صدور الجزء الثالث من رواية حكايا للإيستيقاظ للكاتب عاشور عبدوسي المقيم ببني تدجيت/الجهة الشرقية

بني تدجيت 19/09/2007
صدور الجزء الثالث من رواية حكايا للإيستيقاظ
صدر للكاتب المغربي الشاب عاشور عبدوسي الملقب بصقر والمقيم ببني تجيت الجزء الثالث من روايته حكايا للاستيقاظ عن دار الطبع والنشر الجسور بوجدة تحت رقم ايداع قانوني 2151/2007 .
يقع الكتاب في أربعة وخمسين صفحة من القطع المتوسط ، هو حلقة من حلقات مشروع سلسلة اختار لها المؤلف عنوان "حكايا للاستيقاظ" و تروي سيرة بطلها "وليد" الذي فيما يبدوا هو الكاتب نفسه بارض إختار الكاتب أن تكون أطلس مريرت موطن استقرار أسرته .
صدر الجزء الأول لرواية حكايا للاستيقاظ سنة 1999 عن مطبعة الكتامي عندها كان عبدوسي عاشور عاطلا عن العمل فانعكس ذلك على أسلوب ومتن وشكل مؤلفه، حيث ينتقل من حكايا الطفولة المحرومة إلى ظروف الدراسة الجامعية المضنية وما تبعها من عطالة أرهقت المؤلف ذاته والذين يتقاسمون معه قسوة العيش. وقد غلب على لغتها خطاب الحلقة الجامعية والتمرد ضد قوالب اللغة وضد الوضع العام بأسلوب يطغى عليه الترميز والاستعارات.
وصدر الجزء الثاني من السلسلة سنة 2005 عن دار الطبع الورزازي وتوزيع سوشبريس في إخراج أنيق أحسن بكثير من سابقه. يروي فيه الكاتب تجربته النضالية وتطلعات ومناورات رفاق دربه للخروج من قوقعة الفقر المدقع، ويحكي أيامه الأخيرة بمخيمات المهمشين.
أما الجزء الثالث الذي قدمته في بداية هذه المقالة فهوـ كما يقول مؤلفه ـ "استمرار على نهج حكايا للاستيقاظ، وبعد التعديل والتنقيح لابد من بعض الاضافات التي قدمتها الحياة في أشكال متنوعة بين الهدية الملغومة وبين الهبة الممنوحة بل قد تتجاوزها إلى الشرف المستحق وهنا لابد من ان نفتح دواليب الحكي على مستجدات ـ بطبيعة الحال ـ جديدة". وبالفعل فقد أحدث المؤلف منعطفا جديدا استجابة للمستجدات التي قدمتها له الحياة والمتمثلة أساسا في حصوله أخيرا على منصب شغل بالتعليم [الشرف المستحق]، إذ يقص سيناريو ما يسمى بالتكوين التربوي بالمدرسة العليا للأساتذة شعبة الفلسفة موثقا بالأحداث وتواريخها، ويحكي عن الخرافات الوهمية التي تبخرت تحت تأثير شدة حرارة انتهازية أبواقها. وبذلك يكون الجزء الثالث من حكايا للاستيقاظ بداية مرحلة جديدة في الكتابة الروائية لعاشور عبدوسي ـ صقر ـ تعاصر وتشهد على تغييرات العهد الجديد.
يتضح من خلال التقسيم الذي وضعه عاشور عبدوسي في تجزئ مؤلفه حكايا لاستيقاظ أنه كان استجابة للظروف المادية والإجتماعية التي عاشها الكاتب ذاته والتي يحاول التخلص من ترسباتها بسردها عن شخصية وليد بطل عمله الروائي، كما يعد هذا العمل مرآة لتغيرات الظرف العام الذي تعيشه بلادنا وباقي أنحاء المعمور وإن كان يقدم بوجهة نظرـ الى حد ماـ متحيزة لأفكار وزبونيات إيديولوجية راديكالية. غير أن هذا التجزيء بتر العمل وتركه دائما مفتوحا على لانهاية خصوصا ان النسخ التي تم طبعها وتوزيعها محدودة، مما يشكل صعوبة على القارئ في تتبع تواتر الحكايا لاسيما أن المؤلف نفسه ينصح بالجزء الثاني كل متصفح لكتابه بأن لا يقرأه إذا لم يكن قد إطلع على الجزء الأول!
وتجدر الإشارة أن الأجزاء الثلاثة لسلسلة حكايا للاستيقاظ قد تحمل مؤلفها الكاتب الشاب عاشورعبدوسي[صقر] نفقة طبعها وتوزيعها دون أدنى دعم ـ ولو معنوي ـ من طرف الجهات التي تدعي كونها تهتم بالثقافة في المغرب ودعم انتاجات شبابه باستثناء مساعدة بعض أصدقائه، كما أنه لا يهدف إلى الربح من ورائها. وهو بذلك يقدم نموذج شخصية المثقف العفيف والقنوع المؤمن بأفكاره وتوجهاته والمجتهد لتعميمها ونشرها، وكان لي شرف التعرف عليه وعلى طموحاته ووجدانه واستحق مني لقبا ألخص به صفاته: جبران الأطلس.
بقلم: مصطفى مسعودي




Aucun commentaire