Home»Régional»العقل بين الكفر والإيمان(3)

العقل بين الكفر والإيمان(3)

0
Shares
PinterestGoogle+

أما عند سلفنا, فالعقل عقلان: غريزي, فطريويقصد منه تلك القدرات العقلية المتمثلة, في الفهم ,الإدراك ,التفكير ,الذاكرة ,الذكاء ,الاستيعاب ,التعلم ,القدرة على التمييز , النظر,التأمل,الاستقراء, التعميم,التجزيء والتجريد…وهو أساس التكليف الشرعي .ومن ثم حرم الشارع كل ما من شانه, أن يعطل العقل أو يتلفه أو يهمل وظائفه, وجعل ذلك من الأسباب التي توجب العقاب في الآخرة. لقوله تعالى :{وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون }( يونس ألآية 100) وقوله :{وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير. }(سورة الملك الآية 10)لأن تعطيل هذه القدرات العقلية ,التي تمثل الأساس الفكري للإنسان,والبنية التحتية له, وتميزه عن الحيوان, معناه الجهل بمعرفة الله عز وجل وبالتالي, السقوط في الهوى والضلال والخرافة والدجل, وكل أنواع الانحرافات الفكرية,العقائدية ,والسلوكية العملية, التي تبعد عن الله وتقوي الجانب الحيواني,المادي لدى الإنسان على حساب الجانب الروحي .يقول الله تعالى :{ إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون } ( الأنفال 22) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.ومعلوم أن القلب هو إحدى معاني العقل. و ثقافي, مكتسب وهو ثمرة وظائف قدرات العقل الغريزي وطاقاته الإدراكية ,وحصيلة التراكمات المعرفية,والفكرية المختلفة والمتباينة .مثله مثل الإيمان ,يزيد وينقص بزيادة الأعمال و نقصانها ,يطغى ويتجبر باتباع الهوى, والزيغ عن الحق والتشبث بالباطل … معرض للكفر أو الإيمان .يتيه ويرشد بحسب سوء أو حسن استعمال ما أودع الله فيه من قدرات فطرية و قوة روحانية قادرة على التمييز والتصرف, والاختيار بين ما هو قبيح ضار, وما هو خير نافع. بها يحصل العلم ,ويسخر الكون … وصدق الله العظيم إذ يقول :{ وما يعقلها إلا العالمون }.
سواء كان هذا العقل فردي, خاص بإنسان معين ,أوجمعي له خصوصياته في التفكير, والإدراك والتصرف… كما يرى ديكارت, يرتبط بجماعة أو حزب أو شريحة اجتماعية أوبأمة لها نفس التوجهات الفكرية والتراكمات الثقافية ,الحضارية, التي تميزها عن غيرها من الأمم ,وتحفظ لها خصوصياتها,وإيديولوجياتها المذهبية والفكرية .
إن العقل, عندما يذعن للوحي الإلهي, يصبح وسيلة إلى الهداية والإيمان ,وإلى كل ما من شأنه أن يعود على صاحبه بالنفع العاجل والآجل,ويحرره من عبادة المادة والهوى, إلى عبادة الله .أما عندما يبتعد عن الله يصيبه ألران والدرن ,فيعمى ويزوغ, ويكفر ويلحد, وينافق ويتردد…ويتخذ من كل ذلك دينا,- الكفر دين – يتقرب به إلى الشيطان ومن في حكم الشيطان ,لأن الإنسان مجبول على العبادة ,فإذا لم يعبد الله حتما, عبد غير الله .(يتبع)

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *