Home»Régional»من تداعيات كتاب الداعية الدكتور فريد الأنصاري( الحلقة الرابعة )

من تداعيات كتاب الداعية الدكتور فريد الأنصاري( الحلقة الرابعة )

0
Shares
PinterestGoogle+

بداية وقبل مواصلة الحديث عن قضية معرض الكتاب الإسلامي أسجل بأسف شديد محاولة بعض المقنعين بالنعوت والصفات التمويه على هذه الحلقات من خلال تعليقات تروم شطب صفحات سود من تاريخ اليسار الطلابي المدنس قصد تلميع صورته البشعة حتى زعم زاعم أنه كان يسمح له بالبسملة وحتى بالصلاة ؛ يزعم هذا وكأن الشهود على ما كان يحصل من تضييق على التدين في جامعاتنا مما ذكرت في الحلقات السابقة قد رحلوا كلهم بلا رجعة ؛ والحالة أن المغرب طولا وعرضا فيه من عاش الفترة المريرة ؛ بل وفيه من كان يستهويه اليسار في شبابه وعاد إلى رشده ؛ وهو شاهد من أهلها كما يقال على التنكيل بالإسلاميين .
فجر اليوم الثالث من أيام معرض الكتاب الإسلامي صلى الطلبة الإسلاميون الصبح وعددهم لا يجاوز الثلاثين ؛ وجلسوا حيارى لما بلغهم من أمر إعداد اليسار عدته لاقتحام المعرض وإتلاف ما فيه من كتب إسلامية. وبعد تشاور طويل واحتدام بين فكرة إنهاء المعرض تجنبا للصراع ؛ وكان فينا من تنبه لمؤامرة حيكت بين اليسار والشرطة وبين فكرة ومواصلة المعرض مهما كان الثمن ؛ استقر الرأي بشبه إجماع على مواصلته وصيانته ؛ وقد كان الثمن باهظا نظرا لقلة الطلبة الإسلاميين قياسا مع طلبة اليسار.
وما كاد الصبح يسفر حتى كانت الملشيات الأوطيمية كما سماها الأستاذ الأنصاري تحيط بالمعرض من كل صوب وحدب متوعدة مزمجرة يتطاير الشرر من عيون زعمائها المتقدمين للصفوف محرضين مستعملين أسوأ ما يستعمل من الكلمات النابية شتما وتجريحا واتهاما . وما كاد رعاع أوطيم يمزق لافتة الشعار التي كانت تعلق في ساحة الحي الجامعي خلال أيام المعرض ويدوس على على قوله تعالى اقرأ باسم ربك حتى نشبت حرب ضارية ؛ بدأت بالأيدي عبارة عن لكمات ثم تطورت إلى عصي وقضبان حديدية وقوارير زجاجية وسلاسل فضلا عن الحجارة من كل عيار ؛ وهي عدة كان اليسار الأهوج قد أعدها سلفا . وظلت عصابات اليسار مدعمة بما استدرجته من أتباع تسدد الضربات الموجعة لجماعة لا يتعدى عددها الثلاثين كما أسلفت ؛ وهم عزل ينافحون عن المعرض وفيه نسخ من كتاب الله عز وجل و نسخ من كتب الحديث ونسخ من الكتاب الإسلامية.
كانت المعركة حامية الوطيس بين طلبة يساريين يعدون بالمئات ؛ وبين طلبة إسلاميين لا يتجاوز عددهم الثلاثين ؛ معركة استبسل فيها الطلبة الإسلاميون دفاعا عن النفس ودفاعا عن معرضهم . ولقد لقوا من أصناف التنكيل ما لا يعبر عنه بلسان حيث كست الواحد منهم الدماء من قنة رأسه إلى أخمص قدميه يشهد الله بدون مبالغة . ومهما بلغت بي آفة النسيان فلن أنسى صورة الأخ رشيد الهداج ذكره الله بخير؛ وقد شج رأسه وانهمرت دماؤه فخر مغشيا عليه يلفظ أنفاسه وكنت أحاول سحبه من وسط المعركة حيث كانت الحجارة ترشقنا بشدة لا هوادة فيها وكان جرحي العميق على مستوى الرأس ينزف بشدة أيضا وذراعي اليسرى شبه مشلولة ؛ وقد أصيبت بضربة قاصمة؛ لقد كان المنظر مفجعا للغاية وكنت أنتحب بمرارة لمنظر الأخ المغشي عليه والذي لم ترحمه الحجارة ؛ولم تأخذ الرفاق المتوحشين رأ فة ولا شفقة بنا بل كانوا لئاما كالذئاب الشرسة ؛ وكنا أيتاما في مأدبة اللئام. وبعدما أشفى اليسار غليله منا تدخلت ما يسمى بقوات مكافحة الشغب فلم تجد فريسة سوى فئة الطلبة الإسلاميين الجرحى بعدما لاذ الرفاق بالفرار ؛ وفي الطلبة الإسلاميين من كان يلفظ أنفاسه فانهالت عليه بعصيها وبلكماتها وركلاتها بلا تميز فكسرت العظام وشجت الرؤوس من جديد ؛ وخيل إلي أن الشرطة تدخلت لتكمل عملية ميلشيات أوطيم ؛وسحب البعض منا سحبا مهينا ثم سيق من سيق إلى المعتقلات مباشرة ونقل الجرحى إلى مستشفى الغساني في سيارات الشرطة وقد كدسوا كالبضاعة ؛ فمنهم من عولجت جراحه على عجل لينقل إلى المعتقل على التو ؛ ومنهم من أدخل الإنعاش ؛ وهو في غيبوبة .
قضينا ليلة عصيبة من ليالي الشتاء في مركز الشرطة المركزي بعد صبيحة دامية ؛ ثم حولنا صبيحة اليوم الموالي إلى مركز الشرطة القضائية في قاعة لا تتجاوز مساحتها أربعة أمتار مربعة وكان عددنا يتجاوز الثلاثين وكنا خليطا من اليسار والإسلاميين. ودامت مدة الاعتقال أربعة أيام بلياليها دون طعام أو نوم ؛ قبل إحالتنا على المحاكمة ؛وكانت الشرطة القضائية لا يحلو لها استنطاقنا وكتابة المحاضر إلا في ساعات متأخرة من الليل ؛ وقد حرمنا استعمال المراحيض فساءت الأحوال ؛ ولم نذق الطعام إلا في اليوم الخامس حيث جلبت لنا وجبة من مطعم الحي الجامعي ؛ وتسببت لنا في إسهال قاتل لست أدري هل كان بفعل فاعل أم بسبب طول مدة الجوع ؛وكانت الشرطة التي لم يعجب أحد الفضلاء وصفي لها في الحلقة الماضية تتسلى بمنظرنا ونحن نتردد على مرحاض يتيم الإسهال يعتصر أمعاءنا. وأنا سائل الآن من سألني في تعليقه عما قصدته من خلال عبارة سبتوا مع السابيتن في مقالي السابق : أي وصف يليق بهذه الشرطة وهي تستعمل العنف المفرط ضد الجرحى على غرار ما تنقل لنا الفضائيات عن أصحاب السبت ؟؟ وأي تعبير يليق بها والحال كما وصفت في المعتقل؟ ولن أنسى لحظة استنطاقي وكانت الساعة الثانية صباحا وقد قيدت يدي خلف ظهري والمستنطق لا يسأل سؤالا إلا بأسلوب الشتائم . ولن أنسى ما كان من أحدهم عندما سألني عن تخصصي فلما علم أنني طالب لغة سألني هازئا عن كتابة همزة اعترضته وهو يحرر تقريره ؛ و لما كان جوابي : اكتبها حيث شئت ؛هم أن يبطش بي وقد شتمني بعبارة نابية سأقاضيه بها أمام شرطة الله عز وجل الغلاظ الشداد يوم القيامة.
ولقد كانت ظروف الاعتقال من السوء بحيث لا يستوعبها وصف ؛ وما كنت أصدق من يصفها لولا أنني عشتها كابوسا حقيقيا. والى حلقة قادمة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

8 Comments

  1. ذ .محمد العثماني
    07/06/2007 at 09:59

    إن الذي ينكر التاريخ الأسود لليسار بمختلف أطيافه تجاه كل ماهو إسلامي ينطبق عليه مثال النعامة التي تدخل رأسها في الرمل وتظن أن الصياد لا يراها . إن الاعتراف بالخطأ فضيلة وهاذا ماقام به عقلاء اليسار الذين تراجعوا عن إيديولوجيته أو الذين اعترفوا بأن الصراع مع الأسلاميين كان خطأ استراتيجيا أدى إلى إضعاف اليسار وتشويه سمعته في أوساط الشعب المغربي ، في حين تقوى الإسلاميون و تعاطف معهم المغاربة بشكل كبير . و أقول دائما لعقلاء ما قاله الله لمنكري نبوة محمد صلى الله عليه وسلم  » قل إنما أعظكم بواحدة ، أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا  » . فالإنسان عندما يجلس إلى نفسه ثم يطرح افكاره للنقد يكتشف لا محالة مكامن الخلل فيها فيصلح ما اعوج منها ويطرح جانبا الخاطىء منها ويبحث عن الصواب فيتبناه .

  2. samir azzou
    07/06/2007 at 10:01

    Par apport au « erreurs » et le livre de M. Farid, que j’ai pas encore lu domage !!, je peut dire : C’est en 1996 qu’il apparaît visiblement impossible de rassembler et d’unire les deux tandances diférentes en la matière de l’aligeance sur tout.

  3. متتبتع
    07/06/2007 at 10:01

    احرجني كثيراتدخل السيد المفتش في الموضوع اعلاه وفي مواضيع اخرى,,,ان ان المقال حول مناقشة كتاب الى استعراض مقتطفات من السيرة الداتية التي ربما يعتقد صاحبها انها تحتاج الى لجنة خاصة شبيهة بلجنة الانصاف والمصالحة…..انك وجهت كلاما قاسيا لجيل انتمي اليه واعتز به (جيل المرحوم ادريس بنزكري ,17 سنة سجنا وو) هل اليسار الدي تنعته بشتى النعوت وبالباطل وتعتقد ان المنتمين اليه لا يومنون فهل شقثت قلبهم ام انك من الدبن يمنون…كيف سنقيم ثقافة عصرية مواكبة دون ان نقيم اي احترام للانسان كيف ما كان فكره ورأيه وصفت من تريد بما تريد فهو امر يهمك ولكن الموضوعية تقتضي ان نتدكر تصرفاتهم في بعض المواقف منها ما حدث اثناء المحاكمة الطلابية التي اسموها المحاكمة الشرعية لطالب رحمه الله

  4. السليماني عبد الله
    07/06/2007 at 10:03

    oujdacity=commentaire censurer

  5. محمد شركي
    07/06/2007 at 12:41

    الى المقنع باسم متتبع لو كنت فعلا متتبعا لعرفت أنني صرحت في البداية بأنني لن أناقش ماجاء في كتاب الأستاذ الأنصاري وأن ما أكتبه تداعيات أوحى بها الكتاب أما سيرتي الذاتية فلن تفيد في شيء فانا أسرد ماضي بغيض لليسار المتبجح بالشعارات والمتورط في الفضائح ضد الإسلاميين والذي أراد الارتزاق بكتاب الأنصاري من أجل حملته الانتخابية
    أما أنني اكتب في كل الموضوعات فذلك شاني ولا دخل لك فيه فاكتب ما شئت إن استطعت وما ينبغي لك وما تستطيع

  6. الدعمي يوسف
    08/06/2007 at 00:17

    اكتب ما شئت و لكن بتروي و كن حذرا فمرة انت اسلاموي و مرة انت قومي علماني كما جرى لك في مقالك الهجومي على حزب الله فبدوت فيه قوميا و علمانيا من النوع العاي جدا ارجو عدم الحذف لنترك لشركي حق الرد

  7. ذ حسن العمال
    08/06/2007 at 00:17

    اخي المتتبع لا ينبغي ان تاخذك الغيرة علي اليسار بصفة عامة فهو الذي ضيع اكبر قضية للمسلمين وهي فلسطين عندما كان يتحالف مع اليسار الصهيوني معتبرا اياه رفيقا في الدرب وضحية من ضحايا الصراع الطبقي في الوقت الذي كان اليسار الصهيوني يتحالف مع اليمين الصهيوني للقضاء علي الفلسطينيين واخراجهم من ديارهم فالعقل العربي لا يمكن ان ينسي هذه المنقصة لليسار فالامة العربية ينبغي ان تحاسب اليسار علي ذلك كما ينبغي ان تحاسبه علي الوقت الثمين الذي ضيع لهذه الامة في الشعارات الفارغة والتي لم يتحقق منها شيئ الي الان بل انه كرس الازمة علي جميع الاصعدة والقي الشباب في متاهات خطيرة فمنهم من فقد عقله ومنهم من انحرف ومنهم من لا زال تائها ومنهم من استفاق مبكرا حيث انتبه الي خطورة افكار اليسار علي مستقبله فرجع الي الصواب وتصالح مع عقيدته واصالته وهذا الذي نذكره هو من معايشتنا لاصدقاء لنا كانوا يساريين حتي النخاع في الجامعة ولكن ما انخرجوا منها حتي القوا كل ذلك في مزبلة التاريخ وعادوا الي فطرتهم و نسال الله ان يوفق شبابنا الي اصالتهم و دينهم و السلام علي من اتبع الهدي

  8. الرحيمي عبد القادر
    08/06/2007 at 00:17

    لايمكن انكار الدور الايجابي والبطولي الذي خاضه اليسار في السبعينيات وما تلاه ولا احد ينكر ان ثماره تجنى الان في بلدنا من حقوق انسان وحريات تعبير وتغيرات شتى شملت الادارة والتعامل و…اما ان نصفهم ونصف ماضيهم بالبغيض فهذا تجن عليهم وظلم في حقهم اما صراعاتهم مع الاسلاميين فهو صراع مباديء وقناعات واياك ان تعتقد في الاسلاميين اعتقاد الشيعة في المهدي المنتظر

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *