Home»Régional»اتهام الأقلام وإدانة الإعلام مؤشر على تدني القيم

اتهام الأقلام وإدانة الإعلام مؤشر على تدني القيم

0
Shares
PinterestGoogle+

من اللافت للنظر أنه كلما هم كاتب بالكشف عن حقيقة من الحقائق؛ وإذاعتها في الناس عبر وسيلة إعلامية ما بغرض تصحيح وضع فاسد؛ أو نصرة مظلوم؛ أو صيانة حق ضائع…إلخ إلا وانبرت له تعليقات لوامة تلوم وتشجب وتزبد وترغي ؛ وتصل أحيانا إلى حد التجريح والطعن وتهديد صاحب المقال بل وتتخطى ذلك إلى المنبر الإعلامي لتلفق له تهمة الانحياز كأقل تهمة إن لم تجرمه ؛ وقد تلبس التعليقات لبوس الدين فيبدو أصحابها من أهل النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ؛ فيخلطون بين كشف الحقائق والتشهير؛ وبين الجهر بقول الحق و شيطنة السكوت عنه ؛ وبين نصرة المظلوم و الخصام عن خائن ؛ وما هم في الحقيقة إلا أهل أقنعة ت تفضحها المقالات المغضوب عليها ؛ أو أصحاب مصالح غير مشروعة تم الكشف عنها.
ومن الدلائل على سوء طوية هذه التعليقات التواري خلف ألقاب و نعوت وصفات مما يفقد ها المصداقية ويرجح سوء نوايا أصحابها فتأتيهم النتائج بعكس ما أرادوا من صرف للأنظار عن فضائح تمسهم أو فضائح من يوالونه ولاء عصبية أو ولاء مصلحة.
إن الإعلام كما هو متعارف عليه بين أمم الأرض المخلقة عبارة عن سلطة رابعة تسد ما تتركه السلط الثلاث من فراغ؛ فقد تضيع حقوق العباد فلا تجد صرخات الضحايا سبيلها إلى آذان أصحاب سلطة التشريع أو سلطة القضاء أو سلطة التنفيذ ؛ فتكون سلطة الإعلام الرابعة هي الوسيلة الوحيدة لإيصال المظالم إلى من يهمهم الأمر. وقد تصل المظالم إلى من يهمهم الأمر فلا يحركون ساكنا ويكون دور السلطة الرابعة حينئذ كشف الحقيقة للرأي العام انتصارا للمظلومين أخلاقيا على الأقل.
إن فكرة تكميم الأفواه ؛ وتعطيل المنابر الإعلامية عبارة عن أسلوب من أساليب الاستبداد الذي يستهدف استعباد العباد لغير رب العباد على حد تعبير الكواكبي رحمه الله . وقد تتولى جهات عديدة ذات مصالح ممارسة عملية تكميم الأفواه والتضييق على المنابر الإعلامية ولا تخلو جميعها من نوايا مبيتة مكشوفة والتي قد تتراوح بين رشوة يقدمها الضالع في فضيحة ما لمن يخنق حرية الرأي والتعبير؛ وبين مساهمة مباشرة أو غير مباشرة في الفضيحة .
والمؤسف حقا أن يوجد فينا ومن بيننا من يرغب في كتم حقائق المظالم في وقت يعلن فيه الجميع عن مبدأ رفض كل أشكال الظلم ؛ خصوصا إذا كانت الجهة المانعة لقول الحق والانتصار للمظلوم تنتسب لفئة اجتماعية تحظى باحترام المجتمع لما يفترض فيها من عدالة واستقامة.
وأنا استغرب أن يكون الدافع لتكميم الأفواه مجرد عصبية عمياء لفئة ما ؛ مع العلم أن الحق لا محاباة فيه عملا بقوله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين).
فمتى سنكتسب ثقافة إعلامية وفق المعايير الحضارية المتعارف عليها بين أمم الأرض الراقية رقيا أخلاقيا وليس ماديا فقط ؟ ومتى ستتوقف محاولات تكميم الأفواه وإدانة المنابر الإعلامية ؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

11 Comments

  1. عمر حيمري
    07/10/2007 at 12:57

    السلام عليكم أخي الكريم إن الجواب عن الأسئلة التي ذيلت بها الموضوع يكمن في الالتزام والعمل بالآية الكريمة التي ذكرت شكرالله لك.

  2. ملاحظة
    07/10/2007 at 12:57

    لا نشكك في صدق السيد الشركي وفي غيرته وجرأته الا انه ليس دائما الهدف هو تكميم الافواه وانما بعضنا اراد ان يستغل هذا المنبر الحر ومنابر اخرى مكتوبة لتصفية حساباته مع من يعتبرهم اعداءه ويتقصدهم بمقالات وتجريح ويحاول الاستفادة من الضغط الاعلامي لصالحه . ولهذا لايمكن اعتبار كل ما ينشر ذا مصداقية وهدفه هو رفض كل اشكال الظلم . فعسى ان يكون المقال فيه ظلم لشخص او اشخاص معيينين وهو يدعي انه يحارب المنكر ويقف الى جانب المظلوم . ولهذا يجب التبين ومعرفة الحقيقة قبل اصدار اي حكم قد تكون فيه الاساءة من غير قصد . ان الله وحده يعرف ما تخفي الصدور ، ولهذا حدرنا بقوله  » اذا جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا … » . فربما بعد ان يتبين المرء يقف على حقيقة غير ما كان يظن ، وقد يندم انه اساء الظن بالاخرين . اليس انزال الباطل على بريء جريمة عظمى ، واعظم منها من يقف الى جانب الباطل من غبر بينة وانما اعتقادا منه أنه يقف الى جانب الحق .
    نستسمح السيد الشركي فليس تعليقنا هذا يدخل في باب تكميم للأفواه . فهناك من اكتوى بنار تحت مبرر الكشف عن حقيقة من الحقائق؛ وإذاعتها في الناس عبر وسيلة إعلامية ما بغرض تصحيح وضع فاسد؛ أو نصرة مظلوم؛ أو صيانة حق ضائع…

  3. حرية التعبير أولا
    07/10/2007 at 17:26

    أشكر الأخ الكريم محمد شركي على مقاله هذا . فحرية التعبير مكفولة في كل الشرائع ولكن البشر أرادوا تكميم الأفواه تحت مبررات واهية مثل نشر الغسيل خارج الأسوار . وفي هذا الإطار أتمنى ألا يكون المقال الذي كتب عن حزب العدالة والتنمية النسخة الوجدية قد تم سحبه من الصفحة الرئيسية على غير العادة بضغط من هذه الجهة أو تلك . واقسم باله العلي العظيم ونحن في شهر رمضان وأنا شاهد عيان على بعض ما جاء في ذلك المقال أن الأحداث التي ذكرت كانت صحيحة و أن بعض الأعضاء خوفا على مناصبهم داخل الحزب لا يريدون أن يطلع البقية على مواقفهم التي لا تشرف الحزب . اعتقد أن الخوف من ردود فعل قوية وراء موضوع التستر تحت بعض ألألقاب كما أعتبر أن الشخص الذي لا يملك الجرأة على ذكر اسمه مكفول الحق , ا لا يجدر بنا أن نستمع له حتى وإن كان لا يملك الشهامة كما جاء في التعليق على المقال المذكور آنفا

  4. قدوري الحوسين / وجدة سيتي
    07/10/2007 at 17:34

    الى صاحب حرية التعبير اولا … لست ادري لماذا تخافون من كتابة اسمكم الكامل في تعاليقكم ، لا ينبغي ان نكون جبناء الى هذا الحد …اما فيما يتعلق بالمقال الذي تحدثت عنه فيما يخص حزب العدالة والتنمية فهو المقال الوحيد الذي بقي بالصفحة الرئيسية أكثر من خمسة ايام و ليس هذا هو المجال الذي يمكن لي ان اشرح لك فيه تقنية المقالين الذين يوجدان أ‘لى الصفحة …. وليكن في علمك ان المقال لم يسحب فما عليك الا الرجوع الى المقالات السابقة بوجدة سيتي وستجد ان المقال ما يزال موجودا ….اما وان كنت تريدنا ان اترك المقال هناك لمدة شهر فاعلم ان عدد المقالات التي تنتظر النشر تتجاوز 300 مقال وكلها يلح اصحابها على نشرها بسرعة ….
    على اي ان وجدة سيتي لا تخضع لأية ضغوطات وخصوصا من حزب العدالة والتنمية لأننا نعرف ان كل الأخوان في العدالة يتفهمون جيدا حياد  » وجدة سيتي  » وموضوعيتها

  5. مهتم
    07/10/2007 at 23:20

    بارك الله فيك أخ الشركي.
    واصل كتاباتك ،القلفلة تمر و …..
    المهم ،توخي الصدق و تحري الموضوغية

  6. التجاني الخلوفي
    07/10/2007 at 23:20

    تحدث الاخ الكريم عن تكميم الافواه ونزل باللائمة على اشخاص وهميين راى انهم لايريدون الحق الذي يتحدث عنه ويزبدون ويرغون هل نسيت كتاباتك يا اخي كلها تهجم واستصغار للغير وتنقيص لثقافته وفهمه لالشيء الا لانه خالفك الراي الاصلاح يا اخ يبدأ من الانسان نفسه ذاته قبل ان يتهم الاخرين ويهاجمهم ام انك من الذين يطبقون الايديولوجية الشعبية التي تقول ( ضربني وبكا سبقني وشكا )

  7. حرية التعبير أولا
    07/10/2007 at 23:20

    أشكر الأخ قدوري الحسين على توضيحه . فلربما كان الخطأ مني إذ لم أجد المقال في الصفحة الرئيسية واضطررت إلى البحث عنه في محرك البحث كوكل ووجدته بالفعل في الأرشيف .وأنا لم أعمد أن أتهم إدارة الموقع أو شيء من هذا القبيل . وتأكد أخي الكريم أن إخفاء الاسم الحقيقي من التعليق وراءه دوافع قوية و أنا أعرف أشخاصا مست أعراضهم وأعراض زوجاتهم ـ وهذا شئ أفضل أن أكون فيه جبانا ـ لأنهم تجرؤوا على كشف ممارسات لا شرعية داخل حزب العدالة والتنمية بتاوريرت وتعرضوا لأذى كبير أدى بهم المطاف في الأخير إلى الانسحاب من الحزب

  8. عيد الحميد الرياحي
    08/10/2007 at 12:27

    تحية إلى الأخ الشركًي:
    أعتبر أن كتاية الاسم كاملا في التعاليق هو الحد الأدنى من المصداقية …
    وإلى اللفاء.

  9. محمد شركي
    08/10/2007 at 12:27

    إلى السيد التيجاني الخلوفي

    من الذي يمنعك من كتابة مقال تعبر فيه عن وجهة نظرك مقابل مقال لا تتفق معه ؟؟
    القضية ليس فيها لا ضربني ولا سبقى ولا شكا ولا بكى ولا ضحك
    أنا أعبر عن قناعات الشخصية ولا ألزم بها أحدا من خلق الله ؛ وليس من الضروري أن يتفق مع غيري في ما أطرحه من قضايا وما أراه من وجهات نظر ؛ وأنا أرد على التعليقات التي تتناول ما أكتب إما لأن أصحابها لهم علاقة بالموضوع المطروح ويعتقدون أنهم مستهدفون بنقد أو لأنهم يريدون معارضة ما أكتب ويتخذون ذلك غاية وهدفا
    قانون الصحافة يضمن للجميع حرية التعبير فإن كنت ترى عكس ما أرى في قضية فاكتب مقالا أو تعليقا يمس القضية وليس صاحب القضية .
    وأنا أسألك بالله عليك هل فضح الغش مثلا قضية تمس كرامة الناس؟ أم أنها تخدم كرامة الناس ؟
    أرب بك أن تكون تعليقاتك من النوع المجاني الذي لا غاية له ولا هدف

  10. القصار الغيور
    11/10/2007 at 12:08

    رسالة الى وزير الأوقاف هل أنت على علم مايجري بمندوبية الشئوون الاسلامية بتاوريرت
    هل تعلم أن السيد المندوب سيقدم على كارثة كبيرة تسيء الى الوزارة أدرك وارسل المفتشين قبل فوات الأوان.أنا غيور فقط

  11. حسناوي ( العيون)
    11/10/2007 at 12:08

    سبحان الله : الشركي يتحدث عن حرية التعبير و هو يصادرها حتى من المقربين منه ؟ أما السي قدوري فنسأل الله أن يتقي الله في تعليقاتنا ؛ و إلا فإن حرية التعبير حق لكما و حظر على من يخالفكما . القضية ليست أن تناصر حزبا أو تداهن ثرثارا فهذا من حقك إذا رضيت بهذا الدور و لكن المشكل هو في الجهل المركب بهذه المهمة. أما المادحون فكان الله في عونهم.
    و شكرا .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *