من تداعيات كتاب الداعية الدكتور فريد الأنصاري ( الحلقة الثانية)

قبل مواصلة الحديث عن شهادة حية متعلقة بالمعاناة التي عاشها الطلبة المسلمون بالجامعة المغربية في مدينة فاس خلال السبعينات والثمانينات لابد من تفويت فرصة المناورة على جهات معلومة تريد حجب مثل هذه الشهادة للتمويه على مظلمة ستظل وصمة عار في جبين اليسار. لقد حددت في الحلقة الأولى موقفي من كتاب الدكتور الأنصاري وهو الحياد بخصوص خلافه مع الفئات الإسلامية التي خصها بالنقد والتجريح ؛ لأنني مسلم محايد ولائي الخالص لله تعالى ؛ ولم أعرف انتماءا لجماعة أوفئة ما عدا جماعة المسلمين الكبرى في مشارق الأرض ومغاربها التي تجمعني بها كلمة التوحيد ؛ وهذا ما جعلني أتعامل مع كل المسلمين ؛ والتقي مع كل من يعمل من أجل نشر كلمة لا اله إلا الله؛ وإن كنت أعتقد أن الدكتور الأنصاري إنما يدين الوقوع في نهج اليسار البغيض.
لقد عتبت على الأخ الأنصاري عتاب أخوة لأنه لم يجسد آية ( أذلة على المؤمنين ) ؛ ولم يلتزم بآية ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ؛ ولم يمكن إخوانه في العقيدة حتى من مجرد الحق الذي كفله الإسلام للطغاة من أمثال الفرعون عليه اللعنة وهو القول اللين. وهنا انتهى تعليقي على كتاب الأنصاري ؛ ولكن لم ينته تعاملي معه لأنه أغراني في بدايته بالحديث في موضوع محنة الطلبة المسلمين مع اليسار؛ ولم أقصد إلى استغلاله كما ظن أهل الظن السيئ ؛ ولا أنا راغب في كتابة سيرة ذاتية كما خيل لمعلق واضح التحامل علي لسبب بسيط وهو أنني إنسان بسيط ليس في حياتي ما يستحق التأريخ ؛ لهذا فما أكتبه شهادة معاينة لله ؛ وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين. وليطمئن المتحاملون علي فلست انتهازيا ممن يلتقط فتاة السمعة المجانية من مواد الغير ؛ ولن تنطلي علي حيلة محتال يروم إخراسي ومنع شهادتي ضد فضائح يندى لها الجبين ارتكبها اليسار ضد أبرياء ذنبهم الوحيد هو قولهم ربنا الله. وليطمئن اليسار فلن نقاضيهم كما فعلوا أمام محاكم البشر في الأرض مما سموه إنصافا ومصالحة ؛ ولن نتخذ محرقة كمحارقهم بل شكوناهم لمحكمة السماء يوم لاتغني الشفاعات ولا الشعارات.
التحقت بجامعة فاس وكان أول احتكاكي فيها ببيت الله عز وجل حيث كانت ثلة من الشباب الجامعي المتدين الحريص على أداة الصلوات الخمس مع الجماعة في المسجد ؛ وكانت هذه الذلة نموذجا في الاستقامة فلا تجد فيهم إلا الوجه البشوش والمحبة الصادقة والعناق الأخوي الحار والمواساة والمعونة غير المشروطة فلا يشكو أحد بأسا إلا ووجد العناية والرعاية في هؤلاء الشباب ؛ وكأنه بين أهله وإخوانه الأشقاء. كانت غرفهم نموذجا في النظافة تزينها نسخ كتاب الله عز وجل ونسخ كتب الحديث والكتب التربوية الدينية ؛ وتسع من يقصدها بترحاب كبير وكان أصحابها نموذجا في حسن السمت بلحاهم الجميلة التي تنبعث منها رائحة المسك الطيبة . وكانت عادتهم الإمساك يومي الاثنين والخميس بانتظام. وقيام الليل هنا وهناك في غرف معلومة . وكانت تلقى دروس في الوعظ والإرشاد والتربية الروحية مساء كل خميس؛ وتنشر في مجلة حائطية بالمسجد مقالات دينية تربوية. وكان بعض هؤلاء الشباب يمارسون الرياضة خصوصا كرة القدم عقب صلاة الصبح مرة كل أسبوع. وكان من عادتهم ودأبهم التزاور. وكانوا من أنجب الطلبة حيث كانت نتائجهم جيدة للغاية إذ لا يقنع الواحد منهم بأقل من ميزة . وقد كانت هذه الأوصاف آنذاك غريبة في وسط أقل ما يمكن أن ينعت به الإباحية حيث كانت معظم غرف الطلبة اليساريين وسخة بعضها لطخت جدرانها بيحموم التبغ ؛ وصور خليعة عبارة عن أجساد أنثوية عارية مثيرة جنسيا ؛ إلى جانب صور زعماء المادية الجدلية من قبيل ماركس وشي غفارا ومن على شاكلتهم. وكانت هذه الغرف لا تخلو من خمر ومخدرات حتى اشتهر بعضها بذلك. وكانت بعض الغرف في الطوابق السفلى تشهد عمليات تهريب الجنس الآخر لممارسة البغاء ؛ وقد يفتضح الأمر فيشهد الحرم الجامعي جلبة وصياحا إلى ساعة متأخرة من الليل حتى يقضي المهرب حاجته من الفساد فيرمي ببضاعة خارج الغرفة أمام عيون الطلبة الصاخبين ومنهم المحتفلين بذلك. كانت قلة الحياء منتشرة في كل مكان فلا يدير الإنسان بصره هنا أو هناك إلا ويرى طول عناق وقبلات وتكسر وتغنج ؛وعري وتفسخ وتدخين وفجور قول لا يقل وقاحة عن فجور الفعل . لقد كنت أراقب حال الطائفتين في صمت وأتابع ما يجري هنا وهناك ؛ فبقدر ما أجد الكلام الطيب عند الطلبة المسلمين أجد ما يقابله من قبح الكلام عند الطلبة اليساريين. وبقدر ما كان هؤلاء يدعون إلى الله عز وجل كان أولئك يدعون إلى الإلحاد والكفر والفجور. كنت أتابع ما يقوله اليساريون عن المسلمين فإذا هو البهتان والزور. كانوا يصفونهم بعبارة الإخوان المجرمين والظلاميين والأصوليين والقرسطيين نسبة إلى القرون الوسطى والرجعيين والعملاء … وما شاء اليسار من همز ولمز. وما كنت أسمع في أوساط الطلبة المسلمين قذفا ولا شتما ولا تعريضا بأحد عدا عبارة الرفاق وهي تسمية كان يفتخر بها اليساريون ؛ وكنت أعجب لحال هؤلاء وأولئك كل يعمل على شاكلته وكل إناء يرشح بما فيه . وكنت كل يوم أزداد قربا من الطلبة المسلمين وبعدا من اليسار البغيض الحاقد . لقد عاينت ( الحكرة) كذا كما يقول أهل وجدة ؛ حيث يحتقر اليساريون المسلمين شر احتقار؛ يسخرون منهم في كل مكان في المقصف والمطعم والمدرج وفي باب المسجد . يشتم مؤذنهم ويرمى بالأحذية والقاذورات . ولن أنسى يوم أحدث أحدهم في محراب المسجد ومسح قذارته بأوراق المصحف الشريف بعد تمزيقه. ولن أنسى أيضا أراجيف اليسار من قبيل اتهام الطلبة المسلمين بالإعداد لحرب وهمية ؛إذ سمعت يوما أحدهم يقص على جماعته خبر تدرب الطلبة المسلمين على فنون الحرب والقتال بسيوف وخناجر وسلاسل ؛وختم كلامه بعبارة نابية أستحيي ذكرها الآن قائلا وإنهم يختمون تداريبهم بالدعاء وقراءة الفاتحة والجماعة تضج بالضحك هازئة ساخرة. لقد كنت قد عاينت ما وصفه المرجف وكان الأمر لا يعدو مباراة في كرة القدم ختمت بالفعل بدعاء استغفار المجلس ؛ ولكنها تحولت بفعل البهتان اليساري إلى استعداد لحرب وهمية بأسلحة وهمية ؛ فلا غفر الله للمرجف الكذاب .
لقد كانت هذه الأراجيف انعكاسا للحقد اليساري الأسود الذي انتهى بمأساة هي موضوع الحلقة القادمة .




17 Comments
dis nous exactement ou veux tu en arriver!ou etais tu avant ce n est que maintenant que tu te decides a nous parler de ton passe sordide .reviens a ta conscience car tes actes journaliers d aujourd hui nous devoilent beucoup de choses qui ne sont pas a la hauteur
je suis scandalise par les propos tenus par un homme qui se dit musulman et qui craint dieu le deces de mr benzeqri nous rappelle ce que les vrais patiotes ont endurè et son sejour en prison de1974 à 1991 en dit long alors un peu de respect pour les gens qui t ont permis d ecrire des betises pareilles
الى المدعو محمد الفرنسي دون خبر فرنسا
ما ذكرته لا يتعلق بسيرة ذاتية كما تزعم ؛ بل هي شهادة تاريخية لفضح الممارسات اليسارية المخزية . ما أريده هو تنوير الرأي العام بمناسبة ظهور كتاب اشار اشارة عابرة الى هذه الممارسات التي كنت شاخدا عليها.
اذا كانت مواقفي كما وصفتها ولا تعجبك فلأنني لا أعتقد ما تقتقد ؛ فأنا ضد فضح الممارسات المخزية وانت معها هذا هو السر في كوني لن أرضيك ابدا
وأنا لم أكتب المقال لأمثالك ؛ فهناك من يهمه ما أكتب لهذا لا أحد يلزمك بقراءة ما أكتب وأنت حر في التعليق بما شئت وعليك أن تتقبل الرد المناسب عليك يا السي الفرنساوي بدون علم الفرنسيين رحلت فرنسا منذ أكثر من نصف قرن ولا زلت متشبثا بلغتها وهي لا تعير أدنى اهتمام للغتك يكفيك هذا للدلالة على طبيعة شخصيتك المستلبة لهذا لن يرضيك ما أكتب وما سأكتب
ابصم بالعشرة ان ما قلت صحيح و صحيح وهاهي التجربة تتكرر مع التيار الامازيغي..
ان اليسار العدمي الموبوء بعداء الامة والدين..يحاول خلق التوترات والانتصار للانفصالات بدعوى تقرير المصير او تحقيق الشرعية الدولية بعد ان اندحرت رؤاهم اليدلوجية..
اما كتاب الانصاري فهو اظافة نوعية وجديرة بالاحترام والتقدير وان كان قلم الاستاذ يشبه قلم ابن تيمية في حدة خطابه وقسوته..ربما يعود لطبيعة الشخص اكثر مما تعود لموضوع الانتقاد..
ارحمنا يا مفتش التعليم الثانوي من هده التفاهات. مادا تقصد باليسار! اليست كتابة كناب من المجادلة بالتي هي احسن. ام ان اسلوبك للرد… انتهى تعليقك على الكتاب قبل ان يبدئ! فلا يحق لك عتاب احد و خصوصا الاستاذ الانصاري. اما عن ما ورد في المقال فلا تعليق.فلا افكار ولا افاق
الحمد لله أن الأستاذ الشركي يتفق مع الإخوة الذين آخذوا على الأستاذ الأنصاري طريقته في انتقاد الحركة الإسلامية بالمغرب بتجاوزه بعض الخطوط الحمراء كمحاكمة النوايا وإصدار أحكام مطلقة والحديث نيابة عن الآخرين بما فيهم الأستاذ أحمد الريسوني الذي صحح له كثيرا من المغالطات … أما ضرورة النقد الذاتي البناء، على طريقة السلف الصالح وبأخلاق العلماء فلا أحد يرفضه، لأن الحقيقة المطلقة بيد الله عز وجل…أما الحديث عن السبعينات أستاذي الشركي فهو من قبيل التأريخ لحقبة معينة قد تكون متجاوزة الآن رغم بعض الممارسات الطائشة لهذه الفصائل التي قد تصل إلى الاقتتال كما وقع مؤخرا في الراشبدية…إن اليسار في نظري غير عموما من استراتيجيته فاعتمد على اكتساح مؤسسات المجتمع وخاصة التعليم والثقافة والإعلام ثم تحالف مع بعض الحركات الليبرالية والماسونية والماكيافيلية ، ولم يعد الدين إشكالا عند أغلب اليساريين الذين أصبحوا يواظبون على الصلاة أكثر من الإخوان…وقد أعجبني التوصيف الذي اعتمده الأستاذ فريد الأنصاري في كتاب سابق اسمه « الفجور السياسي »، وكنت أتمنى أن يواصل في نفس المنهج أي فضح حركة الفجور والتمييع والتفسيق من خلال المؤسسات الرسمية و المهرجانات السنوية وعبدة الشيطان والتضييق على مادة التربية الإسلامية وغير ذلك…لكنه فاجأنا بانقلاب 180 درجة وتوجيه سهامه إلى حزب « الدمار الشامل » أي حزب العدالة والتنمية، فيسمى رموزه الذين اشتعل رأسهم شيبا وهم في الأربعين والخمسين من عمرهم بالعقارب…أغلبهم قاسى من الاعتقال والتعذيب ، « فمنهم من قضى نحبه » كالمروري والنهاري رحمة الله عليهما، « ومنهم من ينتظر »، وما بدلوا تبديلا » ، أغلب نوابه في البرلمان غارقون في الديون بسبب الأعمال الاجتماعية التي يقومون بها وعلى رأسهم المقرئ أبو زيد ناصر المستضعفين وعبد العزيز أفتاتي الذي لم يرد اقتناء سيارة جديدة درءا لكل الشبهات وظل يركب رونو 4 …مثال آخر يحضرني من وجدة زهو الأخ محمد العثماني ، فقد تنازل عن رتبته الثانية في لائحة الترشيحات امتثالا لقرار هيأة الاقتراح ولم يناور ولم يحتج رغم مؤهلاته وسبقه في الدعوة …إنها أخلاق الصحابة فعلا… هؤلاء أساتذتنا في العمل الدعوي ومن أساء إليهم فقد أساء إلينا جميعا.
الى المدعو عباس الفرنسي فبدون علم فرنسا
لا مجال للارتزاق بوفاة المرحوم بن زكري
أنا لا افهم كيف يطالب اليسار بمحاكمة مجرمي سنوات الرصاص الأشباح ولكن لا يريد محاكمة اليسار المتعسف ضد الاسلاميين
الى السيد عباس لماذا تكلف نفسك عناءالتعليق ما دام الذي كتبته بدون أفكار ولا آفاق
انها حقيقة اليسار المخزية التي لم تعجبك أما افكار فأنت دون مستوى الحكم عليها
الاخ:شركي
اشتم من تداعياتك تحاملا على تيار لصالح تيار،ربما ذلك ندما منك على نشر مقالك حول الكتاب ،خاصة وان الكتاب تعرض لنوع من المصادرة تمثلت في شرائه بالجملة من طرف عناصر التيار « الدينيوي ».هل تعرضت لضغوطات من طرفهم؟ام ماذا؟ ولا تنس ان الخلاف الكبير مع المتاسلمين ليس في الاخذ بمباديء الاسلام وانما في استغفالهم الناس باسمه واستغلالهم سلطة الدين لتمرير ما شاؤوا خدمة للاغراض الدنيوية. ولايحق لاحد ان يزايد على الاخر في تدينه او تقواه فالله هو الكفيل بذلك وهو اعلم بمن اتقى. واشد ما اثار غضب المتاسلمين في كتاب د.الانصاري هو التنبيه الى خطورة استصنام الهيئات :الاحزاب والنقابات وغيرها وهذا الاستصنام يشمل الجميع يساريا او ليبراليا او « دينيا » وقصدت استعمال مصطلح « ديني » لانه اعمق ينطبق على كل حركة دينية سواء حملت لافتة »اسلامية او مسيحية او زرادشتية او غيرها » وعيبها انها تعتبرنفسها تمتلك الحقيقة المطلقة .
اما عن السلوكات فلكل جماعة محاسنها ومساوؤها فقط هناك من يعلن عن سلوكاته سيئة كانت او حسنة وهناك من يمارسها في الخفاء منافقا الناس مناسيا انه لن يخفيها عن الله عز وجل .
الامور نسبية ولايمكن تزكية احد.
أستغرب من الذين يريدون إنكار التاريخ الأسود لليسار المغربي بكل أطيافه خلال العقدين السابع والثامن من القرن الماضي تجاه الحركة الإسلامية خاصة في الحرم الجامعي . هل ينكرون بأنهم كانوا يحتجون و يملؤون المدرجات ضجيجا بمجرد افتتاح أحد الطلبة كلامه ببسم الله الرحمان الرحيم ؟ وهذا أقل ماكانوا يفعلونه . هل ينكرون بأنهم كانوا يفطرون نهار رمضان جهارا ؟ ألم يكونوا يهددونا بأن أول من سيبدؤون بتصفيتهم بعد نجاح ثورتهم الموعودة هم الإسلاميين « الخوانجية » بتعبيرهم . أقول بأن مجموعة من اليساريين العقلاء قد تراجعوا عن أفكارهم القديمة لما وجدوها غير صالحة ورجعوا إلى فطرتهم السليمة وتبنوا الفكرة الإسلامية الأصيلة التي وجدوا بأنها هي التي تدعوا حقيقة إلى المثل العليا التي تحقق للإنسان سعادته في الدنيا والفوز برضا الله في الآخرة . و هناك صنف ثاني وهم الذين كنا نقول عنهم » إذا سقطت الأمطار في موسكو يحملون المظلة عندنا في المغرب » فهؤلاء يفتقدون ملكة النقد الذاتي وروح الأستماع للآخر ولا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية ، لذلك نجدهم قد غيروا خطابهم 180درجة ولم يحافظوا من إديولوجيتهم القديمة إلا » العداء للدين » لكن لم تعد لديهم الجرأة القديمة للجهر بذلك لأن الأمة ستلفظهم ، لذلك فهم يموهون على ذلك بمصطلحات من مثل » الظلامية » و » الماضوية » و » الإسلاموية » إلى غير ذلك من المصطلحات التي يتقنون اشتقاقها . وهؤلاء يجب على أبناء الأمة الصادقين تجاهلهم و الإعراض عنهم لأنهم ماضون لا محالة إلى مزبلة التاريخ . فمن كان يظن بأن قلعة الشيوعية ستنهار يوما ما ؟ ومن يظن الآن بأن الرأسمالية المتوحشة سائرة لا محالة إلى الزوال طال الزمن أم قصر ؟ لسبب بسيط وهو أن هذه الإيديولوجيات تعارض الفطرة البشرية التي فطر الله الناس عليها . قال تعالى » إنه لذكر للعالمين ، ولتعلمنه بعد حين » هذه الآية نزلت ورسول الله وأصحابه محاصرون في مكة ، هل تحقق وعد الله أم ؟ السؤال أطرحه لعقلاء اليسار .
الى الأخ الزعماري
اطمئن فأنا لم ولن اغير موقفا من مواقفي ابدا ؛ ولم انتصر لفربق دون آخركما اعتقدت لقد حددت موقفي بوضوح وجلاء ؛ والذي يهمني من الكتاب هو قضية الصراع الاسلامي اليساري في الجامعة المغربية الذي اشا ر اليه الكاتب ولم يتناوله وقررت كتابة شهادة تاريخية عنه القضية تنتهي هنا والله يتولى السرائر
ان ما اثاره الاستاذ الشركي حول سلوك اليسار المتعفن و المرتزق في الجامعة المغربية كله صحيح واشكره علي انه نبه الناس الي تصرفات هذا الصنف البشري الذي كلما اتاحت له الفرصة الا وعاث في الارض الفساد والفجور ولا يهم ان ذخل المسجد او امسك السبحة ان المهم هو ما يحمله من عداء للدين واهله واضيف الي ما ذكره الاستاذ الشركي و ما عاشه من ممارسات هؤلاء في فاس ما كان يحدث في وجدة رغم ان التيار الاسلامي كان ضعيفا انذاك الا انه كان يتعرض للكثير من الممارسات القذرة من قبلهم ومن ضمنها عدم السماح لاي احد بذكر اسم الله في افتتاح اي تظاهرة في الجامعة وكذلك كان كل واحد ذخل المسجد لاداء الصلاة الا وتعرض لانواع ن من السخرية والتهكم
الاخ الزعمري اتق الله وكفي من المغالطات ان الكتاب لم يتعرض للمصادرة من قبل احد كما ادعيت بل ان بعض الاخوة لا علم لهم به ولم يثر لديهم اي انفعال او شيء من هذا القبيل لانهم منشغلون بما هو اهم من هذا لانهم يحسون بمسؤليتهوم تجاه المجتمع فتراهم يعملون ليل نهار لصالحه ولا يبالون بالمصطلحات الفرغة التي تلاحقهم يوميا من قبل اليسار العلماني مثل مصطلحات المتؤسلمين والظلامين والرجعيين فاللهم اجعلنا من المتؤسلمين ان كانت تعني الرجوع الي القران والسنة واقول لك الاخ الزعمري ان الخلاف الكبير بين المتاسلمين كما يعجبك ان تسميهم وبين اليسار المتعفن هو فعلا في الاخذ بمبادئ الاسلامف فالاسلام لا يفصل بين الدين والسياسة م كما ان الحركات الاسلامية لا تستغفل الناس كما تدعي انت ولكنها تبين لهم طريق الاي حدوديسلام الذي طمسه اليسار ولا زال يفعل ذلك فهذا التيار يعرف جيدا ان دائرة لاسلا م نظيفة وان وعي المجتمع ال بالاسلام الحقيقي لا اسلام اليسار ي سيقضي علي امتيازاته وعلي الكثير من اغليطه التي ابتلي بها المجتمع واذكر في هذا المقام ان اليسار فشل فشلا ذريعا في تمرير كل مشاريعه الهدامة الي المجتمكع نظرا لمقاومة المجتمع له ولمواجهة المتاسلمين حسب تعبيرك لهذا التيار المخرب والي حدود التسعينات اعلن افلاسه وخروجه من المجتمع ليترك الساحة لابنائه المخلصينوهو التير الاسلامي الا انه مع ذلك لم يستسلم فظهر في لباس جديد معتقدا بذلك ان المجتمع يعيش في دار الغفلة فبدا يدعي التدين بل انه يدعي التدين اكثر حتي من المتدينين وجاء ليبشر انه ي سيخلص الدين من التدنيس الذي وضعه فيه الاسلاميون عفوا المتاسلمين وذلك بفصل الدين عن الدولة والمجتمع ويبقي الدين منكمشا في المساجد بل حتي المساجد والائمة لم يسلموا منهؤلاء والمنهجية الجديدة التي اختارها لنفسه لتجفيف المجتمع من الدين بعد ان فشلت منهجية الالحاد التي كان يعلنها جهارا في السبعينات هي منهجية التاويل وقراءة النص اديني قراءة استشراقية جديدة وذلك لتفريغ الدين من محتواوه الاصلي و استبداله بالترهات والخزعبلات وهذا الامر سيفشل كما فشل الاول مادامت هناك حركات اسلامية تعمل للحفاظ علي اصالة هذا المجتمع وهي تفعل ذلك لله وحده و مطلبها الوحيد هو رضي الله سبحانه وتعالي وجنته فلا يهمها بعد ذلك صيحات اليسا ر العلماني وندعو الله انيحفظ كل من دعا الي الاسلام و يوفق خطاه والسلا
السلام عليكم نحن لا نختلف في التنديد بكل التصرفات الغير مسؤولة من أي طرف وفي أي فضاء جاءت. انتم تتهمون الاغلبية بفعل الاقلية. اليسار كان يضم تيارات مختلفة ومتنوعة اعضاء ومتعاطفين كما هو الحال في الحركة الاسلامية. فاذا كنتم ترفضون ان تعمم عليكم تصرفات الاسلاميين المتطرفين اليوم, كيف تعممون أمثلتكم على اليسار بشهدائه و رموزه.! ثم ان الجميع يعلم ما قام به المتطرفون من اليسار…فلاداعي للتفاصيل!! ماهي الفكرة,. الخلاصة. سؤال الى الاخ العثماني هو هل برنامجكم الحكومي سيكون يميني ام يساري! واذا قلت إسلامي ساسلك في التفاصيل. و هذفي فقط اغناء الحوار. وقد تتفق معي على الاقل ان العنوان والصورة لاتوافق المضمون. فاحتراما للامانة اطلبوا من الكاتب المحترم تصحيح الوضع. وهذه النقطة اهم من تفاصيل المقال. فهل الامانة اسبق ام شهادة وصفية انتقائية صطحية. هل الكاتب يكتب فقط ليكتب .يحلق فوق المواضيع ويفوت علينا مناقشة غنية لمواضيع لاسلوبه السطحي والعدائي. و هذا رايي. . و الصلاة والسلام على نبي الرحمة محمد الامين.
إن ما جاء في كتاب الأستاذ فريد الأنصاري جانب الصواب توقيتا ومضمونا في الحكم على عمل اجتهادي قد يصيب وقد يخطئ وكذلك ما أفهمه من كتابة الأستاذ محمد الشركي في حكمه على اليسار في مرحلة تاريخية مشهودة في تاريخ المغرب وسأعتبره وجهة نظر وليست دراسة تاريخية تعتمد على الوسائل العلمية في التأريخ للأحداث والحركات ولهذا أنصح اخي وصديقي محمد الشركي الذي أعرف أنه يزن بميزان الشرع كل الأمور وكل الأعمال بأن توقيت مثل هذه الكتابات غير مناسب وأن انتظارات المغرب والمغاربة والتحديات التي تواجههم من جهات أخطر وأشد عداوة من إخواننا ذوي التوجه اليساري وأن الكثير منهم مخلصون في الدفاع عن حقوق المغاربة وهم مشتركون في ذلك مع الإسلاميين وأن عدونا في المغرب أكبر وأعتى من ذلك النقاش المتجاوز حاليا وأنا أفتخر بالنموذج : الأستاذ المناضل سابقا محمد الطلابي الذي كان يقود اليسار سابقا واليوم ها هو في خندق الدعاة الإسلاميين بل من قياديي حركة التوحيد والإصلاح ولهذا فإني أدعو الجميع إلى كلمة سواء تجمعنا للتقدم بالمغرب ورفع الذل والقهر والفقر والهوان عن المغاربة وجعلهم يحبون وطنهم ويفتخرون بانتمائهم إليه بدل من أن يقدموا أرواحهم وأجسادهم للاستعباد في بلاد الغرب ومواخير و باطرونات الفساد هذا إن نجوا من حيتان البحر. والسلام
الذي كتبه الانصاري يبين مدى تراجع الأخوة الإسلامية بين المسلمين وأنهم يعشون في متاهات خلافية لاحد لها كما أنه يبين أن بعض الدعاة يطلقون حالة شعورية فارغة في مواجهة التحديات ،وإنهم اليوم يجتهدون لإصدار كتب لا لتغيير الواقع، وإنما من باب خالف تعرف فقء وإن على علماء المسلمين والمثقفين والعاملين في الحقل الديني أن يعملوا من أجل تركيز الوحدة الإسلامية ،والأخوة الإسلامية لا أن يوسعوا الدائرة.وإلا فسنعيش في دوامة لانهاية لها.
الأخ شركي تحية طيبة
أعتقد أن الحركة الإسلامية إستفادت الكثير من مضايقات اليسار بالجامعة وربما حتى بالعنف الذي مورس علينا من طرف اليسار
لقد ساهمت المضايقات في صقل أفكار الحركة الإسلامية بالمغرب وجعلها أكثر واقعية ومبدئية في نفس الوقت ، كما أن العنف الذي مورس علينا بالجامعة من طرف بعض اليسار وليس كله بمثابة ضربية الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ودليل أيضا أن الحركة الإسلامية حركة متسامحة .
إننا اليوم نمد أيدينا إلى المخلصين من اليسار لنقول لهم إن الأزمة أكبر منا ومنكم فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم وأن نجعل اللعنة السياسية والنقابية على كل الذين يتخندقون في صف الإستكبار والإستبداد.