Home»Régional»أرخص من بصلة (قصة قصيرة من الواقع)

أرخص من بصلة (قصة قصيرة من الواقع)

0
Shares
PinterestGoogle+

أرخص من بصلة……(قصة قصيرة)
وقف يرتب حبات البصل في العربة كأنما يرتب تحفا في صندوق مخملي، يمسحها، يرفع عنها القشر اليابس ويقدمها بحركات تكاد تكون راقصة. ساحة المسجد تعج بالمصلين، إنه الوقت المناسب ،أول زبون، وتصبح الزنزانة التي قبرته ستة أشهر بعيدة، "لا حشيش بعد اليوم، لا سجن ولا خوف" تتورد على محياه ابتسامة يتجاوز امتدادها عمره وحدود وجهه، يرتسم وجه زوجته وهي توصيه هذا الصباح
-:"كن راجل، الدين خاصو يخلص"".
تصفر سيارة الشرطة، يركض الباعة في كل اتجاه، يتأخر لقلة تجربته ولإصراره على خدمة زبونه العجوز، يجد نفسه غارقا في وابل من الشتائم وتنهال عليه هراوات من كل صوب، يحس الباب الحديدي الثقيل يطبق على العالم وهو حشرة حقيرة فيه. يسيل الدم، كما من نافورة عمره الضائع، ويكسو العنق والجدع قبل أن يصبح مباحا في التراب. يفقد القدرة على تركيز حركاته وهو يحاول جمع البصل من تحت أقدام المارة فقد انقلبت العربة بفعل الهجمة الشرسة، يحاول الشرطي مصادرة الميزان، يتشبث به الرجل فيبطحه أرضا، يختفي العالم خلف سحابة من الغضب والضعف، يتناهى له على صفير الإسعاف وجه زوجته وهي تمسح دماءه بوشاحها، يجمع آخر آثار القوة لديه.
-غطي راسك ولمي البصلة ، ما يهمش الدم …….""
ملحوظة:عن مشهد واقعي بساحة المسجد بحي" سي لخضر" مدينة وجدة" المغرب

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

9 Comments

  1. طربي
    15/09/2007 at 13:58

    شيىء طبيعي أن يقع لهدا التاجر المتجول المسكين ما وقع لكون البصل اصابته هده الأيام لعنة بعض الفقهاء . لدا أنصح ببيع  » البرانيا  » أو » اللفت المرة  » أو  » السفرجل  » قبل أن ينزلون عليها اللعنة كما أ نزلت على الثوم و البصل .

  2. عبد الحميد الرياحي
    15/09/2007 at 13:58

    تحية إلى الأخت السعدية:
    مرحباً بك وبإبداعاتك في منبر وجدة سيتي.
    يخال لي بعد قراءة المشهد الدرامي لقصتك القصيرة أنني وسط واقعي المعيش، حتى مع اختلاف الأدوار والمواقع الاجتماعية. فهو تشخيص لحياة ملايين من المغاربة باختصار شديد، وبحرقة لا تنبع إلا من المثقفة العضوية التي تنتمي ‘لى مجتمعها قلباً وقالبا.
    فلك الشكر الجزيل وجازاك الله خيرا عنا …
    وإلى اللقاء في مناسبة أخرى والسلام.

  3. سني
    15/09/2007 at 14:04

    ما بقي للبعض الا ان يعتبروا ان تحريم الخمر هو ايضا عمل شنيع من طرف الفقهاء ، ويبدو انهم لن يهدأ لهم بال امام التزام المسلمين بتعاليم الدين الأسلامي سواء منها ما ورد في القرآن الكريم او ما جاءت به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحاديثه ، ….. فليعلن هؤلاء ان الخمر حلال ، وان القمار حىل ، وان الزنى حلال ، وان تتعرى البنات في الشارع العمومي حلال…والعياذ بالله …واستغفر الله العظيم

  4. saadia slaili
    16/09/2007 at 13:28

    تحية للقراء الكرام،
    إنني ككاتبة أدعو القراء الكرام إلى التزام شروط اللياقة والموضوعية في تعليقاتهم. أقول هذا لأن ألاحظ أن بعض التعليقات لا صلة لها بموضوع المشاركة فما على القراء الكرام إلا البحث عن المقام المناسب لإصدار أحكامهم التي احترمها تماما. إن همي الأول هو المساهمة في تصوير الواقع والدفع في اتجاه تحسين أوضاع المحرومين ، وذلك خدمة لمبدأ الأدب الملتزم بقضايا الناس.
    شكرا على تفهمكم.
    سعدية اسلايلي

  5. saadia slaili
    16/09/2007 at 13:28

    أخي الأستاذ حميد الرياحي،
    شرف لي ان يقرأ إبداعي رجل يحترم نفسه ومبادئه مثلك.
    اتمنى ان لا أخذل ثقتك، شكرا جزيلا.

  6. abdenbi
    17/09/2007 at 17:32

    il y a un intrus dans cet echange de commentaires
    mme slaili parle d une chose et mr sunnite parle de je ne sais pas quoi ;est il dans un etat normal ; je n ai rien compris!!

  7. ابراهيم
    17/09/2007 at 17:32

    تحية تربوية للأخت السعدية وتحية لمجهودك النابع من قراءة واقعنا المعيش والذي تكتوي بنيرانه
    الطبقات المسحوقة التي تبحث عن فرض الذات رغم الحصار المضروب عليها.
    لك مني كل التقدير

  8. السعيد
    18/09/2007 at 22:43

    مشهد متكرر نراه كل يوم صباحا مساء، مشهد صار من روتين حياتنا اليومية، يختصره الإنسان البسيط متمتما « لاحول ولا قوة إلا بالله » ثم يراكمه فوق هيمالايا العذابات التي يرزح تحت ثقلها،
    ويسهب فيه كل من يملك بزمام اللغة وموهبة التصوير ومن هو، وهذا أمر أساسي، معافى من بلادة الحس.
    الجديد هنا هو أننا اعتدنا أن نعزل حال هذا التاجر في كونه « مجرد » بائع متجول يعمل دون ترخيص… مريدين من وراء ذلك التخفيف من الألم والاحباط الذي تخلفه مثل هذه المشاهد(مكانزم للدفاع)، بينما أبيت أختي السعدية إلا أن تذكرينا بأنه قبل أن يكون « مجرد » بائع متجول هو إنسان وله زوجة وربما أولاد … ممعنة بذلك في إيلامنا.
    شكرا على هذا المشهد الدرامي الأصيل.

  9. saadia slaili
    28/09/2007 at 11:57

    أشكر كل من تفاعلوا مع النص وذلك راجع لذوقهم وشخصيتهم العميقة وفكرهم المتنور وليس فقط لجمال الأسلوب، إن القصة تعبير عن فهمي للإبداع الأصيل المرتبط بالمعيش اليومي للناس، ربما هي لا تحرك ساكنا ولكنها شمعة في دهاليز العتمة.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *