛ ولا حتى مجرد إخبار بشغور مناصب النواب الذين أصبح انتقاؤهم كما كان عن طريق الزبونية وتحت الدف حسب التعبير العامي . ولقد أصبح بعض المسئولين مركزيا وجهويا وإقليميا ؛وهم مع الأسف الشديد مفتشون تلازمهم هذه الصفة رغما عنهم يحاولون النيل من إطار التفتيش عن طريق أساليب استفزازية ؛ وهم على علم تام بإكراهات مهام التفتيش لأن الأبراج العاجية تنسي الدجاجة زبالتها وما فات عليها عندما تنفض رجليها كما يقول المثل العامي.
لقد أصبح المفتش في نظر بعض المسئولين مظنة غباء ؛ وهم يعتقدون أنه لا يعلم بنواياهم الساذجة لغبائهم فيحاولون تسخيره لكل المهام بلا أجر ولا إمكانيات مستغلين استحياءه وسكوته عن كشف عوراتهم التي لا يحصيها عد ؛ بل منهم ما سولت له نفسه التفكير في مراقبة جهاز وجد أصلا لمراقبتهم . فكم من كوارث يعرفها قطاع التعليم سببها مسئول فاشل تحت خط الفشل ؛ يلجأ إلى جهاز التفتيش عندما تنكشف سوءته حتى إذا تم تخليصه من ورطته استأسد و تنمر ضد جهاز التفتيش على طريقة اللئام ناسيا أو متناسيا أنه :
من يجعل الضرغام للصيد بازه تصيده الضرغام فيما تصيدا
ووفاء لعهد المرحوم الأخ محمد راشد الذي كان حريصا على هيبة التفتيش خصوصا أمام الطامعين فيه من مسئولين أهيب بكافة الإخوة المفتشين قطع الطريق عن كل من تسول له نفسه المساس بجهاز التفتيش
مع التنبه واليقظة إلى طرق الأدب المغشوش المستعملة من طرف بعض الذين يبدون ما لا يضمرون للمفتشين بغرض إما استغلالهم؛ أو شراء ذممهم حتى لا تنكشف حقائق تدبيرهم الفاشل من خلال المراقبة اليقظة لجهاز التفتيش بكل تخصصاته. كما أدعو الإخوة المفتشين إلى تجنب توفير فرص للمتربصين بالتفتيش للطعن في مصداقيته؛ والتشكيك فيها؛ وتتبع سقطاته كما حدث في بعض الحالات التي قد تطمع الطامعين في النكاية بجهاز عتيد.
لم يكن المرحوم الأخ راشد محمد يقبل دنية في التفتيش ؛ أو يرضى له ذلة وهوانا لهذا لا بد أن يستمر نفس المشوار ؛ ولا بد أن يتراجع المتهافتون من المفتشين على التزلفات للمسئولين من أجل مناصب سرابية أو تعويضات تافهة تهافت الفراش على النار؛ وكذا الكيد لجهازهم دون تنبه لكيد الكائدين الذين يهدفون إلى الإيقاع بين رجال التفتيش إلى درجة يسخر فيها المفتش لتحرير تقرير سيء في حق زميله للنيل منه إرضاء لهوى مسئول يعاني من عقد نفسية شاذة ؛ وطمعا في منصب يسيل له لعابه.
إرضاء لهوى مسئول يعاني من عقد نفسية شاذة؛ وطمعا في منصب يسيل له لعابه.
إن أفضل وسيلة لصيانة جهاز التفتيش هو العمل الدءوب ؛ ودون تراخ ودون هوادة للكشف عن كل الاختلالات التي يعرفها قطاع التربية ؛ وعدم السكوت عنها ؛ ومن خلال التقارير الميدانية التي لن يكون مصيرها سلات المهملات أو رفوف الغبار كما جرت العادة عند بعض المسئولين الذين يتجنبون كشف فشلهم الذريع في معالجة قضايا التربية والتعليم ؛ و يتحينون الفرص الإعلامية لعقد الندوات الصحفية الإشهارية قصد تلميع صورهم الشائهة ؛ فلا بد من نشر غسيلهم أيضا أو زلاتهم كما يرغبون في نشر المكذوب والملفق من المعلومات التي يستغلونها لتميد مدد بقائهم في مناصب تفوق أقدارهم ؛ ولو عرفوا حقيقة أقدارهم لجلسوا دونها ؛ ولكن أنى لحمر الطحان برؤوس كرأس هارون الرشيد؟؟