بوعرفة تحتج ضد غلاء فواتير الماء ،و تعطي درسا عاليا في النضال

أخــذت أزمــة فــواتـيـر الـمـاء الـتـي تـعـرفـهـا مـديـنـة بـوعـرفـة،مـنـحـىً أخـر،فـمـن جـهـة اتـسـعـت رقـعـة الاحـتـجـاجـات،و أضـحـت شـبـه يـومـيـة، و من جـهـة أخرى،عـادت الـسـلـطـات الأمـنـيـة إلـى مـقـاربـتـهـا الـعـتـيـقـة، و الـمـتـمـثـلـة فـي عــسـكـرة الـمــديــنـة بـاســتـقـدام الـسـيـمـي مـن وجـدة، و مـن جـهــة ثـالــثـة،إقـــدام الــمـكــتــب الــوطــنــي لـلــمـاء عــلـى اقـتـلاع الـعـدادات مـن مـنـازل الـمـواطـنـيـن.
فـي خـضـم كـل هـذه الـتـطــورات الـمـتــسـارعـة،سـتـدعــو الـتـنـسـيـقـيـة الـمـحـلـيـة لـمـنـاهـضة غـلاء الأسـعـار،سـاكـنـة بـوعـرفـة إلـى الـمـشـاركــة المـكـثـفـة في الـمـسـيـرة الـتي نـظـمـتـهـا يـوم الأربـعـاء 30 مـايـو 2007، و بـالــفــعــل عــبـأت كـل طـاقــتـهــا قــصــد إنـجـاحـهـا،و شــارك فــيـهـا مـا يـزيـد عــن 12ألـف مـواطــــن مـن كــل الأجــنـاس و الــفــئـات الـعــمـريـة، و عــرفـت الـمــســيـرة أيـضـاً إنـــــزالاً لـجــمــاعــة الـــعـــدل و الإحــــسـان بـبــوعــرفــة،وقــد دامــت الــمـسـيـرة حـوالـي ثـلاث ســـاعـــات.
الـتــطــورات الـقــضـــيـة الــمـتـــســارعــة
شـرع مـسـتــخــدمــو الــمـكــتــب الــوطــنــي لـلـمـاء الـصــالـح لـلـشــرب بـبـوعـرفـة،صـبـاح يـوم الأربـعـاء 30 مـايـو 2007،فـي اقـتـلاع الـعـدادات مـن مــنــازل الـعــديـد مـن الــمـواطــنــيــن،بـأحــيـاء الــمـسـيـرة و الـوحـدة و الـمـغـرب العـربـي،وهــنـاك مــن تــصــدى لـهـذا الإجـــراء،و هــنـاك مــن اقـتٌـلِعَ فـي غــفــلـة مـنـه،ولـم تـسـلـم هــاتـه الـعـــمـلــيـة مـن مـشـاكـل،فـقـد اتٌـهِـمَ الـمـواطـن الـطـويـل بــوفــلـجــة،بــســرقــة مــفـاتـيـح سـيـارة تـابـعـة لـلـمـكـتـب الـوطـنـي للـمـاء،وكـذا اعـــتــقــال مـواطـنـيـن،وكـذا اتـهـام عــبـد الـنـبـي الـعـفـوي مـسـؤول بـالـتـنـسـيـقـيـة،بـتـحـريــض الـجــمـاهــيـر عـلـى الـعــنـف.
وبـعـد زوال نـفـس الـيـوم،وبـالـضـبـط حـوالي السـاعـة الواحـدة إلا ربـع، انـطـلـقـت مـن أمـام الـمـكـتـب الـوطـنـي للـمـاء سـيـارتـيـن أَقَـلّـتَـا وفـداً ضَـمّ مـمـثـلـيـن عــن الــتـنـســيــقــيـة الـمـحـلـيــة لـمـنـاهـضـة غـــلاء الأســعـار، مـتـوجـهـيـن إلــى مـقـر الـعـمـالـة،قـصـد الـتـحـاور فـي مـخـتـلـف تـطـورات الــقــضــيـة.
وقـد صـرح الــصــديــق كــبـوري عــضــو الــتــنــســيـقــيـة الـمـحــلـــيـة لــمــنـاهــضـة غــلاء الأســعــار،بـأن الـحـــوار قــد جـمـعـهـم مـع قــــــائــــد الاسـتـعـلامـات الـعـامـة بــمـقــر الـعــمـالـة،و أضــاف أن الــقــائـد قـد رحـب بـهـم،وقـال الـصـديـق كـذلـك أنـه قــبـل الـدخــول مـعـه فـي أي حـوار كـانـت
للــتـنـســيـقـيـة عــدة شـروط تـتـمـثـل فـي "إرجــاع كـل الـعـدادات الـتـي تـم اقـتـلاعـهـا عـاجـلاً،و إطـلاق سـراح الـمـواطـنـان اللـذان اعـتـقـلاَ،و إسـقـاط كـل الـمـتـابـعـات الـتـي لـحـقـت بـعـض الـمـنـاضـلـيـن".
و أضـاف الـصـديـق أن قـائـد الاسـتـعـلامـات الـعـامـة قــد وعــدهــم بـلـقـــاء عَـمّـا قـريـب يــضـم عــامـل الإقــلـيـم،و مـسـئـول عــن الـمـكـتـب الــوطــنـي للــمـاء الـصـالـح لـلـشــرب،و وفــد عــن الــتـنـسـيـقــيـة.
وتـعـلـيـقـاً عـلى طـرح الـقـائـد الـمـتـعـلـق بـالـحـوار الـمـزمـع تـنـظـيـمـه، اعــتـبـر الـصـديــق أن "الـتـنـســيـقـيـة مـسـتـعـدة لـلـحـوار شـرط أن يـكـون جديـاً،ويـفـرز محـضـراً مـكـتـوبـا بـمـثـابة الـتـزام أخـلاقـي لـكـل الأطـراف".
مـسـيـرة تـاريـخـيـة ضد كل مظاهر الاقصاء
عـقـب صلاة العـصـر مـبـاشـرة،تـجـمـهـر المـئـات مـن سـاكـنة بـوعـرفـة، أمـام الـمــكـتــب الـوطــنـي لـلـمـاء الــصـالـح لـلـــشــرب،الـمـوجـود بـزنـقـة الـمـحـطـة قـرب الـمـسـجـد الـجـديـد،وأخذوا في تـرديـد شـعـارات مـن قـبـيـل :«هـز كَـدم حــط كَـدم،الـشــركـة دبـا تـنـدم،هــومـا يـقــولـوا هـزمـونـا،وحـنـا نـقـولـوا انـتـصـرنـا»،«مـا تـقـيـس كـونـتـوري،رانـي شـاريـه بـفـلـوسـي».
وقـبـل انـطـلاق الـمـسـيـرة،ألـقـى الـصـديـق كـبـوري عــضــو الـتـنـسـيـقـيـة الـمـحـلـيـة لمـنـاهـضـة غـلاء الأسـعـار كـلـمـة أمام الجـمـاهـيـر،أحـاط فـيهـا عـلـمـاً بـنـتـائـج اللـقـاء الـتـحـضـيـري الـذي جـــــمـع الـتـنـسـيـقـيـة بـقـائـد الاســتــعــلامــات الـعــامـة،وأضـاف قـائـلاً:« رحـبـنـا بـالـحـوار،ومـن حـيـث الـمـبـدأ نـقـبـل بـالـحـوار لـكـن بـشـروط».
وعـن شـروط الـتـنـسـيـقـيـة،قـال ذات الـمـتـحـدث إنـهـا تـتـمـثـل فـي إرجــاع الـعــدادات،مــشـيــراً فـي ذات الـصــدد إلـى جـو الـرعـب و الـتـرهـيـب الـذي خَـلّـفَـهٌ ذلـك فـي صـفـوف الـمـواطـنـات خـاصـة,وكـذا رفـع الـعــسـكـرة عـن مــديـنـة بـوعــرفــة،و إطــلاق ســراح الـمــواطـنـان الـمـعـتـقـلان،و إسـقـاط جـمـيـع الـمـتـابـعـات،وأخـيـراً إفـراز مـحـضـر مـكـتـوب عـن الـحـوار.
ودعـا كـل الـمـواطـنـيـن إلى الانـضـبـاءو الالـتـزام لـتـوجـيـهـات اللـجـنـة الـتـنـظــيـمـيـة،و الالـتـزام كـذلـك بـالـشـعــارات الـمـقـررة،وذلـك حـتـى تـمـر فـي أحـســن الـظــروف،بـاعــتـبارهـا أكــبـر مــســيـرة تــنـظــم فـي مـديــنـة بـوعــرفــة.
وفـي حــدود الـســاعــة الـخــامــســة إلا عـــشــرون دقـــيــقــة،تـحــركـت الـمــســيـرة،مـن أمــام مـكـتــب اســتـخــلاص فــواتـــيـر الـمـاء،وقـد جـابـت الجـمـاهـيـر جـزء من شـارع عـلال الـفـاسـي،ثـم شـارع الـزرقـطـونـي بـحي الــطــوبــة،الـذي لـم تــسـتـطـع جــنــبـاتــه اســـتـيـعــاب الـكـم الـهـائـل مــن الـسـكـان الـذيـن نـزلـوا إلـى الـشـارع،مـروراً بــسـاحـة الــمـغــرب الـعـربـي بـحـي الـجـبـل،وبـعـد خـمـسـة وعــشـــرون دقــيـقـة كـان الـمـحــتـجــون قـد وصـلـوا إلـى شـارع الـمـسـيـرة الـخـضـراء،إذ ضـاقـت جـنـبـاتـه هــو الأخـر بـالـمـتـظـاهـريـن،إثـر ذلـك انـعـطـفـت الـمـسـيـرة نـحـو زنـقـة الـزاكَ،فـزنـقة وجـــدة بـحـي الـــواد،ثـم مـن شـارع مـحـمـد الـسـادس،مـخـتـرقــيــنــه إلــى حـــدود وســط الــمـديـــنـة،نــزولاً عـــبـر شـارع مـولاي عــلـي الـشــريـف، مـتـوجـهـيـن إلـى مـقـر الـعـمـالـة بـشـارع الـحـسـن الـثـانـي،وعـنـد وصــول الأفــواج الــبـشــريـة إلـى مــقــر الـعــمـالـة،حـوالـي الـسـاعة الـسـادســة إلا عـشـرون دقـيـقـة،اسـتـنـفـرت الأجـهـزة الأمـنـيـة قـواتـهـا،إذ طُـــوّقَ مـبـنـى الـعـمـالة،وتـأهــبـت الـقــوات المـسـاعـدة حـامـلـة الـزرواطـات و الـواقـيـات تـحـسـبـاً لأي طـارئ.
و أخـذ الـمـحـتـجــون يـرددون:« واك واك عـلـى شــوهــة،الـســيـمـي حـتـى فْ الـمـا»،« الـسـيـمـي سـيـر فـحـالـك بـوعـرفـة مـاشـي ديـالـك».
« يـا عــامــل يـا بـاشــا،نــقــولــوهــا بـلا فــرشـة،الـفـاتـورة هـا هـي،أو مـا غـاديـش نـخـلـصـوهـا»،«يـا عـامـل كـون عـلى بـال بـوعـرفـة لـن تـهـان».
وتـابـع الـمـحـتـجـون سـيـرهـم عـبـر الـشـارع المـوجـود خـلـف مـسـتـشـفـى الـحـسـن الـثـانـي،إلـى أن وصـلـوا إلـى شـارع مـحـمـد الـسـادس،وقـد كـــان مـن الـمـفــروض الـتـوجـه نـحـو مـقــر شـركـة تـوزيـع الـمـاء،الـمـوجـــودة قـرب حـي الإمـارات،غـيـر أن الـلـجـنـة الـتـنـظـيـمـيـة عَـدّلَـت الـمـسـار فـــي أخـر لـحـظـة.
وفـي مـلـتـقـى شـارع مـحـمـد الـسـادس و شـارع مولاي عـلـي الـشـريـف و شــارع الــمـســيــرة الـخــضــراء،حَــطّـت الـمـــســيـرة رحـالـهـا،حــوالـي الـسـاعــة الـسـادسـة و عــشــر دقــائـق.
وقــد عـرفـت الـمـسـيـرة مـشـاركـة كـل الـفــئـات الـعــمــريــة،مـن أطـفـال و شـــبـاب و شــيــوخ و كـهــول،و مـن كـلا الـجـنـسـيـن،إذ لـوحـظ حـضـور مـكـثـف لـلـعـنــصـر الـنـسـوي،وكـذلـك حـضـور لـكـل الـفـعـالـيـات الـنـقـابـية و الـجـمـعــويــة،ولـم تـعـرف الـمـسـيـرة أي مـشـاكـل تـذكـر،إذ مـــرت فــــي أحــســن الـظـــروف،وقـد وصـفـهـا الـصـديـق كـبـوري بـالـتـاريـخـيـة،فـيـمـا اعـتـبـرهـا عـبـد الـنـبـي الـعـفـوي رسـالـة لـلـسـلـطـات.
كـلـمـة الـصـديـق كـبـوري إيـذانـاً بـانـتـهـاء الـمـسـيـرة
حـوالـي الـسـاعـة الـسـادسـة و اثـنـان وعـشـرون دقـيـقـة،بدأ الـحـقـوقـي الـصـديـق كـبـوري،عـضـو الـتـنـسـيـقـيـة الـمـحـلـيـة لـمـنـاهضة الأسـعـــــار فـي إلـقـاء كـلـمـة بـمـنـاسـبـة هـذا الـعــرس الـنـضـالـي.
وبـاســم الـتـنـسـيـقــيـة حـيـا كـل شــرفـاء،و مـنـاضـلـي،و أوفـــيـاء مـديـنـة بـوعـرفـة،واعـتـبـر أن الـتـنـسـيـقـيـة "لـم تـخـلـف الـوعــد،ونـظـمـت أكـبــر مـسـيـرة فـي مـديـنـة بـوعـرفـة"،وصـرح أن أزيـــد مـن12 ألـف مــواطـــن ومـواطـــنـة شــبـابـاً و شــيــوخـاً،رجـــالاً و نـــســاءً،شــاركــــوا فــي هــذه الـمـسـيـرة،وأضـاف أن ذلـك "إن دلّ عــلـى شــيء فــإنـــمـا يـــدل عـلـى أن مـديـنـة بـوعـرفـة زاخــرة بـالـنـضـال،و أن لـهـا مـوعــد و مــسـتـقــبـل فـي الـنـضـال".
واعـتـبـر أنـه إذا كـان مـسـئـولــو هـذه الـمـديـنـة يـسـتـخـلـصـون الـدروس، و يـعــمـلـون عــلـى نـقــل الــتـقـاريــر الـمـتـضــمـنـة لـعــدد الـمـشـاركـــيــن و نـوعـيـة الشـعـارات المـرددة،فـإنـهـم لن يـقـدمـوا عـلى أي إجـراء أخـرق.
مـحـذراً فـي ذات الـســيـاق الـسـلـطــات مــن مـغـــبـة الــقـــيـام بـذلـك لأنـــه سـيـكـون لـه عــواقــب وخــيــمـة،وأضــاف أنــه "يــمـكــن تـحـويـل مـديـنـة بـوعـرفـة إلـى حـمـام مـن الـــدم".
وقــد عـدد بـعـد ذلـك أخــطــاء الــسـلـطـــات،ومـنـهـا الــقــيـام بـإرســـــال إنــذارات،وصـفـهـا بـغــيــر الـقـانـونـيـة،وذلـك لـغـيـاب أي تـوقـيـع عـلـيـهـا، و أنـهـا لـم تـرسـل عـبـر الـبـريـد الـمـضـمـون.
و اعــتـبـر مـن جـهـة أخـرى أنـه فـي حــالــة مـا إذا لــم تــرجــع الـعـدادات الـمـقــتــلـعـة إلـى أمـاكـنـهـا،فــإن الـتـنـســيــقــيــة عــلـى اســتـعــداد لـرفـع دعـوة قـضـائـيـة،وأضـاف أنـه " إذا كـان الـقــضـاء الـمـغـربـي نــزيــه فـإن الـتـنـسـيـقـيـة سـتـربـح الـقـضـيـة".
و أشـار كـذلـك إلـى أن الـخــطـأ الـثـانـي الـذي وقــعــت فــيـه الــسـلـطـات يـتـمـثـل فـي اعــتــمـاد الـمـقــاربــة الأمــنــيـة،وطــالـب قــــوات الـــسـيـمـي بـالـرحـيـل،مــعــتــبــراً أن "مــشــاكــل بـوعـرفـة لـن تـحـل بـالــزرواطـــة"، بـل "بـالـمـقـاربـة الاقــتـصـاديـة و الاجـتـمـاعــيـة و الـثـقـافـيـة ".
و أشـار كـذلـك إلـى الاتـهـامـات الـتـي اتـهـم بـهـا الـمـنـاضـل،و الـــكـــاتـــب الإقـلـيـمـي لـلـنـقـابـة الـوطـنـيـة لـلـتـعـلـيـم،عبد النبي العفوي،واعـتـبـر ذلـك " تـصـريـح لا مـسـئـول مـن مـسـئـول لا مـسـئـول"،بـالإضـافـة إلى مـحاكمة كـل مـن ويـشـن و لـمـعـصـب لـخـضـر،و الـتـي سـتـجـري أطــوارهـا يـــــوم 14 يـونـيـو 2007،داعـيـاً الـجـمـاهـيـر إلـى الـحـضـور الـمـكـثـف،وجـعـلها مـحـاكـمـة لـهـم.
وذَكّــرَ عـقـب ذلـك بـالـلــقــاء الـتـحـضــيــري الـذي جـمـعــهــم بــقــائــــد الاسـتـعـلامـات الـعـامـة،مـسـتـحـضـراً شـــروط الـتـنـســيـقــيـة،قــبـل إجـراء الـحـوار مـع عــامــل الإقــلـيــم و الـشـركـة الـمـعــنـيـة،مــضـيـفـاً أنـه" لـــن نـتـحـاور إلا إذا كـان الـحـوار حـقــيـقـي و مـسـئـول".
وإثــر ذلـك اسـتـعــرض الـنـقــط الـتـي يــتـضـمـنـهـا الـمـلـف الـمـطـلـبـي، إذ طـالـبـهـم بالـتـراجـع عـن الـزيـادات فـي فـاتـورة الـمـاء،وإحــداث فـوتـرة
شـهـريـة،و إلـغـاء نـظـام الـتـشـطـيـر،بـالإضـافــة إلى تـوفـيـر الـتـجـهـيـزات الضـروريـة،و الـعـمـل عـلـى تـمـكـيـن الـمـواطن مـن الـربـط بـشـبـكـة المـاء بـثـمــن مـنـاســب،وفــك الـعــقــدة الـمـــبــرمـة بـيـن الــمـجــلــس الــبـلـدي، و الـمـكـتـب الـوطـنـي للـمـاء الـصـالـح للـشـرب،مـنـذ 1989.
وأضـاف أن الـتـنـسـيـقـيـة عـلى اسـتـعـداد لإجـراء حـوارات مـاراطـونـيـة مـع الـمـسـئـولـيـن مـع الالـتـزام،بـإطــلاع الــرأي الــعــام عــلـى نــتـائـجـهـا و قـال إنـه لا يـمـكـن أن يـكـون هـناك حـوار دون إطـلاع المـواطـنـيـن عـلى الـنـتـائـج،مـعــتـبـراً ذلـك "أرقـى أشـكـال الـديـمـوقـراطـيـة".
و عـن آفــاق الـمـعــركـة الـنـضــالـيـة،قـال الـصـديـق أنــه مـا دامــوا لـــم يـرجـعــوا العـدادات فـالـنـضـال مـا يـزال مـسـتـمـراً،داعـيـاً الـجـمـاهـيـر إلـى وقـفـة أمـام مـكـتـب اسـتـخـلاص فـواتـيـر الـمـاء فـي الـيـوم الـمـوالـي.
و أشـار إلـى أن الـتـنـسـيـقـيـة تـقـلـت بـرقـيـات الـدعــم مـن عـدة مـواقـع جـهـويـاً و إقـلـيـمـيـاً،مـشـيـراً إلـى أن كـل مـن تـالـسـيـنـت،و بـنـي تـدجـيــت
و تــنــدرارة،عــيــن بـنـي مـطـهــر،و تــزنــيـت،و كـلـمــيـم،و الـرشــيــديـة، و جـمـعــيـة أطـاك بـأغـاديـر و الـربـاءو عـدة جـمـعــيـات بــأســفـــي،وكـذا هــيـئـات إعـلامـيـة و نـقـابــيـة،و جـمـعــيـات مـن خـارج الـمـغــرب،عـبّـرت عــن كـامــل الـدعــم و الـمــسـانـدة،و فـي ذات الــســيـاق يــضــيـف نـفـــس المـتـحـدث تـأتـي الـوقـفـة الـتـي نـظـمـهـا طـلـبـة جـامـعـة مـحـمـد الخـامـس بـوجـدة بـعـد مـنـتـصـف لـيـل 30 مـايـو 2007.
وأشـار فـي ســيـاق أخـر،إلـى أنـه مــبـاشــرة بـعــد خــروج الـوفــد مــن العــمـالـة،اسـتـفـزهـم أحـد مـسـئـولـي الـقـوات الـمـسـاعـدة قـائـلاً: "يـاريـت يـعـود زمـان الـبـصـري"،و أضـاف أنهـم ردوا عـلـيـهـم قـائـلـيـن: "عـمـرنـا مـا كـونـا نـخـافـوا مـن الـبـصـري،و لا نـدلـقـوا لـه،إيـلا نـتـا كــنـت تــمـسـح صـبـاط الـبـصـري حـنـا كـنـا نـدفـلـوا عـلـيـه"،و قـال بـأنـهـم عـنـدمـا هَـمُـوا بـالـرجــوع للاحــتـجـاج لـدى مـسـئــولـيـه اعــتــذر عــن مــا صــدر مـــــنـه و أنـهـم قــبـلــوا اعــتــذاره.
و فـي الأخـيـر حـيـا بـاســم الـتـنـســيـقـــيـة كـل الـمـواطــنــيـن،مـعـتـبــرا أن الـمـعـركـة لـم تـنـتـهـي بـل هـي مـا تـــزال مـسـتـمـرة.
جـمـاعـة الـعـدل و الإحـسـان تـنـزل بـكـل ثـقـلـهـا فـي الـمـسـيـرة
عـلـى الـرغــم مـن تــرامـي أطــراف الـمــسـيــرة،و الـكــم الــهــائـل مـن الـمـتـظـاهـريـن،كـان بـاديـاً للـعــيــان الإنـزال الـذي قــامــت بــه جــمــاعـــة الـعـدل و الإحــسـان،فــقـد تـصــدر قــيـاديــوهــا الـمـسـيـرة،وشـارك الـعـديـد مـن أعـضـاءهـا ضـمـن الـلـجـنـة الـتـنـظـيـمـيـة لـلـمــســـيـرة،فــضــلاً عـــن الـعـدد الـكـبـيـر مـن رجـال و شـبـاب الـجـمـاعـة،و كـذا الـعـنـصـر الـنـسـوي الـتـابـع لـنـفـس الـجــمـاعـة.
وقـد وزعـت الـجـمـاعـة فـي نـهـايـة الـمــســيـرة،بــيـانـاً لـلـــرأي الـعــام، تـوصـلـنـا بـنـسـخـة مــنـه،عــبّـرت فــيـه عــن " قـلـقــهـا الــبـالـغ لـمـا آلـت إلـيـه الأوضــاع بـإقــلـيــم فـجـيـج عــامـة،و بـمـديـنـة بــوعـرفــة خـاصـة"، مـنـددةً بــمـا وصـفــتـه "بــالأســـلـوب الـجــبـان فـي مــعــالـجــة الــمــلـــف الـمـطــلـبـي لـسـكــان بــوعــرفــة"،مـحـمـلـة "كـافـة الـمـسـئــولــيــن عـلـى مـخـتـلـف مـســتــويـاتـهــم عــن كــل انــفــلات غــيــر مـحــمـــود،نــتــيـجـة سـلـوكــاتـهـم الاســتــفــزازيــة"،و الـتـي حـــددهـا الـبـيـان فـي اســتـعــمـال الـقـوة،و قـطـع الـمـاء،و اقـتـلاع الـعـدادات.
و أكـدت الـجـمـاعـة عـلـى "مـسـانـدتـهـا الـثـابـتـة و الـلامـشــروطـــة لــكــل الأشـكـال الـنـضـالــيـة الــسـلـمــيـة الـتـي تـدعــو إلـيـهـا الــتـنــســيـقـــيـة"، مـنـوهــة" بـالـمــســتـوى الـحـضـاري الـذي أبـانـت عــنـه ســاكـنـة مـديـنـة بـوعــرفــة فـي الـتـعــبــيـر عــن مــطــالـبــهـــا"،داعــيــة فـي الأخـــيـر كـل "الـفـعـالـيـات الـمـحـلـيـة،و الـوطـنـيـة لــمـسـانـدة نـضـالات ســكـان مـديـنـة بـوعـرفـة فـي مـطــلـبـهــم الـمــشــروع و مـســانـدة كـــل الــمـظــلــومــيــن و الـمـسـتـضـعــفـيـن فـي هـذا الـوطـن الـصـامـد".
كــوالــيـــس الــمــســيــرة
– شـوهــدت سـيـارتــيـن أقــلـتـا الـعــديــد مـن مـسـئـولـي الأمـن تـتـابـع الـمـسـيـرة أول بـأول،خـاصـة سـيـارة مـن نــوع 405.
– ظـلت سـيـارات الـسـيـمـي جـاثـمـة أمام مـكـتـب المـاء،دون مـغـادرتـه رغـــم انـطـلاق الـمـسـيـرة.
– قـام أنـصـار جـمـاعـة الـعـدل و الإحـسـان،لَـمّـا تـوقـف الـمـحـتــجــون في وسـط المـديـنـة،بـتـرديـد شـعـارهـم التـقـلـيـدي: "بـفـضـلـك مولانا جـود عـلـيـنـا،و اهـلـك مـن طـغـى و تـجـبـر عـلــيـنـا"،الـشـيء الــذي اسـتـغـرب لـه بـعــض أعــضـاء الـلـجـنـة الـتـنـظــيـمـيـة.
– بـمـجـرد وصــول الـجــمـاهــيــر إلـى أحـــد مـــقــاهــي شـارع مـحـمـد الـسـادس أخـذوا يـرددون"أيهـا الجـالـسـون كـلـكـم مـسـئـولــون" فـي إشـارة إلـى الـجـالـســيـن فـي الـمـقــهـى مــمـا دفـع بـعــضـــهــم إلـى الانـضـمـام إلـى الـمـسـيـرة،و الـبـعـض الأخـــر فــضــل الـدخــول إلـى داخـل الـمـقـهـى.
– ظـل هـاتـف الـنـقـابـي و الـجـمـعـوي الأسـتـاذ عـبـد الـنـبـي الـعـفـوي، لا يـتـوقـف عـن الـرنـيـن،عـلـى طــول الـمـسـيـرة،ربـمـا كـان يـعـطــي تـصـريـحـات صـحـفـيــة.
– فـي بـعـض مـحـطـات الـمـسـيـرة أخـذت الـجـمـاهـيـر تـردد شــعــارات وصـفـت أحـد الـمـسـئـولـيـن بـالـحـقـيـر،وسّـمَـتْـهٌ بـالاســم،و وصـفـت أخـر بـالـجـبـان،الـشــيء الـذي اعــتــبـره مـسـئـول بـالـتــنــســـيـقـيـة بـغـيـر الـلائـق.
– خـلـق الأطـفـال الـصـغــار مــتـاعـب حــقــيـقــيـة لأعــضــاء الـلـجــنـة الـتـنـظـيـمـيـة،بـسـبـب عـدم الـتـزامـهـم بـنـظـام الـمـسـيـرة.
– عـبّـر أحــد الـمـواطــنـيــن عــن امــتـعـاضـه مـن الـمـسـيـرة،مـعـتـبـراً أنهـا لـن تـأتِ بـنـتـائـج،و لَـمّـا وصـل إلـى مــنـزلــه وجـــد أن حـمـلـة اقــتــلاع الـعـدادات قـد طـالـتـه أيـضـاً.
– رفـعـت الـلـجـنـة الـتـنـظـيـمـيـة للـمـســيــرة مــن حـالـة اســتـنـفـارهـا عـند و صـول الجـمـاهـيـر إلى العـمـالة،إذ شـكـلـوا سـلـسـلـة بـشريـة، لـلـحـيـلـولـة دون الـوقـوع فـي أيـة مـشـاكـل.
– ظـل أحـد الـمـشـاركـيـن فـي الـمـسـيـرة،كـل مـرة يــصـعـد فـوق عمود إسـمـنـتـي و يـكـبـر،ثم يـبـتـعـد قـليـلاً عـن المـسـيـرة و يـعـيد التكبير.
عـبـد الـرحـمـن عـلال
مدينة بوعرفة




Aucun commentaire