يا أمتي أريد نصيبي

الخصخصة ,هي عكس التأميم, ويقصد بها بيع ملك الأمة ,أو ما يسمى بملكية الدولة, سواء كانت عقارا. أوركازا. أو مؤسسات اقتصادية , إلى القطاع الخاص, أو إسناد إدارتها إليه.وبهذه الطريقة تتمكن الدولة, من التملص من الخدمات المنوطة بها ,وتتوقف عن القيام بواجباتها,تجاه مواطنيها .
في ظل العولمة الاقتصادية ,لم يعد الاحتفاظ بالقطاع العام, يساير برنامج التحول الاقتصادي, والاجتماعي,ولا الإصلاح الاقتصادي . كما أنه لا يساير نمط الاقتصاد العلمي الحر, و لا يساعد على الاندماج الاقتصادي العالمي. زيادة على أنه مكلف للغاية .لهذه الأسباب ولغيرها ,مكنت الدولة الشركات العملاقة المتعددة الجنسية, من السيطرة على خيرات الأمة ,وتوددت لها بامتيازات لم يسبق للمواطن أن فكر فيها.كالإعفاءات الضريبية,والأثمنة التفضيلية,وحرية تحديد الأسعار, و الأجور, والربح المضمون ,مع ضمان رؤوس الأموال المستثمرة …هذه وجبة دسمة تقدم للأغنياء ,ويؤدي ثمنها مسبقا الفقراء.
لقد تعرض وطني لأكبر هجمة رأسمالية متوحشة, لا تؤمن إلا بثقافة وفكر البيع.ويشاء القدر, أن يكون السماسرة اشتراكيون ,والمصادقون على البيع اشتراكيون, والحكام اشتراكيون .لم يحدث هذا في عهد الدستوريين, ولا الاستقلاليين ,ولا الأحرار. وإنما حدث, ويا للأسف في عهد الاشتراكيين وعلى يد أكبر الاشتراكيين .
نعم لقد باعوا اتصالات المغرب , على ثلاث دفعات ,وحصلوا على ما مجموعه 65’43 مليار درهما .وباعوا شركة التبغ ب 08’14مليار درهما والشاي والسكر ب 539 مليون درهما وكوماناف (شركة النقل البحري) ب 25’2 مليار درهما , باعوا شركة النقل الوطني , باعوا أو فوتوا أراضي (صوديا وصوجيطا , باعوا البحر وما حوى ,والأرض وما علا, باعوا كل شيء وصلته أيديهم . وقدموا الفنادق السياحية هدايا على أطباق من ذهب . واليوم هناك مشروع لبيع مدرستي, باسم عقد شراكة مع خاص يريد أن يمتص دمي, ويهيمن على أفكاري . فيا ويحي, أنى لي, أن أحصل على مقعد لطفلتي. أو جارتي, أو وظيفة تعليم لابني…
العولمة الاقتصادية جارفة, وأمتي نائمة. وأنا المغلوب على أمري,لا أملك ناصيتي , لم أعد اهتم بنعمة أو نقمة الخصخصة .لأني هالك لا محالة .ولكني لا أريد أن يقول غدا, عني ابني أو ابنتي :{سكت أبي}.لا أطالبك يا أمتي, بخيرات بلادي,فأكثرها أصابته جائحة, وأفسدها السوس . وإنما أريد نصيبي, في أموال الخصخصة, التي تجنيها الدولة.أنصفيني, يا أمتي. وأنا الذي كنت مغيبا ,يوم وزعت الغنائم ,ولما صرخت ,قيل لي هذه أموال لا يطعمها إلا مغادر طوعا,وتلك خاصة بالمصالحة ,والتي تأتي لا يقربها إلا من نشاء ,…أريد نصيبي, يا أمتي فأنصفيني ….




5 Comments
لما كانوا في المعارضة اوهموا الشعب حتى وصلوا بشعاراتهم الحماسية ، ولما تمكنوا وزعواالغنيمة باسم مسايرة التطور الاقتصادي فالفقير ازداد فقرا والغني ازداد غنا .وهدا هو واقع المغرب الحداثي الذي يتكلمون عنه بكل افتخار.
اخي الكريم، كلنا مسؤولون.
إن الأغلبية من مواطني هذا البلد العزيز أميون. لا أقول أميوا الكتابة و القراءة و لكن أميي الوعي. لا أقول الوعي الثقافي و لكن الوعي السياسي بمفهومه العام و الذي ما انفك السماسرة يحاولون تزوير معناه الحقيقي.
و ما تجربة 2007 منا ببعيد.
يريد العدميون لا اليساريين و لا الإسلاميين منهم تمييع الحقل السياسي ببث خطاب اليأس و دعوى « نظرية الحنفية » و…
كيفما تكونوا يول عليكم
الموضوع دو طبيعة اثتصادية محضة ارجوكم ابتعدوا عن مثل هدة المواضبع لأنها لاتعالج بالعاطفة وعدم التخصص.
بسم الله الرحمن الرحيم أخي م/ر اتفق معك كل الاتفاق على أن الموضوع ذو طبيعة اقتصادية ولكن ما عسانا أن نفعل إذا كان أهل الاقتصاد غائبون أو مغيبون أو لا يهمهم أمر هذه الأمة إطلاقا .إن أهل العاطفة سكتوا طويلا ولم يتكلموا حتى أيقنوا أن أهل الاختصاص لن يجرأوا على الكلام .كما أن أهل العاطفة أثاروا الموضوع لتذكير أهل الاقتصاد وأنهم واعون كل الوعي باحترام التخصصات حتى وإن كانت الفلسفة هي أم العلوم .شكرا على النصيحة