مهنة رجال الأمن والدرك من المهن التي تعتبر من اتعب المهن والوظائف بامتياز ، ففي حرارة الصيف وبرودة الشتاء ليس على رجل الأمن والدرك الا ان يؤدي وظيفته دون اي اعتذار او مبرر ، فتحت حرارة الشمس الملتهبة لفصل الصيف وفي درجة تتجاوز الأربعين درجة مائوية ، يلاحظ ان رجل الأمن والدرك واقف لمدة ست ساعات بحيث لا يحق له لا ان يجلس ولا ان يتكيء ، ولا ان يلجاء الى الظل ، لأن قوانين المهنة لا تسمح له بذلك ، كما ان حركة السير والمرور تضطره الى الوقوف تحت الحرارة والرياح الساخنة تلفح وجهه ، وقد يجد شربة ماء بارد وقد لا يجدها ، حتى ان بذل الكثير من رجال الأمن والدرك يلاحظ ان لونها تغير بفعل اشعة الشمس الحارة…اما في فصل الشتاء فان البرد القارس ، والأمطار ليست عذرا لرجال الأمن والدرك امام اداء وظيفتهم المتعبة ، والتي لا يمكن ان يشعر بدرجة تعبها الا الذي يقف للحظات قصيرة تحت شمس فصل الصيف لاسيما خلال ( السمائم ) او يقف تحت امطار فصل الشتاء والبرد القارس يلسع وجهه ، انذاك ندرك ان مهنة الشرطي والدركي هي من اتعب المهن ،ليلا او نهارا ، …

وامام كل هذه التضحية والتفاني في اداء الواجب بكل تفان واخلاص فان أجور رجال الشرطة والدرك تبقى من الأجور التي لاتسمن ولا تغني من جوع لاسيما بالنسبة للسلاليم الدنيا ، فكيف يمكن لأجرة مثل أجرة الشرطي او الدركي ان تلبي له كل ضرورات الحياة سواء له او لأسرته ، من سكن لائق ، وتمدرس ابنائه اذا كان الأمر يتطلب دروسا اضافية ، وعلاج ، وتطبيب ، وقضاء العطلة مثل ايها الناس ، …انها امور تبقى عند العديد من افراد الشرطة والدرك من باب المستحيلات او الكماليات ، والتي لا يريدون حتى التفكير فيها ، ولا ان يشغلوا بها بالهم …

واذا كان القانون يمنع رجال الشرطة والدرك من الأنتماء الى النقابات والني تنتمي اليها العديد من فئات الموظفين للدفاع عن مطالبهم المادية ، او الجمعيات ، واذا كان رجال الشرطة والدرك يؤدون واجبهم الوطني في صمت ، فعلى الجهات المسؤولة ان تعمل على تحسين اوضاعهم المادية برفع اجورهم الى المستوى الذي يوفرعيشا كريما لهم ولأسرهم … ويساعدهم على اداء واجبهم الذي يعتبر من الركائز الأساسية التي يعتمد عليه امن البلاد وامن المواطنين …فهل يجد نداءنا هذا الآذان الصاغية لأنصاف هذه الفئة الصامتة من موظفي الدولة ؟؟