Home»Régional»وقفة مع ظاهرة الغش في الامتحان ودعوة إلى فتح نقاش في الموضوع

وقفة مع ظاهرة الغش في الامتحان ودعوة إلى فتح نقاش في الموضوع

0
Shares
PinterestGoogle+

وقفة مع ظاهرة الغش في الامتحان

ودعوة إلى فتح نقاش في الموضوع

والموسم الدراسي 2006-2007 يقترب من نهايته أود أن أفتح هذا الملف التربوي لنقف على أحد فصوله البارزة المتعلقة بالتقويم النهائي أي الامتحانات، في ظل ما عرفته وتعرفه المؤسسة التعليمية من غش وتدليس.

فالامتحانات ليست بدعا وليست شيئا جديدا بل تضرب بجذورها في التاريخ الإنساني ويعود أول امتحان أجراه الإنسان إلى آدم عليه السلام، ذلك انه حين قرر الله عز وجل أن يعمر آدم وذريته الأرض قال للملائكة "إني جاعل في الأرض خليفة" وحين ردت الملائكة "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك" "قال إني أعلم ما لا تعلمون.." بعد ذلك تم إجراء الامتحان للملائكة وآدم "وعلم آدم الأسماء كلما ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. قالوا لا علم لنا إلا ما علمتنا انك أنت العلم الحكم، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون".صدق الله العظيم.

من خلال هذه الآيات الكريمة نستنج:

* مشروعية الامتحان.

* إن الذي يستحق الخلافة في الأرض ويعمرها هو من يملك العلم وليس المقصود بالعلم علم العقيدة والعبادة فحسب لأن هذا في الأساس مطلوب، لكن الله بين للملائكة أن آدم (الإنسان ) يعلم الأسماء كلها.

فما السبيل إلى خلق هذا الإنسان العالم الصادق، المخلص الأمين الذي يكره الغش ولا يمارسه بل ويعتبره فسادا إيمانا منه أن الفساد محرم شرعا ومنهي عنه "ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يجب المفسدين".

إذن ينتظر من المدرسة أن تشكل فضاء اجتماعيا لإنتاج القيم الأخلاقية واستدماجها في المؤسسة التعليمية بهدف إنتاج مواطن صالح مالك لحس نقدي ووعي متفتح ويقظة مستديمة تهدف بناء المبادرات الايجابية للنهوض بالقيم المثلى وتثمينها ورفض الممارسات السلبية من عنف وغش… وفضحها ولعل هذا ما دفع بالوزارة الوصية إلى إرساء هياكل مرصد القيم بالمؤسسات للتعليمية كما بشرت بذلك المذكرة 88 التي اعتبرت المؤسسة فضاء لتعليم التفكير المستقل والمسؤول لتكون بذلك رافدا أساسا لإنتاج القيم. لكن الذي وقع هو استفحال ظاهرة الغش والتدليس في الامتحانات بطرق متعددة ولأسباب متداخلة فهل أصبحنا بالفعل نعيش في مجتمع الغشاشين؟

إننا حين نستقرئ الوقائع نجد أن الغش المدرسي عشعش في الوسط التعليمي ووصل إلى درجة مخيفة إذ كاد أن يتحول إلى سلوك معتاد وممارسة أوشكت أن تشكل القاعدة ليكون الإخلاص أو الصدق استثناء. أنا هنا لا أتحدث عن الفروض المحروسة فقط بل أقصد الامتحانات المصيرية وظاهرة الغش أصبحت ظاهرة تضرب العملية التعليمية بكل أسلاكها (الامتحانات الاشهادية) بدءا من الابتدائي مرورا بالثانوي الإعدادي والتأهيلي وصولا إلى المستوى العالي الجامعي (إن مقاربة الظاهرة يجب أن ينظر إليها في شموليتها فالغش المدرسي ليس إلا صورة مصغرة لغش أكبر يعرفه المجتمع: فهناك غش في الامتحانات، غش في البيع والشراء، غش في الخدمات الحرة والحرف، غش في الوظيفة، غش وخداع في العلاقات الإنسانية … والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في رواية "من غش فليس منا".

