تحت الدف (3)

حدثنا أبو الغرائب عن أبي العجائب أن مواطنا من ذوي الدخل المحدود ، قرر ألا يصرف ولو درهما واحدا طيلة الصيف استعدادا لعشرية شهر رمضان والدخول المدرسي، وقد أعاد جدولة الديون المتراكمة وأدائها على دفعات حتى نهاية السنة المالية الحالية . واقتضى برنامجه الاقتصادي اتباع سياسة الإمساك عن كل شهوات البدن من بطاطس و دليع واصطياف وحضور حفلات أعراس الأهل والأصدقاء ، كما سن في بيته سياسة التقشف وشد الحزام ، بل فكر في إجراء عمليات جراحية من شأنها الإنقاص من حجم معدة كل فرد من أفراد أسرته في حدود كاسين من الشاي ورغيف خبز حاف . لقد فكر صاحبنا في تدبير " الفائض " من أجرته وجدولته على الشكل التالي : نصيب يذهب إلى الديون ونصيب يودع جنبا لاستقبال شهر رمضان والدخول المدرسي .. وبعد ثلاثة أشهر من الإمساك المطلق والتقشف الحاد وفر مصروف نصف شهر يمكنه من تلبية طلبات أبنائه بمناسبة الدخول المدرسي ويوفر له بعض " شهيوات رمضان " كباقي المسلمين التائبين الطائعين . إلا أن صاحبنا لم يضع في الحسبان ما قد تأتي به الأسعار في المستقبل حيث تكسرت كل تدابيره وحساباته على صخرة الأسعار التي دشنت رسميا في حمأة انتخابات شتنبر حيث قفزت الأسعار بشكل لم يستطع صاحبنا وأصحاب صاحبنا من مسايرتها كما لم يستطع تفسير توقيتها ، ولما استفسر بعض الفضوليين عن سر هذه الزيادات وفي مثل هذا الوقت بالضبط . أختلفت إجابات الفضوليين ، فمنهم من أسندها للحكومة المنتهية ولايتها واعتبار هذه الزيادة بمثابة الضربة القاضية التي سجلتها هذه الحكومة قبل خروجها من الحلبة . وذهب بعض الفضوليين إلى أن الزيادة من تصميم الحكومة المقبلة وإن لم تتعين رسميا لأن هذا يدخل في إطار الصراع الانتخابي حول من يكون في مستوى " سوبيرمان " الذي سوف يخلص الأمة من هذه الزيادات الصاروخية . وعلق فضولي محنك أن الزيادة في الأسعار هي عقوبة للذين لم يصوتوا .. ولما تساءل فضوليون آخرون عما هو ذنب الذين صوتوا مادامت الزيادة في الأسعار تصيب كل المغاربة المصوتون منهم والمقاطعون ؟ رد الفضولي المحنك بأن الذين صوتوا لديهم الزاد الكافي لمواجهة هذه الأسعار الجديدة ماداموا قد استفادوا من الحملة الانتخابية . تاه صاحبنا بين هذه التحليلات والتبريرات . وقرر أن يقاطع أبناؤه الدراسة كليا ويقاطع هو السوق وأماكن البيع في انتظار إجراء عملية جراحية له ولأبنائة من شأنها زرع معدة بلاستيكية لكل أفراد الأسرة وزرع مخيخ من الجبس في رؤوس أفراد أسرته ورؤوس جيرانه وأهله وأحبابه وأصدقائه وكل معارفه ولتبحث الحكومة الجديدة أو القديمة عمن تنفذ في حقهم الزيادة . وردد قولته الشهيرة " والله لا زادوا على … حاجة " ومات .
يتبع مع حادثة غربية أخرى .




Aucun commentaire