المبرز بين التشويش و التفتيش
لقد طلع علينا مقال السيد قريش عبد العزيز في حملته على شهادة التبريز ، و رغم أن التحامل طبع المقال مما أبرزه الدكتور المبرز محمد بنلحسن ، إلا أن اتباع الهوى جعل أقلاما ترفع غثاء الباطل في وجه الحقيقة ، حيث قام السيد عبد الجبار بالرد على الدكتور متهما إياه بالتهجم و الغرور و ما شاء من الصفات …و في هذه الورقة سأحاول تبيان الحق ، و الحق أحق أن يقال ، و سأكتفي بإشارات ليقيني بأ السيد العلمي بليغ و يعرف البلاغة أكثر من غيره ، أولا لقد جاء عنوان السيد قريش مخادعا فهو لا يتضمن أي إشارة للتكليف ، و هي كلمة لم ترد عدا مرة واحدة في مقاله و قد صرح بأن ورقته هي من أجل إنصاف الشهادة الجامعية المغربية .
ثانيا السيد قريش لم يبين لنا لحد الآن وجه الشبه بين الشهادة الجامعية و شهادة التبريز التي نعتبرها مهنية ، و ادعى أن الوزارة هي التي خلطت – انظر تعقيبه على صفحات هذه المجلة – ثم إنه طعن في الجهة التي تمول للحصول على الشهادة ، و كأن الفرانكوفونية هي التي أهلت أساتذة اللغة العربية للحصول على هذه الشهادة المدللة كما نعتها
ثالثا: لم لم يقف السيد قريش في وجه إدماج المكلفين بالتفتيش ، و لم يحرك ساكنا إلا مع ملف المبرزين ؟ أم حرام على بلابله الدوح؟
أما السيد العلمي فقد كان العذر عنده أقبح من الزلة فهو يختم المقال بان الدكتور يتوفر على شهادتين جامعيتين و يقصد التبريز و الدكتوراة . فهل شهادة التبريز شهادة جامعية يا مفتش ؟ اسأل صديقك قريش فهو يعلم الجهة التي تمولها
ثانيا رمى الدكتور بالقصور البلاغي . أليست البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال ؟ و هل كلمة فتوى فرنسية كلمة بليغة في نظرك ؟ و إذا كان المجاز حلالا على السيد قريش فلماذا حرمته على بنلحسن عندما عاتبته على استعمال كلمة الجهات . و رغم ذلك فأنا أنصحك أن تعيد قراءة القانون الأساسي و ستظفر – شرط أن تتخلى عن بلاغتك -بمعرفة الجهات المسؤولة عن التعليم ببلادنا
ثالثا اتهم السيد العلمي الأستاذ المبرز بالغرور ، و يا ليته كان متواضعا لما أمره بأن يعرف قدره و يجلس دونه
هذا غيض من فيض أرجو أن يكون قد بان الصبح لئلا يقول السها للشمس أنت خفية
ربنا اغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا
و السلام عليكم و رحمة الله
بقلم الأستاذ : المختار السعيدي
Loading...
8 Comments
جميل أن يستغفر الإنسان في آخر مقاله من ذنوبه واسرافه في أمره، وبالفعل فقد أسرفت يا سيد المختار في تحميلي ما لم أقله في مقالي:
– إن الإشارات التي أرسلتها وصلت رغم أنك لم تقل الحق عندما جعلتني بليغا وأنني أعرف البلاغة أكثر من غيري، فهذا شرف لا أدعي انني أملكه.
– لقد اتهمتني بأنني اتهمت السيد بنلحسن بالتهجم والغرور و ما شئت من الصفات…، على الأقل أنت أبلغ مني حيث قرأت في مقالي وبين سطوره صفات اتهمت بها السيد بنلحسن لا أعرف ما هي.
– نصحتني أن أعيد قراءة النظام الأساسي – شريطة التخلي عن بلاغتي – وهذا ما أنصحك به أيضا، فأنا لم أتكلم عن الجهات المسؤولة عن التعليم في بلادنا، فالكل مسؤول عن التعليم، ولكن تكلمت عن الجهة الوصية عن التعليم يا سيد البلاغةّ؟؟؟؟؟
– قلت أنني أمرت السيد بنلحسن بأن يعرف قدره ويجلس دونه، وهذا ما جعلني أتعجب من بلاغتك المفرطة، إلا إذا كنت موظفا بالداخلية، فهناك تصدر الأوامر، أما بين رجال التعليم فلا تصدر الأوامر.
– كنت أتمنى أن تناقش الافكار التي جاءت في المقالين الذين انتقدتهما، فهما يحملان وجهة نظر خاصة وقابلة للنقاش،عوض إبراز عضلاتك في الميدان اللغوي واللعب بالكلمات لتبرز بلاغتك، فأنا أقول لك أنت أبلغ مني عشرات المرات فنم قرير العين يا سيد المختار.
اضن ان الوضعية المأزومة التي تعيشها المنظومة التربوية في زمن « الاصلاح » و المنهجية المتبعة لتجاوز الازمة و بدون لف و لا دوران ليست في حاجة لهيئة تفتيش مبرزة او غير مبرزة فهذا الجدال عقيما. هيئة التفتيش تنعم ب »مكاسب » يعرفها الجميع و تتشية بمطالب خارج السياق و تضع شروطا « تجاوزت شروط الحديبية » للانخراط في الاصلاح و الاصلاح لم يوضع فوق السكة و تهدر اموال الشعب للصرف عل منظومة تربوية نهكها بوار سلعتها و هي مكرهة لمتابعة انتاجها
و مشكل اصلاح المنظومة يحتاج الى جرأة صارمة لا اعرف من اي مصدر يجب ان تكون لكن انني على يقين ان هيئة التفتيش بوضعها الحالي « مبرزة او غير مبرزة » لن تفيد في الاصلاح رغم انها مؤهلة لاجراء بحوث تتبث فيها مكامن الخلل و تقديم اقتراحات ميدانية واقعية للنهوض بالمنظومة و هذا يتطلب رؤيا واضحة و حد ادنى من وسائل العمل . وعلى ذكر و سائل العمل فالمذكرة 114 المعروفة و البعض يصفها ب »المشؤومة » لحاجة في نفس يعقوب اعطت كامل الصلاحية لهيئة التفتيش لصرف ميزانية تسيير المفتشيات بالطريقة التي يتم عليها التوافق بين اعضاء الهيئة في الاقليم فكم من مفتشية في المغرب تمسكت بهذا المكسب ؟ وكم من مفتشية رفعت تقارير حول صرف هذه الميزانية و هي كافية ام لا و لماذا؟ وكم مفتشية ما زالت توزع « الغنيمة » بطريقة جزافية؟ وكم مفتشية اعتمدت مقاييس المذكرة؟ و كم من ……….. ؟ لاختم ب »لا يغير الله ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم »+ » و شهد شاهد من اهلها »
يبدو أن السيد العلمي لم يعمل بنصيحتي فقد » أمرته » على سبيل النصح ، أن يعيد قراءة النظام الأساسي شريطة أن يتخلى عن بلاغته ، و لكنه مع الأسف الشديد لم يتخل عنها ، فهو يحرص هاته المرة على دقة المصطلح ، و هو شيء يحمد لك، لكن ألفت نظرك إلى أن المسؤولية نوعان مسؤولية اعتبار و مسؤولية قرار، و تحت مظلة الأولى يندرج الكل ، و في إطار الثانية تدخل الجهات الوصية ، و حتى أريحك من عناء البحث اقرأ معي بعض ما جاء في المادة 26من الجزء2 من الباب الثالث من القانون الأساسي »… و تحدد مدة التدريس الأسبوعية لأساتدة التعليم الثانوي التأهيلي بقرار مشترك للسلطة الحكومية المكلفة بالتربية الوطنية و السلطة الحكومية المكلفة بالمالية و السلطة الحكومية المكلفة بالوظيفة العمومية » أليست هاته مسؤولية قرار أليست هاتة الجهات وصية ؟، و إلا لم لم تتم الإشارة للسلطة الحكومية المكلفة بالصحة أو السياحة ما دمت ترى الكل مسؤولا ؟ أما ما شئت من الصفات فأرجو أن تعيد قراءة مقالك لتكتشف الصفات التي صرحت بها و لم تعرف ماهي !! و لأسهل عليك الأمر اقرأ معي قولك » الشيء الدي لم يفهمه كاتب المقال حين تهجمه و تحامله…. » و أحمد للسيد العلمي معرفته الجيدة بكواليس الداخلية ، فالأمر المقصود خرج عن دلالته فقد كان قصدك التعجيز و التحدي و نحن نرجو أن ترفعوا أقلامكم للمطالبة بفتح مركز المفتشين في وجه المبرزين و غير المبرزين و إلا فما وجه تحديك لبنلحسن في وقت توصد فيه أبواب المركز ؟
لكن الأدهى و الأمر هو قولك » اضن- أرجو أن تشرح لي هاته الكلمة – ان الوضعية المأزومة …..و بدون لف و لا دوران ليست في حاجة لهيئة تفتيش مبرزة أو غير مبرزة … » هل كنتما تلفان لما تحدثتما عن إطار مفتش مبرز ؟؟
و أخيرا أرجو أن ترشدني إلى الأفكار التي جاءت في المقالين لأنني لم أر إلا تهجما ، و سأكون شاكرا لك إن لم تبخل عني بها قصد مناقشتها
و أختم كما ختمت » إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم » و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بما أنك تريد فقط التعامل بالأوامر ، وتعتبرها من باب النصح، وهذا شأن الذي يريد أن يتعالى على الآخرين، وما دمت تفهم الوصاية بذلك الشكل فلن أناقشك لأنه سيكون من باب تضييع الوقت ، إلا أنني أنصحك ولا آمرك بأن تقرأ جيدا مقالتي وتعليقي قبل الكذب علي وما أظن إلا أن الحقد أعماك، فالعبارة التي تريد مني شرحها عندما وجهت كلامك لي قائلا: ( لكن الأدهى و الأمر هو قولك » اضن- أرجو أن تشرح لي هاته الكلمة – ان الوضعية المأزومة …..و بدون لف و لا دوران ليست في حاجة لهيئة تفتيش مبرزة أو غير مبرزة … » )، لا توجد في مقالتي و لا في تعليقي، فكيف أشرح لك ما لم أقله؟ إلاإذا كنت ستجتهد مرة أخرى وتحملني ما جاء في جميع المقالات أو التعليقات؟؟؟ أو ربما توهمت أنني كاتب جميع المقالات والتعليقات باسم مستعار، لأنه إذا كنت تفكر بهذا الشكل فإنني ألوم نفسي على مناقشة شخص يملك مثل هذا التفكير. إن حبل الكذب قصير…. واخيرا لاداعي لإقحام هيئتي التفتيش والتبريز في الموضوع بقولك نحن وأنتم، فلتتعلم مناقشة الأفكار التي جاءت في المقالات دون المس بالآخرين أو التجريح بهم، وأنصحك ولا آمرك بأن تحاول الصيد في الماء الصافي لا في الماء العكر.
في اعتقادي أنه يجب التلفت إلى المشاكل الحقيقية التي يعانيها رجل التعليم و عدم العمل على خلق توترات جديدة تقسم المقسم
و أنا أكثر لوما لنفسي – الأمارة بالسوء – التي جعلتني أرد على شخص يمارس التعالي و يرمي به الآخرين ، و لا يعرف من المعجم إلا العبارات العكرة ، و لم أكن أدري حينها أن الأمر سيتحول إلى تنابز شخصي ، و يدعو إلى عدم إقحام » هيئتي التفتيش و التبريز » في الأمر ، أنا لم أرد على أساس أنك عبد الجبار و أنني المختار ، و إنما على أساس أنك تمثل نظرة هيئة ، إلا أنه يبدو أن ظني قد خاب فيك ، و أنني كنت أخاطب شخصا لا يمثل إلا نفسه ، و يفكر بعقلية أخنى عليها الدهر ، و لم ير بعينه » البصيرة » في تعقيب من اثنين و عشرين سطرا إلا ثلاثة أسطر ، أعتذر عن عدولها عن سياق الكلام و عن فهمك أنك المقصود ما دمت ترى أن كلام المفتش لا يعنيك.
أنت يا حضرة المفتش لا زلت تمارس الأوامر » فلتتعلم ».
و بما أنك اعتذرت عن المناقشة و هو اسلوب المهزومين ، و لم ترشدني إلى ضلالي بالتي هي أحسن ، فأنا أشكر لك اختيارك ، ما دمت ترى الأمر صيدا ، فأنا حواري مع أهل التربية و التعليم لا مع الصيادين. فلا تضيع و قتك الثمين !!
الأستاذ المختار السعيدي الكريم؛ عندما نعرف الانعكاسات السلبية للتكليف بالتفتيش وغيره، حينئذ ستتفهم ما ذهبت إليه الوزارة، وما دمت تدافع عن التكليف فأعتقد أن المنطلقات متباينة، ولذا فالحوار بيننا لن يفضي إلى نتيجة. وشهادة التبريز مدللة لأن الوزارة ساقت لها التكليف بالتفتيش ارضاء للبعض دون أن تحدث منصب مفتش مبرز، وهو ما طلبته وأحببته. لأن المكلف يضل مكلفا فقط. وأما عن همزات ولمزات فلست في وارد الرد عنها. وسيبين لكم الواقع أن التكيف بالتفتيش يجني على القيم المهنية النبيلة الضامنة لتكافؤ الفرص والاستقرار النفسي في المنصب والعطاء من منطلق الدراية والرواية، وليس من منطلق تحين الفرص وقتل القيم والأسس التربوية. والسلام
المفتش عبد العزيز قريش الفاضل ، لست أدري من أين استخلصت أني أدافع عن التكليف ، فأنا أرفضه رفضا باتا و أضم صوتي إلى كل من ينادي بخلق إطار مفتش مبرز ، و لكن كما تعلم أن المركز موصد الأبواب منذ سنين عددا ، و أن الأساتذة المبرزين الذين لا يدرسون بالثانوي التأهيلي محرومون من التفتيش بسبب غياب الإطار المذكور لذا لجأت الوزارة إلى ذلك الحل الترقيعي . أما قولك أن شهادة التبريز مدللة فإني متأكد من أن جل المبرزين سيضحكون- و شر البلية ما يضحك- عندما يقرأون تلك الصفة لأنها لا توجد في الواقع المرير ، و الحال تشهد أن جل المبرزين قد دفعوا ضريبة غالية بسبب طموحهم ، لأننا كما قال أحمد مطر مع الوزارة الحبيبة :
و نسير مقلوبين حتى لا تُرى مقلوبة بعيوننا البلدان
و أما الدليل الذي سقته على تدليل الشهادة فهو أبعد ما يكون عن المنطق ، لأنه لو كانت الشهادة مدللة حقا لخلقت لها الوزارة الإطار المنشود ، أما إذا كنت ترى في التكليف دلالا فهذا لا يرجع إلى الشهادة و إنما إلى رؤيتك أنت إلى الأمور فلست أدري كيف تشجب التكليف ثم تراه من سمات الدلال؟ ! و السلام