يعلم الجميع أن التلميذ وحسب التدبير الزمني للسنة الدراسية يجتاز عدة فروض في مختلف المواد في إطار المراقبة المستمرة وهو تقويم تكويني مواكب لعمليات انجاز الدروس ليتوج بتقويم نهائي آخر السنة في امتحانات الباكالوريا مع وجوب ضمان قدر أعلى من النزاهة والشفافية لتكون للنتائج مصداقية، وبين هذا وتلك من المفروض أن يخضع التلميذ لتأطير رجال التوجيه والإعلام، من خلال ما يسمى بالأبواب المفتوحة وآلية التشاور. ويسبق التقويم النهائي الامتحان التجريبي بوصفه وسيلة لاكتساب التجربة وتقوية القدرات الذاتية للتلميذ، إلا أن الواقع المعيش يؤكد حقيقة لا تربوية تتمثل في الاستخفاف والاستهانة بهذا النوع من الامتحانات من طرف بعض المربين والتلاميذ على السواء بمبررات اقل ما يقال عنها إنها تحتاج إلى نقاش إذا تم كسر نرجسية الذات لدى البعض.

إن جدلية الامتحانات وظاهرة الغش ترسم كلما آن أوان التقويم النهائي صدمة سيكولوجية على جبين المهتمين من آباء وتلاميذ ومسؤولين تربويين فتكثر القراءات والمقاربات وتتناسل التحليلات والتعليقات وتتبادل الاتهامات… لا لشيء إلا لأن ظاهرة الغش المدرسي أضحت متجذرة بشكل ممأسس بسريانها في جسد المجتمع وفي السلوك وفي مختلف مظاهر الحياة اليومية وقد تضافرت في إفرازها عدة عوامل منها:

· تسابق التلاميذ للحصول على معدلات مرتفعة اقتناعا منهم أن حامل البكالوريا بميزة مقبول لا حظ له في ولوج مؤسسات التدبير، والأقسام التحضيرية للمدارس العليا ومعاهد التعليم العالي العلمي…

· جهل التلاميذ بمضامين الإصلاح والهندسة البيداغوجية الجديدة رغم أنها ستدخل سنتها الثالثة.

· انعدام مبدأ تكافؤ الفرص بسب انتشار مافيا الدروس الخصوصية مدفوعة الأجر وما يرافق ذلك من استنزاف لجيوب الآباء خصوصا ذوي الدخل المحدود.

· عدم إنهاء المقررات أو عدم فهم الدروس.

· طغيان سلوك اللامبالاة وسيادة النظرة التشاؤمية إلى النظام التعليمي.

· انتشار محلات النسخ والاستنساخ…

ليس هذا فقط وإنما قدمت هذه الأسباب على سبيل التمثيل لا الحصر وإلا فهناك أسباب أخرى أعمق واهم.

والسؤال هو ما العمل؟ وما السبيل إلى قطع دابر هذا الاخطبوط؟ وما هي الإجراءات الزجرية والاحترازية واللوجستيكية، والترتيبات الواجب القيام بها حتى تمر الامتحانات في أجواء سليمة تستجيب للصفات المعرفية والبيداغوجية الضامنة لمصداقيتها ولمبادئ الاستحقاق وتكافؤ القرص؟

لا أدعي أنني امتلك حلا سحريا للظاهرة ولكني أدعو إلى فتح نقاش في الموضوع وسأكتفي بتقديم مقترح من نقطتين:

· العمل على تغيير المؤسسة بالنسبة للسادة المراقبين ونقلهم من مؤسساتهم الأصلية للحراسة في مؤسسات أخرى مع تمتيعهم بتعويض معقول عن دور المراقبة والرفع من قيمة أجر التصحيح مع التعجيل باستخلاصه، وإن اقتضى الأمر توزيع التلاميذ على المؤسسات على غرار ما كان سائدا قبل سنوات مع ما فيه من مشقة عملا بقاعدة (دفع الضرر مقدم على جلب المصلحة)

· العودة إلى نظام الامتحان بدل عملية الانتقاء بالنسبة للولوجيات المختلفة.

محمد النجمي

رئيس الكونفدرالية الإقليمية

لرابطات وجمعيات آباء

وأولياء تلاميذ وجدة أنكاد

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

13 Comments

  1. محمد السباعي
    12/06/2007 at 12:42

    شكرا للسيد النجمي على هذا الموضوع الذي بات يؤرقنا جميعا، أود فقد أن أركز على مسؤولية التلميذ نفسه في كل هذا، لقد جعلته ضحية لعوامل خارجية لا ينكرها أحد. لكن علينا أن نقول بأن التلاميذ أصبحوا يعتبرون النقل حق مكتسب ونحن الذين نتشدد في الحراسة يطلقون علينا أبشه النعوت. حرست مادة الفلسفة يوم السبت فلاحظت أن كل التلاميذ بدون استثناء جاؤوا وهم يعولون على الغش ويتفننون في الأساليب والوسائل…فلما لاحظوا الحراسة الصارمة بدؤوا يستئذنون في الخروج ومنهم من خرج مرتين وبعض التلميذات بدأن يبكين لما جردناهم من « التحراز » …هؤلاء التلاميذ لا يبذلون أدنى جهد طيلة السنة الدراسية. فقلت مع نفسي لو أن القوانين كانت صارمة وواضحة من مثل « منع الخروج أثناء الامتحان » وتطبيق عقوبات حبسية أو على الأقل التنصيص عليها، لكان بالإمكان إعادة شيء من المصداقية لشهادة الباكلوريا المغربية.

  2. Père
    12/06/2007 at 17:50

    J’ajoute que :
    •Les professeurs doivent accomplir leur travail comme il le faut.
    •Les directeurs doivent assurer un minimum de discipline à l’intérieur des l’établissement ; et exiger la présence des professeurs aux cours.
    •L’état doit renvoyer les non professeurs pour les laisser travailler sur leurs projets personnels
    •Activer et encourager les associations des parents d’élèves. et je dis bien les PARENTS et non pas ceux qui veulent ……
    •Faire faire respecter les élèves au statut interne de l’établissement
    En bref revenir à un enseignement sein.
    Un enseignement ou le professeur est fier quand le taux de réussite est très élevé dans sa classe, car c’est son indicateur de compétence.
    Ce que nous constatons n’est que les résultats des parents, des professeurs et des associations des P.E qui cachent la réalité au cours de l’année.

  3. k.paris
    12/06/2007 at 17:50

    je suis pour tous ce qu il a dit le proffesseur med nejmi …ouchatirouho à 100% je souhaite qu il y a des responsables qui ecoutent et qui prenent en consideration ce qu il a dit

  4. م.ن وجدة.
    12/06/2007 at 17:50

    ان الصرامة هي مصدر النجاح والاستقامة ، في الوقت الحاضر تم تغييب الصرامة في كل شيء واصبح كل واحد منا يغض الطرف عن الفساد والغش والرشوة .لو طبقنا القوانين بما لها من قوة لاوجدنا انفسنا اقوياء فالظواهر السلبية ستتلاشى . الاان الخلل يوجد في من يطبق هذة القوانين لو تحمل كل واحدمسؤوليتة كما ينبغي لاصبحنا مثل الامم المتقدمة ، فالواجب واجب والحق حق .اما انتشار ثقافة الحق على الواجب فهو شعار التخلف.

  5. متتبع
    12/06/2007 at 23:47

    إن الغش في الامتحانات قديم قدم الامتحانات و هو منبود اخلاقيا في جميع العصور و الازمان.و يعتبر الغش من سوء الاخلاق كما جاء في الحديث » من غشنا فليس منا… ».لكن ما هو غير مقبول بتاتا هو أن يسهر الطاقم الاداري او الاساتذة على تقشي هذه الظاهرة المشينة التي تعكس العلاقات السائدة في المنظومة التربوية.فأن يطلب بعض السادة »المديرون » من الاساتذة التغاضي على الغشاشين او ان يقوموا بدور الغشاشين بمنح التلاميذ نقط بسخاء و كرم او يتغاضون عليهم خلال الحراسة فتلك الطامة الكبرى.واما ان تاتي المبادرة من الاستاذ و يتملص من مسؤوليته خلال الحراسة فذلك اعظم وضرب لقدسية مهمة التدريس في الصميم. ويقول الشاعر » انما الامم الاخلاق ……..و ان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا.. ». وأظن ان المستوى الذي وصلت اليه ظاهرة الغش بشتى انواعه في المنظومة التربوية يفسر المستوى المتدني الذي و صلت اليه المنظومة ولا شيء في الافق يجعل المتتبع يكون متفائلا و النصيب الاكبر من المسؤولية يتحمله كل من لا يقدر مسؤوليته في المنظومة التربوية من العون « الذي سرب امتحانت السنة الماضية » الى الوزير .

  6. أستاذ عمل مع السي النجمي
    13/06/2007 at 12:31

    oujdacity=commentaire censurer

  7. ذ . من ثانوية السلام
    13/06/2007 at 12:31

    oujdacity=commentaire censurer

  8. م/ر
    14/06/2007 at 00:38

    إدا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجر. من يتحدث عن شيء يجب ان يكون قي مستوى ما يدعو اليه .وجدة مدينة صغيرة وما كان يقع في عبد المومن والسلام لن تخفيه المسافة الفاصلة بين الأمس واليوم .

  9. الطيب الحسناوي
    14/06/2007 at 00:38

    شكرا لاخ نجمي على تداوله لهذه الافة التي اصبحت منتشرة بين التلاميذ كانتشار النار في الهشيم وللاسف الشديد حتى بعض الاساتذة اصبحوا يغضون الطرف عنها ويتركون الحبل على الغارب وشخصيا اثناء تصحيحي لمادة التربية الاسلامية اليوم وجدت ان اغلب الاوراق نسخ طبق الاصل لبعضها البعض مما جعلني اعيش صراعا داخليا :ااضع الصفر للجميع ام اغض الطرف عما وقع’ واخيرا اعطيت لكل تلميذ ما يستحقه لان الخطا يرجع بالاساس للمراقب وهو الذي خان الامانة وهو الذي يتحمل المسؤولية.

  10. أستاذ
    14/06/2007 at 00:38

    اذا كان التعليق حر فلماذا الحجز . خاصة اذا كان أستاذا يشتغل مع السيد النجمي فانه بلا شك يعرف عنه الكثير . أقصد على المستوى البيداغوجي . أما ظاهرة الغش في الامتحان فهي ظاهرة مركبة يتدخل فيها كل مكونات المنهاج بدءا بالتلميذ مرورا بالاستاذ الطرائق .الوسائل الدعم . المضامين ….. وصولا الى التقويم النهائي و الذي هو بيت القصيد. اذن التركيز على التلميذ و الضمير يعتبر طرحا مبتورا لا يستطيع أن يسائل الظاهرة مساءلة علمية . اذن الموضوع مهم جدا فلنبدأ النقاش.

  11. من كتاب الله
    18/06/2007 at 18:24

    اتامرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب. أفلا تعقلون؟

  12. استاذ
    18/06/2007 at 18:28

    oujdacity= commentaire censuré

  13. متتبع
    18/06/2007 at 18:28

    لماذا الحجز يامحترم لماذا تحجب الحقيقة عن القراء دفاعا عن الاصدقاء اصحاب (اللف) الذي اعلنه احدهم مؤخرا انشر الحقائق يا سيد قدوري ………………oujdacity=commentaire censuré

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *