Home»International»الرد على دعوة الأستاذ الفاضل المحترم السيد يحيى العماري الحسني

الرد على دعوة الأستاذ الفاضل المحترم السيد يحيى العماري الحسني

0
Shares
PinterestGoogle+
 

بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله الحمد الكثير الذي يليق بجلاله ، والشكر الجزيل الموافي لسابغ نعمه ، والصلاة والسلام على خير أنبيائه ورسله وآله وصحبه ومن اقتدى بهديه وعلينا معهم فضلا ورحمة منه .

وبعد ، سلام من الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته

 

أيها الأستاذ الفاضل المحترم السيد يحيى العماري الحسني بداية شكر الله عز وجل دعوتكم الكريمة لي للانضمام إلى اتحاد أئمة المساجد وفقهاء المغرب التي تتشرفون برئاستها ، وإنني أبادلكم نفس الشعور بالفخر والشرف للرد على دعوتكم الكريمة ، وإن كنت دون مستوى أملكم وطموحكم فيما ترجونه من مساعدة لأنني مجرد خطيب جمعة متطوع متواضع أقوم بواجب الدعوة إلى الله عز وجل طلبا لرضاه وزهدا في ما تنفقه الوزارة المكلفة بالشأن الديني على الأئمة والفقهاء والخطباء ، وهو كما جاءت الإشارة إليه في دعوتكم ، وهو دون ما يحفظ للأئمة والفقهاء والخطباء كرامتهم ، بل هو استصغار لشأن الدين إذا ما قورن بما تحظى به أديان الأمم الأخرى من تقديس واحترام من خلال المبالغة في إكرام وتبجيل المنقطعين لها . فلو أجرينا مقارنة بسيطة بين أجر راهب أو قس يهودي أو نصراني مع أجر إمام راتب أو فقيه أو خطيب مسلم عندنا لوجدنا فرقا شاسعا لا يفسح مجالا للمقارنة. وأعتقد أن تفكيركم في إنشاء اتحاد قطري يضم الأئمة والفقهاء جاء نتيجة غبن تشعر به هذه الفئة من خدام بيوت الله عز وجل من تهميش مادي ومعنوي ، ذلك أن طائفة عريضة منهم لا زالت تستجدي المحسنين ، وما كل من يتسمى محسنا هو في مستوى الإحسان بل منهم من يعبث أشنع العبث بالإمام أو الفقيه ، ويعامله معاملة المستخدم للأجير بمزاجية عابثة حيث يوقفه متى وأنى شاء ولأتفه الأسباب وكأن المساجد مجرد ضيعات يملكوها ملاك يحسبون على الإحسان ، و يشغلون فيها من شاءوا حسب أهوائهم إني لأعرف من حكايات بعض هؤلاء ما أخجل من سرده على الرأي العام إعلاميا لأنه يسيء بشكل كبير إلى سمعة ديننا التي ينال منها سلوك بعض هؤلاء المحسوبين على الإحسان مع أنهم بالانتساب للإساءة أولى وأجدر .

وأما الطائفة الأخرى من الأئمة والفقهاء فتصيب القليل بل الأقل من الأجر من الوزارة الوصية على الشأن الديني ، وهو أقل وأزهد أجر في المجتمع إذا ما قيس بباقي الأجور في مجتمعنا. فمظلمة الأئمة والفقهاء أيها السيد الفاضل ثابتة ثبوتا لا يرقى إليه شك . ويجوز أن تسمي ما تعاني منه هذه الفئة فسادا يستحق أن يحارب على غرار باقي أنواع الفساد التي خرج الناس مؤخرا للجهر بمحاربتها إلا أنني أربأ بالأئمة والفقهاء أن يخرجوا كما خرج غيرهم للمطالبة بمتاع الدنيا الزائل والأصل فيهم الزهد فيما يملك الناس ،والطمع فيما عند الله عز وجل وهو خير وأبقى. ولقد كان من المفروض والوزارة الوصية على الشأن الديني جل أهل القرار فيها أئمة وفقهاء وخطباء أن يغضبوا لكرامة فئة ينتمون إليها ، وأن يكونوا أصحاب مبادرة قبل غيرهم لتحسين أوضاع فئتهم عوض أن يستأثروا بامتيازات الوزارة التي يشرفون على تدبير شأنها ،وغيرهم من فئتهم يعيش على الكفاف أو يعيش تحت خط الكفاف بل يعيش تحت رحمة الفاقة والفقر، ويعامل أسوأ معاملة عندما يقصد مرافق الوزارة . ولقد صار حديث ما تعانيه فئة الأئمة والفقهاء من بعض العاملين في هذه المرافق حديث كل الألسنة بدءا بما يسمى عملية التزكية ومرورا بغيرها من المعاملات الجائرة وانتهاء بعملية العزل والطرد المزاجية خصوصا عندما يتعلق الأمر بكل ذي كرامة وأنفة لا يرضى بإذلال بعض هذه العناصر التي ابتليت بها بعض مرافق الوزارة ، وهي نماذج تجسد الشر بكل معانيه من حقد وحسد واستكبار ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله . فظروف فئة الأئمة والفقهاء مع أمثال هؤلاء المرضى بطاعون السوء لا شك أنها تدفع كل ذي غيرة إلى الغضب لكرامتهم ، لهذا أنا أتفهم تفكيركم في إنشاء اتحاد يدافع عن فئة لا توجد هيئة تصون حقوقها على غرار الهيئات النقابية في كل القطاعات باستثناء قطاع الدين الذي ليس من حق المنتمين إليه أن يرفعوا شكوى ضد ظلم أو حيف ينال منهم .

فالدفاع عن حقوق الأئمة والفقهاء أمر مشروع ، والجهر بمحاربة الفساد والمنكر هو واجبهم حيثما وجد الفساد وإن كان في عقر دار الوزارة المنتدبة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحسين أوضاع هؤلاء المادية شيء مشروع أيضا بل مطلوب وضروري لحفظ كرامتهم ، ولرفع سبة التسول التي تطاردهم حيثما حلوا وارتحلوا ، وصيانة كرامتهم واجبة أيضا بما فيها حمايتهم من وصاية لا معنى لها عندما تفرض عليهم الخطب المنبرية ويلزمون بما لا يلزم منها ، وهم أهل خطابة لا تعوزهم فصاحة ولا علم ، وتمثليهم عن طريق هيئة كاتحادكم لدى الجهات المسؤولة مطلب معقول ، واستشارتهم واجبة إذ كيف يؤتمنون على أمر الدين ولا يستشارون فيما دون ذلك من قبيل اختيار من يدبر شأن وزارة شغلها الدين أو حضور لقاءات تهم الدين ، وهم حماة الدين في بيوت الله عز وجل .كل ذلك مطالب مشروعة لا تقلق إلا متسلطا أو فاسدا مفسدا . أيها السيد الفاضل المحترم لو أني آنست من نفسي قدرة على تقديم خدمة لأهل القرآن الكريم لما ترددت في ذلك طرفة عين إلا أنني مشغول بمهمة المراقبة التربوية في الوزارة المسؤولة عن الشأن التربوي ولا أجد من الفراغ ما يسمح لي بالقيام بمهام أخرى حرصا على ألا يؤثر ذلك على مهمتي، ويكون ذلك سببا في نقد نحن في غنى عنه . ويكفي أن بعض الجهات تحاسبنا على نصف ساعة يوم الجمعة تلقي فيها خطبة فما بالكم إذا خضنا في غيرها مما يتطلبه عمل الاتحاد الذي أنشأتموه . ولعلكم على علم بأن العديد من خطباء الجمعة ينتمون إلى قطاع التربية ، وهم لا يستفيدون حتى من نصف حصة للقيام بواجب الدعوة إلى الله عز وجل وكان من المفروض أن يعطوا فرصة التفرغ لخدمة الدين وهو أساس الحياة على غرار تفرغ فئات أخرى لخدمة الدنيا من برلمانيين وغيرهم . أيها السيد الفاضل إن مظلمة الأئمة والفقهاء في وطننا الحبيب تعكس نظرة المسؤولين عن الدين لهذا الدين فعلى قدر احترامهم للدين يأتي احترامهم للأئمة والفقهاء والخطباء

. وأخيرا إذا ما كنت لا أستطيع تلبية دعوتكم الكريمة لعذر آمل أن أعذر به ، فهذا لا يعني أنني لا أستطيع تسخير قلمي للدفاع عن فئة الأئمة والفقهاء و الخطباء ، وقد منحني الله عز وجل موهبة الكتابة ، وأنا لا أخشى في الله لومة لائم ولا لؤم لئيم . وإذا جاز أن أنصح لكم وأنتم أهل نصح ، فإني أحيلكم على بعض أهل العلم من علمائنا الأجلاء المخلصين الصادقين وهم غير خافين بسبب مواقفهم المشرفة ، فقد تجدون عندهم ما تعدمونه عند أمثالي من الخطباء المتواضعين. وأخيرا أسال الله عز وجل لكم التوفيق من أجل خدمة دينه ،وسلام من الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته . أخوكم في الله محمد شركي خطيب جمعة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.