Home»National»شعراء المغرب يرحلون ووزارة الثقافة تغط في سبات عميق

شعراء المغرب يرحلون ووزارة الثقافة تغط في سبات عميق

0
Shares
PinterestGoogle+

بنعمارة قبْل رحيله: لا أطمع بشيْء سوى الْعِلاج

رحل عصر يومه السبت 12 مايو 2007 الشاعر المغربي محمد بنعمارة (الصورة أعلاه) عن عمر يناهز الثانية والستين بعد صراع مستميت مع المرض العضال.وبرحيل الشّاعر محمد بنعمارة المفاجئ يُطرح ،مجدَّداً ،سؤال مسؤولية الدّولة ورعايتها لظروف مثقفيها وأدبائها ممّن يخطفهم الموْت بعد أن تنْخر الأدواء أجسادهم المتعبة فلا يرقّ لحالهم ضمير،ولا يصْرف نقير .وقد صرّح الشّاعر نفْسه في حوار لجريدة مغربيّة واسعة الإنتشار أنّه "لا يطْمع في أيّ شيْء سوى العلاج"، وحمّل مسؤوليّة إهماله لوزارة الثقافة الّتي لم تهتم بملفّه الطبّي الذي وضع داخل مكتب مسؤولها الّذي" لم يكلف نفسه حتى أن يرفع الهاتف ويهاتفني ويسأل عني. وهنا تظهر قيمة المثقف حتى كأننا في مغرب يوجد فيه مثقفان ، مثقف يُهتَم بأمره، يُراعى وتُقدم ملفاته للأبواب العليا ، ومثقف آخر يتجاهلونه ويهمشونه ويهمشون ملفاته… ولكن حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل. أقولها مرات عديدة ، فأنا لا أطمع في أي شيء فقط اطمع في علاج كامل . هذا ما اطلبه من الله سبحانه وتعالى ."،ولمْ يقفْ معه في محْنته إلّا قلّة منْ أصدقائه شأن الشاعر محمد بنيس بحصوص الدّواء الكيماوي .
وبهذا الرّحيل العاجل والصّادم تكون السّاحة الثقافية قد فقدت واحداً ممّن بصموا مشهدها الشعري والأدبي بأسلوبهم الخاصّ ،وأخلاقهم العالية، وموقفهم الجماعي في الحياة والكتابة حتّى صارت له بيْن مُجايليه مكانة لافتة في خارطة الشّعر المغربي الحديث والمعاصر.
.
والشاعر الرّاحل من مواليد وجدة 1945تلقى تعليمه بمدن وجدة والرباط ثم فاس التي نال برحاب جامعتها "محمد بن عبدالله" درجة دكتوراه الدولة في الآداب عن أطروحته "الصوفية في الشعر المغربي المعاصر ،المفاهيم والتجليات".وهو من الشعراء القلائل الّذين دافعوا في الممارسة والنظرية عن هوية الشعر المغربيّ ،التي ترفد خصوصياتها من أخلاقيات التراث العربيّ ولاسيّما الصوفي،ومن جماليّات اللغة العربية الحاملة للقيم السامية دون أن تدير ظهرها للقضايا القومية،وهوما يكتشفه له قرّاء ودارسو أعماله الشعرية ك "الشمس والبحر والأحزان"1972و"عناقيد وادي الصمت"1978و"نشيد الغرباء"1981و"مملكة الروح"1987و "السنبلة"1990كما ديوانه المتأخر"في الرياح ..وفي السحابة ،أنشودة الذي يأتي"2001.وهكذا ظلّت كتابته الشعرية تتأرجح ،في الشّكل الشعري، بيْن القصيدة العمودية وقصيدة التّفعيلة ،وتخلص ،في المضامين، للقيم الإنسانية النبيلة التي كان يرعاها بحسّه الأدبيّ داخل معجم الصّوفية في سياقه اهتمامه العلمي والأكاديمي بالأدب الصّوفي وعلاقاته بالكتابة المعاصرة،الّي أثمر كتابيْن مهمّين سدّا خلَلاً بائناً في الخزانة العربيّة هُما" الأثر الصوفي في الشعر العربي المعاصر" و"الصوفية في الشعر المغربي المعاصر: المفاهيم والتجليات".إلّا أنّ الراحل اشْتهر أكثر ببرْنامجه الإذاعي الأدبي "حدائق الشعر" الّذي كان يرْعى ،باهتمام صافِ،تجارب ومواهب الشعراء من الجيل الصّاعد لسنواتٍ طويلة. كما انتخب ثلاث مرّات رئيساً لفرع اتّحاد كتّاب المغرب بمدينة وجدة،وجمعته علاقات صداقة مع عدد من شعراء العربية ممّن الْتقاهم في مهرجاناتٍ شعريّة بالعراق وليبيا والسعودية والجزائر.
وداعاً محمد بنعمارة،وعزاؤنا ما أبْدعت من شعر في أفراحك وأحزانك:
يستدير الغبار، وتهمس ريح الصحارى
ويرخي
السواد أناشيده ثم تسكنني دهشة
الظلمات
فأبصرت تحت ظلالك طفلا
تمرد كالطائر البحري
وأوغل في صمت سجن غريب.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. المنصوري
    15/05/2007 at 13:32

    وزارة الثقافة المغربية منذ تولي الأشعري أثارت كثيرا من التعليقات وأسالت كثيرا من الحبر. بالرغم من أن أصدقاء الأشعري بتصدون للدفاع عنه وتلميع صفحاته بعد منجزاته.
    ولا أعتقد أن التعليقات الكثيرة تنطلق من فراغ، أو أن حسابات شخصية ضيقة تكمن خلفها، بل إن علامات التذمر من مصير الوضع الثقافي ببلادنا قد بلغ الحضيض. والوضع الاعتباري للمثقف والكاتب أيضا لا يحسد عليه. ووزارة الثقافة تشتغل بدون مخطء ولا برنامج ولا استراتيجية وطنية بارزة الملامح، باستثناء حضور الوزير في المواسم التقليدية الفولكلورية، وبعض الصدقات والهبات التي توزع بين الأصدقاء والحلفاء في شكل دعم لمجلات مهترئة، بينما مجلات مثل المناهل والثقافة المغربية أضحت تصدر مرة كل جيل. والوزارة لم تعد تلتفت للمبادرات الثقافة ولا للمشروعات الرائدة ولا لمقترحات المثقفين والمبدعين.
    فترى ماذا سنفقد لو لم تضم حكومتنا وزارة الأشعري؟ أعتقد أننا لن نفقد شيئا ولن يتغير شيء

  2. عبد العزيز قريش
    16/05/2007 at 00:03

    رحم الله شاعرنا، ورحم معه الثقافة في هذا البلد التائه بين ثقافات أنا ولست أنا سوى خربشات في دواوين مصادرة من النشر.

  3. ع.ع
    16/05/2007 at 22:44

    اعرف الرجل الشهم سي مجمد بنعمارة حق المعرفة ،رحمه الله واسبغ عليه واسع رأفته، وقد عانى كثيرا معاناة شتى، معاناة الشعر وحرفة الأدب ، فاحترق وأعطى الكثير؛ وسيخلد اسمه ، وعاني مع « الأصدقاء المقربين » حين ظلموه وهظموا حقا مشروعا كان يدافع من أجله، وكان الظلم قويا حين مرض _رحمه الله_ ولم يقدم له العون من كان في استطاعتهم دلك؟؟؟؟
    ولكن سي محمد كان دا انفة وعزة لم يتراجع أبدا إلى الخلف، ومات مرفوع الهامة، رابط الجأش،
    مومنا بالله القوي الدي لا تقهر إرادته…لن أنس أبدا آخر زيارة له في بيته مع بعض الأصدقاء ،
    ولن أنس شجاعته وثباته وإقدامه…واعتماده على العلي وحده…وتلك سمات الرجال المومنين بالله…والعزة لله وحده…تعازينا لعائلة المرحوم سي محمد…

  4. محمد رحو
    18/05/2007 at 23:51

    هدا هو مصير الأقلام الجادة تبدأ في صمت لتنتهي في صمت، فوزارة الثقافة تتناسى الأحياء، فما بالك بالأموات.
    رخم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *