"إيقاعات ملونة" جديد الشاعر الدكتور عبد السلام الموساوي

تقديم: عزيز باكوش

عن " منشورات ما بعد الحداثة" بفاس المملكة المغربية, صدر للشاعر والناقد الدكتور عبد السلام الموساوي كتاب , في 144 صفحة , من الحجم المتوسط موسوم بعنوان" إيقاعات ملونة.

الإصدار الموما إليه , يعتبر الإبداع السادس في ريبيرطوار الشاعر بعد "خطاب إلى قريتي" 1986 .البنيات الدالة في شعر أمل دنقل "دراسة نقدية" دمشق 1996 . سقوف المجاز "شعر" البيضاء1999 .عناكب من دم المكان" سرد" فاس 2001 . عصافير الوشاية "شعر" 2003 .

الكتاب الذي يشتمل على مدخل و13 بابا , هو في الأصل دراسة نقدية, و قراءة جوالة في الشعر المغربي المعاصر هذا البركان من المعاني الذي لا يفترض التواطؤ بالضرورة. في الاصدار , يجد القارئ "تجميعا مشذبا لأهم القراءات النقدية التي أنتجها الناقد لجملة من الدواوين الشعرية المغربية المعاصرة". بدء ب"تحولات النص الثمانيني-حيث يغامر الناقد بالكثير من الحيثيات من اجل تحديد وتاطير فضاء زمني لمرحلة شعرية بعينها.- قراءات في الشعر المغربي المعاصر- حيث يتصور الشعر والتشكيل درجة واحدة في شحن الدلالة وتوسيع المعنى – إيقاعات ملونة- يسبر الناقد بعين الشاعر"وصيفات سلفادور دالي للشاعر محمد السرغيني " الصادرة ضمن ديوانه ( من فعل هذا بجماجمكم) فيما اذا كانت اضاءة فورية لسيرة"دالي" الجنسية – اما في قراءته لقصيدة" ورقة البهاء" لمحمد بنيس "حداثة التشكيل وإنتاج الدلالة- فثمة علامتان بارزتان اغريا الناقد على الكتابة, ثمة ..حيث كل قطرة محيط-عتبات النص ودم المعنى-البوح بالتشظي الفعلي للعالم- البناء والتخييل- شعرية البياض-مثل رذاذ الخريف-الكينونة الثالثة-المتخيل الشعري-الاحتراق شعرا.

قراءات وان كانت مسبوقة بمدخل يبسط الكاتب من خلاله جانبا من الأفكار التي حاول من خلالها الاقتراب من قضايا تهم مفهوم الشعر والتحولات التي شهدها الشعر المغربي في عقوده الأخيرة. إلا أنها تتكئ على مقولة تنطق بان قوة " الإعلام لا تكمن فقط في التعريف بقيمة عمل ما, أو شاعر ما, أو قصيدة ما , وإنما أيضا في ملازمته ومنحه القدرة على البقاء والشغب ,والاستمرار" .

فالشعر كما يورد الكاتب شعر, منذ تمرد اول إنسان على قوانين لغة عشيرته,وليس مهما ان يأتي الشعر من المشرق إلى المغرب محمولا فوق صهوات الإكراه مقدسا, وليجبر الشعراء على نسج توأمه الفكري والفصيح. سؤال الكاتب مشروعا , إلى ان يعثر على الجواب . هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها , وهي ان الوجدان المغربي يتكون من أضغاث المقروء ,وأضعاف ما يتكون من المعيش العام. فهل ثمة جدوى للتأريخ لحقبة ما , لقصيدة ما, لشاعر ما , تنماز عن جيلها .. بانزياح خاص؟؟؟

ان الكاتب, موضوعي هنا, اذ , لا يدعي صرامة منهجية في القراءة , ولا تناولا مدرسيا للقصائد, وإنما يقترح نموذجا شخصيا في المقاربة. نموذج يلتقي فيه الدرس النقدي المرن, بالتذوق الشخصي, مع الرغبة في تحقيب ما,نموذج كاتب يحاول على مستوى التجربة, ان يزاوج بين كتابة الشعر, وقراءة أشعار زملائه.

ومع ان اختيارات الكاتب , وفق ماجاء في إضاءة الكتاب " وليدة سياقات ثقافية وانطولوجية متنوعة. فان تنويع اختياراته يخضع لمنهج ,خاصة , حينما يعطي الأولوية للنص , القصيدة , كما في حالتي الشاعرين محمد السرغيني ومحمد بنيس.

وحينما ينصرف إلى مقاربة تجربة الديوان في كليتها كما هو الشأن بالنسبة لتجارب أخرى

طريقة ,أراد الكاتب من خلالها ان تمنح الأولى الدارس فرصة التأمل الدقيق في زوايا القصيدة ومنعرجاتها, مثلما تجعله يحقق اقترابا حميميا من مكامنها وأبعادها.

أما الثانية باعتبارها, لحظة توحد لحظات جمالية مؤطرة ضمن توجه إبداعي مرحلي معين لهذا الشاعر أو ذاك.

قارب الشاعر وفق هذا المنحى كل من الشعراء محمد بنطلحة -ومحمد بودويك- ومحمد عبده بوزوبع- ونجيب خداري- وبوجمعة العوفي- وداد بنموسى- ومحمد بشكار -وياسين عدنان- وعبيد الدين حمروش.

طيب .لماذا هذه الأسماء دون تلك؟

الجواب ببساطة , أن الأمر يتصل بقناعات ذاتية, صرفة , فقد ترك الباب مفتوحا أمام اختياراته , حيث نرى الإعجاب بتجارب هؤلاء الشعراء الذين لا يزال معظمهم يعيش فورة الشباب يقود الكاتب مرة . فيما أقلامهم تسابق غضاضة السن إلى مهر الحياة الثقافية المغربية, ألم يصل التراكم الشعري المغربي إلى مرحلة تجعله جديرا بقراءات نقدية رصينة وطافحة ؟ مقاربات ترصد تحققاته , وترسم توجهاته الدلالية في علاقة بالمراحل اللابستيمية والجمالية التي قطعتها القصيدة المغربية في مسارها الطويل.. إبداعات فنية جديدة, ومغامرات جمالية, سيكون لها الأثر المحمود على مستقبل القصيدة المغربية والعربية بامتياز" يقول الشاعر.

عزيز باكوش