Home»Enseignement»ارتسامات حول كواليس الباكلوريا من خلال برنامج  »24 دقيقة »

ارتسامات حول كواليس الباكلوريا من خلال برنامج  »24 دقيقة »

1
Shares
PinterestGoogle+

ارتسامات حول كواليس الباكلوريا من خلال برنامج  »24 دقيقة »

عبد الغفور العلام

مفتش التخطيط التربوي

 

قبل سنتين  و بالضبط  في  2010  تابعنا حلقة من برنامج  » 24 دقيقة  » خصصت لعرض جميع مراحل تنظيم عملية امتحان الباكلوريا، و التي تبتدئ من استعداد التلاميذ إلى غاية الإعلان على النتائج النهائية، مرورا بإجراء الامتحانات و تصحيحها .

و لإتمام الصورة و معرفة كواليس ما قبل الامتحان، قدمت القناة الأولى يوم 01/06/2012 برنامج  » 24 دقيقة  » ، و الذي نقل صور ووقائع حقيقية تبرز المجهود المهم الذي يقوم به كافة الفاعلين و المتدخلين في عملية تنظيم الباكلوريا (المركز  الوطني للامتحانات، الأكاديميات ، النيابات الإٌقليمية، المؤسسات التعليمية ، السلطات الأمنية..)  حفاظا على مصداقية و تأمين و سلامة امتحان الباكلوريا، و التي شارك فيه هذه السنة 451953 مرشحة و مرشح،  تم امتحانهم في 165 موضوع،  ساهم في تحضير أسئلتها  173 عضو، توزعوا على 29 لجنة متخصصة.

حيث حاول البرنامج الإجابة على مجموعة من الأسئلة  : من يهيأ أسئلة امتحان الباكلوريا؟ و كيف يتم اختيار المواضيع؟ و ما هو مسار مواضيع الامتحان حتى تصل إلى أيادي التلاميذ؟ و في أية ظروف تصل أظرفة المواضيع للأكاديميات  ؟ و أين توضع هذه الأظرفة قبل يوم إجراء امتحان الباكلوريا؟

قبل قيامنا بقراءة في كواليس امتحان الباكلوريا، لابد من تسجيل بعض الملاحظات الأساسية:

–         فتح المركز الوطني للامتحانات أبوابه للإعلام الوطني يندرج في إطار تنوير الرأي العام الوطني و التربوي حول عملية تنظيم امتحانات الباكلوريا،  مما يجعل قضية الباكلوريا موضوع نقاش عمومي باعتبارها قضية مهمة و محورية، حيث أنها تمس شريحة واسعة من شرائح المجتمع المغربي فضلا على أنها  تعد من  قضايا التربية و التعليم  التي تهم الجميع. 

–         وزارة التربية الوطنية لعبت هذه السنة ورقة الشفافية بوضع  مسار أظرفة مواضيع الامتحانات  تحت مجهر الإعلام الوطني (هذا المسار الذي ينطلق من المركز الوطني للامتحانات بالرباط و إلى غاية المؤسسات التعليمية عبر الأكاديميات و النيابات الإقليمية) وذلك ترسيخا لنهج الحكامة الجيدة و تجسيدا لمبدأ الحق في الوصول إلى المعلومة المتضمن في الدستور الجديد.

–         امتحان الباكلوريا هو مجال لتصريف  مبدأين أساسيين: مصداقية الشهادة ثم تكافؤ الفرص بين التلاميذ . ولهذا وجب العمل باستمرار على بلورة و تطوير أساليب و آليات جديدة لتحقيق هذين المبدأين.

و في هذا الصدد، فإن تأمين مسار الباكلوريا و ضمان مصداقيتها يتطلب مجموعة من الإجراءات الدقيقة و المفصلية ، و يمر عبر عدة مراحل تمت تغطيتها بتفصيل ضمن برنامج  »24 دقيقة » :

 اللقاء التنسيقي الأول  مع رؤساء لجان إعداد مواضيع الامتحان الوطني الموحد:

في الجزء الأول من برنامج  »24 دقيقة » ، تم نقل بعض أطوار اجتماع لجنة إعداد مواضيع الامتحان بالمركز الوطني للامتحانات بالرباط. و هو اجتماع ضمن سلسلة من الاجتماعات التحضيرية و التي تبتدئ في شهر يناير من كل سنة،  هدفه مناقشة الإشكالات التي يطرحها الجانب التنظيمي والجانب المنهجي في إعداد مواضيع امتحان الباكلوريا. إلى جانب ذلك، فإن هذا الاجتماع  التنسيقي هو بمثابة لقاء لتوحيد الرؤى فيما يتعلق بالتوجهات العامة التي يتم اعتمادها كأرضية لاشتغال هذه اللجنة، والتي تتكون من أعضاء ينتمون إلى هيئة التفتيش التخصصي و هيئة التدريس.

 لكن السؤال الذي يطرح نفسه فيما يتعلق بمسار التأمين: هل مسؤولية ضمان سرية عمل هذه اللجنة سيبقى محصورا  دائما في أعضاءها،  بينما ينحصر دور المركز الوطني الامتحانات في تأمين  الوسائل اللوجستيكية التي تمكن اللجنة من أن تقوم بعملها في إطار من السرية التامة، أم لابد من البحث عن صيغ جديدة لتحديد الاختصاصات و المسؤوليات ضمانا لتأمين المواضيع و سريتها؟

فواقع الحال  يؤكد على أن المركز الوطني الامتحانات يتحمل مسؤولية جسيمة، تتمثل في تجديد و تطوير الأدوات التي ينتجها من أجل تأطير جميع مراحل عملية تنظيم امتحانات الباكلوريا ( الإعداد، الإجراء،المراقبة، التصحيح.. )  بالإضافة إلى مسؤولية ضمان سلامة و سرية و مصداقية الباكلوريا.

إعداد المواضيع : محطة هامة من أجل تصريف لمبدأ  السرية التامة.

تأليف مواضيع الامتحان يتم وفق المراجع الرسمية :  الإطار المرجعي ، التوجيهات التربوية و البرامج الرسمية والكتب المدرسية و مذكرات التقويم . كما أن عملية إعداد المواضيع (بناء الوضعية الإختبارية) تمر بعدة مراحل : تحليل الاتجاهات العامة من خلال الاقتراحات المقدمة من طرف اللجان التخصصية و من خلال استثمار المواضيع السابقة. و بعد عملية إعداد المواضيع، يتم إخضاعها للتجربة (عملية الرشحcobayage  )،حيث يقوم أستاذان باجتياز الامتحان للتأكد من خلو المواضيع من الأخطاء و لضبط الحيز الزمني المخصص للإنجاز.

وفي هذا المجال٬لماذا لا يتم تجديد وتطوير وتدقيق أدوات ومساطر إعداد مواضيع امتحان الباكلوريا الحالية؟ و ذلك بإنتاج أدوات منهجية في صيغة أطر مرجعية وطنية يتم اعتمادها في بناء مواضيع الامتحان الوطني الموحد.

نقل أكياس مواضيع الامتحان من المركز الوطني للامتحانات إلى الأكاديميات: الحلقة الأضعف في العملية.

في جزئه الثاني، نقل برنامج « 24 دقيقة  » ظروف نقل المواضيع من مركز الوطني للامتحانات بالرباط إلى أكاديمية مكناس تافيلالت . و اللافت للنظر خلال هذه العملية المهمة هو غياب تأمين مسار نقل  مواضيع الامتحان من طرف قوات الأمن، حيت تم نقل أكياس مواضيع الامتحان من طرف مدير الأكاديمية و رئيس مصلحة الامتحانات و السائق دون حراسة أمنية، رغم أهمية و خطورة الأكياس المنقولة، حيث و الحالة هذه، أن كل خلل في هذه المرحلة يمكن أن يقود لا قدر الله إلى ما لا تحمد عقباه، و هذا يتنافى مع مبدأ تأمين مسار المواضيع . وإجمالا، فإن غياب تأمين مسار أظرفة الامتحان من طرف قوات الأمن يجعل من هذه المرحلة الحلقة الأضعف في هذه العملية.

فلماذا لا يتم مثلا الاستعانة  بوسائل الإعلام و التواصل الحديثة ( TIC)  في نقل المواضيع من مركز الوطني للامتحانات مباشرة إلى الأكاديميات و في مرحلة لاحقة إلى النيابات الإقليمية؟  ربحا للوقت و ضمانا للمصداقية و السلامة  و تأمينا لمسار مواضيع امتحان الباكلوريا.

عملية الاعتكاف: هاجس السرية لضمان الأمان.

في الجزء الثالث والأخير من برنامج  » 24 دقيقة  »  تم تسليط الضوء على أجواء الاعتكاف  حيث أن مجموعة من رجال التعليم تطوعوا للقيام بمهمة  تربوية جسيمة تتطلب  الانقطاع لمدة 10أيام عن العالم الخارجي بما فيه أسرهم و ذويهم،  و ذلك بغرض نسخ مواضيع الامتحان ، محرومين من وسائل الاتصال بجميع أنواعها.

و نظرا لما تخلفه عملية الاعتكاف من أثار نفسية على المعتكفين و ما تتطلبه من مجهودات  بشرية مادية و مالية من طرف السلطات التربوية المختصة، لماذا لا يتم اللجوء إلى استعمال الوسائل التكنولوجيات الحديثة و المتطورة ؟ ( ناسخات و طابعات أوتوماتيكية مرتبطة مباشرة بالحاسوب … ) للتسريع من وثيرة النسخ و ترتيب المواضيع  و بالتالي التقليص من مدة الاعتكاف و من تكلفته.                                                                       

و في الأخير، لابد من الإشادة بمعد و طاقم البرنامج  » 24 دقيقة  » الذي بثته القناة الأولى و الذي ساهم في تنوير الرأي العام الوطني و التربوي حول كواليس عملية تنظيم امتحانات الباكلوريا. كذلك لابد من الامتنان والعرفان  لكل من ساهم في إنجاح هذه العملية ( مسؤولو و أطر: المركز  الوطني للامتحانات، الأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين، النيابات الإقليمية ، المؤسسات التعليمية، السلطات الأمنية..) باعتبارها استحقاقا تربويا مهما و مصيريا في أفق تحصين و إعطاء مصداقية أكثر لمخرجات منظومتنا التربوية.

 

                                                           عبد الغفور العلام

مفتش التخطيط التربوي

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. عابد الوجدي
    07/07/2012 at 19:27

    البرنامج يسمى 45 دقيقة وليس 24

  2. حاد
    08/07/2012 at 08:04

    مجرد ملاحظة بسيطة  » هل هنوان البرنامج هو 24 دقيقة ام 45 دقيقة ؟

  3. حداد
    08/07/2012 at 08:06

    هل عنوان البرنامج هو 24 دقيقة ام 45 دقيقة؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *