Home»Régional»رسالة

رسالة

0
Shares
PinterestGoogle+


كم ذا من الاحلام تحطمت على صخرة الواقع ؟!..وكم ذا من الأحلام خنقناها بأيدينا، قبل أن يشتد عودها، و تطل برؤوسها الصغيرة تنشد الشمس و الهواء ؟!..صدقتِ، الحياة ليست رواية تنسج أحداثها مخيلة أديب. الحياة فم جائع يطلب الطعام، و جسد عار يطلب الكساء ! صدقتِ، لا تحلق الاجنحة الكسيرة إلا لكي تقع ! الواقع غول يجتث الأحلام من القلوب، و يفتتها على الأرض، يطعم بها أبناءه الجائعين ! الواقع صفعة قوية مدوية على خد الحالمين البائسين تردهم عنوة إلى رشدهم.. و الرشد أن يصطفوا في طوابير الواقعيين يستجدون كسرة خبز و شربة ماء !
صدقتْ امرأة، و أخطأ رجل !
ما أنا إلا حالم طوباوي يفلسف عالما لا يحب الفلسفة، و يحلم بعالم لا يتحقق إلا في ذهنه المحشو بالأوهام. لتسقط السماء كسفا، أو ليعم الطوفان الأرض و السماء. ما الي أنا و للناس، أوليس مقتضى الواقعية أن أرفع على باب بيتي يافطة مكتوب عليها : انا و بعدي الطوفان ؟؟!
ألا فـلْـتعل أيها الواقع صنما معبودا تقدم على أعتابه القرابين، و لا عاش بعدك من يلوك الأوهام يخذر بها ذاته الحالمة، الغائبة عن "الواقع" و حقائقه. امضغ الأوهام، أيها البائس، و الفظها كما تلفظ النواة فليست الحياة إلا زيفا خادعا، و ليس الصدق الحارق إلا سلعة بائرة في سوق النفاق. الواقع سوق، سوق كبير، يعرض فيه الناس سلعهم، و أنفسهم، و أنتَ بضاعتك أحلام مجنحة..و كلام في الهواء !..بئس الرجل أنت إن نسيت نفسك و أطلقت العنان لهلوساتك، تحسب أن مجرد الكلام يبني قصورا، إنما تقيم قصورك على الرمال. إنما تحرث في الماء، و تمني النفس بالاوهام، و أنت ، أنت صفر في ميزان الأرقام أو أقل !
..أرقام نحن، لا بشر !..و انا في الأرقام صفر كبير..كبير، ولكنه صفر !! ابك على نفسك، أو اضحك : لا فرق. سيان ان تموت أو ان تحيى. صفر ، أنت، على الشمال. لا تضيف و لا تنقص. زائدة دودية مريضة آن لها أن تزال !
كنت تحدق في الوجوه باحثا عن وجه يشبهك، و لا تجد..و حين تنفتح في الأفق المسدود فجوة امل صغيرة، يغلقها "واقع" أرعن يصنف الناس كما تصنف علب السردين..! لا فرق بين علبة و علبة إلا بتاريخ انتهاء الصلاحية ! و انت قد انتهى تاريخ صلاحيتك منذ أمد بعيد، و ستلقى بعد حين في أقرب مزبلة ! ويح نفسي، يتسع العالم لكل هذا البهرج الزائف، و يضيق صدره بحلم صغير! .. والوعتاه يا لوعتي !..مفارقة غريبة، " أوليس شر البلية ما يضحك " ؟؟! ..كذا كان السؤال في امتحانك الصغير. نجحت في الإمتحان الصغير، يا أميرتي، و أسقط في الإمتحان الأكبر !
إركب الموجة، أيها الغبي، و سر مع التيار فإن البحر لا يلبث ان يلفظك إلى الشاطئ. لا تعاكس التيار، ويحك، من يطيق ان يحرف التيار عن مجراه ؟؟ لا تقل : انا اخترت فإنما يختار لك الواقع..سمراء أو شقراء..لا يهم، المهم أن تكون على مقاسك : إن العاري من لبس ثياب غيره !
اسمع لنبض الواقع، يا حبيب القلب، إنه يوقع ألحانه على إيقاع رنين الدرهم و الدينار ! إدفن قلبك في تربة السعي اللاهث .. ينبت مجدا يعوض كل انكساراتك و هزائمك !..شيء يعوض شيئا..و الحياة قطار لا يتوقف. يضيع في منتصف الطريق من شغله قلبه عن سماع ضجيج العالم و هوسه. في أتون الضجيج، يصنع المجد ! انشب اظافرك فيه، قاتل بالمخلب و الناب، و لا تلتفت أبدا إلى الوراء. الملتفت لا يصل يا صاحبي !
إن خسرت، اليوم، حضنا..غدا، تشتري أحضانا !.. .سمه ما شئت، لا مشاحة في الألفاظ.. شيء مقابل شيء…هكذا هي الحياة…هكذا هي الحياة يا أنا !
و بعد، فلو كنت أطيق لغيرت جلدي مثل الثعابين….غير أن مشكلتي … عمق مشكلتي ..أني إنسان ! ..إنسان !

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *