Home»Régional»ظاهرة التشويش على الوعظ الديني في بعض مساجد الجهة الشرقية خلال شهر الصيام

ظاهرة التشويش على الوعظ الديني في بعض مساجد الجهة الشرقية خلال شهر الصيام

0
Shares
PinterestGoogle+

ظاهرة التشويش على الوعظ الديني في بعض مساجد الجهة الشرقية خلال شهررمضان

محمد شركي

من المعلوم أن الوزارة الوصية عن الشأن الديني في بلادنا تنتدب مجالسها العلمية لاختيار وعاظ يقومون بمهام الوعظ والإرشاد خلال شهر رمضان في بيوت الله. وكالعادة عرفت مساجد الجهة الشرقية كباقي جهات المملكة إقبالا كبيرا على دروس الوعظ الرمضانية التي أوكلت إلى مجموعة من الوعاظ وقع اختيار العديد منهم وكلهم يحوز تزكية المجالس العلمية المحلية بواسطة لجان المجتمع المدني المكلفة بالإشراف على المساجد.
وتفاوتت حظوظ المساجد من حيث الوعظ حسب طلبات هذه اللجان لدى المجالس العلمية. ولقد لقيت دروس الوعظ الديني الرمضانية إقبالا كبيرا في معظم مساجد الجهة الشرقية ؛ إلا أنه لوحظت بعض التصرفات المشبوهة والمحسوبة على أفراد بعينهم ضد دروس الوعظ في بعض المساجد حيث عمدت بعض العناصر التي لا تتعدى أحيانا فردا واحدا إلى التصفيق أو المطالبة بإقامة الصلاة أثناء إلقاء الواعظ كلمته بين العشاءين وقبل صلاة التراويح.
ولقد واجهت جموع المصلين في هذه المساجد ظاهرة التشويش على الوعظ الديني واستنكرته بشدة وأدانت العناصر المتسبب فيه. وغير خاف على متدين صحيح التدين أن انتظار الصلوات في بيوت الله عز وجل عبارة عن عبادة بل هو بمثابة رباط كما جاء في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن ذلك فقال: ( ذلكم الرباط ). وغير خاف أيضا على أحد أن بيوت الله إنما وجدت لذكر الله عز وجل؛ والوعظ من الذكر بإجماع أئمة المسلمين وعلمائهم. وغير خاف أيضا أن أجر الأعمال في رمضان يضاعف أضعافا كثيرة لقدسية هذا الشهر عند الله عز وجل ؛ لكونه شهر نزول الوحي وشهر الاشتغال بالوحي من أجل ضبط السلوكات لتكون منسجمة مع شرع الله بعد حول كامل من الانشغال عنه بسبب الإقبال على الدنيا دون ضوابط شرعية عند العديد من الناس.
ولقد لوحظ أن العناصر التي كانت تشوش على الوعظ لا تخلو من أن تكون عناصر حديثة عهد بالمساجد من الذين لا يقبلون على الصلاة إلا في شهر رمضان لتبرير صيامهم ولا غرض لهم بالوعظ والاتعاظ ؛ أو من العناصر التي تختزل العبادة في صلاة التراويح فقط متنكرة للوعظ والإرشاد ؛ أو من العناصر التي لا تقبل توصيف الوعاظ للسلوكات غير المقبولة فيهم شرعا من قبيل الرشوة والربا و الغش والتدليس والظلم والزنا والخمر والتدخين ….. إلى غير ذلك من المعاصي ؛ فكلما ذكر الواعظ معصية من هذه المعاصي إلا وامتعض من يمارسها وظن أنه مستهدفا؛ أو من العناصر المنشغلة باللهو في ليالي رمضان سواء تعلق الأمر بمتابعة السهرات أو مباريات كرة القدم ؛ أو الجلوس في المقاهي من أجل لعبة الورق أو من أجل القيل والقال ؛ وهي فئة تستعجل صلاة التراويح حتى لا تضيع منها فترات السهرات لهذا تشمئز من الوعظ الذي يكون على حساب وقت سهراتها؛ وقد نشر أحد المواقع الإلكترونية أن أهلنا في فلسطين وتحديدا في قطاع غزة كانوا يستعجلون صلاة التراويح لمتابعة المسلسل السوري : ( باب الحارة) الذي كانت تبثه إحدى الفضائيات العربية.
والغريب في أمر المشوشين على الوعظ وهم فرادى أنهم سمحوا لأنفسهم بالحديث باسم الجماعة ؛ وكأن الجماعة انتدبتهم للحديث باسمها ؛ كما أنهم تدخلوا في شأن من اختصاص وزارة وصية على الشأن الديني و التي تملك حق تقويم أداء الوعاظ وتوقيفهم إذا اقتضى الأمر ذلك بسبب تطويل منهم أو بسبب سوء أدائهم وفق الضوابط المنصوص عليها شرعا.
والمؤسف حقا أن يتجاسر أحد المشوشين على السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة وجدة في أحد المساجد الكبيرة وبسوء أدب استنكره الحاضرون ؛ وهو علامة بشهادة أهل العلم ؛ ولا يمكن أن ينكر عليه منكر أداءه في مجال الوعظ أو يطعن طاعن في مصداقيته العلمية إلا أن يكون من المتحاملين على الشأن الديني لحاجة في نفسه خصوصا وقد تميزت مدينة وجدة بإقبال أهلها على التدين مما يقلق راحة أهل الفسوق والفجور الذين لا يريدون الاستقامة في هذه المدينة وفي الجهة برمتها وهم يبذلون ما في وسعهم لجعل المدينة علمانية الطابع من خلال البرامج التخريبية التي لم تلق الرواج في مدينة المساجد.
والمؤسف أن يستدعى الواعظ من قبل لجنة مسجد في المنطقة ثم يكون المشوش من عناصرها قصد إذايته وهو المشهود له بأدائه الجيد في مجال الوعظ ؛ وهو لم يطلب الوعظ وإنما طلب منه ذلك.
ولعل السؤال المطروح على الفئة المشوشة على الوعظ الديني في رمضان؛ وهو محل تقدير المؤمنين هو : هل بإمكان هذه الفئة أن تشوش على البرامج الفاشلة من قبيل مسرح التهريج الذي يستغرق الساعات الطوال دون فائدة تذكر في ليالي رمضان التي جعلها الله للعبادة والذكر لا للتهريج والمسلسلات والسهرات ؟ وهل بإمكان هذه الفئة أن تجهر بالتنديد في وجه المنكرات في ليالي رمضان ؟؟
أم أن الوعاظ صيد سهل المنال تناله ألسنة السفهاء متى شاءت وكيفما شاءت في غياب من يضع حدا لتدخلاتهم غير المقبولة لا شرعا ولا قانونا في بيوت الله عز وجل والتي قال فيها سبحانه : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيه اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ). فالمشوشون المخربون للوعظ الديني في رمضان وبالتالي لبيوت الله يدخلونها آمنين مطمئنين في بلادنا بل ومتجاسرين ومتنطعين ولا يلقون جزاءهم من الخزي من طرف الجهات المسئولة التي لا يخلو منها بيت من بيوت الله خلال حصص الوعظ التي تتابع باهتمام شديد ؛ وترفع في شأنها التقارير. فهل يعني عدم وضع حد للمشوشين أن الجهات المسئولة راضية عن التشويش ضد الوعظ الديني في شهر رمضان أم أنها عاجزة ضعيفة أمام المشوشين؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

6 Comments

  1. وجدي
    14/10/2007 at 23:13

    وأعرض عن الجاهلين
    « يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون » صدق الله العظيم
    هذه المدينة أراد الله لها أن تنتعش وتسري فيها الروح وأن ياتفت بنوها الى المسجد والقرآن والعلم والعلماء ولكن هناك من لا يعبه ذلك فليشرب ماء البحر أو ليختر له مكان آخر غير مكاننا وأناس آخرون غير هؤلاء البناة الهداة الذين نحبهم ونجلهم ،قل موتو بغيظكم وما زالت قافلة البناء والتشييد للمساجد وللمؤسسات الاجتماعية والخيرية مستمرة بفضل الله أولا وأخيرا وبجهود أعمدة المدينة من علماء ومحسنين نسأل الله أن يبارك في جهودهم وأعمالهم وأموالهم وأعمارهم ولا نامت أعين أعداء الدين .

  2. طربي
    14/10/2007 at 23:14

    لم لا توسع الجهات المسؤولة من دور المساجد ليشمل مثلا ايواء المتشردين ليلا وابن السبيل والنساء المعنفات وأطفالهن ضحايا عنف الحياة الزوجية حتى لا يبق دور المساجد منحصرا في الصلاة و الوعظ و الارشاد فقط فالمسجد بيت الله وليس ملكا لأحد. والله يحب الخير لكل الناس.

  3. مهتم
    15/10/2007 at 19:49

    تحية للجمبع واقول للسيد الشركي : مهلا اخي الكريم فقد اعطيت للظاهرة ابعادا لاتحتملها في نظري كملاحظ بسيءاذ ان ما قام به بعض او لنقل شخص ما كتصرف انفرادي لا يرقى الى ان ينظر اليه كظاهرة تشويش مقصود والا فما الذي ارغم ذلك الشخص لولوج المسجد اصلا،والشخص الذي قام بالتصفيق خلال القاء السيد رئيس المجلس العلمي لدرسه شخص عادي بسيط لم يكن يعرف من صاحب الدرس اصلا واعتبره أي واعظ اطال في خطابه.صحيح ان مثل هذه السلوكات يجب ان لا تتكرر في بيوت الله ولكن وبكل موضوعية اقول ان بعض السادة الوعاظ يقدمون احيانا مواضيع شبه مرتجلة او تبدو كذلك وبها اطناب غير مبرر ويستهلكون حصة زمنية كبيرة تجعل بعض العجزة او المرضى لا يقوون على الاستمرار في الجلوس ويظهر منهم ما يظهر من سلوكات لا تليق ببيوت الله والحالة هذه لا ينبغي ان نضع من مثل هذا التصرف ظاهرة ونسيئ الظن بالغير.واسأل السيد الشركي نفسه كواعظ: هل لقي مثل هذا السلوك في دروسه الوعظية؟ اقول غير جازم: لا ،بناء على ما حضرت من دروسه -هذه ليست مجاملة- لكونه يقدم موضوعا متماسكا ممنهجا ويقدمه في حيز زمني مناسب ،والعبرة ليست بالكم طبعا..
    ليس عيبا ولا انتقاصا من قيمة عملنا الديني ان نمنهجه ونرتبه على احسن وجه ليخرج من القلب والوجدان والعقل ويصل الى نفس المواقع لدى المتلقين.ان قداسة ديننا الحنيف ومكانته في نفوسنا قد تثني الكثيرين على فتح الحوار في هذا الموضوع، واعتقد ان من الأفيد لنا جميعا ان يخضع اداء خطبائنا ووعاظنا للتقويم من طرف ذوي الاختصاص من اجل ترقية الخطاب الوعظي والسمو به الى ما وضع له من اهداف وغايات.تحية تقدير لكل الاساتذة الافاضل الذين تكرموا بتنوير العقول وتهذيب النفوس في شهر رمضان الكريم وعلى رأسهم السيد مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي.وختاما اقول -من وجهة نظري- لا داعي للجزع ان مساجدنا بخير ومصليها ومرتاديها في تزايد مستمر.وفق الله الجميع لما فيه خير البلاد والعباد

  4. omar
    16/10/2007 at 12:48

    monsieur le moderateur;
    pourquoi a chaque fois qu on ecrit quelque chose qui contredit monsieur chergui vous le censurez ;ayez le courage de laisser les autres s exprimer et c est aux internautes de juger
    c est de la bassesse de votre part

  5. احمد
    17/10/2007 at 23:35

    الذبن ياتون الى المساجد ياتون لأداء صلاة الجماعة وهدفهم هو الحصول علىالاجر وثواب الجماعة والاستماع ايضا الى دروس الوعط والارشاد وهي مهمة في شهر الصيام وفي كل وقت الا ان النصفيق الذي يحدث احيانا مرده ليس دائما من المصلين وانما من السادة الوعاظ ايضا وهم افدر على فهم حاجات الناس وطبيعتهم النفسية والصحية فاذا كانت صلاة العشاء يرخص لأدائها بعد عشر دقائق من الاذان لها فلماذا بستمر السيد الواعظ في درسه ويتجاوز الوقت المذكور بنصف ساعة واكثر احيانا فيجب م السادة الوعاظ الالتزام بالوقت واحترامه لأنه لم يثبت ابدا ان اي واحد من المصلين صفق على اي واعظ داخل خمس عشرة دقائق من وقت الآذان لصلا العشاء مغ العلم ان البعض منهم يفتقر لوحدة الموضوع ومنهجيةالخطاب
    واحيرا اريد ان اصل معك بااخي محمدالشركي الى تقديرهؤلاء المخاطبين وتنوع مستوياتهم النغسية والصحية والثقافية وهي من خصال العلماء اماالكلام عن التشويش والتصفيق وتوجيه اللوم لمن يقوم به واتهامه بضعف الايمان فهو امر لايليق بالعلماء والسلام

  6. مواطن من وجدة
    17/10/2007 at 23:37

    ان الموضوع الذي اثاره السيد الشركي ليس جديدا في مساجد وجدة ومساجد المغرب عندما لاتنضبط الامور اما من طرف الواعظ او المستمع وارى انه ابتعد كثيرا بالموضوع وضخمه ونفخ فيه وجانب الموضوعية حين تعامل مع سلوكات فردية على انها ظاهرة تهجم فيها على جموع المصلين وصنفهم اعتمادا على فراسته وعلم سرائر نفوس الناس التي يتمتع بها فكانوا مشبوهين ومحسوبين على الاسلام وفسقة فجرة لانهم يتحرجون من سماع بعض الاوصاف كشارب الخمر والمرتشي والزاني و…. وغيرها من المعاصي التي تاكد السيد الشركي من وجودها في عدد ممن يؤم المساجد بالاضافة الى حديثي العهد بالمساجد وغيرها من الاوصاف التي تفتقت بهاعبقرية صاحب المقال ولكنه اغفل بعض الاسباب الحقيقية لامتعاض بعض المصلين وهي كالتالي : 1- عدم كفاءة عدد لايستهان به ممن سماهم وعاظا فقد امتهن الوعظ كل من هب ودب ومنهم من لايقدر على نطق جملة سليمة واحدة بالعربية فكيف يفهم هذا الواعظ القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة وتفاسير العلماء والمحدثين بالاضافة الى ان جلهم وبنسبة كبيرة جدا لايحفظون القرآن الكريم وفيهم مدرسون لاعلاقة لهم بالدراسات الاسلامية والتكوين الديني 2 – اطالة بعضهم في كلام ضعيف وهزيل مخجل بالنسبة لما يسميه السيد الشركي (الوعاظ ) 3 – هذه الاطالة لاتناسب كل االمصلين فمنهم المرضى الذين لايقوون على الحفاظ على ا لوضوء واعتقد ان النبي (ص ) قد نبه الى الاسراع في الصلاة العادية مراعاة لحال هؤلاء 4 – يقول السيد الشركي ان المساجد ملأي بالمستمعين واقول له غير زمن هذا الوعظ بدلا عما قبل صلاة العشاء وستتضح لك الحقيقة وانت تعرفها وحينئذ لن يصمد في الوعظ الا الراسخون في العلم . كلنا يتوق الى الاستفادة من الدروس الدينية والوعظ والارشاد لكن من علماء يحسنون اختيار المواضيع ومادتها القوية الموثقة وزمنها الملائم وحينها سيحس المستمع بقوة الواعظ وعلمه وقدرته على التبليغ والتاثير اما ان يكون غرض (الواعظ ) يا سيد شركي جعجعة ولا ارى طحينا فاعتقد انك ستكون من الاوائل الذين يرفضون هذا النوع من ( الوعاظ )

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *