أسباب التراجع الثقافي بمدينة وجدة
يعود الركود الثقافي الذي تعرفه مدينة وجدة منذ التسعينيات إلى مجموعة أسباب متداخلة يشارك فيها كل المعنيين بالمشهد الثقافي الحالي ، بدءا من المواطن الوجدي إلى القائمين على هذا الحقل .ومن اجل تقريب هذه الصورة القاتمة يمكن تحديد أهم الأسباب فيما يلي :
– التراجع الملحوظ في المنظومة التربوية التعليمية وطنيا ومحليا ، حيث أنتجت فكرا استهلاكيا أكثر منه إبداعيا ، يرتبط بظروف الامتحانات والمباريات . وبالنفعية والمصالح المؤقتة والتطرف والحوار الجاف .
– الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي أفرزت حالة الانكفاء على البحث اليومي عن لقمة العيش ، واعتبار كل ما هو ثقافي وفني لا يحقق أدنى مستويات العيش ، حيث ينظر إلى الأمر بالمعيار المادي الصرف ..
– انتصار الفكرة القائلة بتمضية الوقت ( قتل الوقت ) ونهجها كوسيلة يومية مهدئة للأزمات النفسية الناتجة عن الظروف الاقتصادية المشار إليها . على شكل تَسَالٍ وترويح عن النفس في صور مختلفة كظاهرة الكلمات المتقاطعة في المقاهي ودور التسالي ( الألعاب الإلكترونية ، دور الأنترنيت ) بالإضافة إلى محلات الرهان ( التيرسي واللوطو وغيرها ).
– عدم مساهمة الإعلام المحلي ( الجرائد المحلية ) في المساهمة بالنهوض بالثقافة ولو محليا حيث تخصص كل صفحاتها في أخبار ومقالات اقل ما يمكن أن يقال عنها أنها توسع الهوة بين القارئ وما يخص الثقافة محليا ووطنيا .
– احتكار بعض المحسوبين على الثقافة لكل ما يسرع الحركة الثقافية ، والدخول في معركة النخبوية والإقصاء .. وحصر كل إبداع ثقافي في السبعينيات والثمانينيات ، وكأن المدينة لم تنجب بعدهم مبدعين شبابا ..
– التهافت المحموم على إنشاء جمعيات ذات الصفة النفعية وحمل شعار التنمية كوسيلة للإعانات المادية وطنيا ودوليا ..حيث توجد مئات الجمعيات ولكن للأسف المشهد الثقافي بالمدينة يسير إلى الانحطاط أكثر فأكثر . في الوقت الذي نجد فيه المركز الثقافي الفرنسي بوجدة مثلا ينفرد بالساحة ويعطي لنفسه الحق في رسم الخطوط العريضة والتفاصيل الصغيرة للمشهد الثقافي المحلي ..
– عدم تدخل مؤسسات الدولة المعنية بالثقافة حيث تكتفي بدورها الإداري الروتيني فقط والمتمثل في التقارير وإحياء المناسبات باليافطات والشعارات البراقة . بالإضافة إلى دور المجلس البلدي شبه المنعدم حيث لا يكلف نفسه حتى متابعة أنشطة الجمعيات التي يدعمها ..
هذه بعض الأسباب التي ساهمت وبشكل خطير في تدهور المشهد الثقافي بمدينة وجدة ، ولكن هذا لا يعني انعدامه تماما حيث لا زالت بعض الوجوه الثقافية ثابتة في مكانها وهي تناضل من أجل الخروج من هذه الأزمة رغم كل الظروف




5 Comments
وهناك أسباب أخرى تضاف إلى ما جاء به الأستاذ الفاضل محمد حامدي العارف بما يجري في الساحة الثقافية والفنية، أضيف أخرى منها إسناد الأمور إلى مسؤولين في الثقافة لا يهمهم في الأمر إلا الموائد وما يجنونه من أموال مخصصة للأنشطة الثقافية والفنية دون حسيب ولا رقيب ودون أن يضيفوا شيئا (وماذا يضيفون وهم عازون عن ذلك بحيث فاقد الشيء لا يعطيه؟)، ثم ركوب أشخاص على الثقافة وعلى المثقفين وهم « مْثَقْفيِن » (بالمعنى العامي للكلمة أي أميين وجهلاء) عبر الانتخابات بغية الوصول إلى كراسي المجالس الجماعية أو البرلمان بإقامة ربيع المسرح وصيف المهرجانات وخريف الندوات وشتاء التوأمات، ثم انخراط أشباه المثقفين في هذا وذاك لمحاباة هذا المسؤول ومجاراة هذا الرئيس ومجاملة ممثل هذه السلطة أو تلك ويتملقون للحصول منهم على كل ما يمكن الحصول عليه ومدِّ اليد إلى الصدقات والمنح التي يتفضل بها المسؤول المانح…وخير دليل على هذا هو هؤلاء الذي ينتظرون في طوابير طويلة مسؤولا او يركضون وراءه لاستعطافه أو يتحينون الفرص في نشاط ما ليتقربون منه ويستجدون عطفه وهم معروفون يملؤون إحدى المقاهي الجديدة « الفخمة » بالشارع ويتفننون في حبك طرق الاستجداء والاستعطاف والتسول… »………..oujdacity=commentaire censuré…يَوْشَم » يقول الوجديون الأحرار…
فعلا تعرف مدينة وجدة ركودا ثقافيا خطيرا وانا متفق مع الأستاد محمد حامدي على الوضعية التي أصبح عليها المشهد الثقافي بالمدينة و دلك راجع لعدم اهتمام المسؤولين ثقافيا في هدا المجال رغم أن المدينة بها كفائات جيدة في جميع الميادين و لكن غياب استراتيجية محكمة و واضحة للمشهد الثقافي أدى بتلك الكفاءات إلى الإنزواء و التخلي عن عملها ، لدا يجب على المسؤولين النهوض بهدا المشهد و دلك بإشراك الجميع للجلوس و التحاور حول هده الوضعية ثم العمل على إحياء المجال الثقافي و للمدينة و الحمد لله رجالاتها غي هدا الميدان و ترك الأعمال المناسباتية جانبا و الإنكباب على العمل بجدية و مسؤولية.
بالاضافة الى :
اخضاع المثقف للحزبي وليس العكس .
افساد السلطة للثقافة الهادفة واستبدالها بالفلكلور والاحتفالية كما حدث في مناسبة توقيع حيث حشدت السلطة الاميين لملء قاعة التوقيع وكما حدث حين تدخلت السلطة لتوجيه نشاط ثقافي الى خدمة المخزن بدل المدينة .
عدم امداد الجمعيات الجادة بالمنح .
انتخاب حراس للمخزن في الاجهزة الثقافية .
اهمال المؤسسات الثقافية عمدا لتيئيس المثقفين .
عدم اضطلاع المثقفين هم كذلك بواجبهم في الفضاءات المتاحة ..
انعدام الديموقراطية للتعبير الحر بدءا من المؤسسات التعلمية
………………………………………….
لا أعرف من أين أبدأ ولكن الواقع الحالي للثقافة في انحدار ،ولنبدأ بالمثقفين أو الذين يفترض أن يكونوا كذلك ،كم عدد الكتب التي يقرؤون كل أسبوع وكم محاضرة في الشهر يلقون وكم ندوة يشاركون فيها وكم بحثا في السنة ينجزون،ان بعض مثقفينا يعانون من البطالة الثقافية وهمهم هو الفيلا والسيارة والأولاد والمدام*نقطة نهاية*
ليس عندنا من يستطيع أن يحاضر الا القليل وهم دون 10 ،أما ما تبقى اما لايستطيعون أو اذا فعلوا فكأنك مع طالب ولا فرق.
أما المؤسسات الثقافية فهي قليلة ،وبعض من يشتغلوان فيها غيروا الاسم وأضافوا له مصطلح *التنمية أو التنموية*للاستفادة من الدعم المادي أو المقرات التي أصبحت بيد السلطة أو بيد أحد الأشخاص في الولاية التي يعطيها لمن يشاء ولا يعرف من الأسماء الا القليل،وخير مثال ما حدث في السنوات الماضية عند اسناد المقرات الى السيدة … والسيدة…والسيدة… أم هذه السنة فالمركب الثقافي في طريق الحدود فرغم وجدود العديد من الوداديات والجمعيات فلقد سلم المقر لجمعيات شابة أو في مرحلة الصبا.
لا أدري عن أية ثقافة تتحدث ،وكيف تريد أن تنجح الثقافة في بلد مازالت المناصب تسند الى غير أهلها فيتم تقريب البعيد عن الثقافة شريطة أن يكون قريبا من اصحاب القرار ليرضواعنه وعن أفكاره ،والا كيف تفسر كثيرا من الأنشطة الضخمة التي تنظمها بعض الجمعيات الكبيرة في المدينة ولايحضرها ولايدعمها القائمون على الشأن الثقافي في المدينة وحتى بعض الذين يحسبون على الوسط المثقف لا يحضرون هذه الأنشطة ام لأنهم يصنفون أصحابها أو لأنهم شبعوا من الثقافة أو لأنهم يريدون الثقافة السهلة *ثقافة البارابول وثقافة الأنترنيت* أو لأن هذا الكلام أصبح متجاوزا…
منذ حوالي 20 سنة كانت عندما تنظم محاضرة هنا أو هناك خصوصا في مقر البلدية كان الناس يتهافتون عليها والكل يناقش ويريد أن يعرف المزيد أو يعارض الفكرة لأنه غير مقتنع بها… أما الآن فلا البلدية أصبحت فضاء للثقافة ولا وزارة الثقافة تتحرك ،واذا تحرك أحد فلا يعرف غير ثقافة الراي وثقافة هز البطون والشطيح والرديح حتى يبقى الناس مخدرين *آش خاصنا بشي ثقافة ،هذا هو النشاط*
ملاحظة أخيرة:حتى بعض الجهات البعيدة عن الثقافة والتي تمثل الوجه القديم للسلطة /القايدوالباشاولا يطي الترخيص بالقيام بنشاط الا بالتماطل حتى يفوت تاريخ النشاط وباتالي يكون غير مسموح لك بالنشاط يعني بطريقة ملتوية *لا* أم اذا طلبت احدى قاعات الشعب والتي فهم البعض على أنه ملك له ولمن يرضى عنه كدارالسبتي أو قاعة البلدية أو….فمفاتيحها بيد القاي أو الباشا او من يعتمد عليهم في العمالة.
موضة جديدة في سنوات التنمية البشرية هي بناء مقرات جديدة للعمل الثقافي والاجماعي والتي تبنى بأموالنا والتي يتم توزيعها على الذين ترضى عنهم السلطة أو الذين يقدم ملف ترشيحهم قسم تابع لعمالة وجدة والذين يحفظون أسماء بعينها لا تتعدى 3أسماء نسوية وبعض من نبتوا مؤخرا ليكسبوا مغانم المقرات الجديدة أما الذين لهم دراية بالعمل لسنوات طويلة لم يكن هؤلاء الجدد فد ولدوا فلا حظ لهم في هذه المقرات لأن السلطة كما قلت هي التي تعرف أية ثقافة علينا أن نتبعها وأي مثقفين يجب أن يسودوا في البلاد فالآخرون منبوذون .