Home»Régional»الأسرى المغاربةبتندوف : العار الذي سيظل يلاحق حكام الجزائر …مأساة السرجان شاف بيه جودار

الأسرى المغاربةبتندوف : العار الذي سيظل يلاحق حكام الجزائر …مأساة السرجان شاف بيه جودار

0
Shares
PinterestGoogle+

الخميس 15 شتنبر 2005

كان يوم الحادي عشر شتنبر الجاري ببولعوان يوما أحيى من خلاله بيه جودار صلة الرحم بالتربة التي شهدت مسقط رأسه، وخبرت طقوس طفولته، بعد عشرين سنة من الاختفاء القسري، والذي فرض عليه بمخيمات العار، بالحمادة وتندوف. بعد ليلة من المواجهات الضارية بين جنود مغاربة بمنطقة السويحات، سكتور الفارسية وجيش عرمرم من الانفصاليين، تم أسر أكثر من ثمانين من الجنود المغاربة، في الخامس والعشرين من فبراير من سنة 1987، كان الجو باردا، وبرد الصحراء لا يعي وطأته إلا من عايشه. في الصباح تم احتجاز الجنود، وتم تجريدهم من أحذيتهم وبذلهم العسكرية وتم تكبيلهم، حيث ظلوا على هذه الوضعية، طيلة اليوم، قبل أن يتم نقلهم إلى مكان غير معروف، عرفوا فيما بعد، أنه مخيم أوسرد، حيث تم استنطاقهم، استنطاقا أوليا، من طرف ضباط جزائريين، والذين اعترفوا بكونهم هم الذين يستضيفونهم، يقول بيه جودار متذكرا الأيام الأولى من اختطافه: « تم وضعنا في الجيب كالخرفان، مقيدي الأيدي، ثم نقلونا إلى مكان غريب، لم نكن نعرف أين نوجد، ثم عرضنا على الصحافة الدولية والعربية، بعد أن لقنونا ما يريدون إبلاغه لهم، رفضنا الإدلاء بذلك، تعرضنا للضرب والتعنيف، ثم عرضونا من جديد على جمع قالوا إنهم يمثلون الصحافة الدولية، كانوا يسألوننا عن وضعيتنا وأحوالنا داخل المغرب وعن الأسلحة، ورغم التعنيف و الضرب كنا ندلي بكلام لا يمت إلى الحقيقة بصلة… » كانت الأيام الأولى التي تلت الاختطاف صعبة للغاية، لم يكن فيها مرتزقة البوليساريو يعرفون شيئا عن الجنود، تم رميهم في حفر جماعية مفتوحة على الهواء، قدمت لهم "كاشة" واحدة لا تغني من قر و لا من حر، حفر جماعية كأنهم من البهائم، يقدم لهم ما يسميه أهل البلد طعاما، وهو عبارة عن ماء مغلي به قليل من العدس أو اللوبيا، وكسرة خبز حاف، يتذكر الرجل أيامه العصيبة ويتنهد: « الأكل يقدم لنا مرتين في اليوم، مرة في الظهر، ومرة بعد المغرب، يقدم بطريقة جماعية، صحن من القصدير، به قليل من العدس أو اللوبيا أو الأرز والعجائن، يمد المحتجز يده مرة أو مرتين، فينتهي المحتوى، الفطور ممنوع وغير مسجل في الموني Le) menu)… » عانى بيه جودار كثيرا من أجل التأقلم مع وضعه كجندي محتجز، وهو الجندي الذي شارك في حرب الجولان، خلال رمضان من سنة 1973، كانت خبرته وصبره الكبيرين، حيث استطاع أن يداري الصعاب ويحارب جور العدو، يحكي عن معاناته وأصدقائه مع الأعمال الشاقة التي لم تكن تنتهي لتبدأ، أوراش البناء والتشييد على أكتاف المغاربة، لم تكن تتوقف لا في الصيف ولا في الشتاء: لا حق للجنود في المرض ولا حق لهم في الاعتراض، لا حق لهم في التطبيب، من يمرض عليه أن يواجه مصيره، فإن تخطى المرض فطوبى له، وإن تخطاه المرض فرحمة الله عليه، حيث يرمى في حفرة من حفر الصحراء الكثيرة، يقول جودار: « كان معنا ثلاثة جنود أطباء، لم يكونوا يجدون ما يقدموه لنا سوى المشورة والوقاية، واخذ الاحتياطات، من يمرض لا حق له حتى في قول ذلك، ومن تخلف يضرب بالسياط، فتأكل ظهره، حيث يطير من فرط حرارة السوط المصنوع من السلك. العديد من الجنود ماتوا بفعل الإهمال والتعفن وغياب النظافة، من يقوم بالاحتجاج يعزل ويرمي في حفرة يقضي فيها الليل والنهار وهو جالس، يجرد من ثيابه، إلا من التبان، حيث يقضي حاجته هناك، ولا يخرج منها إلا بعد أن تتعفن وضعيته، ثم يعود إليها ليقضي مدة ثلاثة أشهر كاملة… » تتوالى الأيام ويستأنس الجنود مع وضعيتهم ويعلقون الآمال على الله، يتذكرون أبناءهم وأحبابهم، ووطنهم الذي كانوا يعتزون به وبالانتماء إليه، لم يندموا لحظة عن الانتماء إليه ولم يشكوا في حبهم لكل ذرة من ترابه. كانت المنظمات العالمية قد بدأت تحل بالمخيمات، ومنها منظمة الصليب الأحمر ومنظمة غوث للاجئين، ومدام دانيال ميتران، كانت السياسة الخارجية للساهرين على مخيمات الذل والعار تقتضي بإبراز سياسة الواجهة، فكانت تلقن الجنود تحت الإرهاب والتعنيف بعد أن تقدم لهم شفرة واحدة لعشرة أفراد، لحلاقة ذقونهم، وتقدم لهم لباسا نقيا وتعرضهم على الصحافة المأجورة، لنقل الوجه المشرق من العملية ككل، لاستغلالها إعلاميا، كان الجنود المغاربة يقظين وحذرين، حيث تصدوا لهذه الممارسات، وخاصة في إحدى زيارات مدام ميتران، حيث بينوا لها الوجه الحقيقي للمرتزقة والذين يسرقون المساعدات المقدمة من المنظمات العالمية لصالحهم وصالح أقاربهم، فوقفت على حقيقة ما يجري هناك، وتم منع ووقف الإعانات والمساعدات الدولية… ينحدر بيه جودار من منطقة بولعوان التابعة لدائرة سيدي إسماعيل بأولاد افرج بإقليم الجديدة، من مواليد 1944، تابع دراسته بمسقط رأسه قبل، أن يلتحق بسلك الجيش في سنة 1963 وشارك في حرب الجولان سنة 1973، ثم التحق بالصحراء المغربية، تم اختطافه واحتجازه في 25 فبراير 1987، وتم الإفراج عنه ضمن مجموعة الأربعمائة وأربعة الأخيرة في 18 غشت 2005، بعدما قضى في مخيمات الذل والعار 19 سنة و06 أشهر و18 يوما، ترك ثلاثة أبناء، البنت الأولى، كان عمرها ست سنوات، فيما لم يكن عمر الصغيرة يتجاوز الستة أشهر.. ظلت زوجته تقطن مع أهلها، وظلت وفية لذكراه إلى أن تيقنت من كونه لا زال على قيد الحياة. يعيش السارجان شاف الآن بين أسرته وأخته التي كان مرتبطا بها قبل اختطافه بشكل كبير، لا يملك سكنا يأويه، لازال لم يصدق انه عاد لأهله. بين الذكرى الأليمة لعقدين من الزمن وإشراقة المستقبل، يحيا بيه جودار بين اليقظة والحلم، وكله أمل في تحقيق ما لم يحققه من قبل.
.

عناصر "البوليساريو" المتورطون في تعذيب الأسرى

1 ـ محمد عبدالعزيز: (رئيس الجمهورية الوهمية) 2 ـ ابراهيم ولد الشيخ المعروف بـ "كركاو" (المسؤول عن الأمن العسكري) 3 ـ عبدالله الحبيب (قائد ناحية عسكرية) 4 ـ حما سلامة (قائد ناحية عسكرية) 4 ـ محمد لامين ولد دادي: (رئيس قسم في الأمن العسكري) 5 ـ امحمد خداد: (المنسق مع البوليساريو ) 6 ـ ولد العكيك (مسؤول بالأمن العسكري) 7 ـ محمد علي ولد هنية (مدير الأمن بناحية عسكرية) 8 ـ البشير مصطفى السيد (وزير التعليم حاليا) 9 ـ امبارك ولد خونا (مدير سجن الرشيد) 10 ـ محمد ولد نافع (وزير البنايات) 11 ـ الديش 12 ـ باتي 13 ـ عبد الودود 14 ـ عمر ولد علي بويا 15 ـ محفوظ عثمان ــ من ضباط المخابرات العسكرية الجزائرية: 16 ـ بلهوشات 17ـ النقيب عبدالناصر الخليفي

أولاد افرج: أحمد ذو الرشا
الاحداث المغربية

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *