الصحافة الالكترونية جسر للتفاهم العربي العربي ، والعربي الغربي …
. بهاء حمزة
إيلاف من دبي : كشف باحث اعلامي اميركي ان صحافة الإنترنت والإعلام الجديد يمكن ان ييساهم في تعميق التفاهم العربي الأميركي وجسر الفجوة الكبيرة الموجودة بين الطرفين والمتمثلة اساسا في اعندام التواصل وصيغة التفاهم بينهما مشيرا الى ان معرفة قيم الآخرين وعاداتهم وتقاليدهم سيؤدي إلى إدراك أكبر بالاختلافات التي تفرق بين الثقافات أكثر من أوجه الشبه التي يمكن أن توحد بينها.
واكد البروفيسور ديفيد ويفر أستاذ برنامج روي هوارد في بحوث الصحافة والإعلام في جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأميركية في محاضرته خلال المؤتمر الدولي حول واقع وتحديات صحافة الانترنت في الوطن العربي الذي تنظمه كلية الاتصال في جامعة الشارقة بمشاركة حوالي 50 باحثا ومختصا وممارسا إعلاميا من أكثر من 25 جامعة عربية وأجنبية وأكثر من 11 مؤسسة إعلامية عربية ودولية ان التكنولوجيا لوحدها لا يمكن أن تحقق تفاهما أكبر بين العرب والأميركيين، أو بين فئات الشعوب التي تفرقها المسافات الشاسعة والثقافات والأديان المختلفة.غير أنها متمثلة في شبكة العنكبوت الدولية والبث التلفزيوني الفضائي وصحافة الإنترنت يمكن أن تساعد في جسر الفجوات الموجودة وتحقيق تفاهم أكبر إذا ما استخدمت بطريقة تنم عن مسؤولية اجتماعية وصحافية.
وقال ان إحدى أبرز الجوانب الإيجابية التي لا يمكن إنكارها في صحافة الإنترنت والإعلام الجديد تتمثل في قدرتها على توفير رجع صدى فوري من مستقبلي الرسائل الشخصية، حيث أن هذا النوع من الصحافة قادر على رفع مستوى التفاهم بين العرب والأميركيين بنفس الطريقة التي يعمل بها الاتصال الوجاهي.
واعتبر أن الطريقة المثلى لعلاج التشويه الذي يمارسه الإعلام يكمن في ضخ المزيد من المعلومات وليس التقليل منها، وفي الاستخدام الأمثل والأكثر مسؤولية لهذه الوسائل الإعلامية الجديدة من أجل تقديم صور حقيقية لشعوب العالم حول بعضهم البعض وحول ما يجري بينهم حيث يمكن للصحافة أن تخلق مجتمعا عالميا من خلال تزويد الناس في كل مكان بالمعرفة حول العالم وحول بعضهم البعض، ومن خلال تعزيز فهم أفضل لأهداف المجتمع الحر الذي سيحتضن الناس جميعا.
واعرب ويفر عن اعتقاده ان صحافة الانترنت لن تساهم في تعزيز أفق التفاهم العالمي إلا إذا استخدمت هذه التكنولوجيا في توفير صورة متوازنة وحقيقية عن العالم العربي والولايات المتحدة الأميركية وأن تسهم في بناء علاقات بين الطرفين مبنية على الصدق والدقة والنزاهة، غير انه اكد إن صحافة الإنترنت والشبكة العنكبوتية للمعلومات يمكن أن تلعبا دورا أفضل مما تقوم به وسائل الإعلام التقليدية في مجال تمكين الأفراد العاديين من التواصل مع بعضهم البعض حول أوجه حياتهم وإنجازاتهم الإيجابية دون الهبوط إلى مستوى إثارة العواطف والمشاعر وتضخيم الواقع وإبراز الأحدث النادرة.
وكان المؤتمر الذي اختتم امس وتمحور حول الصحافة الاليكترونية واستخدام الشبكة المعلوماتية كمصدر صحفي منافس للمصادر التقليدية في المنطقة العربية قد ان هذا النوع من الاعلام يكتسب أهمية كبيرة في العالم العربي في ضوء الانتشار المتسارع لشبكة الإنترنت للمعلومات وتدافع المؤسسات الإعلامية في المنطقة للإفادة من هذه التكنولوجيا في تعزيز مواقعها في المجتمعات بهدف الوصول إلى جماهير متنوعة، داخلية وخارجية , معتبرا شبكة الإنترنت حلبة جديدة للمنافسة الإعلامية بين عمالقة الإعلام في العالم، والمتعطشين إلى الاستحواذ على عقول وأفئدة الجماهير في كل مكان، بما فيها الجماهير في منطقتنا العربية.
وأكد مدير جامعة الشارقة ان ظاهرة صحافة الإنترنت تمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه الإعلام العربي المعاصر، والذي لا بد له أن يطور من أساليبه في التعامل مع الرسالة الإعلامية ووضعها في إطار جاذب من خلال الاستخدام المبدع للتقنيات الرقمية المختلفة وفتح قنوات الاتصال مع الآخرين عبر الحدود لنقل الصورة الحقيقية لثقافتنا وديننا الحنيف في وقت يتعرض فيه العرب والمسلمون لأبشع أنواع التنميط الإعلامي دون رادع من أحد.
من جهته اوضح الدكتور محمد عايش عميد كلية الاتصال في جامعة الشارقة ان أهمية المؤتمر تنبع من كونه يناقش قضية التعامل مع تكنولوجيا الإنترنت وتسخيرها في خدمة الإعلام العربي بشكل يتناغم مع منظومتنا الفكرية والثقافية ومع فهم واستيعاب القدرات الفنية والإبداعية الكامنة في هذه التقنيات وتقصي كيفية التعامل مع هذه التقنية، ومدى قدرتها على تحقيق الأهداف الثقافية والاجتماعية المرجوة منها. حيث تشكل هذه القضية هاجسا كبيرا للكثير من دول العالم.
وأكد الدكتور عايش حرص كلية الاتصال على جعل هذا التجمع بمثابة بوتقة لصهر الخبرات والمعارف المستمدة من بيئات مهنية واجتماعية وثقافية مختلفة لصحافة الإنترنت.
عن : ايلاف – كمبيوتر وانترنيت
Aucun commentaire