Home»Régional»الانطلاق من الخصوصية خطوة ثابتة نحو العالمية

الانطلاق من الخصوصية خطوة ثابتة نحو العالمية

0
Shares
PinterestGoogle+

تلك العبارة /العنوان هي التي تحمل في طياتها الانطباع العام الذي يتبادر إلى دهن المتتبں والذي تزكيه أيضا الفكرة العامة لأشغال اليوم الدراسي الذي نظمته وحدة التكوين والبحث –بيبليوغرافيا الأدب المغربي الحديث شعبة اللغة العربية وآدابها بجامعة محمد الأول- يوم الجمعة 20 ابريل 2007 بقاعة نداء السلام بكلية الآداب بوجدة، واختارت له عنوان : {أدب الجهة الشرقية} وذلك لتسليط الضوء على المنتوج الأدبي الذي أبدعه أبناء المنطقة؛ وهو أيضا محاولة جادة لبعث إشعاع من هذا الشرق المُهمّش – في انتاجاته وتراثه ورجالاته ومبدعيه- لعله يُنْظَرُ إليه بعين النفع بعدما ظل لسنوات طويلة في خانة "اللانفع". وعلى ذكر مبدعي المنطقة الشرقية فقد اختار المنظمون رجلين/أديبين لهما من الانتاجات ما يجعلهما محط اهتمام وتكريم واحتفاء :الأول رجل المسرح والنقد؛ اسمه غني عن كل تعريف انه الأستاذ الكبير "عبد الكريم برشيد". والثاني مبدع في ميدان النقد والشعر :نقده في لغته وشعره بطاقة تعريفه اسمه"محمد فريد الرياحي".هذا اليوم الدراسي سُطّرت فيه جلستان:

الجلسة الصباحية: انطلقت حوالي الساعة التاسعة صباحا؛ تقدم فيها الأستاذ "مصطفى سلوي" منسقا لمداخلات المشاركين أولاها كانت للأستاذ "محمد قاسمي" واختار لها عنوان: "البحث في أدب الجهة بين المشروعية والمزالق". ركز فيها على ضرورة الإقلاع بهذا الأدب الجهوي لفك العزلة عنه؛ وكذلك إيصاله إلى الآخر باتخاذ وسائل عملية كإدراجه ضمن المقررات الدراسية في جميع أسلاكها؛ حتى يمكن لهذه الأسماء المبدعة أخد حقها من الانتشار والقراءة والنقد وشق طريقها نحو الساحة الوطنية -ولما لا العالمية أيضا-. والعملية ليست بالمستحيلة؛ ولعل أبرز مثال هو ما حققته كتابات وإبداعات الأستاذ "عبد الكريم برشيد"سواء في حضورها القوي في المقررات الدراسية أو في مشاركاتها في مهرجانات مسرحية كبيرة؛ زد على ذلك ما نالته من جوائز قيمة. والخطوة العملية الأخرى التي ركز عليها الباحث هي خلق مواقع الكترونية تروج لكل أصناف المنتوجات من شعر وقصة ورواية ونقد وبحوث الطلبة وعروضهم؛ ولعله الوعي الكبير الذي أصبح يستشعره المهتمون في ما أصبح للانترنيت من دور فعال وضروري للوصول إلى العالمية. هذا وقد افتتحت وحدة البحث والتكوين بيبليوغرافيا الأدب المغربي الحديث موقعها كخطوة فعلية ووضعت أدب الجهة الشرقية ضمن أولوياتها.أما المداخلة الثانية فكانت للأستاذ "جميل حمداوي" تحت عنوان : "اتجاهات الرواية المغربية في الجهة الشرقية". أول ملاحظة يسطرها الباحث- بعد نظرة استقرائية للرواية المغربية بصفة عامة -يجد بان عددا كبيرا من الروائيين المغاربة ينحدرون من المنطقة الشرقية؛ ويتابع حديثة في سرد بييبيوغرافي لأسماء الروائيين وعناوين رواياتهم وعدد الصفحات وأحجام تلك الروايات؛ لينتقل للحديث عن أنماط الرواية المغربية ليقسمها حسب موضوعاتها فهناك الرواية العمالية.. والرواية الأسطورية.. والرواية من نوع السير الذاتية.. والرواية السياسية.. والرواية السينمائية.. والرواية الواقعية.. والرواية الصوفية.. والرواية الإنسانية… وقد مثل لكل نوع بأكثر من عنوان وأكثر من اسم روائي.وطبعا ذلك السرد لم يكن اعتباطيا بل يخدم الفكرة الكلية خاصة إذا علمنا أن عددا لا يستهان به من أسماء الروائيين المذكورين لا زالوا في بداية مشوارهم ورصيدهم لا يتعدى الرواية أو الروايتين لهذا لابد من هذه الالتفاتة التعريفية…

وآخر مداخلة ضمن الجلسة الصباحية كانت للأستاذ "مصطفى الرمضاني"تحت عنوان "الكتابة المسرحية بالجهة الشرقية".استعرض فيها الباحث أهم النقط التي تمثل مجال الخصوصية في الكتابة المسرحية بالجهة الشرقية؛ فأبرز أنها كتابة تلخص وجه المسرح المغربي في تنوع اتجاهاته وتعدد مدارسه وأشكاله. وتحدث من ثم عن مظاهر هدا التنوں بدءا بالكتابة الكلاسيكية مرورا بالتجريبية وصولا إلى الحداثية؛ ثم بين بعد ذلك كيف أنها كتابة تعكس تنوع الاهتمامات الجنسية فهناك الكتابة المسرحية النثرية.. والكتابة المسرحية الشعرية.. وكتابة مسرح الطفل.. والمسرح الأمازيغي.. ومسرح الفصحى.. وأخيرا مسرح العامية …وفي سياق آخر تحدث عن الكتابة المسرحية التي تنطلق من خلفيات فلسفية أو جمالية قارة؛ وأعطى مثالا عن الاحتفالية ومسرح النقد والشهادة, كما تحدث عن مظاهر كتابة "الغروتيسك" في مسرحيات بعض المؤلفين .وأعطى أمثلة عن كل نموذج قبل أن يقدم إحصائيات عن تمثيلية التأليف المسرحي ضمن خريطة التأليف المسرحي المغربي عامة؛ وكذا الجوائز التي حصل عليها كتاب الجهة الشرقية؛ ومواطن التميز سواء على مستوى أسلوب الكتابة أم على مستوى تنوع التأليف ضمن كتابة النص المسرحي. وفي الختام أعطى خلاصات لمجال هذه الخصوصية وموقعها ضمن التأليف المسرحي الوطني عامة …

أما الجلسة المسائية فقد تقدم فيها الأستاذ "مصطفى الرمضاني" منسقا وعرفت أربع مداخلات :الأولى كانت للأستاذ محمد زروقي تحت عنوان "الحركة الشعرية بالجهة الشرقية "مستهلا كلامه بمفهوم "الحركة" الذي هو ضد السكون؛ كما تعني شيئا من اثنين إما التطور أو الاندحار؛ موضحا بعد ذلك الخصوصيات العامة لشعر الجهة الشرقية؛ فهو شعر ليس مهادنا بطبيعته إنما هو عصارة مكابدة تولدت عن قساوتين :أولا قساوة الظروف الطبيعية ثانيا قساوة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية. كما أنه شعر جمهوري ينتجه شعراء ملتصقين بالطبقات الشعبية من جهة وتعاطفهم مع هموم هذه الطبقات؛ وتطرق أيضا إلى المراحل الأساسية التي مر بها هذا النوع من الشعر وقسمها إلى أربعة مراحل : سنوات السبعينات وسنوات الثمانينات وسنوات التسعينات ثم سنوات الالفية الثالثة. ليتحدث الباحث بإسهاب عن خصوصية كل مرحلة على حدة. مداخلة أخرى متميزة كانت لأستاذ مصطفى سلوي تحت عنوان : "الإبداع النقدي في أدب الجهة الشرقية: إشكالية الحضور والغياب". وأول ما أثار انتباه المحاضر هو انفتاح الجامعة على محيطها والمتمثل في حضور مجموعة من الفعاليات إلى هدا اليوم الدراسي من باحثين وأدباء وطلبة وتلاميذ. ليتحدث بعد ذلك عن دور النقد وملازمته للعملية الإبداعية مستحضرا تنظيرات الرواد في هذا المجال وعلى رأسهم" ميخائيل نعيمة" و"هايدجر". وبطبيعة الحال كلام الباحث يحيلنا إلى أن العملية النقدية أصبحت أكثر من ضرورية؛ وتتحمل أيضا مسؤولية كبيرة في توجيه القارئ نحو الأعمال الجديرة بالقراءة ؛ وهي مسؤولية أخرى نحو ترقية الفهم وزيادة المتعة بهذا الأدب المنطلق من الشرق .ولا ننسى أيضا أن النقد هو ميزان التقييم والتقويم وللنقد مهمة ترويجية لهدا النص أو داك؛ بوصف آخر لابد من وجود نصوص نقدية موازية لإبداعات المنطقة الشرقية لأنه بدونها تبقى الكثير من الأعمال خارج دائرة العلم بها.كما تطرق الأستاذ إلى العوامل التي قد تقزم حضور النقد ومنها تراجع معدل القراءة وارتفاع تكلفة النشر وسوء توزيع الكتاب .وقبل هدا كان الأستاذ "محمد فريد الرياحي" قد قدم دراسة نقدية تحدت عنوان "الرؤيا الشعرية في قصيدة وردة الإيقاع لعبد السلام بوحجر" فالشاعر من الشرق والقصيدة من الشرق والناقد من الشرق ولعلها خطوة ملموسة لنقد من الشرق. ولم يقتصر اهتمام الباحثين على النصوص المكتوبة باللغة العربية بل تطرق" الأستاذ حموتي" في مداخلته إلى الحديث عن "أدب الجهة الشرقية المكتوب باللغة الفرنسية" وقد كانت إضاءة كاشفة للعديد من النصوص القيمة وكذلك مجموعة من الأسماء الوازنة التي ألهمها فضاء الجهة الشرقية بكل مكوناته واحداثه التاريخية والثقافية …ووسط ترحيب متميز من طرف الحضور تقدم الأديب-المحتفى به – عبد الكريم برشيد لإلقاء كلمته التي كانت تعبيرا عن تبادل الحب بالحب والتقدير بالتقدير والاشتراك في الخصوصية الشرقية ويظل الانطلاق من "النحن "و"الآن" و"الهنا" هو السبيل للذكرى والانطلاق والتألق أيضا .ليختتم اليوم نشاطه بقصيدة من إلقاء- المحتفى به الثاني- الشاعر محمد فريد الرياحي.

مع تحيات رشيد قدوري

http://rachidkaddouri.maktoobblog.com

———

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. عبد القادر
    08/05/2007 at 17:38

    هلا نشرت قصيدة الشاعر الرياحي . وشكرا .

  2. رشيد قدوري
    09/05/2007 at 18:28

    اخي عبد القادر . كنت قد طلبت من الشاعر -على هامش الندوة – ان يمدني بالقصيدة
    ووعدني ان يبعثها لي عبر البريد الالكتروني لكني لم اتوصل بشيئ لحد الساعة
    وشكرا

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *