Home»Régional»فوضى التعمير تشوه مدينة وجدة – بقلم : قويدر عكري

فوضى التعمير تشوه مدينة وجدة – بقلم : قويدر عكري

1
Shares
PinterestGoogle+

    اذا تصفحت قانون التعمير الذي تشتغل به  الجماعات المحلية تجده عبارة عن مواصفات  مهمة تتطلبها مسألة اعمار المدينة ، فمن نوعية البناء الى التبليط الى اللون الموحد الى اشياء أخرى يفترض ان تحترم من كل من شرع في عملية بناء منزل او عمارة او اقامة او مجمع سكني ، المفروض اشهار هذا القانون والتحسيس به وجعله في متناول  كل من دخل مشروعا للبناء حتى يتجنب المعني بالأمر كل ما من شأنه مخالفة القانون . ان الأمر ليس كذلك مع الأسف فالواحد منا عندما يتقدم بطلب رخصة البناء كل ما يهم المسؤولين هو تحصيل الرسوم فقط أما ما سوى ذلك فلا تعطى له اية قيمة ، وهذا ما انعكس سلبا على جمالية المدينة ، فعندما تتجول في شوارع المدينة تخال نفسك في قرية خضعت لتوسيع عشوائي من كل جهة دون مراعاة لأي شرط من الشروط المنصوص عليها في قانون التعمير .
     اذا اردت ان تكون نظرة مختصرة عن اية مدينة فزر شارعها  الرئيسي . والشارع الرئيسي لمدينة الألفية هو شارع محمد الخامس الذي يعد كشكولا  من الهندسات المعمارية فهو يجمع ما بين  ألأسلوب التقليدي العربي والأسلوب المتوسطي ، والأسلوب العصري …الخ خذ مثلا بنك المغرب الذي شيد في عهد الاستعمار  والذي يعد اهم معلمة معمارية  في المدينة احترم الأشكال المعمارية العربية الأصيلة  ، وقارن بينه وبين كل العمارات  المجاورة له والتي انجزت  مؤخرا او هي في طور الانجاز لتلاحظ الفرق الشاسع  بين نمطين من البناء . ان كل تلك العمارات عبارة عن نشاز في ذلك الشارع / الواجهة ، فهي تنم عن عدم تحكم في الهندسة المعمارية وعن عدم تصور كلي  للشارع وللمدينة وعلى عدم مراعاة  قانون التعمير . اذا انتقلنا الى الواجهات  فكل مؤسسة او  متجر  او سكن تبدع ما تشاء بدون رقيب  ولا حسيب  فهناك الواجهات  المزلجة وهناك الرخامية  فكل واحد يكتب  قصيدته  على  الوزن الذي يروقه . اما اذا نظرت الى الأسفل فتجده عبارة  عن خليط من الزليج والموزاييك بمختلف الألوان والأشكال " فكل واحد يلغي بلغاه "
    عندما تنتقل الى الأحياء فحدث ولا حرج حيث غياب اية هندسة معمارية تتحكم في هذه الفضاءات المختلفة . فانت بداخلها تنتقل من عهد الى آخر ومن زمن الى آخر حيث يتجاور الكوخ مع الفيلا او العمارة او المعمل او الفرن او الحمام . وعندما تتجول بأزقتها فانت مضطر غالبا ان تقوم بهذا  وسط الطريق لأن فوق الرصيف اقتطع عنوة وتحول الى ملك خاص وسيج وغرست فيه كل انواع ا لمغروسات  خصوصا اشجار الزيتون التي اصبحت في هذه المدينة  شجرة تزيينية بالدرجة الأولى تصطدم بها  اينما وليت وجهك ولعل اغلب الذين  اختاروا هذه الشجرة لا يعرفون الخطر الذي تمثله على صحة المواطنين  حيث تعتبر المادة  المنبعثة منها " البولين " من الأسباب المؤدية والمهيجة للحساسية  . يمكن ان نجد ربما عذرا للسكان الذين يحبون  الاخضرار  لأن كل المساحات التي كانت مخصصة اصلا للمساحات الخضراء تحولت الى قطع سكنية جنى من ورائها بعض المسؤولين ثروات طائلة.
     لاشك ان القوانين عندنا وجدت لتركن في الرفوف مثل قانون التعمير الذي لم يقم المسؤولون عنه بالتصدي لكل من يحاول خرقه الشيء الذي ينعكس سلبا على مقومات المدينة على الأقل  من حيث الشكل . واذا استمر الأمر على هذا المنوال  فستتحول المدينة الى نسيج مرقع بشع ساهم كل واحد منا بشكل او بآخر في صياغته النهائية .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *