Home»Femme»ركوب جهات مغرضة قضية انتحار الزوجة الشابة ضحية الاغتصاب للنيل من القيم الدينية

ركوب جهات مغرضة قضية انتحار الزوجة الشابة ضحية الاغتصاب للنيل من القيم الدينية

0
Shares
PinterestGoogle+

ركوب جهات مغرضة قضية انتحار الزوجة الشابة ضحية الاغتصاب للنيل من القيم الدينية

 

محمد شركي

 

قامت دنيا جهات مغرضة ولم تقعد بسبب انتحار الزوجة الشابة التي كانت ضحية اغتصاب من تزوجها رغم أنفه ، ورغم إرادتها . فكان هذا الإرغام سببا في سوء معاملة المغتصب للضحية، الشيء الذي أدى بها إلى اليأس والانتحار. والجهات المغرضة التي أذرفت دموع التماسيح على الضحية ، لا تعنيها الضحية بقدر ما يعنيها المساس بشرع الله عز وجل . وقد شوهدت نماذج من البشر الساخط والناقم ليس على المغتصب، بل على مدونة الأحوال الشخصية التي  قضى في إعدادها فريق من الخبراء والفقهاء وقتا يزيد عن سنة ونصف  من العمل المتواصل ليل نهار تحت ضغط العولمة الكاسحة للخصوصيات الثقافية ، وتحت ضغط العلمانية المحلية الحاقدة على الإسلام والمتربصة به الدوائر. ولقد حاولت المدونة تنكب المؤامرات الخارجية ، والداخلية التي كان يقف وراءها طابور العلمانية الخامس. واليوم وقد وصل حزب محسوب على الإسلام إلى مركز صنع القرار نلاحظ استفحال النشاط العلماني  عندنا، ومحاولة ابتزازه حكومة وراءها هذا الحزب المحسوب على الإسلام . وقضية انتحار الزوجة الشابة إنما هي مسمار جحا كما يقول المثل العامي من أجل استهداف شرع الله عز وجل . فعند طرح القضية أمام  شرع الله عز وجل تبدو القضية منتهية أصلا ،لأن الله عز وجل  عزر الزاني غير المحصن مائة جلدة ، وعزر المحصن بالرجم حتى الموت ، أو الإعدام بلغة العصر . فإذا كان مغتصب  هذه الضحية غير محصن كان من المفروض أن يجلد مائة جلدة ليذوق وبال أمره. وإن كان محصنا في عنقه زوجة ، أو كانت في عنقه فطلقها ، كان من المفروض أن يعدم رجما ،لأنه صار في نظر شرع الله عز وجل عضوا فاسدا مفسدا للبشرية قاطبة ، ولا خير في بقائه حيا . فعندما  ترتفع الأصوات بتطبيق شرع الله عز وجل  يكون أول من يتصدى لها   بالرفض والاستخفاف والتجريم  والاستهجان هذه الجهات المغرضة التي  ملأت الدنيا ضجيجا بمناسبة انتحار الضحية المغتصبة . وعندما تقع الجريمة بسبب تعطيل شرع الله عز وجل تسارع هذه الجهات مرة أخرى  لاتهام شرع الله تعالى من جديد .

فالإسلام لم  يأمر بمكافأة المغتصب من خلال تزويجه بضحيته ، ولا يمكن أن يحسب قانون تزويج المغتصب للضحية عليه . فهذا القانون إنما وجد  في مدونة الأحوال الشخصية بسبب ضغوط غير المقتنعين بشرع الله عز وجل . وتطالب الجهات المغرضة بمراجعة سن الزواج  على اعتبار أن المنتحرة طفلة ، وليست  بالغة الحلم كما يسميها القرآن الكريم في قوله تعالى : (( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم )) .فالطفولة بموجب هذا النص رهينة ببلوغ الحلم ، وهو إدراك الأطفال وبلوغهم مبالغ الكبار. فالضحية المنتحرة ليست طفلة  شرعا كما يروج لذلك المغرضون بل  بلغت الحلم . والمغرضون يصرون على وصفها بالطفلة عبر وسائل الإعلام من أجل الوصول إلى  هدفهم ، وهو التشكيك في  الحد الفاصل في شرع الله عز وجل بين الطفولة والرشد ، ومن ثمن الوصول إلى استبدال  شرع الله بشرائع الأهواء. فاعتبار البالغة الحلم طفلة  معناه  سقوط  أهم شرط من شروط الزواج ، وهو ما عارضه المغرضون يوم كانت مدونة الأحوال الشخصية تعد . وقد لقي الفقهاء من هؤلاء  المغرضين عنتا وشرا مستطيرا. وإسقاط  بلوغ الحلم من شروط الزواج ، واستبداله بشرط تقنين  سن الزواج على ضوء السن المفروضة من قبل العولمة الغربية الداهسة على عقائد وثقافات الغير بما فيها عقيدة الإسلام عبارة عن مؤامرة مكشوفة الأبعاد . فإذا كانت  ضحية الاغتصاب قد انتحرت ، فهذا لا يعني حرمان البالغات الحلم من حقهن في الزواج . وحكاية من يريد حرمان البالغات الحلم من الزواج بسبب انتحار إحداهن ،لأنها اغتصبت كحكاية من يريد منع الماء عن الناس، لأن أحدهم شرب الماء فشرق فمات . ومعلوم في شرع الله عز وجل أن البالغة الحلم لا تزوج رغما عنها بل تستشار ، ويؤخذ رضاها بعين الاعتبار حتى إن رغب وليها في تزوجيها .

فإذا ما رغبت بالغة الحلم في الزواج فليس من حق أحد أن  يفرض وصايته عليها ، وينزلها منزلة الطفلة . وخضوع المشرع لابتزاز المغرضين في رفع سن الزواج ما بعد سن بلوغ الحلم  سيوقع العديد من بالغات الحلم فيما لا تحمد عقاباه . وقد يعمد الناس إلى الزواج العرفي في انتظار إدراك البالغات الحلم   سن الزواج المقننة أو المفروضة بضغوط العولمة، وهذا يعني وجود فترة زمنية يكون فيها الزواج خارج التغطية القانونية ، وتكون البالغات الحلم ضحايا الزواج العرفي ، بل ضحايا الاغتصاب ،لأن المتزوج عرفا قد يتنكر للميثاق الغليظ  في حال عدم  الإشهاد عليه بعقود عدلية  وقانونية. وإذا كان المغرضون قد أذرفوا دموع التماسيح على المغتصبة المنتحرة،  فما قولهم في آلاف المنتحرات وهن حيات في دور الدعارة ، وفي علب الليل ، وكثير منهن في سن الضحية المنتحرة .  وكم هوعدد الفتيات اللواتي اغتصبن ، ولم يتزوجهن المغتصبون بل صرن أمهات عازبات  تعانين  ويعاني معهن أجنة  وأطفال ضحايا شهوات المغتصبين ؟  لماذا لم تقم هذه الضجة لفائدة  ما يسمى الأمهات العازبات ؟ لماذا لم تقم الضجة عندما يكتشف بين الحين الآخر اللقطاء في القمامات ، وعلى قارعة الطريق، وهم أبناء البالغات الحلم أو الطفلات حسب تعبير الجهات المغرضة ؟ إن الحكومة المحسوبة على الإسلام  عندنا أصبحت ضحية ابتزاز من كانت تعارضهم بالأمس ، وهي اليوم مضطرة للتنازل عن مبادئها من أجل الالتفاف على انتقادات المغرضين الذين يريدون تشويه شرع الله عز وجل . والشعب عندما صوت على حكومة تحسب على الإسلام إنما كان يعبر عن رغبته في تحكيم شرع الله عز وجل . أما أن تظل دار لقمان على حالها ، و يبقى الإعلام كما كان تهتكا واستهتارا ، والمهرجانات الماجنة ، والمظاهر المستخفة بالتدين والأخلاق والحياء كما كانت ، ويزداد الطمع في تخريب مدونة الأحوال الشخصية فيجدر بالحزب المحسوب على الإسلام أن ينعى نفسه ، ويصلي عليها صلاة الغائب ، ويقدم اعتذاره لشعب لأنه عجز عن تحقيق طموحاته ،وهو ينحني أمام مخططات المخربين من المغرضين المتربصين بعقيدة الأمة ، ليقال بعد ذلك لا أمل في عودة الأمة إلى الإسلام بعد الربيع  كما تريد الأجندة الخارجية التي ترغب في إجهاض ربيعنا وربيع غيرنا من الشعوب العربية التي تراهن على نهضة وراءها الإسلام لا غير.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *