Home»Régional»حرب الرموز

حرب الرموز

0
Shares
PinterestGoogle+

حرب الرموز طاقي محمد
أينما ذهبت وارتحلت في الجامعة، في الحافلة، في الشارع، حتى في المساجد إلا وتجد : D&G ، 48، Nike ،timbereland ، Adidas، usa…..أسماء ورموز وأشكال في كل مكان يلبسها النساء والرجال، إلى درجة أصبحت لدى المرء حساسية مفرطة اتجاه هذه الأسماء والأرقام، يسأل أحدهم: لماذا هذه الحساسية ؟ ولماذا أصلا هذه الحساسية ؟ ما المانع من اقتناء مثل هذه الملابس؟ وأين المشكل في شراء ألبسة تتماشى مع عصر الموضة؟ والعجب العجاب أن الناس عامة والشباب خاصة عندما ينوون التسوق نجد في ألسنتهم فانتازيا ماركات معينة كل حسب ما اشتهت نفسه،بمعنى أوضح هوس الناس بأسماء ألبسة يشريها الشاري تحت ثقافة الضغط الإعلامي " سلع تبيع نفسها "، لنتحدث بلسان أحدهم يسأل بائع الألبسة ، هل عندك لباس "النيك"؟ الاسم هو كل شيء والرهان الرابح لترويج البضائع. هذه الفانتازيا تحمل في طياتها ثالوث موهم : الجودة ، موضة الماركة ، الثمن المناسب. كأصنام اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ، لهذا حينما يغيب الوعي يبزغ الصنم هكذا قال مالك بن نبي. ولكن الإشكال لا زال مطروحا أين المشكل في اقتناء مثل هذه الألبسة ؟ قد يقول قائل : فقط أنتم تتحاملون على المنتوجات الغربية، وآخر يقول ترفضون التجديد والموضة…، وثالث يقول: لكم موقف اتجاه هذه الماركات. في الحقيقة هذه الأقاويل لا أنفيها نفيا تاما، إلا أنني أزيد وأضيف قولا رابعا في شكل سؤال استنكاري، هل يعلم الناس خلفيات هذه الرموز ومعاني الأسماء والأشكال التي توجد على الألبسة التي تغرق أسواق الأمة من المحيط إلى المحيط؟ أكيد لا يعرف سيميائياتها ودلالتها إلا قليل!!!، لأنه لو عرف السبب بطل العجب وهكذا لو عرف السيمياء بطل الاقتناء، إن سيمياء الرموز سيل من الحرب الحضارية التي تشنها اليهودية العالمية على الإسلام، لتدمير مواقعه الوجدانية في بنية التدين الاجتماعي كما أشار لذلك فريد الأنصاري في مقدمة كتابه "سيماء المرأة في الإسلام". هذه الرموز على الملابس يمكن أن نشبهها كالقنابل العنقودية الذكية التي تنتشر في أوساط المجال المستهدف. بل إنها قنابل تستهدف العقيدة فيتجاوز مفعولها ألاف المرات قنابل الرؤوس النووية، فالذي يتصور أن الملابس متعلقة بالمظهر و الشكل فهو واحد من اثنين إما مجنون أو غبي ؟ فاللباس تعبير شعوري عن القيم الأخلاقية التي يحملها اللابس، فاللابس والملبوس كتلة واحدة لا ينفكان. ومن هنا يتبين مدى الخطر الذي تؤدي إليه حرب الرموز وحرب الرموز التي على الملابس في سلخ الأمة عن هويتها، وتجريدها من المقومات الفكرية والعقدية تجاه ثقافات التغريب والنمط الاستهلاكي الغربي …. إنها حرب لاستعمار جديد بدون لون وبدون راية وبدون جواز كما أشار لذلك المهدي المنجرة في كتابه "انتفاضات في زمن الذلقراطية " ، هي حرب لسلب إرادة الناس في الاختيار وضرب كينونة هذا الإنسان في المعنى الحق والأصيل للوجود وليس كما يراد له في تبضيعه أو تشييئه ـ أي جعله بضاعة أو شيئا ـ ليباع ويشترى في مزاد صناع الخراب والفجور، إنما حرية الشعوب هي كسر الأوهام الفكرية وأغلال العيش على النمط الأمريكي، فمصير الحرية مرهون بالقولة الوجودية :( أنت تختار،إذن أنت موجود ). وإلا فعلى وجودك السلام ، ويصح بذلك هذا القول: أننا نعيش في سجن أبو غريب من نوع آخر. أما أولئك الذين يظنون أن مسألة اللباس مسألة ثانوية أو شكلية فهم مخطئون، فأي شكل في الوجود لا يعبر عن مضمون ؟
ومما يدعو للسخرية أن أجنبيا استوقف رجلا عربيا بصحبته طفل صغير، فسأله: كم ثمن هذا الطفل؟ فاندهش والد هذا الصبي لهذا السؤال ، ما الداعي الذي جعل الأجنبي يسأل هذا السؤال؟ المسألة لا تحتاج إلى كثير من الذكاء أو الحداقة، كما أن المسألة ليست لغزا تحتاج ساعات من التخمين، الجواب ببساطة: Baby For Saleجملة مكتوبة على قميص الطفل ومعناها طفل للبيع.أترك للقارئ كامل التعليق…
وهلمجر من المصائب وأسلحة الدمار العقدي التي يلبسها شبابنا من بين ظهرانيهم ومن بين صدورهم ،على سبيل المثال لا الحصر: D&G هو رمز لماركة جابت وتجوب الأسواق مفاد هذا الرمز هو كلمة اختصار لاسمي Dolce & Gabbana أحدهما إيطالي والآخر فرنسي أول شادين جنسيين في العالم،صادقت الكنيسة سنة 1995م على زواجهما ، فتصوروا أنك تصلي بلباس فيه مــاركة أو علامة لشادين جنسيــا، فأسس هذا الزوج شركة أخطبوطية في العالم لتوزيع جميع أنواع الملابس والعطور …وما نأسف عليه أنها لقيت إقبالا كبيرا في الأوساط العربية المتخلفة ، وما لا يعلمه المعجبون بهذه الماركة أن Dolce & Gabbana افترقا وطلقا طلاقا بائنا لم اعلم لحد الآن فيمن كانت له العصمة؟.ربما قد يكتشفها القارئ من خلال الصورة أسفله.
Dolce & Gabbana
أما عن كلمة timbereland هي رمز لشجرة مرسومة على الملابس وتعني شجرة الغرقد، ومما لاشك فيه أن حديث رسول الله نبهنا من هذه الشجرة فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:" لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمين اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الشجر والحجر،فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود" (أخرجه البخاري في باب قتال اليهود من كتاب الجهاد). يقوم الآن اليهود في أرض فلسطين المحتلة باجتثاث جميع أنواع الأشجار وغرس بدلها هذا النوع من الأشجار.
كلمة الرمز usa تعني الولايات المتحدة الأمريكية ،من الطرافة بمكان أن الشهور الأخيرة التالية كانت تظاهرات احتجاجية واسعة النطاق حول الإساءة للحبيب المصطفى والحرب على العراق وانتهاكات سجن أبوغريب واقتحام الأقصى وجراح اللائحة طويلة .. فشاهدت شابا يصرخ بأعلى صوته ضد أمريكا وسياستها الإمبريالية في العالم الإسلامي، والمضحك المبكي أنه يلبس تيشورت عليه علم أمريكا مكتوب عليها usa ،ويردد الموت لأمريكا، في الحقيقة هذا مشهد يتكرر عشرات المرات بطريقة أم بأخرى لنخلص أننا شعوب لا نتقن إلا فن الصراخ والعويل، ونبحث عن القشة في عيون الناس وننسى الجذوع بأعيننا، فرب احتجاج وتظاهر أقبح من الإساءة!!
خطب الجرذ يوما في النظافة وحذر الأوساخ من العقاب ومن حوله يصفق الذباب. (الشاعر أحمد مطر)
كلمة أخرى NIKE معناها إله الحب عند الإغريق وهو صنم يعبد من دون الله، والكلمات والرموز كثيرة:
صهيون Zion، امرأة فاجرة ووقحة Hussy، قبِّلني Kiss me، اتبعني Follow me، ماسوني Mason، خذني Take me، مريم العذراء Madonna، خنزيرة Sow ،خنزير Pig….ويجدر الإشارة كذلك لرقم 48 المكتوب على الملابس لماذا هذا الرقم بالذات؟ الجواب لا يوجد عندنا نحن لأننا لا نفقه شفراته السيمائية، الجواب عند من يحترمون الأوقات ويضبطون المواعيد اليهود،48 السنة التي تم الاعتراف لهم بتأسيس دولة إسرائيل في الأرض المباركة،أما عن نجمة داوود النجمة السداسية التي تتوسط العلم الإسرائيلي فلا أكاد أحصيها على المنتجات الملبوسة والغير الملبوسة، فهذا غيض من فيض وحبة صغيرة في كومة من القش، وما خفي من الرموز فكان أعظم.
علاوة على هذا أو ذاك فشارات الفرق الرياضية إن لم أكن مبالغا فكل الفرق الأوروبية لها امتداد مسيحي، نرى عليها الصليب بالعين المجردة. ففي إحدى أيام صلاة الجمعة جلس بجانبي رجل والإمام يخطب، وضع على سجادة المسجد قبعة واقية من الشمس عليها شارة إحدى الفرق الإيطالية المشهورة،لم أستطع صبرا معه ما إن كاد الخطيب أن انتهى من خطبته حتى أخبرت الرجل صاحب القبعة بالصليب عليها، وبعدها من شدة الاستغراب والدهشة شكرني،أين تكون عقولنا وحواسنا حينما نشتري مثل هذه المنتجات؟فهل رأيتم خزياً وخجلاً أكثر من هذا الموقف!! نخلص إلى الحقيقة المرة أن العرب أميون لا يقرؤون.
لهذا أقول ما قال خالص جلبي: عندما يغتال العقل بشكل منظم لا تبقى حدود لحماقات البشر.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. أب
    01/09/2007 at 23:44

    أشكر الأخ الكريم على هذا الموضوع القيم والذي ينم عن غيرة دينية وطنية صادقة. وليسامحني كاتب المقال أن أتحدث بلسان المواطن البسيط الذي يتقاذف بين الأمية والفقر. لا يهم المشتري سوى الثمن ولا يهم الشاب بحكم العولمة والانترنيت إلا كما تفضلتم أن يواكب الموضة. وأعتبرها مسؤولية الدولة أولا حين تسمح بدخول هذه البضائع .لأننا دولة مثقفوها قليلون وغير مؤثرين بالدرجة التي تسمح بتغيير الوصع قيد أنملة نظرا لعدة اعتبارات. أخي أشكر لك هذا الموضوع القيم وكثر الله من أمثالك

  2. يحي 93
    01/09/2007 at 23:44

    شكرا صاحب المقال…….اما انت يا وجدة سيتي فادا كانت التعاليق تخص اصحابها فلمادا تخضعيها لمقص الرقابة مادمت لم اسىء لاحد……..

  3. adil
    01/09/2007 at 23:45

    bravo mohamed,ton article est très bon.merci car:
    -tu viens de nous avertir à des choses que les jeunnes musulmans les ingnorent.

  4. issmail
    10/05/2015 at 14:12

    chokran 3ALA HADA TAWDIH

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *