قراءة الصحف والمجلات الالكترونية عبر الانترنت فضول ام حاجة1

قراءة الصحف والمجلات عبر الانترنت فضول ام حاجة1
عزيز باكوش
قبيل اختراع الانترنت, والى وقت قريب, كانت عادة قراءة الصحف والجرائد اليومية وغيرها ,تفرض على الراغبين التوجه الى اقرب كشك لاقتناء نسخة من الجريدة التي ترضي ميولهم, واليوم , تكاد هذه العادة تختفي , بفعل بروز عادات جديدة في سياق عولمة لا ترحم. فالفضاء اصبح عاجا بآلاف المواقع لمختلف المنابر الاعلامية من للصحف والجرائد الوطنية والمجلات والمنتديات بكل اللغات . فكيف يتفاعل شبابنا ويتواصل؟
تبين احصائيات غير رسمية ان نسبة غير قليلة من المبحرين الشباب يتصفح جريدة على الاقل يوميا على الانترنيت..
فهل يحب شبابنا من البالغين "آت" قراءة صحف بعينها على الانترنيت أم بشكل مزاجي ؟
هل يأتي فعل القراءة من اولويات واهتمامات الشباب اثناء الارتباط بالشبكة؟؟
إذا حصلت القراءة , هل استجابة لحملات دعائية واشهارية تقوم بها الجرائد نفسها , تحثهم على استخدام مواقعها على الانترنيت , أم بدافع فضول الشباب , ورغبتهم في حب الاستطلاع , واكتشاف عوالم مجهولة لا ضفاف لها ؟
ما هي نسبة, ووثيرة فعل القراءة , وما الأوقات والطقوس المرافقة لذلك؟
إلى أي حد عزز هذا الزخم من المواقع الالكترونية و المنابر الإعلامية الوطنية العربية والدولية ’ زيادة حجم جماهير قراء الصحف, وساهم في إنعاش المقاولات الإعلامية؟
ماذا تقدم الجرائد والمجلات من اجل الترويج لخدماتها ورقيا,والكترونيا من اجل ترسيخ تواجدها لدى المبحرين قراء , ومناضلين ؟
وهل تطوي الانترنيت حقا صفحة المنابر الورقية في القريب العاجل ؟أم ان الأمر لا يعدو ضياع للمال والجهد العربي مع إيهام بالتجديد التكنولوجي؟
الرغبة الإبحار الالكتروني "الجرائدي" في تزايد , من حيث الإقبال أم في انخفاض ؟
هل هناك جهة رسمية سياسية , أو غيرها , من اختصاصها متابعة الظاهرة ,وسبر أغوار التجربة بالمعطيات والأرقام ؟
ما مدى صحة ان كل جريدة الكترونية ,سياسية , او مستقلة, مقروءة بالضرورة؟
ما حدود التواصل والتفاعل بين الأجهزة السياسية, وقواعدها عبر مواقعها على النت ؟
هل تتماهى أرقام السحب الورقي لبعض الجرائد الورقية يوميا , مع ترقيم المقروء الكترونيا؟
هل ثمة حاجة لهذا المعطى التكنولوجي , وما نجاعته ورهاناته في ظل انخفاض ملموس للمقروئية الورقية بشكل عام؟
وأخيرا ما مدى صحة مقولة ان سوق الصحافة الانترنتية جيد , ويدر مداخيل اشهارية هامة , سواء على الشركات أو الجرائد ؟؟هل هناك إقبال مقبول يساهم في إنعاش سوق الإنتاج وسوق القراءة أم مراهنة على فراغ؟
أسئلة وغيرها كثير , ذات ارتباط وثيق بعالم الانترنيت. هذا العالم الذي بات بلا ضفاف, حيث تنتعش وتغري , وتتعرش ,وتتقاطع , وتثير, وتأبى ان تنزاح عن طريق المهتم أو الملاحظ , نعم هناك توجه عام قائم, يجد مسوغاته في العولمة التي تجتاح العالم بلا هوادة . والصحافة المغربية بدورها مطالبة بالعمل في أفقه .إلا ان أكثر ما يقلقني في هذه الأيام, وأنا استكشف الكثير من المواقع الكترونية لعدد من الجرائد والمنابر الإعلامية المغربية اليومية, وغير اليومية ,هو ما أعاينه, ويعاينه كل المبحرون من غياب مبدأ التحديث , الانتظام والتواصل والفورية لدى جزء كبير من هذه الصحف والمجلات . إضافة إلى تغييب خاصية الموضوعية, وانتفاء هامش الثقة والصراحة بين المبحر, والمنبر الإعلامي , الذي يوثر استكشافه.
على المستوى التقني ,و من حيث المبدأ فان "سيرفور" أو الويب ماستر" يقدم كافة الخدمات , تتيح البرمجة إمكانية معرفة عدد قراء الجريدة ,وايميلاتهم , كما يتيح معرفة زمان ومكان الزيارة , بدقة متناهية . ناهيك عن توفير خدمات عدة من قبيل تدوين ملاحظات وآراء تهم الخط التحريري أو المواضيع المنشورة , والتدوينات تنقل في ظرف وجيز كما يمكن ان تتم على شكل حوار مباشر أحيانا . إضافة إلى إمكانية النسخ أو الاحتفاظ والإرسال…ومن ثمة كتابة الردود والتعليقات حول المواضيع التي تستهوي حس المبحر السياسي وتتجاوب مع افقه الفكري..
إذا كان المشرفون عن هذه المنابر والمواقع لا يفعلون هذه الخدمة انطلاقا من حساسيات تجاه الموضوع , على غرار الجرائد الورقية, فالأولى بهم ان يغلقوا الموقع والجريدة معا , ويريحوا المبحرين من عصابهم . أما إذا كان الأمر من قبيل الجهل بخدمة الخاصية , فتلك أمور وجب استدراكها على وجه السرعة . اذ لا يعقل ان يوثر الاهتمام بالجانب الشكلي من تقنيات الإعلام والاتصال ,وصرف النظر عن الجانب الجوهري العلمي والموضوعي والتربوي في العملية.
في هذا الإطار يقول مناضل اتحادي:
" لن نغالي إذا زعمنا ان قراءة جريدة الاتحاد الاشتراكي على الانترنت كجريدة وطنية , وجريدة "الحوار المتمدن" عربيا واحدة من عاداتنا اليومية كما هو الأمر بالنسبة للعديد من الزملاء والمناضلين والمنحسوبين على الصف الحداثي الديموقراطي , كما لدى قراء ومهتمين مفترضين من داخل الوطن وخارجه.
فموقع هذه الجريدة الحزبية الوطنية , متاح بشكل جيد ,بطريقة مرنة , ويخضع لتبويب مناسب يسهل الانتقال من موضوع لأخر كما يتعرض لتحديث يومي , باستثناء عطلة نهاية الأسبوع وإذا كان الموقع يحظى بتجاوب ملموس من طرف مبحرين من كافة أرجاء العالم , تكشف ذلك سيل التعليقات والردود حول المواضيع السياسية والفكرية التي يقرؤونها. كما يعكسون بفاعلية جزء من حيوية الموضوع وراهنتيه . فان نسبة هذا التجاوب تظل مجهولة .لدى شريحة من المهتمين والقراء أنفسهم.
بالأمس فقط, كانت قراءة الجريدة الورقية تنجز من طرف نسبة معينة من قراء مفترضين سواء داخل بيوتهم أو رفقة فنجان قهوة بمقهى عمومي ,وذلك بكونه ذلك هو الخيار الوحيد ,لان الخدمة قراءة الصحف عبر الانترنت أصلا لم تكن متاحة بالشكل التي هي عليه الآن.
في سنة 2004 احدث الحزب موقعا الكترونيا , موازيا لطبعته الورقية , وبظهور الخدمة, هاجر عدد من القراء الورقيين الأكشاك , وولجوا البوابات ,والمواقع لعدد من الجرائد الالكترونية الحزبية وغيرها .
يقول"أ م" إعلامي متخصص :
والى حدود اللحظة , وفي غياب معطيات أكاديمية ,ما من احد من القراء والمهتمين يدري نسبة مقروئية هذه الجريدة الالكترونية أو تلك .من حيث المبدأ , ثمة خاصية للتتبع , تتيح إمكانية معرفة عدد القراء ومناطق اتصالهم والكشف عن هوياتهم الحقيقية أو المستعارة, لكن تفعيل هذه الخاصية وإعلان نتائجها للعموم يشكل جدارا نفسيا ..وخاصية من أسرار الموقع.1
يتبع عزيز باكوش.
10 Comments
الأخ عزيز
سباق دائما كعادتك لمواضيع الساعة
شكرا إليك
استادى الكريم عزيز باكوش
الموضوع كمايبدو لى متفرع الزوايا و يمكن تناوله من نواحى مختلفة،و هدا ما اشرت اليه فى مجمل الاشكاليات/الاسئلة التى طرحتها بداية.
كما انه موضوع حديت يتوازى و طبيعة العصر الدى نعيشه ،حيت التكنولوجيا و العولمة تحاصرنا فى ادق تفاصيلنا اليومية،الشى الدى يزيد من اهميته.
لدلك فانا اعتبرك من السباقين الى طرح الموضوع بغية التامل و الدراسة ، التى بدون شك سوف تكون مفيدة.
دمت مشاكسا و اتمنى لك التوفيق فى ارقك الادبى.
ام محمود
سعيدة كالعادة لقراءتك…موضوع في غاية الأهمية…أصبح جزءا من حياتنا…أهو اجتياح أم ارتياح…عشرات الأسئلة تتبادر الى الدهن تماما كم ورد في هدا المقال و لا شيء غير التهالك على المنتوجات الالكترونية بنهم أكبر…
شكرا لهدا التواصل المستمر عزيز رايك في موضوعات كثيرة يتير اكثر من استفهام…دمت رمزا للاصرار أخي.
الاخ:عزيز
تحية وبعد:
اطلعت على موضوع قراءة الصحف والمجلات عبر الانترنيت ،وهو موضوع يصعب الابحار فيه لكثرة الامواج التي تتقاذفه في غياب بوصلة تساعد على تلمس الطريق ،خاصة وان تعامل العربي مع الجريدة الالكترونية حديث العهد وليس في متناول الجميع، اما مهاجرة المطبوعات فاتحفظ في مشاطرتك الراي وتبقى رغم كل شيء محتفظة بمكانتها لدى القاريء،والدليل على ذلك الصحف الغربية التي لازالت تحتل مكانتها وبقوة وهم اسبق للانترنيت منا .المشكلة المطروحة هي لماذا لانقرا؟هل صحفنا لاتقدم لنا مايفيد؟ ام هناك خلل في منظومتنا التعليمية؟ماذا وقع؟
تحية للكاتب عى اهتمامه بقضايا ال »نت » واسهامه في طرح نقاشات تروم التنوير والتوجيه في هذا المجال.وتعقيبي ينصب على العناصر التالية:
-جل صحفنا المغربية تعاني من مشاكل في نسخها الالكترونية وبعضها قد اغلق كما نعلم، وهي مشاكل تقنية احيانا كغياب تحيينها في أوانه او بطء الارتباط العائد لطبيعة الانشاء التقني(البرمجي) للنسخة، والجريدة الوحيدة التي خاضت معركة المجازفة التجارية وذلك بنشر نسختها الورقية مصورة يعاني المبحرون من صعوبة وبطء الارتباط بها نظرا لاعتمادها طريقة التحميل صفحة صفحة في الوقت الذي نجد صحفا اجنبية تعتمد اسلوب التحميل الكلي مما يريح المبحر-اما المقروئية فيصعب التعرف الصحيح على نسبتها حتى لو اعتمدت تقنيات البرمجة المتتبعة لذلك لأن مادة البرمجة تحتسب عدد الزوار للصفحة ولكن هل يعد كل زائر قارئا ؟ لايمكن الجزم بذلك ولكن يمكن الاستئناس بان عدد الزوار يعكس اهتماما خاصا بالجريدة او الموقع- – /- يبدو ان الكثير من الجرائد تتوفر على موقع او نسخة الكترونية لتكون مسايرة للركب فقط ،ولا تهمها طبيعة الخدمات التي يمكن ان تقدمها ، وهذا ما يؤثر سلبا على المبحر وقد ينفره منها ومن مثيلاتها/-
تحية إجلال وإكرام لقلمك الحر عزيزي باكوش، موضوع يستحق الدراسة العلمية لما له من موقع في ثورة المعرفة، بجانب كون التطور التكنولوجي سريع ستكون هناك بدائل أخرى عن الورق، فانظر إلى الرسائل الورقية والرسائل الإلكترونية في الكم والنوع تجد المسافة تكبر بينهما. فكذلك الصحف وغيرها. دام لنا قلمك نابضا بالجديد
شكرا اخي العزيز لقد اتحفني موضوعك رائع بالفعل كما عهدناك.
الاحبة الاستاذ ادريس الواغيش
الاستاذة بشرى راشدي
الاستاذة فائزة السباعي
الاستاذ محمد الزعماري
الاستاذ المتتبع
الاستاذ عبد العزيز قريش
الفاضل ذ ابو يوسف عبد الواحد مليح
اراؤكم الناضجة وصلت..واستسمحكم التمتاهي معها لجديتها
وموضوعية الرؤيا وبعد النظر
لكم الود والمحبة التي لا تبلى
عزيز جهة القلب فيكم
الأستاذ الفاضل عزيز باكوش القدير …
انتقاء جيد، وموضوع يستحق طرحه على محك النقاش الجاد، خصوصا لما اصبح عليه حالنا في ظل العولمة وثقنيا التكنولوجية العالية ، والخروج بحلول صائبة تجعلنا نقفز فوق هذه الظاهرة التي لا تكاد تنقطع ،،، لكم التوفيق والإحترام
المبدعة والمتالقة صباح
مروروك وحضورك ملح كتاباتنا وملح وجدة سيتي ايضا مودتنا سيدتي تلزمنا