Home»Régional»لعبة العلمانية في البلاد الإسلامية

لعبة العلمانية في البلاد الإسلامية

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد أصبح حديث الساعة القضية التركية والمتعلقة بموضوع العلمانية التي زرعت من طرف المستعمر البريطاني الغربي في قلب العالم الإسلامي وقوضت دولة الخلافة الإسلامية لتقيم دولة علمانية تقصي الدين من حياة الناس بدعوى أنه من معيقات التطور؛ وذلك قياسا على الديانة المسيحية المحرفة التي عرفت باستغلالها البشع للناس فكانت النتيجة التفكير في التخلص منها عن طريق الدولة العلمانية.
ولقد عرف المستعمر الغربي أهمية دولة الخلافة الإسلامية فرماها في الصميم بعدما ما هيأ لها الظرف المناسب ووظف لذلك إنسانا دخيلا على تركيا وهو اليهودي المشهور مصطفى أتاتورك. ولقد كان التحول الذي عرفته تركيا من نظام الخلافة إلى النظام العلماني سببا في كل الكوارث التي حلت بالعالم الإسلامي قاطبة حيث صدر التصور العلماني إلى باقي الدول الإسلامية فكانت له تجليات في شكل قوميات ضيقة هدفها إقصاء الدين من حياة الناس . ومن الكوارث التي ألمت بالعالم الإسلامي بسبب علمنة تركيا ضياع فلسطين وتفكك العالم الإسلامي ؛ وتوزيعه توزيع الغنائم بين الغربيين ؛ وتحوير انتفاضته من محاربة العدو المحتل إلى صراعات بين الدول الإسلامية يذكيها العدو نفسه لصرف أنظار المسلمين عن حقوقهم الضائعة بواسطة لعبة العلمانية.
ولقد حرص الغرب على ضم تركيا إلى حظيرته بشروطه المعروفة ؛ وهو بذلك يرمي عصفورين بحجر ؛ فمن ناحية يريد إكمال مشروع علمنة تركيا لقطع صلتها بالإسلام نهائيا واستعادتها دون حرب كما ضاعت منه بالحرب في الماضي إبان الفتح الإسلامي ؛ ومن ناحية أخرى لإغراء باقي الدول الإسلامية بنهج طريق تركيا من أجل الظفر برضا هذا الغرب المتفوق تكنولوجيا وإلا كانت العواقب وخيمة.
ولقد عرف العالم الإسلامي قاطبة لعبة العلمانية ذات الهدف الواحد وهو إقصاء الدين الإسلامي من حياة المسلمين مع أنها متنوعة الأشكال حسب خصوصيات الدول الإسلامية. وتتجلى هذه اللعبة الخبيثة في إجهاض كل مشروع انتخابي إسلامي من شأنه تمكين المسلمين من الحكم مخافة عودة صيغة حكم الخلافة. ولقد كانت البداية في الجزائر ثم مصر وفلسطين وانتقل الأمر إلى تركيا حيث صنف حزب العدالة التركي في خانة الأحزاب الدينية المهددة للعمانية . وبدون خجل أو وجل يصرح الجيش التركي بأنه سيتدخل إذا ما تهددت العلمانية؛ وكأن الأصل في تركيا العلمانية وليس الإسلام. وعلى طريقة الجيش الجزائري ؛ وطريقة الجيش المصري الذي أوصل رئيسا إلى الحكم مدى الحياة ؛ وطريقة الجيش الاسرائلي المحتل لفلسطين يهدد الجيش التركي بإقصاء الإسلاميين من الحكم حتى مع وجود لعبة الديمقراطية الوهمية السرابية التي كشف قناعها بعدما وصل الإسلاميون إلى الحكم في الجزائر وفي مصر وفي فلسطين ثم صودرت منهم نتائجهم من اجل لعبة العلمانية.
وتسير كل البلاد الاسلامية في نفس النهج فكلما بزغ نجم تيار إسلامي في قطر من الأقطار الإسلامية كلما كشرت العلمانية عن أنيابها وهددت بالوعيد وبالويل والثبور وعواقب الأمور. وفي البلاد التي يتوارى فيها الجيش خلف ستار التقية حتى لا يفتضح أمره ؛ تنشط العلمانية في شكل أحزاب يسارية وتسد مسد الجيوش التي وضعت أصلا لقطع الطريق على الإسلاميين الذين يريدون إعادة مشروع الخلافة الإسلامية المهددة للغرب الصليبي.
وستعرف باقي الأقطار الإسلامية نفس المسرحية الخبيثة للعلمانية في انتخاباتها بأشكال مختلفة وبهدف واحد كما أسلفنا. وإذا ما قدر للإسلاميين الوصول إلى سدة الحكم هنا أو هناك ؛ فإنهم سيواجهون بقطيعة الغرب لهم من أجل استعداء أبنائهم عليهم كما حصل في فلسطين مع الأسف الشديد والتي تحول الصراع فيها من صراع مع العدو الصهيوني إلى صراع بين الفلسطينيين العلمانيين المقنعين من جهة والإسلاميين من جهة أخرى والمستفيد بطبيعة الحال هو المحتل الذي صرف الأنظار عن عدوانه وجعل منه صراعا آخر من خلال لعبة العلمانية التي تشترط كشرط أساسي للظفر برضا الغرب وبصفقاته ومعاملاته والنجاة من عقابه.
ولقد تحول العلمانيون في كل الأقطار الإسلامية إلى طابور خامس يتربص بعالمنا الإسلامي ليقدم على فعلته الشنيعة وهي طمس معالم الشخصية الإسلامية وتغييب الدين الإسلامي. ولعل الكثيرين من المسلمين يغيب عنهم أن لعبة العلمانية ما هي إلا تكتيك غربي يسخر عملاء يحسبون على العالم الإسلامي من أجل استكمال حلقة الحروب الصليبية من خلال ضرب العالم الإسلامي بواسطة أبنائه العاقين الخونة الذين يتقنعون بكل الأقنعة حسب الظروف لخدمة مصالح العدو الغربي .
والغريب أن يصير الإسلام غريبا في أوطانه وتتبجح العلمانية بأنها صاحبة الحق التاريخي في هذه الأوطان ؛ وقد طالت أظافر العلمانية في بعض الأقطار الإسلامية وتنمرت واستأسدت ؛ وشر العلمانية ما تقنع أصحابها بالدين كذبا ونفاقا لتضليل الرأي العام من أجل السيطرة على مقاليد الأمور بدعم غربي سخي ماديا ومعنويا .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. أمين
    06/05/2007 at 23:21

    « ولعل الكثيرين من المسلمين يغيب عنهم أن لعبة العلمانية ما هي إلا تكتيك غربي يسخر عملاء يحسبون على العالم الإسلامي من أجل استكمال حلقة الحروب الصليبية من خلال ضرب العالم الإسلامي بواسطة أبنائه العاقين الخونة الذين يتقنعون بكل الأقنعة حسب الظروف لخدمة مصالح العدو الغربي . » إذا كانت هذه نظرتك للمحسوبين على العلمانية ، فما هي نظرتك للمحسوبين على بن لادن والظواهري. فمن الرافضة الى العلمانية ، على ما يبدو أصبحت تركي بعدما استهلكت صفة الفلسطيني والعراقي وهلم جرا . إن شأن العلمانية شأن تركي محض ،  » ولعل الكثيرين من المسلمين يغيب عنهم لعبة المتأسلمين ماهي إلا تكتيك البترودولار الذي سخرعملاءيحسبون على على العالم الإسلامي بواسطة أبناءه العاقين الخونة الذين يتقنعون بكل الأقنعة حسب الظروف لخدمة مصالح الوهابية والبترودولار  » وهاهي ثقافة الموت تنتشر تحت مسميات مختلفة ، فكلمات الرديلة والشر والكفر قاموس صالح لكل مكان لزرع الفتنة والموت والقضاء على الحياة ، فتحول المتـأسلمون الى طابور خامس يقاوم كل تحول ويسعى بكل السبل الى السيطرة والهيمنة وإلغاء كل أشكال الإختلاف . مشككين البسطاء في عقيدتهمووجودهم . ألم يصل اسلاميوك الى سدة الحكم بدعم أمريكي في أفغانستان فماذا حصل . إهانة الإنسان في وجوده وصلاته وقيامه ، فلن تكون إنسانا إلا كما يرى ذلك الملا عمر ولا قيام ولا قعود .. إلا بقيام وقعود ملاهم عمر . لعل سخرية القدر شاءت أن يقوم صانع العمائم بدكها . الا يخجل المسلمون من الصورة البئيسة التي يعطيها تجار المخدرات بأفغانستان للإسلام . وهل المتأسلمون يحملون مشروعا ديموقراطيا يحترم حرية الرأي والإختلاف ؟ ألم يستعملوا الديموقراطية للإنقضاض على رقاب العباد؟

  2. محمد شركي
    07/05/2007 at 18:28

    الى السيد أمين لقد انتظرت من علماني اكثر من هذا التعليق
    لم انتسب يوما الى فلسطين أو العراق انتساب البطائث وانما انتساب قضية وهي قضية الاسلام
    وفضحت الرافضة الخونة عملاء الامريكان ؛ وأعتبر العلمانية الوجه الثاني لعملة الخيانة
    انت تخلط الأوراق وتخبط لتصرف الأنظار عن دور العلمانية ؛ فليست العلمانية شانا تركيا كما تريد واتما هي أخطبوط يلتف حول حسم الأمة علمانية تركيا لها جيش يحميها مع وجود شعار الديمقراطية المزيفة والعلمانية في غير تركيا لها عملاء مقنعون يتربصون بالاسلام لاقصائه
    وينسبون له كل من هب ودب.
    ولعلمك أنا لست وهابيا ولا طالبانيا ولكن كلمة حق اقولها لقد اعترفت الأمم المتحدة زمن طلبان بأنهم قضوا قضاء مبرما علىزراعة المخدرات والقرار والشهادة الأممية ما زالت موجودة
    وأنا سائلك هل حركة حماس وهابية من صناعة البترودولار ؟؟ وهل الجبهة الاسلامية للآنقاذ في الجزائر وهابية ؟؟ وهل الاخوان المسلمون في مصر وهابيون ؟؟ فلماذا تم اقصاؤهم ومن أقصاهم ؟؟ هل تستطيع أن تقول ان من أقصاهم هم اليهود والأمريكان ؟؟
    أنا لست مأجورا بل أنا مع قضايا أمتي وعليك أن تكون شجاعا وتكتي مقالا وتصرح فيه بعلمانيتك كما اصرح أنا باسلامي وبكل فخر واعتزاز وساقص عليك مستقبلا الحكاية الكاملة للعبة العلمانية الماكرة

  3. قارىء
    07/05/2007 at 18:28

    « أمين » اسم علي غير مسمى، من خلال تعليقك الخارج عن الموضوع، يبدو أنك من المطبلين لسياسة أمربكا و المدافعين عنها بكل سذاجة و أنك ضمن الطابور الخامس من دون علم بذلك. إني أنصحك أن تكتب اسمك كاملا علك أن تنال رضها مثلما ناله البعض في لبنان و الصومال و أفغانستان…

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *