إنني أتتبع الكثير من المقالات والتي كشفت عن كثير من الاختلالات ,وهي بادرة جيدة أن يفتح هذا الباب خاصة انه في الكثير من الأحيان يجد آذانا صاغية من بعض المسئولين ويتبع الملف بلجان للتقصي والبحث عن الحقيقة التي نحن في حاجة ماسة اليها رغم أن مسئولين آخرين وهم كثيرون يصمون آذناهم عن بعض الصرخات ولا يلتفتون وراءهم, ولكن الأقلام ستتبعهم الى حين كشف كل الحقائق والطريق طويل لكنه غير مغلق.وبالمناسبة أتقدم بجزيل الشكر الى السيد المشرف على هذه الجريدة على صهره وتتبعه وصبره معنا ومع غيرنا.
ان ما أثار انتباهي من خلال بعض المقالات والتي نبشت في حقائق واقعية وعبر أصحابها عن غيرة وصدق وحسن نية – وهنا لا اقصد كل المقالات بل الكثير منها- الا أنهم وجهوا من طرف بعض القراء بأساليب إحباطية وكلام تجاوز الحوار والنقاش الصريح بل في كثير من الأحيان يخرج من صلب الموضوع ويصب في خانة الاعتبارات الشخصية والحسابات الذاتية.
فليعلم أصحاب هذه التدخلات أنني لا أصادر حقهم في التعليق وحرية الرأي ولكنني ادعوهم الى الموضوعية والتحلي بالحوار الهادئ الذي يفتح المجال لكشف الحقائق التي يحاول الكثيرون تغطيتها بأسلاك حديدية وبعضكم يساعدهم عندما يحاول اكمام الأفواه.علينا أن نتحرى الصدق ونبحث عن الحقيقة ولو كنا طرفا فيها .ان الكثير من الكتاب البارعين بدءوا يبتعدون ويتهربون من بعض المواضيع التي تجر عليهم سبا وشتما .فعلينا أن نعترف بأن الخلل موجود والمقصرون موجودون والأشباح موجودون والغشاشون موجودون والمتهربون من المسؤولية موجودون,وفي المقابل أصحاب النيات الحسنة موجودون والمجدون موجودون,فلا نعمم ولا نكمم ولا ننطلق من منطلقات ضيقة ولذا أدعو الإخوة المتدخلين الى التحلي بما يلي:
1- قراءة المقال جيدا قبل التعليق عليه,تفاديا للأحكام السريعة وما أسرعنا وسرعة بديهتنا من عوامل تأخرننا.
2- التحلي بالموضوعية ومحاولة مناقشة القضية المطروحة بنوع من التبصر والبصيرة بعيدا عن الذاتية والاعتبارات الضيقة والحسابات الشخصية.
3- الابتعاد عن المس بشخص الكاتب والاهتمام بما كتب ومناقشة ما كتب بكل صدق وصراحة.
4- الاختلاف رحمة والنقد فضيلة والمجاملة تملق ,فلا ينبغي أن نسب بعضنا البعض ولا أن ننصر بعضنا البعض ولو كنا مخطئين.
5- التعليق بالاسم الحقيقي ,ولست هنا لأصادر هذا الحق ولكن المرء عندما يكتب اسمه الحقيقي فانه يتحرى العبارات ويبتعد عن المبالغات .بخلاف الأسماء المستعارة والتي تسهل النيل من بعضنا البعض وهي مسالة تضيق علينا وتوسع عليهم.
6- تشجيع مثل هذه الكتابات والتي تبحث عن الحقيقة ولو تخالف توجهنا ومصالحنا ,أو أن صاحبها ينظر بمنظار ضيق ,المهم أنه يحاول كشف حقيقة ما .
فعلى الإخوة الكرام أن يعلموا انه مهما انتقدنا تعليمنا ومهما بحثنا عن الحقيقة ومهما حركنا من قضايا لم يكن بالأمس القريب المس بها ممكنا وكانت من المقدسات,فان تعليمنا اذا ما قورن بغيره من الإدارات لكشفنا العجائب .انهم يسرقون ويعفى عنهم,ويتغيبون ولا يسجلون ,ويتقاضون الأجرة ولا يعملون وتزود أجورهم دون علم الآخرين و..و…و…
ان تعليمنا بخير بالمقارنة مع القطاعات الأخرى وهذه الظواهر التي نشهدها اليوم من تتبع وفضح وكشف وحضور مكثف في كل المناسبات لا زالت إدارات أخرى تسمع عنها عبر الأخبار فقط.ولست ازكي تعليمنا بل أرجو من الإخوة الكرام ترك القافلة تسير بخطى ثابتة الى الأمام وتشجيع كل ذوي النيات الحسنة بالنقد الهادئ والتوجيهات الصائبة والابتعاد عن السب والقذف حتى لا يتوقف هذا المسار والذي لا يعجب الكثيرين لأنه فتح عليهم أبواب جهنم فلا تصبوا عليهم الماء البارد فيتمتعون بصيف هادئ بل اتركوهم يضربون الحسابات لكل الخطوات واتركوا البحث يسري على كل التجاوزات ولو كنتم طرفا فيها لأن ذلك سيساعد على مزيد من الشفافية والتحري والموضوعية والصراحة والمتابعة لتصويب هذا التعليم المتعثر والنتائج الهزيلة وعملا لانقاد أبناء من الضياع ومجتمع من التهور ومدرسة من الإفلاس وخدمة للصالح العام.