رسالة عاجلة لوزير الماء: منطقة تزنيت-ايت بعمران … نكبة القحط

رسالة عاجلة إلى وزير الماء
منطقة تزنيت-ايت بعمران…ونكبة القحط
د.محمد النجار
باحث في العلوم السياسية
معالي الوزير، وما عالي إلا الله سبحانه وتعالى، لست ناطقا باسم أحد لكن هؤلاء أهلي وقبيلتي وجيراني، يشتكون تعسف الطبيعة وجحود الحكومة في حق منطقة، لولا تطوعية وتضحيات العديد من أبنائها البررة و القلوب الرحيمة لمات البشر والنبات والحيوان، إذ لولا العمل الجمعوي الجاد في كل بإقليم تزنيت بدائرة إفني بجماعاتها ودواويرها بمستي وميراللفت واصبويا وتيوغزة وتنكرفا وايت عبد الله وإمي نفاست واثنين أملو ودائرة أنزي وجماعاتها……….ودائرة لخصاص وجماعاتها ودواويرها….. ودائرة تفراوت وجماعتها ومداشرها …، ودائرة تزنيت وجماعاتها ودواويرها خاصة أكلو والمعذرورسموكة والساحل…
لا ترتوي أرض ناحية تزنيت- آيت بعمران حتى حدود گلميم بسفوحها وهضابها وجبالها ببعض مليمترات من مياه الغيث الموسمية حتى تجف ينابيعها وآبارها و"مطافيها" ومجاري وديانها وتصاب بقحط شامل وجفاف كامل وعطش لساكنة منطقة الجهاد والكفاح التي هزمت الاستعمار و هزمتها الطبيعة وأنهكتها وغلبتها محن ندرة المياه الجوفية والسطحية على حد سواء.
أقرت الحكومة برامج كبرى في ميدان الماء لا ينتهي الحلم بتحققها لدى المواطن العارف ولا يعلم خبرها المواطن البسيط المسكين من قبيل برنامج مكافحة الجفاف الذي اكتفى بتبليط أزقة ارتوى إسمنها ورمها بمياه الزرع والمواشي والمواطن أحوج إليها. وكذا برنامج طموح لتزويد العالم القروي بالماء الشروب الذي اكتفى بالسهل ولم يصعد للجبل ومنطقة العطش المعنية جبلية بامتياز.
تأبط وزير الاتحاد الاشتراكي الملف ليجوب به أرض المغرب الواسعة للحوار حول الماء المفقود ولو تم توظيف الميزانيات المصروفة على حوارات وزيرنا المحترم ودعم بمكتبنا الوطني للماء …على اقتناء شاحنات صهريجية لنقل وتوزيع المياه الصالحة للشرب على عطشى "تمزيرت" وحفر آبار وإقامة مطفيات لتخزين المياه وإنشاء قنوات لكان ذلك أفضل وأرحم من خطابات خشبية وموائد دسمة جرى على هامشها تنسيقات انتخابية هامة وحملات مكشوفة وتوزيع للتزكيات، ولا يغضب أحد على الرفيق اليازغي فوزير الامازيغ بقطاع الفلاحة لم يترك فرصة الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس تمر دون محاولة استقطاب العديد من الفاعلين به رفقة وفد وزاري حركي بامتياز في غفلة من المعارضة وباتفاق مسبق حسب ما يظهر مع باقي أقطاب الأغلبية الذي عنوانه " كل نشاط وزاري فرصة للحملة والدعاية ..فليغض كل واحد الطرف عن الآخر المهم أن تفوز أحزاب الأغلبية"
محن العطش يا وزير استغلها البعض بجماعة ميراللفت لحفر آبار لدواوير دون أخرى استباقا للحملة الانتخابية كبناء مطفية بسعة 80 طن مائية في دوارإد عبو أودرار وببئر بمضخة هوائية في دوار تيغراتين وبئر بمضخة هوائية في دوار مراح جاز الله الفاعل إن حسنت نيته ولم تكن لغرض في نفس يعقوب، وإنكان الغرض سياسيا فقبحا لمستغلي مآسي الإنسانية.
السيد الوزير، تؤكد دراسة أعدتها جامعة كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية إن مصادر المياه الصالحة للشرب في العالم ستشهد نضوبا سريعا بشكل سنوي واعتمدت الدراسة على مسح شمل جميع منابع الأنهار في العالم بغية اكتشاف المصاعب المحيقة بها، ولله الحمد رغم كل شيء على ما أصاب أهل سيدي إفني من مضار جراء عد إقامة سد على وادي المدينة الذي يصب في البحر.
وخلصت الدراسة المذكورة إلى أن نصف سكان الكرة الأرضية سيواجهون مشاكل في الحصول على مياه للشرب والري خلال السنوات الخمس والعشرين القادمة كما كشفت الدراسة النقاب عن أن ثلث سكان العالم يعيشون في مناطق تواجه شحا في المياه ، وقالت الدراسة إن من بين الأنهار التي تعاني مشاكل مستقبلة النهر الأصفر في الصين ونهر زامبيزي في إفريقيا والأنهار التي تغذي بحر الآرال في روسيا وتستغل معظم مياه هذه الأنهار حاليا في الري لا في الشرب، وأوضحت الدراسة أن الزيادة التي يشهدها عدد السكان في العالم ستؤدي إلى أن يجد نصف سكان الكرة الأرضية صعوبة في العثور على مياه لمحاصيلهم الزراعية ومواشيهم والقليل من الماء للشرب مما سيجعل من الضروري إيجاد حلول علمية إلى جانب حلول سياسية للأزمة ، فماذا أعد وزيرنا في الماء لنكبة راهنة ومستعجلة في إقليم تزنيت خاصة في عمق مناطق لاخصاص وآيت بعمران-آيت ابراييم وآيت الرخا ورسموكة، هذه الأخيرة التي تعيش مفارق عجيبة حيث يقع في دائرة نفوذها سد مهم ترتوي منه أراضي جارتها باشتوكة ايت باها، دون حراك من الحكومة لتوجيه ثروة مائية لأهلها الحقيقيين ومن ثم للجيران الأشقاء.
السيد وزير الماء، لقد أعذر من أنذر، النكبة آتية ما لم يلطف الله بغيثه على عباده، فما عليكم سوى التعجيل بإجراءات عملية بعيدة عن ديماغوجيا الساسة ……….، الانسان في محنة وينتظر الغوث والعون وي تأخر يعني مزيدا من المصائب والفقر والبؤس الذي يستثمر أكثر في ذروة الهوس الانتخابي للانتهازيين…………
Aucun commentaire