شهر رمضان……سلوك ومعاملات

مع إطلالة الشهر الكريم من كل سنة ,شهر رمضان المعظم شهر التنزيل والعبادة , فيه يتخذ الفرد منا الفرصة والمناسبة للتقرب إلى الله عز وجل بتقوى النفس وترويضها وتربينها على صفاء الروح وحسن الأخلاق وكبت الشهوات وترشيد النفقات إلا انه ومع الأسف الشديد تطغى بعض التصرفات المشينة في أوساط مجتمعنا تخل بقدسية الشهر الفضيل.
هاهو اليوم الأول من رمضان , بدا الحضر ترى الوجوه عابسة وامحت منها آثار الابتسامة , فمع ارتفاع أسعار جل المواد الغذائية والأساسية منها بالخصوص , ترتفع بالموازاة مزاجية الناس وأعصابهم فما إن تكاد تقترب من احدهم إلا ويملأ الدنيا صراخا وضجيجا , تصل به إلى درجة الدونية والتراشق بالكلام الخبيث
هاهو الشيخ المسن الذي يصعد الحافلة , وما يكاد يستجمع قواه لإخراج ثمن التذكرة حتى يصرخ القابض في وجهه بكل شراسة ودونما احترام لسنه , مدعيا انه لا يملك أوراقا نقدية لرد الباقي (الصرف) ,"الصباح لله كالوليك عندي طريزور عندك الزهر جيتي راجل كبير.؟"-يبدو أن العكس صحيح–
أما تلك السيدة ألي بغات تشطر في الثمن , فلا فرصة لها , في رمضان البائع وبكل فضاضة هو سيد الموقف هذه المرة وتجارته رائجة ولا خوف عليها ….
الغريب في الأمر أن كل الأسعار تعرف ارتفاعا والمناسبات تأتي تباعا, من العطلة الصيفية إلى الدخول المدرسي ثم الشهر الكريم, ونحن على مشارف العيد السعيد.
إلا أن مظاهر الزخم والشره على الأسواق بمختلف أنواعها في الشهر الفضيل تعطي لك الانطباع بان كل شيء على ما يرام ؟
حل المساء وموعد آذان المغرب وإعلان الإفطار, غريب فكل شيء يتبدد, الناس هادئة ومبتسمة, المائدة دسمة وممتلئة, تحتاج الدهر كله لهضمها. -عجيب وليس الصوم جنة – الكل ملتف حول شاشة التلفزة , هل من جديد؟ إن قناتينا وكعادتهما ينعمان علينا ببرامحهما البيريمي والفكاهة المجانية التي تدعو إلى الاشمئزاز والسخرية وعل أيدي متمرسين خرجي المعاهد المسرحية , الذين وضعوا أنفسهم في ادوار نمطية مملة, فيبدو أن التنافس والتكالب على الفوز بأكثر نسبة من المشاهدة , جعل القناتين تسقطان في فخ الرداءة دون مراعاة حسن الانتقاء والجودة الفنية التي تتطلب الوقت الكافي والدراسة المتريثة , والنتيجة نفور المشاهد المغربي ولجوءه إلى القنوات الأخرى الأكثر غباوة وابتذالا, فيها ما فيها من الإثارة والاستخفاف الكلي بعقل المشاهد , وبذلك يصير المواطن منا غريبا متغربا داخل وطنه.
ما كانت هذه سمات الشهر الكريم وما كانت هذه طقوسه أيام كانت الناس متحابة بسيطة وقنوعة تجمعهم الألفة والليالي المغربية الأصيلة بعاداتها وتقاليدها العريقة……
2 Comments
لقد لمست فيك الجدية والموضوعية منذ نعومة اظافرك …واكاد اجزم من خلال مقالتك انك لا زلت على نفس النهج …فبارك الله فيك وانار لك طريقك…
روبورتاج مميز حول رمضان وطقوسه
الى ان نقرا لك جديد اخت فاطمة طاب يومك