تحت الدف (5)…الحكم بعشر سنوات سجنا نافذا على ابكم

تحت الدف ( 5 )
حدثنا أبو الغرائب عن أبي العجائب أن مواطنا أبكم ضبطه عسس المدينة وهو يلقي خطبة عصماء في جمهور عريض متحمس ، واقتيد إلى مركز التحقيق ومنه إلى مركز القضاء الذي حكم عليه بعشر سنوات نافذة بتهمة التحريض على الفساد والإفساد . هذا الحكم الذي – حسب محاميه – يعد خرقا لكل القوانين ، حيث صرح أن الحكم مطعون فيه إذ لم يكتمل ملف موكله شكلا ومضمونا وذلك لأن التقرير لم يشر إلى كون موكله أبكم هذه الصفة التي قد تجعل موكله خارج الحكم أصلا مادام أن قوانين العقوبات والجنايات والجنح لم تشر في فصولها إلى عقوبة البكم والصم على ما يمكن أن ينسب إليهم من أقوال يجرمها القانون . إلا أن محامي الادعاء يصرح وبكل اعتزاز أن الحكم كان نزيها وعادلا في حق المتهم وذلك بناء على تقرير العسس الذي عزز بشواهد وأقوال مجموعة من الشهود تؤكد كلها تجريم المواطن الأبكم ، وأضاف أن قرار المحكمة جاء بعد الاستماع إلى الخطبة التي ألقاها المواطن الأبكم حيث سطرت بالأحمر على كل التعابير والعبارات التحريضية …
تلقى الفضوليون الخبر وبدأوا في ازدراد الحادثة واجترارها ، ولما استفسروا بحيرة واستنكار عن كيف يمكن لأبكم أن يلقي خطبة علما أنه لا يتكلم أصلا ، أجاب بعض الفضوليين أنه يمكن أن يحدث هذا بواسطة لغة البكم والصم وهذا يعني أن الخطبة حدثت فعلا وألقيت في حضرة بكم وصم المدينة وأن العسس أو المخبرين كانوا ضمن الصم والبكم كذلك . ولما تساءل بعض الفضوليين الآخرين – بعد اقتناعهم – عن كيف تم السماع لخطبة من لدن المحكمة ، مادامت قد ألقيت بلغة لا تتطلب السماع أصلا ، أجاب فضولي ذو خبرة بالقضاء أن القضية عرضت على محكمة خاصة يترأسها قاض أبكم ويساعده أصم فلا عجب إن استعملت المحكمة – الخاصة – لفظة " استماع " من باب المجاز . إلا أن فضوليا من فضوليي حقوق الإنسان ركز على لفظة " الاستماع " بمدلولها المباشر وليس المجازي لأن المحكمة في عرف القانون – حسب هذا الفضولي – لا يحق لها أن تستعمل لا مجازا ولا بلاغة مادام حكمها سينفذ على وجه منطوقه وليس مجازا ، وأضاف : إن الحكم بعشرة أعوام يعني عشرة سنين كاملة يعني تفصيلا 240 شهرا وتدقيقا 3650 يوما وزيادة في التدقيق يعني 85440 ساعة وهي ساعات باستطاعتها أن تغير مشوار أمة ، نعم تغير مشوار أمة حقيقة لا مجازا … أزبد الفضولي وأرغد حتى كاد يفقد صوابه وحار معه الفضوليون الآخرون في حادثة استماع الخطبة إلا أن فضوليا محنكا أكد للجميع أنه استمع شخصيا إلى هذه الخطبة ، وهي – حسب شهادته – خطبة كانت تدعو إلى رفض كل المترشحين المتقدمين لانتخابات …….. حيث كانت الخطبة تدعو – دائما حسب شهادة الفضولي المحنك – إلى المقاطعة التامة . ولما استنتج الفضوليون الآخرون أن صاحب الخطبة شخص يتكلم ويسمع ، رد الفضولي المحنك أن صاحب الخطبة أبكم فعلا ولكنه كان يحرك شفتيه حسب الشريط المسجل تبعا لطريقة " البلاي باك " التي يستعملها المغنون والمطربون ، وأخرج من جيبه نسخة من الشريط وأسمعها لكل الحاضرين من الفضوليين . وحينها قالو بصوت موحد " لا حول ولا قوة إلا بالله "
يتبع مع حادثة غربية أخرى .
Aucun commentaire