ابو جهل القرن21 يفتي: البصل يخرج من الملة

1 الوقت هزيع أخير من ضحى يوم بارد ، شهر رمضان الفضيل يوشك على الانتهاء . وأجمل ما في رمضان ، لياليه، العشر الأواخر المجلوة بالروحانية والتطهير ، والممهورة بالرغبة في الترويح والتماهي مع الحكي المباح ، الثلوج الرائعة ما فتئت تتساقط ندفا ندفا ، تحتضن الأعشاب، وتغطي المساحات الشاسعة كما القلب بصفاء وجداني ابيض ، وترسم بألق فوق حواشي الميازب، و خمائل الردهات المعتمة قبلات باردة ،صافية، أبدية ، وبينما تمتص الندف مداخن تلفها العتمة الزاحفة نحو ليل بهيم لحظة ، تحط برفق على هامات الرجال، كما تنزلق فوق الأقواس المضمخة بالأحمر القاني تارة أخرى ، ثم تنساب مائعة فوق كتل ذات تعميدات القصبية بلا استئذان . في هذه القرية الجبلية النائية , داخل هذا البيت الأصيل ، الذي يستضيفني تلبية لدعوة كريمة من احد الزملاء ، استرعى انتباهي حوار بين شخصين ، ومع أن المناسبة ، على ما يبدو حفل عقيقة أنثى سابعة ، في بيت ، خال رفيقي ، احد الأهالي القرية البسطاء ، إلا أن صفاء الذهن الذي افترضت حصوله في مثل هذه الأوقات ، من اجل التفاعل مع اللحظة ،غاب بلا مبرر، سيما انني لا اعرف أحدا من أهل المكان ، وزميلي انصرف لمساعدة أهل بيته في أمور ذات طبيعة عائلية ، لذلك ، سأركن صامتا لساعات، أهش على قلقي بالذكريات التي دونتها قبل شهر ، أرشف من رحيق همسها ،وأسوغ ما ينسجم مع كمية كلام رائج وفضائي، نعم ، لا خيار لي الآن سوى أن أتفاعل مع ما يمور به الفضاء ، وما يجري ويدور داخل بيت أصيل و متواضع ، جدرانه لم تعش بعد لمسة نهائية لفنان مقتدر. كنت دائما أميل إلى رؤية الثلج وهو يتساقط تحت ضوء النهار، فوق إسفلت المدينة المنمق بألف حفرة وحفرة، والآن ، فوق نتوءات الطين الأحمر القاني ، ونبات الشوك، والقصب الطويل المائل ، وقمم الجبال والشعاب والمنحذرات ، الثلج يسقط ، والسقف بالقصب المطلي بالتراب الأطلسي المائل إلى الحمرة تدلى . وبدت جحافل حشرات وهوام تحتضر، وأخرى تتناسل تحت حلقات ضوء يهتز . هنا فقط ، تقشعر الأجساد ، بمجرد سماع عواء ذئب، أو نباح كلب مبحوح ، لكن انطلاق كورال تتنافر أصواته في تناغم يشد الروح ، من حناجر فوج من حفظة القرآن،المندسين بجلابيبهم الأطلسية المطرزة بشعر المعز، والمدثرين بأنفاس حشد من الأهالي من ضيوف الدوار، وأصدقاء البيت، ورفاق المكان،من الأطفال والشيوخ ، القادمين من كل حدب وصوب، تملأ المكان طهارة روحية ملتبسة المصدر. المحاور الأول, كان رجلا كهلا ،بشوشا على وجهه ابتسامة دائمة, حليق الوجه ، يرتدي برنسا وعلى رأسه عمامة لا تطول, أما الثاني، فكان شخصا في ريعان شبابه ، ملتحيا، لكن شاربه ممحو بالكامل, متأفغن اللباس والمظهر. سال الحليق في تعالم شخصا بجانبه : – أنت من المدينة؟؟؟ أومأ الجليس برأسه علامة على الموافقة، ثم تابع في تعجب وكأنما يواجه تهمة : – لم يسبق أن حدث مثل هذا الأمر…" وأضاف كلاما يفيد أن الفاعل لا يمكن أن يكون من أهل الدوار، وان المعتدي على حقل بصل في ملكية شيخ القبيلة اما متسللا ..أو عابر سبيل…. – ولد الدوار لن يجرأ ، ما يقدرش يدير هذا الفعلة ؟؟؟ وحتى وان تجرأ، لن يقتنع بحوض بصل؟؟؟ أمر غريب..ثم صاح مثل شيخ دوار : –ياجماعة…هل تتهمون أحدا؟ فهمت من كلامه العربي الملكون بامازيغية شهمة موغلة في التاريخ، أن اعتداء حصل، وان الفاعل لا بد أن ينال جزاءه، عاجلا قبل آجلا. كان يتكلم برجولة أطلسي، وكبرياء مقاوم ، لا تعرف نفسه إلى الصنعة طريقا، يخيم صمت قليل ، وفي لحظة،تتعالى أصوات شاجبة, وأخرى تستنكر, منددة ، واصفة العملية ب المؤامرة الدنيئة ، وهي تلعن الخونة والاستعمار ، وأمريكا، وربيبتها بريطانيا ، مرورا باللقيطة إسرائيل ، ومن تبعها من الحداثيين والصليبيين في سياستها إلى يوم الدين. وقال شخص بعينين جاحظتين ، وفم مجفف بارد : –القصاص.. القصاص …لنقتص من المجرم…شرع الله…. ثم هتف داعما ونصيرا ، كما لو كان فوق منبر ، –تقطع يده- شرعا وأضاف آخر : أخي في الله ، اسمع ما يقوله سيد الخلق أجمعين : "لا قطع في ثمر معلق ولا في حريسة جبل"- –وتلفظ ثالث : وهو يتمتم بكلمات غامضة، القصاص…القصاص … الله هم هذا منكر…. كان بخار إناء ماء ساخن يمنح المكان دفئا من نوع خاص ، بمجرد النظر إليه ، وهو يتصاعد من فوهة براد اصفر من العيار الثقيل ، براد من النحاس الأصيل , لا يستعمل إلا في مثل هذه المناسبات . بينما لا يكف احد المقربين من أهل البيت عن تلميع الكؤوس بمهارة ، كؤوس بدت غير منسجمة من حيث الشكل تحت اهتزازات ضوء غاز اصفر ، لا يستقر. وجد الملتحي الوقت مناسب للكلام ، فشرع يحدث ، وكأنما فوق منبر جمعة . " البصل…؟؟؟ لا حول ولا قوة بالله ….لم يجد ما يسرقه غير البصل…مغفل ابن مغفل. وتابع في ابتهال ,ويده أسفل ذقنه. لماذا لم يستحوذ الأبله على مخزون الخشب المجاور لمسكن القائد؟؟؟ بل كان الأجدر ، لأخينا في الله، أن يغنم محتويات مرآب قائد درك المنطقة؟ وفيما يشبه التعالم ، قال احد المدعوين وكان شابا تبدو عليه مظاهر الانطواء و الأمية : – ليس من شيمنا.ذلك ، حتى أن البصل مكروه في ديننا ..ودنيانا.. من الأفضل سيدنا الفقيه، أن تحدثنا عن البصل. سمعت انه مكروه, وان لنبينا صلوات الله عليه مع البصل حكاية… كانت الفرصة سانحة ، اغتنمها الملتحي دونما تردد: –سأحدثكم في الأمر….إخوتي في الله . جاء في الحديث : ( من أكل البصل والثوم و
الكراث فلا يقربن مسجدنا ، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ) رواه مسلم ……؟؟؟؟ عزيز باكوش1




7 Comments
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت
ألم تجد موضوعا تفرغ فيه حقدك سوى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقد هزلت واصبحت امتنا عرضة لاباء الجهل ينشرونه انى حلوا دون خجل او حياء ،يفتون في كل الامور بدون علم ولايقبلون السؤال ولا النقاش .يستغلون سلطة الدين لنشر خرافاتهم بكل وقاحة ينصبون الفاعل ويرفعون المفعول به ويصوغون احاديث حسب الهوى ولهم نقول :
//اغية الدين عندكم حف الشوارب //**// ياامة ضحكت من جهلها الامم
— الى ان تحولنا من امة اقرا الى اركع واخيرا ارضع. الله يحفظ.
بربك هل تنكر الحديث؟ أم تعرض به ؟لم أفهم قصدك سامحني إن أسأت بك الظن
لا تصريف حقد ولا ….شيئ من هذا القبيل
ليلى حديث رسول الله شيئ وتفسيره شيئ مخالف تماما
هل فهمت الرسالة؟
شكرا لك على مرورك
الى الاخ السائل
بربك ، هل في النص ما يشير الى نفي الحديث النبوي الشريف؟؟؟
شكرا لك
أشكرك عزيزي باكوش على توضيحك واعلم أخي بأنني أتابع كتابتك باهتمام ومعجب بما تكتب وفقك الله