Home»Régional»لسنا ككل الخائنين من المرتزقة و الإعلاميين

لسنا ككل الخائنين من المرتزقة و الإعلاميين

0
Shares
PinterestGoogle+

لا نزاوج حب الوطن بالتجارة ، او نحرق كل البلد كي نشعل سيجارة

لا زالت بعض المفاهيم المغلوطة للديمقراطية تسمح بالكلام غير المباح، وما زال كلامنا عن حرية التعبير لا يبارح النواح، وهو حتما ما جعل أبواب دولة الحق والقانون ما زالت تئن مفاصلها ويعربد فيها المفتاح..
عندما يفقد اللحم الإثارة و تصبح شعارات "الثورة" الجوفاء و "النضال" الأعرج بابا لدخول سوق النخاسة فإن "الكاتب" يبيع نفسه بلفافة سيجارة، ومعجون جديد للحلاقة قبل أن يغير شهادته وينكر علاقته ويحرق كل ملفات القضية….
تعودنا الاحتجاج على ما نكتب بعيد كل إصدار كما تعودنا القهوة العربية كل صباح، وهل رائحة البن سوى فعل اعتياد؟ ومع ذلك نصر على مواصلة الجذف على سواحل الكتابة لأنها أصبحت مثل العطر يدخل مسامات الجلد فيصبح بدوره فعل اعتياد…
لقد تعودت أصابعنا أن تمسك خيوط العبارة، وتنغمس كل أسبوع في المداد كما تعودت الصهيل الجياد.. وإن كانت لعنة الكتابة قد تسرق منا نصف الوساد وربما لا تتركنا إلا ونحن كومة رماد.. فنحن لسنا نبيع أقلامنا بلفافتي سيجارة أو معجون جديد للحلاقة مادامت خيولنا لم تصبح بعد حجارة..
لن أسمح لنفسي بالحديث عن ساكنة الجهة الشرقية لأني لست مخولا لذلك، لكنني مرغم أن أعبر عن آراء العديد من الزملاء والأصدقاء والفاعلين في المجتمع المدني وعن سيل المكالمات والرسائل الإلكترونية التي توصلت بها والتي كانت تحتج على ما نشرته إحدى الجرائد الجهوية.
المؤكد أني لست جهازا من أجهزة الدولة حتى أنوب عنها، ولكني لست قاصرا حتى أسمح لأي كان أن يتحدث باسمي كما فعلت تلك الجريدة التي جاءت ببائقة لا تليق بظروف زيارة ملكية يرجى منها الكثير؛ وعبرت بكل أسف عن أمية إعلامية واضحة وحرفية منتقصة في مجال الكتابة الصحفية في وقت أصبح الكل فيه مدعوا للانخراط في مسلسل المشاريع المهيكلة لمدينة وجدة وتأهيلها الحضري كحاضرة الشرق المغربي الذي نعتز بالانتماء إليه ولهذا الوطن.
إن طرح مصطلح الحكم الذاتي بالمفهوم المبتذل، هو تهور واضح و جهل فاضح بالمصطلحات ويؤكد بعد صاحبه عن الحرفية الإعلامية، و يعني أن من طرحه لا يفهم دلالته الفقهية والقانونية، والتي تختلف عن مفهوم الجهوية الموسعة، ناهيك عن الجهل بحدود اللياقة المطلوبة في مخاطبة جلالة الملك، فأصبح إلقاء الكلام على عواهنه لا يعدو أن يكون مجرد طلب لشهرة رخيصة بتهور واضح يسيء إلى ساكنة وجدة والجهة الشرقية التي تتبرأ مما صدر عن الجريدة، فليس من أخلاق ساكنة الجهة الشرقية ولا من عادتها ولا من دأبها سوء الأدب مع إمارة المؤمنين في الخطاب؛ ولا من مبادئها التفكير في الانفصام عن الوحدة المغربية المتينة الأواصر، فنحن دوما في ربوع هذه الجهة لا نزاوج حب الوطن بالتجارة أو نحرق كل البلد كي نشعل سيجارة.
المؤكد أن الحركية و الدينامية التي باتت تعرفها مدينة وجدة و الجهة الشرقية عموما من شأنها أن تؤسس لجهة مندمجة في محيط المملكة ومساهمة حقيقية في التنمية الجهوية و الوطنية…
و يحق لوجدة اليوم أن تفتخر بكونها شرعت فعليا في الخروج من قوقعة القرية المعزولة المهجورة، في غياب أي رد اعتبار لها من أبنائها أو اعتراف بالجميل من طرف أولئك الذين احتضنتهم صغارا وتنكروا لها وزراء و صناع قرار… الفضل الأول يكمن حتما في الرعاية السامية لجلالة الملك و الاهتمام البالغ بهذه الربوع التي خصها جلالته بالزيارة رقم 14 منذ توليه العرش، و هي التفاتة مهمة في الدلالة باعتبار جلالته قد أعطى انطلاقا من عاصمة الجهة الشرقية إشارة رفع الحيف و العزلة عن هذه الجهة في خطاب 18 مارس 2003 التاريخي… و اليوم ولله الحمد بدأت وجدة تبدو حقيقة عبارة عن أوراش كبرى يشعر من خلالها المواطن العادي أن المدينة فعلا تتحرك، بل أن وجدة تحركت كما لم يسبق لها أن تحركت من قبل بمشاريع مهيكلة كبرى من قبيل الطريق السيار الذي انطلقت الأشغال به، مطار دولي جديد لأكثر من مليون مسافر، صندوق جهوي للاستثمار، كلية الطب و الصيدلة التي شرع في إنجازها، إضافة إلى توسيع للطرقات، ومركبات ثقافية، متاحف، وجدة الحديثة، ترميم لمعالم المدينة القديمة، اهتمام بمداخل المدينة، خلق أسواق نموذجية إضافة إلى استقدام أسواق كبيرة من حجم ميترو ومرجان و أسواق السلام…
أعتقد جازما أن ما كنت أطالب به شخصيا كإعلامي وجدته في طريق الإنجاز، قد لا يتحقق هذا بسرعة، و المؤكد أننا قد نريد في لحظتين اثنتين أو أقل من ثانية الخروج من بوثقة مدينة معزولة ومهجورة منذ عقود للدخول في عالم مدينة عصرية، وهذا أمر لا يمكن حتما تحقيقه في ثانية إلا بعصا سحرية أو معجزة ثامنة… كما أن نخب المجتمع المدني بدورها لم تستطع على الأقل إلى حدود الآن التجدد والانخراط لمواكبة التحولات السريعة التي باتت تعرفها المدينة و الجهة ككل في العهد الجديد بداية من ما تعرفه مدينة السعيدية وصولا لمشاريع فك العزلة عن إقليم فجيج/ بوعرفة مرورا بمشاريع المدن الأخرى المنضوية تحت لواء الجهة… وهو ما يفرض فعليا تحرك النخب السياسية في اتجاه تجديد نفسها ومواكبة العهد الجديد بمختلف مقوماته…
لا ينكر غير جاحد بأن وجدة 2007 لن تكون حتما وجدة 2003 أو سابقاتها، و سوف يحق لي و لكل من يتفق ربما معي أن نقول أن وجدة بدأت تغادر إطار العزلة و التهميش و كلها أمل في ما قد ينبثق من مجالس الأطفال مستقبلا، بعدما فقدنا الأمل كل الأمل، في طيور كل الأحزاب السياسية التي رغم اختلاف ألوانها و أشكالها سقطت وفشلت في تحريك عجلة المدينة..
المؤكد أيضا أن رجالات هذه الجهة الصامدة ومعهم القراء ليسوا أغبياء، فهم يعلمون جيدا أننا لا نستطيع قط القيام بدور المرتزق، لأنه دور مستحيل، وإذا ما لم يعد للكتابة فائدة، وللإعلام فائدة فإننا سوف نصرح للقراء بأن الرواية لم تعد تناسبنا، ونستقيل دون تقديم أي اعتذار.
حتما قد دخلنا عالم الكتابة ككل الداخلين، لكننا لم ننزلق تحت سطح الماء ككل الأسماك، ورأينا لؤلؤ البحر الحقيقي، لهذا لم نكن ذاهلين، ونتمنى أن نستمر في هذا العالم دون إرهاب أو قسر، وأن نحاول أن نكون عادلين.. قد لا نكتب بماء الياسمين، لكننا نأمل أن لا نكون ككل الخائنين من الإعلاميين والمرتزقة وبعض الجمعويين نتوسل الصدقات من أعتاب المسِؤولين .. وعلى قيد الكتابة سوف نستمر مادامت أقلامنا حتى إشعار آخر ليست تباع بلفافتي سيجارة أو معجون جديد للحلاقة…
إن الصحافة ليست مهنة للتسول و الصيرفة، كما أن الكتابة الصحفية ليست صابونا أو وصلا، ولاهي من رواسب أبي جهل، والمواطن الحقيقي هو الذي يدافع عن مواطنته، وليس هو الذي يسمح بنهب الأبقار في الحقل ويحكم سيطرته على المستضعفين بالقفل قبل أن يعود في آخر الليل، لأنه لا مقايضة بالوطن..
قد لا تعدو هذه الكتابة في نظر البعض أن تكون عبارات ثرثارة تجعلنا نكف عن المشي ولو مؤقتا على أعصابنا المنهارة، لكنها مع ذلك تحاول أن تحارب كل أشكال القرصنة والحقارة، فقط لأنها حتما لا تزاوج الحب الحقيقي للوطن بالتجارة، أو تحرق كل البلد كي تشعل ما بقي من بضع سيجارة…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. أحمد فوزي
    05/07/2007 at 20:36

    تحية خاصة للمقال ولصاحب المقال الذي عبر عن ما يخالجني. شكرا

  2. بن أحمد عبد الله / فرنسا
    05/07/2007 at 20:40

    تحية خالصة لأستاذي زهر الدين ، فانا أحد تلامذتك بثانوية زينب النفزاوية ، فكم شعرت بالفخر والأعتزاز وانا اقرأ هذا المقال ، فلقد احسست بالفعل انني امام استاذ كبير ، فتحياتي اليك والى كل ناس وجدة ، وكم اتمنى ان نقرأ لك يا استاذي العزيز المزيد من الكتابات ، ولك مني ازكى التحيات ومن كل اصدقائي الوجديين بمدينة بوردو

  3. azzou samir
    06/07/2007 at 16:51

    Mes salutations à mon Professeur, voilà ou moins une vraie réfléxion sur l’engagement de l’ecriture.
    Je vous souhaite donc plus de dons à la presse, et que vous seriez peut être un de ceux qui font du « colonne » le débat engagé.
    Merci bien. samir de la France

  4. اعلامي / الرباط
    06/07/2007 at 18:01

    تحية الى الأخ زهر الدين طيبي ، وتحية الى ساكنة المغرب الشرقي ، وأتأسف كثيرا الى ما وصلت اليه بعض الأقلام الأعلامية من ضيق في النظر ، وغياب قراءة النتائج لما تكتب ، مع كامل الأسف صارت بعض الأقلام الأعلامية تعبث بحرية التعبير ، وبحرية الرأي ، وأخاف كل الخوف ان يكون ما نكتب سببا في تراجع الدولة عن العديد من الكتسبات التي ححقتها الأجيال السابقة بتضحيات جسيمة ، ضحت فيها بالغالي والنفيس ، … فبالأمس يبيع أحد الصحفيين وطنيته ويقوم بزيارة لمخيمات تندوف والى الجزائر فيطلق الكلام على عواهنه ، واليوم في الجهة الشرقية اعلامي يطالب باسم ساكنة الجهة الشرقية بالحكم الذاتي ولربما سيطالب غدا بما هو اكثر وأخطر من الحكم الذاتي ، ….. أخي زهر الدين : انني كاعلامي مسؤول ، ووطني لا يمكنني ان اتنازل عن حقي في الدفاع عن وحدة الوطن وعن وحدتنا الترابية ، وقضية صحرائنا تمر بمرحلة من الخطورة بمكان ، ان اسمح لنفسي او لغيري ان يثير البلبلة في لحظة خطيرة من تاريخ المغرب ، وهو يواجه دبلوماسية جزائرية قوية ، ويواجه اعلاما جزائريا متكتلا وراء البليزاريو ووراء الجزائر ، مع كامل الأسف نجد اعلامنا في المغرب يعمل على خلق المزيد من المتاعب لبلدنا حتى ان الأمر احيانا يثير الكثير من الريبة والشكوك . ولهذا لا يسعني الا ان اضم صوتي الى صوتكم والى صوت ساكنة وجدة وساكنة الجهة الشرقية واعلن اننا نتبرأ من أقلام تزرع الفتنة وتزرع الشك … فلنكن يقضين ، لأن في الأمر شك وريبة خصوصا عندما يتعلق الأمر بهذا الظرف بالذات . واقتراحي ان يتخذ الأعلاميون بالجهة الشرقية موقفا موحدا ويصدرواا بيانا بخصوص هذه الحالة الشاذة …ووفقكم الله لما فيه خير بلدنا ووطننا ووحدتنا الترابية والسلام عليكم

  5. وجدي شاهد على عصره
    09/07/2007 at 02:51

    بسم الله الرحمان الرحيم.لا اجد كلمات احسن من الاستاذ الطيبي ولااحسن من التعليقات المواكبة الا انني اقول انني بصفتي وجدي برئ من الاعلام الامي او الامية الاعلامية،ومتفق تماما مع الاستاذ زهر الدين الطيبي ،وعاش الملك وعاشت وجدة قطبا من اقطاب المملكة المغربية،والعقبة للزيارة41 ان شاء الله. تحية الى كل المواطنين الوجديين المغاربة .
    انادي المخطئ من هذا المنبر الذي سمح لنفسه ان يتكلم باسمنا خارقا بنفسه اعراف الديمقراطية ان يحاول تصليح خطئه فالاعتذار شجاعة ووعي.
    تحية وطنية وجدية مغربية.شكرا.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *