افادت وزارة الصحة ان ما مجموعه 5 ملايين مغربي هم الأكثر عرضة للأصابة بانفلوانزا الطيور في حالة ما اذا تعرض المغرب – لاقدر الله – لهذا الوباء …ولست ادري  ماهي المعايير التي اعتمدتها وزارة الصحة في هذا الأحصاء ، في الوقت الذي اعتبرت ان الأولية في التلقيح سوف تعطى لفئات خاصة مثل موظفي الصحة والوقاية ، والأمن …اما باقي مكونات الشعب المغربي  وطبقاته فلهم الله ،ولسنا ندري كيف ان عملية التلقيح التي قد تقبل عليها وزارة الصحة ضد وباء انفلوانزا الطيور  هي عملية  نخبوية  تخص فئة معية وتقصي باقي مكونات الشعب المغربي من فقراء ، وسكان الصفيح ، والتلاميذ والطلبة ، والأحياء الشعبية ، ورجال التعليم ، …وعملية  الحرمان هاته من الحق في التلقيح ضد انفلوانزا الطيور هي حق لكل الشعب المغربي 30 مليون نسمة ، على وزارة الصحة ان لا تستثني منهم اي أحد في  توفير التلقيح له ، واذا لم يكن الأمر كذلك فاين هي التغطية الصحية التي  تتغنى بها الحكومة منذ زمان وانها ينبغي ان تكون  شاملة لكل المغاربة …اذا كانت وزارة الصحة ومعها الحكومة  ترى انها سوف لاتوفر التلقيح الا للفئة المحظوظة من الشعب …وذلك حتما ما سيقع بالفعل اذا ما حدث ما هو اسواء ، في حين ان باقي  الطبقات الفقيرة  ، والمعوزة ما عليها الا  ان تنتظر قدرها المحتوم …
     اننا بهذا  لا نريد التهويل ، وانما اذا كنا في المغرب قادرين على  توفير اجرة للمدرب الوطني  تقدر بحوالي 750.000درهم  اي 75مليون سنتيم  في حين تعلن  وزارة الصحة انها سوف لا تستطيع توفير  الا حوالي 5 ملايين تلقيح ضد انفلوانزا الطيور اذا ما اصاب الشعب المغربي ، فان هذا  المنطق لا يمكن هضمه ولا استساغته ، فالأمكانيات المادية اذن متوفرة ، ولا يقبل من وزارة الصحة  ، بل ومن الحكومة الا ان توفر التلقيح  للشعب المغربي قاطبة : بفقرائه ، واغنيائه ، وسكان مدنه وبواديه ، وشيوخه وأطفاله وشبابه ، بنسائه ورجاله …وهذا هو الحل الأمثل والصائب  والمنطقي ، بل وهو حق من حقوق كل المواطنين على الدولة ان توفر لكل واحد منهم التلقيح …اما  انتقاء 5 ملايين من الشعب المغربي والذين قد تشملهم عملية التلقيح لوحدهم فهو امر غير مقبول …
       فاذا كانت انجلترا  رغم امكانياتها  العلمية والطبية الضخمة تعتبر ان الوباء في حالة ما اذا اصابها سوف  يقتل حوالي 50.000 نسمة  فماذا عسانا نقول نحن في المغرب … ان تطمينات وزارة الصحة  لاينبغي ان تكون مبالغ فيها ،  فالوقاية خير من العلاج ،  والصواب  هو ان وزارة الصحة ينبغي ان توفر 35 مليون تلقيح بحيث ينبغي ان تكون ومنذ الآن جاهزة وتحت تصرفها ، وفي ثلاجاتها  كما تقوم الآن العديد من الدول التي تتخذ الأحتياطات اللازمة تفاديا لكل المضاربات التي يمكن ان تحدث في حالة انتشار الوباء على المستوى العالمي …
    خلاصة القول  ان على وزارة الصحة  ان تتحمل كامل مسؤولياتها  امام   كل فئات الشعب المغربي …ونسأل الله  ان يجعل بلدنا في منأى عن اي مكروه  او وباء