Home»Régional»الشعر في القرويين ابداع لغوي وسمو بالقيم والاخلاق

الشعر في القرويين ابداع لغوي وسمو بالقيم والاخلاق

0
Shares
PinterestGoogle+

الشعر في القرويين إبداع لغوي وسمو بالقيم والأخلاق
عزيز باكوش
حملتني على جناح السرعة الى القاعة الكبرى بثانوية القرويين بفاس,زوال الجمعة 29مارس الماضي , دعوة كريمة من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس بولمان , في شخص مدير مركزها الجهوي للتوثيق والتنشيط والانتاج التربوي الأستاذ الدكتور عبد السلام الموساوي من اجل حضور فعاليات النسخة الرابعة من طبعة التلاميذ الشعراء .فلبيت , اجتاحني شعور غامر تو ولوجي فضاء القاعة , كانت الشمس بدأت تميل بتؤدة جهة المغيب , متسللة, فغمرت الفضاء المنمنم, بنسمات الحضور الراقي , والموشى بطلبة وطالبات المعهد الموسيقي بفاس واللافح بدفء واهتزازات نورانية عبر نوافذها المخملية يشد رونقها الروح.
آه , ها المكان رحب ’ والإنارة غامرة , والحان أندلسية تنحدر بالروح الى مهاويها , وأرضية القاعة تلمع, ومنها تفوح رائحة محلول تنظيف يبعث على الانتشاء.. الى يستحق الشعر كل هذا البهاء؟؟

التنظيم نوعي , منشط اللقاء أستاذ مشهود له بالأدب والكفاءة والتواصل ,في شكلها الأرقى ,الكراسي الرطبة السوداء الفخمة نضدها التلاميذ برقمية ملفتة ,والحضور من عيار ثقيل خفيف رزين , على الصدور لم تكف الشارات النابضة بالأسماء ,والمهام ,نياشين تبعث على الفخر تنسدل على قلوب الشابات اللواتي يذرعن كل الزوايا بحثا عن مساعدة يقدمنها لضيف حل , انطلاقا من شاشة العرض الى المقاعد الخلفية حيث الشباب وتلاميذ الثانوية من كل الفئات والأعمار جلوس.
كل ما في القاعة ينبض أناقة وبهاء , احتفاء بالشعر , وبالتلاميذ الشعراء. الآن الشعر يحل.. وعلى الجميع ان ينصت لنبضات القلب.. وليحيى الشعر إبداعا لغويا وسموا بالقيم والأخلاق.
وكانت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان ,أطلقت’ منذ سنوات أربع مسابقتها الشعرية الكبرى, وتواصلت دوراتها دون انقطاع . مثل كرة الثلج , يلتف حولها المئات من التلاميذ الموهوبين بحماس قل نظيره . حافزهم في ذلك ,الرغبة الجامحة في ترجمة انشغالاتهم وما يعتمل داخل وجدانهم الى قصائد تحلق في سماوات الجمال والخيال.
الشعار الذي حملته الدورة " الشعر إبداع لغوي وسمو بالقيم والأخلاق" عاشه التلاميذ على مدى يوم واحد على إيقاع الفرح العامر , فرح يدعو الى نبذ أشكال العنف , والتخلص من كل أنواع الإحباط , فاسحة مجالا واسعا لمناخ الثقافة والإبداع .
وعلى امتداد ساعات , ظلت القاعة الكبرى لثانوية القرويين تعيش صخبا يؤثثه ضجيج التعارف والمجاملات الضاجة تسربلها مراهقة تنضج, وشباب يفيض حيوية حاملا معه إمارات إبداع حقيقي صاغته أقلامه اليافعة. تلاميذ من مختلف القرى والمد اشر, تتزاحم أحلامهم وتتراقص على منصة القراءة كالشعراء الكبار.إبداعاتهم تستجيب بامتياز لشعار الدورة وتفوح بعبير مستقبل متحرر وباسم.
والواقع ان الحياة المدرسية قابلة للتطور والإنماء كلما وجدت التربة الخصبة وتضافرت الجهود ,. وخلصت النيات .هكذا تحدث مدير الأكاديمية وأضاف :ان هذه الاحتفالية ,لا تستجيب فقط لشرط المناسبة وهو الاحتفال باليوم العالمي للشعر, "وإنما أردنا منها ان تكون تتويجا لجود تبذل طيلة السنة, على مستوى تاطير هيئة التدريس, وتأسيس نوادي الشعر والثقافة التي تعنى بهذا التاطير."
وفاق عدد المساهمات المترشحة رقم الثلاثمائة بكل اللغات المدرسة, العربية,الفرنسية ,الانجليزية ,الاسبانية, الألمانية, الامازيغية, وغير المدرسة , كالزجل . وهذا مؤشر هام ودال حسب المهتمين والمتتبعين "ان الأهداف التي رسمتها الأكاديمية عند إطلاق التظاهرة قد شرعت في التحقق , مما يفرض عليها تطوير التجربة وفسح المجال للتباري في أجناس إبداعية أخرى.
ألقى مدير الأكاديمية كلمة, وتلتها كلمة رئيس بيت الشعر بالنيابة, ثم حل ضيف الأمسية الكبير الشاعر المغربي إدريس الملياني, وألقى كلمته التوجيهية المفعمة بتجربته مع الشعر في محاولة إعادة إنتاج الواقع واكتشاف الوجود الإنساني في تألقه, منبها الى ان الشعر حرية لها قوانين وضوابط. نعم , يقول إدريس الملياني "علينا ان نتطلع الى الحاضر بعيون المستقبل مهمة الشعراء ان يواكبوا التطور ان يبدؤا من حيث انتهى الآخرون..لقد بذر أبناء الجيل الكثير من الطاقة في تقليد القديم قبل الاهتداء الى الجديد المعاصر…وتابع الشاعر الكبير قائلا : ليس الشعر ديوان العرب , إلا لأنه لم يكن للعرب علم غيره.. وقال: لو استجاب العالم لصوت الشعر, لكانت حياة الإنسان أفضل حال ومآل…..
وتوالت القراءات. بكل اللغات , .تشد الأنفاس تارة , وتزف الهمسات أخرى , على إيقاع موسيقى وتقاسيم هادئة, الى ان قررت لجنة التحكيم الإعلان عن نتائج المسابقة الشعرية الكبرى
الفائزون في المسابقة الشعرية ـ الدورة الرابعة مارس 2007:
بأكاديمية فاس بولمان والتي جاءت كالتالي :

اللغة العربية:
1. أسماء المريني من ثانوية مولاي إدريس عن قصيدتها: فلكم أحببت فيك عشقي وحمقي.
2. سعاد الشاوي من ثانوية علال الفاسي عن قصيدتها سيد العشق.
3. سعيد شباب من ثانوية ابن سودة عن قصيدته: على رماد السنين.
4. نادية بوعة من ثانوية ابن سودة عن قصيدتها: من وحي عينيه.

اللغة الأمازيغية:
سهام بوكرن من ثانوية أم البنين عن قصيدتها: أسْمامّي.

الزجل:
الطاهر حالوي من ثانوية مولاي إدريس عن قصيدته: النكبة.

اللغة الفرنسية:
couteuse est ta passion 1. سمية الشرقاني الحسني من ثانوية مولاي سليمان عن قصيدتها:
Et si c’était lui 2. سهام أفريج من الثانوية التقنية عن قصيدتها:
اللغة الأنجليزية:
it’s a pity. سلمى الموساوي من ثانوية ابن رشد عن قصيدتها:

اللغة الإسبانية:
la belleza محمد الواسيطي من ثانوية علال الفاسي عن قصيدته:

اللغة الألمانية:
krieg, oh bitte nein نهاد الواريتي من ثانوية علال الفاسي عن قصيدتها:

جائزة لوحة الملصق:
نبيل البدوري من ثانوية ابن الهيثم.

لجنة التحكيم:
محمد بودويك ـ عبد السلام المساوي ـ محمد فريسي ـ حميد لمنيعي ـ أمينة الوردي ـ أمينة مجدوب ـ محمد بربش

هنيئا للتلاميذ الشعراء بفوزهم المستحق في الدورة الرابعة من المسابقة الشعرية الكبرى , والى اللقاء في الدورة المقبلة ان شاء الله
عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. محمد الزعماري
    16/05/2007 at 11:43

    تنظيم مثل هذه التظاهرات تفتح الابواب امام المواهب لتبوح بمكنوناتها ،والشعر كما يقال لايكتمل الا بالانصات .الشاعر وهو يحلق في سمائه ليبدع قصائد تثقل على كاهله كسر عظيم ولا يرتاح الابعد اسماعه الاخرين.
    والشعر يسمو باهله الى الاعالي ويرفعهم على سلبيات الحياة اليومية يعلمهم الترفع عن الضغائن وحب الحياة ،ويحلق بهم في سماء الحرية يركبون اجنحة الشعرويتجولون دون قيود ويغوصون في اعماق النفس الطيبة ليغرسوا اشجار الحب ودفء الحنان وعشق الحياة
    فلنعد للشعر مجده الذي يحاول اعداءه سلبه اياه وكل ليلة والشر رفيق نفوسكم.

  2. بشرى راشدى
    17/05/2007 at 21:25

    جميل جدا ان تحتفى المدرسة بالشعر و أن تبارك الشعراء المبتدئين(التلاميد) من اجل البوح و المكاشفة،و خصوصا على ارض فاس الحبيبة.لكن الاجمل حقا هو المقال المكتوب بشاعرية كبيرة
    جدا و بتفاصيل دقيقة جعلتنى اتحسس الكلمات و الابيات و الهمسات كما لو اننى كنت هناك،فدهبت بعيدا بعيدا الى حيث البقاء للشعر و الشعراء.
    شكرا استادى عزيز

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *