سابريس او الحصيلة الصادمة
سابريس الحصيلة الصادمة
عزيز باكوش
من الأخطاء الشائعة التي اعتاد عليها معظم الناس ، أن اغلب المستشارين الجماعيين الذين تسفر عنهم صناديق الاقتراع أميين جهلة ,وان معظم هؤلاء لا يتقن أكثر من لغة, – اللغة الدارجة طبعا- وتتفاقم التهمة أحيانا عندما يتعلق الأمر بالعالم القروي والأماكن النائية , المصنفة في -غير النافع-
ولان البلد موطن مزدهر بكافة أشكال الأمية، فان هذه الأخيرة بأشكالها تنخر أجساد وعقول أهالينا القرويين والمدنيين على حد سواء. دون استثناء ,
وأكثر من دلك. تنسج مخيلة بعضنا من صحافيين وكتبة ابتداء ، فتبدع مستملحات ونكتا, تدرجها في هدا السياق استنقاصا من هولاء, وتبخيسا للناخبين وللأصوات التي حصلوا عليه خلال استحقاقات تبدو ملتبسة ,ومستعصية عن الفهم في معظم الأحيان.
وهدا الفهم الشعبي التبخيسي السائد هو من يقف حجر عثرة في تلميع صورة منتخبينا , وتؤثر سلبا على تدبيرهم لشؤون مجالسهم الجماعية سواء كانت في القرية أو المدينة . أما حقيقة الأمر فعكس .
فقد كشف الحساب الإداري الخاص بحساب النفقات لسنة 2005 للجماعة الحضرية لمقاطعة أجنان الورد بفاس ، أن فاتورة الاشتراك في الجرائد والمجلات بلغت أربعة ملايين سنتيم بالتمام والكمال.
ولكي ندرك الفرق بين تقارير الشركة المغربية والشريفة للنشر والتوزيع والمهتمين بسوق الصحف في المغرب. وحسابات مجالس البلديات وحساباتها الإدارية، وما توليه من اهتمام بالصحافة المكتوبة، من دعم مادي ملموس لها ،ادعوكم أيها القراء الأعزاء الى عقد المقارنة التالية.
تقول سابريس إن مبيعاتها انخفضت لأسباب متعددة من أهمها كراء الجرائد ، وقراءتها مجانا بالمقاهي على امتداد الوطن ، بدل اقتنائها من طرف القراء أو بعضهم.
وتقول أرقام وزارة الداخلية التي تهندس الانتخابات إن استحقاقات 2003 أفرزت الآلاف المؤلفة من المجالس البلدية والقروية.
وتقول وثيقة الحساب الإداري لمقاطعة أجنان الورد بفاس إنها خصصت وبالعملة الصعبة غلافا ماليا قدره أربعة ملايين سنتيم لاقتناء الجرائد الوطنية..
ويقول الرأي العام المحلي والوطني أن منتخبينا أميين لا يقرأون جريدة واحدة في اليوم .
ويقول المنتخبون أنفسهم إنهم لا يقتنون جرائد يومية فعلا.
وتقول الأرقام أن 4 ملايين سنتيم كافية لاقتناء 5اعداد من كل يومية و3اعداد من كل أسبوعية بشكل منتظم على مدار العام.
والحصيلة الصادمة ،وبالنظر الى
حجم وعدد الجماعات القروية والحضرية بالمملكة وافتراض اشتراك داعم سنوي لكل مجلس ، فان الحصيلة بالملايير من العملة الصعبة يا سابريس.
فهل يقرا منتخبونا حقا ،هدا الكم الهائل من الجرائد يوميا حقا؟
وأخيرا ، من نصدق سابريس، أم الحساب الإداري للجماعات الحضرية؟؟
حينما توجهت بسؤال في نفس الموضوع إلى مستشار بإحدى الجماعات الحضرية صعقني الرد: قال المستشار" إننا نفترض أننا نقرا الجرائد ،حيث تخصص نفقاتها ، وتدرج في الحساب الإداري لكننا, لا نقرؤها, لا نتصفحها إلا ادا حصل دلك من حسابنا الخاص…
وفي موضوع ذي صلة كشفت وثيقة الحساب الإداري الخاص بالنفقات لسنة 2005 الخاص بنفس الجماعة الحضرية، إن تعويضات الرئيس ولدوي الحق من المستشارين بلغت 164400ومابعد الفاصلة.
بينما خصصت الميزانية 160000.00 مصاريف نقل الرئيس والمستشارين داخل وخارج المملكة .
أما فاتورة شراء الوقود والزيت فقد كلفت خزينة الجماعة 380000.00 أي 38مليون سنتيم..ولنا أن نتصور مقدار العبث حينما نعلم أن للجماعة فقط سيارات ثلاثة ، بضع وأربعون مستشارا ، لذلك لا يملك الفرد منا إلا افتراض استدعاء قناص تاركيست كي يسدد زومه الصارخ على صناديق الجماعات كل الجماعات ، فيما إذا كان أعضاؤها يقرأون ، أوان مستشارينا المساكين مظلومون…ونحن في الطابور.
عزيز باكوش




2 Comments
الله يحفظك لا شل قلمك
من كثرة قراءة مستشارينا للجرائد نمت افكارهم وابدعت ثقافة التشبث بالكراسي ،ولم يعودوا يفكرون سوى في السبل والطرق التي تجعلهم ملتصقين بالكرسي الوثير وعدم التخلي عنه الا اذا ضمنوا الجلوس على الافضل منه ، حتى جسدنا شطر الشاعر:يا امة ضحكت من جهلها الامم.